تجنبت إيران وإسرائيل المواجهة المباشرة لسنوات، وخاضتا حرب ظل من التخريب والاغتيالات السرية. لكن البلدين يقتربان الآن من صراع مفتوح، بعد الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان هذا الأسبوع ووابل الصواريخ الباليستية التي شنتها طهران على إسرائيل، وهو الثاني في أقل من ستة أشهر.
ويبدو أن إسرائيل مستعدة لضرب إيران مباشرة، بطريقة أكثر قوة وعلنية مما كانت عليه من قبل.
تتجمع منشآت النفط والغاز الإيرانية في الغالب في غرب البلاد، بالقرب من العراق والكويت و السعودية.
ويوجد عدد كبير من المرافق قبالة الساحل الإيراني أو على الجزر، مثل محطة تصدير النفط الرئيسية في جزيرة خرج في الخليج.
وقد يضر تدمير المنشآت النفطية بالاقتصاد الإيراني الضعيف بالفعل ويعطل أسواق النفط العالمية قبل شهر من الانتخابات الأميركية.
وتنتج إيران حوالي ثلاثة ملايين برميل من النفط يوميا، أو حوالي 3 في المئة من الإمدادات العالمية. أكبر عميل لها هو الصين. وقللت العقوبات من أهمية إيران في السوق العالمية، لكن الهجوم قد يؤثر على الأسعار.
وعندما سئل الرئيس جو بايدن، الخميس، عما إذا كان سيدعم ضربة من قبل إسرائيل على البنية التحتية النفطية الإيرانية، قال إن الاحتمال "قيد المناقشة" – وهي ملاحظة مرتجلة أدت إلى ارتفاع أسعار النفط. وحقق خام برنت، وهو المعيار الدولي، مكاسب أسبوعية بأكثر من 8 في المئة، وهي أكبر زيادة في عامين.
وترى إسرائيل في برنامج إيران النووي تهديدا لوجودها. لكن مسؤولين إسرائيليين قالوا إنه ليس لديهم خطط فورية لضرب المنشآت النووية الإيرانية، بما في ذلك محطات إنتاج وتخصيب اليورانيوم ومناجم اليورانيوم ومفاعلات الأبحاث، ردا على وابل الصواريخ الأخير.
وسيكون استهداف المواقع النووية، وكثير منها عميق تحت الأرض، صعبا دون مساعدة من الولايات المتحدة. وقال بايدن، الأربعاء، إنه لن يدعم هجوما على المواقع النووية الإيرانية.
وحتى إذا سرعت إيران جهودها لتصنيع ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب لصنع قنبلة، يقول الخبراء إن البلاد ستكون على بعد أشهر وربما تصل إلى عام من صنع سلاح نووي.
إذا أرادت إسرائيل استخدام قواتها الجوية القوية للرد، فسيتعين على طائراتها الطيران لمسافات طويلة. لكنها أظهرت مؤخرا أنها قادرة على القيام بذلك.
وفي الهجمات ضد الحوثيين في اليمن الأسبوع الماضي، حلقت القوات الإسرائيلية أكثر من ألف ميل لمهاجمة محطات الطاقة والبنية التحتية للشحن، باستخدام طائرات استطلاع وعشرات الطائرات المقاتلة التي كان لا بد من تزويدها بالوقود في الجو.
إن مهاجمة إيران جوا ستنطوي على مسافات مماثلة، لكنها ستكون أكثر خطورة بكثير. إذ تمتلك إيران دفاعات جوية أقوى بكثير من لبنان واليمن.
وفي أبريل، ردا على أول وابل من الصواريخ الإيرانية، ألحقت غارة جوية إسرائيلية أضرارا بنظام S-300 المضاد للطائرات بالقرب من نطنز، وهي مدينة في وسط إيران حيوية لبرنامج الأسلحة النووية في البلاد.
وقال مسؤولون غربيون وإيرانيون إن إسرائيل نشرت طائرات بدون طيار وصاروخا واحدا على الأقل أطلق من طائرة حربية في ذلك الهجوم.
قال غرانت روملي، مسؤول سابق في البنتاغون وزميل بارز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى "أعتقد أنه من المحتمل أن يقلدوا عملية أبريل ويحاولون تدمير أنظمة الإنذار المبكر والدفاعات الجوية الإيرانية لإفساح المجال لهجوم جوي "، وأضاف "السؤال سيكون إلى أي مدى ستدخل المجال الجوي الإيراني وما إذا كانت ستذهب إلى المجال الجوي الإيراني".
لكن إسرائيل قد لا تضطر إلى الاعتماد على قواتها الجوية وحدها في الهجوم على إيران. وفقا لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وهو مركز أبحاث في واشنطن، فإن إسرائيل لديها خيارات أخرى: صواريخ أريحا 2 الباليستية متوسطة المدى التي يمكن أن تطير حوالي 2000 ميل، وصواريخ أريحا 3 الباليستية متوسطة المدى التي يمكن أن تصل إلى أهداف تبعد أكثر من 4000 ميل.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
سلطان عُمان وترامب يبحثان تطورات المفاوضات النووية الأمريكية-الإيرانية في اتصال هاتفي
أجرى السلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان، اتصالاً هاتفياً، مساء الثلاثاء، مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تناولا خلاله: الجهود الرامية إلى دفع المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران قدما.
وبحسب بيان صادر عن وكالة الأنباء العُمانية الرسمية، فقد تلقى السلطان، اتصالاً من الرئيس الأمريكي، ناقشا فيه: تطورات الحوار الأمريكي الإيراني الذي تستضيفه العاصمة العُمانية مسقط، فيما تطرق الطرفان إلى سبل دعم هذه المفاوضات لتحقيق النتائج المرجوة.
وأوضحت الوكالة أنّ: "ترامب عبّر خلال الاتصال عن تقديره للعلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، والجهود العمانية في المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية".
وأشارت إلى أنّ: "الاتصال بحث سبل دعم هذه المفاوضات بما يحقِق النتائج المرجوة" وذلك دون مزيد من التفاصيل.
وكان المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، قد دعا في وقت سابق من الثلاثاء، إيران، إلى: "وقف برنامجها للتخصيب والتسلح النووي والقضاء عليه".
وقال ويتكوف في منشور على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، إنّ: "أي اتفاق مع إيران لن يكتمل إلا إذا رعاه الرئيس ترامب".
إلى ذلك، استضافت سلطنة عمان، في وقت سابق الثلاثاء، أولى جولات المحادثات الإيرانية الأمريكية بمسقط، والتي لاقت ترحيبا عربيا، بينما وصفها البيت الأبيض بأنها كانت "إيجابية للغاية وبناءة".
وفي حينه قال البيت الأبيض، إنّ: "ويتكوف أجرى محادثات مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، استضافها وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي".
بدورها، أفادت الخارجية الإيرانية، السبت، بأنّ: "المحادثات في مسقط قد دامت لأكثر من ساعتين ونصف، وشهدت تبادلا للآراء بين عراقجي وويتكوف، وذلك من خلال وزير الخارجية العماني".
وحذّر البيت الأبيض، عشية انطلاق جولة المفاوضات الأولى، من "خيارات أمريكية باهظة الثمن" في حال فشل التوصل إلى اتفاق جديد بشأن البرنامج النووي الإيراني، مؤكداً أنّ: "الرئيس دونالد ترامب يفضل تسوية هذا الملف من خلال محادثات مباشرة مع طهران".
وتتهم الولايات المتحدة إلى جانب دولة الاحتلال الإسرائيلي ودول أخرى إيران بالسعي إلى تطوير أسلحة نووية، بينما تصرّ طهران على أن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية، من بينها توليد الكهرباء.