بجهاز للقلب وحضانة للأطفال.. دفعة «طب المنوفية» تختم مسيرتها التعليمية بالخير
تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT
«دفعة طب المنوفية» جملة متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، عدد كبير من الطلاب يتهافت المتابعون للدعاء لهم، رسائل الشكر لا تتوقف بسبب ما قدموه للمرضى، بسبب جهاز إيكو للقلب وحضانة للأطفال، فماذا فعلت الدفعة 39 طب المنوفية؟
دعاء إبراهيم الدسوقي، إحدى طالبات كلية الطب بجامعة المنوفية، تروي لـ«الوطن» تفاصيل رحلة التبرعات لشراء الأجهزة الطبية لخدمة المرضى، وبدأت حديثها قائلة: «دي أمنيتي من زمان»، الفكرة تراودها منذ الصغر، دائمًا ما تطلب من الله، أن ييسر لها الحال لشراء جهاز طبي، تضعه في أحد المستشفيات كصدقة جارية لها.
«كنت خايفة أقول لزملائي» وفي يوم وقفة عرفات الماضية، قررت أن يعم الخير على الجميع، وبعد لحظات من التردد مختلطة بالكسوف، عرضت على زملائها من خلال «جروب» الدفعة، تفاصيل فكرتها لتكون صدقة جارية باسم الدفعة بأكملها، وبعد دقائق من عرض الفكرة، بدأ قلبها يدق فرحًا بعد قبول زملائها لفكرتها «الفرحة مكنتش سايعاني وزمايلي كلهم كانوا حابين المشاركة».
«بدأنا نروح المستشفيات ونعرف محتاجين إيه»، على الفور بدأت «دعاء» وزملاؤها في السعي نحو هدفهم، وأخذت تسأل الأطباء داخل مستشفى جامعة المنوفية، حتى استقروا على تقديم حضانة للأطفال، ومن خلال صفحة على الفيسبوك تحت عنوان «المشروع الخيري لدفعة 39 طب المنوفية»، تعلن «دعاء» عن كل تفاصيل التبرعات وعن تطورات الأمر، ومع كل تبرع يصل كان يدق قلبها طبول الفرح، كأنها على مشارف أبواب الجنة، وبعد شهر يتحقق الحلم وتُجمع الأموال، واشتروا الجهاز بسعر 200 ألف جنيه مصري، ولأن العمل خالص إلى الله دون أي شعارات أخرى، تبرعت الشركة المنتجة للجهاز بـ50 ألف جنيه، كتقدير لدور الطلاب، وعند استلام الجهاز في المستشفى لم تتمالك «دعاء» نفسها من البكاء، وانهمرت دموعها وهي تردد «الحمد لله يا رب».
70 ألف جنيه كانت فائضا من الأموال التي تم جمعها، أخذت «دعاء» تفكر ماذا تفعل هي وزملاؤها، طريق الخير لم ينتهِ بعد، لا يزالون في بدايته كما يعتقدون، وبعد رحلة من التفكير يكون القرار هو البحث عن جهاز لمستشفى آخر، سلكوا طريق الخير حتى أبواب مستشفى قصر العيني التعليمي، وبعد مناقشة مع الطاقم الطبي هناك، وقع الاختيار على جهاز إيكو لكشف أمراض القلب، ومن توفيق الله كانت هذه الرحلة قصيرة، في خلال أيام قليلة تم جمع 400 ألف جنيه مصري، لتتعاطف معهم الشركة المصنعة للجهاز وتتبرع بـ75 ألف من سعره، الفرحة علمت طريق «دعاء» الخير الذي سعت في طريقه، أصبح يطاردها بالدعوات، لتنهمر دموعها مرة أخرى لحظة استلام الجهاز في المستشفى «كرم ربنا كان كبير أو علينا ومكناش مصدقين إنها سهلة كده».
وعلى الرغم أن رحلة الخير قد تبدو وكأنها انتهت مع انتهاء سنوات الدراسة في الكلية، إلا أنه تبقى مبلغ 35 ألف جنيه، لتستكمل «دعاء» مهمتها رفقة زملائها، وكأن الخير لا يريد أن يتوقف من خلالها «هنجيب جهاز غسيل كلوي للأطفال، ولسه مكملين في الخير».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: طب جامعة المنوفية إيكو على القلب حضانة غسيل كلوي طب المنوفیة ألف جنیه
إقرأ أيضاً:
الإفتاء: إعطاء الصدقات لغير المسلمين من قبيل التعاون والاستباق في الخير
قالت دار الإفتاء المصرية إن الشريعة الإسلامية جاءت بالرحمة بجميع الخلق؛ ومن مظاهر هذه الرحمة ما فعله سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع غير المسلمين؛ حيث أمر أن يُعْطوا من الصدقات وأن يجري عليهم القوت.
مصارف إنفاق أموال الصدقاتروى العلامة البلاذري في "فتوح البلدان" (ص: 131، ط. دار ومكتبة الهلال)، قال: [حدثني هشام بن عمار أنه سمع المشايخ يذكرون أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند مقدمه الجابيةَ من أرض دمشق، مر بقوم مُجذَّمين من النصارى، فأمر أن يُعطَوْا من الصدقات، وأن يجري عليهم القوت] اهـ.
وعن جابر بن زيد: أنه سئل عن الصدقة فيمَن توضع؟ فقال: "في أهل المسكنة من المسلمين وأهل ذمتهم"، وقال: "قد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقسم في أهل الذمة من الصدقة والخمس" أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف".
وقال الإمام القرطبي المالكي في "تفسيره" (3/ 338، ط. دار الكتب المصرية): [وقال المهدوي: رخص للمسلمين أن يعطوا المشركين من قراباتهم] اهـ.
فالاختلاف في الدين لا ينبغي أن يكون مانعًا من أسباب الود والرحمة بين الناس؛ لأنه سنة كونية أرادها الله تعالى؛ قال سبحانه: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾ [يونس: 99].
وإعطاء الصدقات لغير المسلمين من قبيل التعاون والاستباق في الخير بين الأمم المختلفة في الدين؛ قال سبحانه وتعالى: ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾ [المائدة: 48].
وقال العلامة ابن نُجيم الحنفي في "البحر الرائق" (2/ 261، ط. دار الكتاب الإسلامي): [وصحَّ دفع غير الزكاة إلى الذمي واجبًا كان أو تطوعًا؛ كصدقة الفطر، والكفارات، والمنذور؛ لقوله تعالى: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الممتحنة: 8]] اهـ.
وقال الخطيب الشربيني الشافعي في "مغني المحتاج" (4/ 195، ط. دار الكتب العلمية): [(و) تحل -أي: صدقة التطوع- لغير المسلم] اهـ بتصرف يسير.