«دفعة طب المنوفية» جملة متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، عدد كبير من الطلاب يتهافت المتابعون للدعاء لهم، رسائل الشكر لا تتوقف بسبب ما قدموه للمرضى، بسبب جهاز إيكو للقلب وحضانة للأطفال، فماذا فعلت الدفعة 39 طب المنوفية؟ 

دعاء إبراهيم الدسوقي، إحدى طالبات كلية الطب بجامعة المنوفية، تروي لـ«الوطن» تفاصيل رحلة التبرعات لشراء الأجهزة الطبية لخدمة المرضى، وبدأت حديثها قائلة: «دي أمنيتي من زمان»، الفكرة تراودها منذ الصغر، دائمًا ما تطلب من الله، أن ييسر لها الحال لشراء جهاز طبي، تضعه في أحد المستشفيات كصدقة جارية لها.

 

«كنت خايفة أقول لزملائي» وفي يوم وقفة عرفات الماضية، قررت أن يعم الخير على الجميع، وبعد لحظات من التردد مختلطة بالكسوف، عرضت على زملائها من خلال «جروب» الدفعة، تفاصيل فكرتها لتكون صدقة جارية باسم الدفعة بأكملها، وبعد دقائق من عرض الفكرة، بدأ قلبها يدق فرحًا بعد قبول زملائها لفكرتها «الفرحة مكنتش سايعاني وزمايلي كلهم كانوا حابين المشاركة».

«بدأنا نروح المستشفيات ونعرف محتاجين إيه»، على الفور بدأت «دعاء» وزملاؤها في السعي نحو هدفهم، وأخذت تسأل الأطباء داخل مستشفى جامعة المنوفية، حتى استقروا على تقديم حضانة للأطفال، ومن خلال صفحة على الفيسبوك تحت عنوان «المشروع الخيري لدفعة 39 طب المنوفية»، تعلن «دعاء» عن كل تفاصيل التبرعات وعن تطورات الأمر، ومع كل تبرع يصل كان يدق قلبها طبول الفرح، كأنها على مشارف أبواب الجنة، وبعد شهر يتحقق الحلم وتُجمع الأموال، واشتروا الجهاز بسعر 200 ألف جنيه مصري، ولأن العمل خالص إلى الله دون أي شعارات أخرى، تبرعت الشركة المنتجة للجهاز بـ50 ألف جنيه، كتقدير لدور الطلاب، وعند استلام الجهاز في المستشفى لم تتمالك «دعاء» نفسها من البكاء، وانهمرت دموعها وهي تردد «الحمد لله يا رب». 

70 ألف جنيه كانت فائضا من الأموال التي تم جمعها، أخذت «دعاء» تفكر ماذا تفعل هي وزملاؤها، طريق الخير لم ينتهِ بعد، لا يزالون في بدايته كما يعتقدون، وبعد رحلة من التفكير يكون القرار هو البحث عن جهاز لمستشفى آخر، سلكوا طريق الخير حتى أبواب مستشفى قصر العيني التعليمي، وبعد مناقشة مع الطاقم الطبي هناك، وقع الاختيار على جهاز إيكو لكشف أمراض القلب، ومن توفيق الله كانت هذه الرحلة قصيرة، في خلال أيام قليلة تم جمع 400 ألف جنيه مصري، لتتعاطف معهم الشركة المصنعة للجهاز وتتبرع بـ75 ألف من سعره، الفرحة علمت طريق «دعاء» الخير الذي سعت في طريقه، أصبح يطاردها بالدعوات، لتنهمر دموعها مرة أخرى لحظة استلام الجهاز في المستشفى «كرم ربنا كان كبير أو علينا ومكناش مصدقين إنها سهلة كده». 

وعلى الرغم أن رحلة الخير قد تبدو وكأنها انتهت مع انتهاء سنوات الدراسة في الكلية، إلا أنه تبقى مبلغ 35 ألف جنيه، لتستكمل «دعاء» مهمتها رفقة زملائها، وكأن الخير لا يريد أن يتوقف من خلالها «هنجيب جهاز غسيل كلوي للأطفال، ولسه مكملين في الخير».

 

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: طب جامعة المنوفية إيكو على القلب حضانة غسيل كلوي طب المنوفیة ألف جنیه

إقرأ أيضاً:

خطيب المسجد النبوي: الدنيا دار ابتلاء لا يجزع فيها العبد المؤمن

قال الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير، إمام وخطيب المسجد النبوي، إن الدنيا دار نكدٍ وكدر، فجائعها تملأ الوجود، وأحزانها كلما تمضي تعود، وكل يَوْم نرى راحلًا مشيعًا، وشملًا مصدَّعًا، وقريبًا مودَّعًا، وحبيبًا مفجَّعًا.

دار نكد وكدر

وأوضح " البدير " خلال خطبة الجمعة الثانية من شعبان اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة ، أن من رام في الدنيا حياةً خالية من الهموم والأكدار ، فقد رام محالًا، منوهًا بفضل الصبر على البلايا والمحن، واليقين والرضا بقدر الله عند حصول الفواجع والأحزان.

وأكد أن الدنيا دار ابتلاء، لا يجزع فيها العبد المؤمن، ولا يقنط من فرج ربّه ورحمته، مشيرًا إلى أن من آمن بالقضاء والقدر هانت عليه المصائب، فلا يكون شيء في الكون إلا بعلم الله وإرادته، ولا يخرج شيء في العالم إلا عن مشيئته، ولا يصدر أمر إلا عن تدبيره وتقديره.

وأضاف أن لله فِي خلقه أقدار ماضية، لا تُردُّ حكامها، ولا تصدّ عن الأغراض سهامها، وليس أحد تصيبه عثرة قدم ولا اختلاج عرق ولا خدش عود إلا وهو في القدر المقدور والقضاء المطور، موصيًا العباد على عدم استعجال حوادث الأيام إذا نزلت.

وتابع: أو الجزع من البلايا إذا أعضلت، أو استطالة زمن البلاء وأن لا يقنطوا من فرج الله ولا يقطعوا الرجاء من الرحمن الرحيم، فكل بلاء وإن جلّ زائل، وكلّ همّ وإن ثقل حائل، وإن بعد العسر يسرًا، وبعد الهزيمة نصرًا! وبعد الكدر صفوًا، وبعد المطر صحوًا.

تنزل الرحمة

ونبه إلى أن عِنْد تناهي الشدَّة تنزل الرحمة، وعند تضايق البلاء يكون الرخَاء، فلا يكونوا ضحايا القلق وجلساء الكآبة، وسجناء التشاؤم وأسارى الهموم، فسموم الهموم تشتّت الأفكار، وتقصر الأعمار، لافتًا إلى أن الكمد على الشيء الفائت والتلهف عليه.

واستطرد: وشدة الندامة والاغتمام له، وفرطُ التحسّر وكثرة التأسف والاستسلام للأحزان يقتل النفس، ويذيب القلب، ويهدم البدن، محذرًا من الإفراط في الأحزان وتهييج ما سكن من الآلام والغرق في الغموم والهموم، والإسراف في تذكّر المصائب والأوجاع.

وأوصى بالاسترجاع بذكر الله والإيمان بقضائه وقدره، إذ جعل الله الاسترجاع ملجأ لذوي المصائب، وعصمة للممتحنين، ووعد الصابرين المسترجعين بمغفرته ورحمته جزاء اصطبارهم على محنه وتسليمهم لقضائه.

واستشهد بما روي عن أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللهُ: إِنَّا لِلهِ وإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي، وأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا أَخْلَفَ اللهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا" أخرجه مسلم.

جنة المؤمن

وأفاد بأن الصبر جنّة المؤمن، وحصن المتوكل، داعيًا إلى لزوم الصبر على حلو القضاء ومره، وعلى غمرات البلاء وصدماته، على نكبات الدهر ومصيباته، ففي الصبر مسلاة للأحزان، فما صفا لامرئ عيش ولا دامت لحيّ لذة.

وبين أنه من وطّن نفسه على الصبر لم يجد للأذى مسًا، ومن صبر على تجرّع الغُصص واحتمال البلايا وأقدار الله المؤلمة صبّ عليه الأجر صبًّا، فالمؤمن يكون صبره بحسن اليقين الذي يزيد الآمال انفساحًا، والصدور انشراحًا، والنفوس ارتياحًا.

وحثّ  على ملازمة قراءة القرآن لأن فيه مسلاة للقلوب، ومسراة للكروب، وبها تصغر نازلة الخطوبه، كما أن لقاء الأصدقاء الصلحاء النصحاء عافية للبدن، وجلاء للحزن، كما أن مما يِبردُ حرّ المصائبُ، ويخفف مرارتها أن يعلم المبتلى بما أصيب به غيره من الناس مما هو أعظم من مصيبته وبيلته، وأن يعلم أن الأنبياء والأولياء لم يخلُ أحدهم مدة عمره عن المحن الابتلاء.

ونوه بأن الأوجاع والأمراض والمصيبات تكفّر الخطايا والسيئات، كما روى أَبِي سَعِيدٍ وأَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما أَنَّهُمَا سَمِعَا رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ وصَبٍ، ولَا نَصَبٍ، ولَا سَقَمٍ، ولَا حَزَنٍ حَتَّى الْهَمِّ يُهِمُّهُ إِلَّا كُفِّرَ بِهِ مِنْ سَيِّئَاتِهِ" أخرجه مسلم.

وأشار إلى أن من أمسك نفسه ولسانه عن التسخّط والاعتراض لم يؤاخذ على بكاء عينه وحزن قلبه، واختلاج الألم في صدره، وإنما الذم واللوم والإثم على من لطم وناح وتسخْط واعترض وجزع، مضيفًا أن تأنيس المبتلى المحزون وتسليته، وتهوين المصيبة عليه، والربط على قلبه، وتعزية نفسه المفجوعة والتخفيف عنها من الأعمال النبيلة، والقربات الجليلة.

وتوجه بالدعاء والتضرْع للمولى جل وعلا أن ينصر إخواننا في فلسطين، على الطغاة المحتلين، وأن يطهّر المسجد الأقصى من اليهود الغاصبين، وأن يحفظ أهلنا في فلسطين ويجبر كسرهم، ويعجّل نصرهم، ويقيل عثرتهم، ويكشف كربتهم، ويفك أسراهم، ويشفِ مرضاهم، ويتقبل موتاهم في الشهداء.

مقالات مشابهة

  • خطيب المسجد النبوي يحذر من 5 أفعال شائعة عند نزول المِحن والبلاء
  • خطيب المسجد النبوي: الدنيا دار ابتلاء لا يجزع فيها العبد المؤمن
  • جهاز الشروق يشن حملة لإزالة الإشغالات ويواصل أعمال التطوير
  • رئيس جهاز العاشر من رمضان يتابع جهود تطوير ورفع كفاءة الطرق بالمناطق الصناعية
  • فصل الكهرباء عن الإدارة التعليمية بكوم أمبو والمدارس التابعة بسبب 3.5 مليون جنيه.. تفاصيل
  • شاهد.. جهاز مدينة الشروق يشن حملة لإزالة الإشغالات ويواصل أعمال التطوير
  • «الإفتاء»: اغتنموا بركات شهر شعبان.. «تحمل الخير والبركة للعباد»
  • الأمن الداخلي: صار لزاماً علينا مخاطبة الشعب الليبي ومؤسساته بما يُحاك ضدنا
  • عاجل.. الزمالك يعلن رحيل أحد أفراد جهاز كريستيان جروس رسميًا
  • سوناطراك توقع عقد تصنيع براءة اختراع تطوير جهاز جديد