الشارقة في العصر الحديث مدينة صديقة لكبار السن
تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT
الشارقة: «الخليج»
ضمن الفعاليات المصاحبة لملتقى خدمات كبار السن في دورته الـ 13 ونظمته دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، بالتعاون والتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، وتحت شعار «الذكاء الاصطناعي في خدمة كبار السن»، بمركز الجواهر بالشارقة، عُقدت الجلسة الثانية بعنوان 'الشارقة في العصر الحديث مدينة صديقة لكبار السن'، حيث شارك فيها عدد من المتحدثين البارزين لاستعراض تجارب مؤسساتهم ومبادراتهم التي تهدف إلى تحسين حياة كبار السن باستخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
وضمت الجلسة الملازم أول علي الغيثي، من القيادة العامة لشرطة الشارقة، والدكتور علي بوزنجال، من مجمع الشارقة للبحوث والابتكار، وأسماء الخضري، مديرة مكتب الشارقة مراعية للسن، وأسماء آل علي، أخصائية العلاج الطبيعي بدائرة الخدمات الاجتماعية، والدكتور عبيد صالح البلوشي، رئيس جمعية الإمارات للمتقاعدين.
تعزيز أمانهم ورفاهيتهم
واستهل الملازم أول، السيد علي الغيثي، مداخلته بتأكيد دور تطبيقات الأمن الذكية في تعزيز أمان كبار السن في المجتمع ورفاهيتهم. مشيراً إلى أبرز التحديات التي تواجه استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين خدمات الأمن لكبار السن، ومنها الحاجة إلى تدريبهم على استخدام هذه التقنيات، وضمان وصول الخدمات بشكل سلس.
وقدم الغيثي، شرحاً عن التطبيقات المخصصة لخدمتهم، وتشمل إيصال الخدمات إلى منازلهم وزيادة شعورهم بالأمان والراحة عبر كاميرات المراقبة والمزودة بأجهزة تحاليل البيانات، لضمان أمنهم وسلامتهم وهم في منازلهم.
وأكد دور تطبيقات الأمن الذكية في تعزيز أمانهم ورفاهيتهم في المجتمع. والتكنولوجيا الحديثة، وبالأخص الذكاء الاصطناعي، باتت تؤدي دوراً محورياً في تأمين حياة هذه الفئة، إذ تسهم في توفير حلول مبتكرة تساعد على تلبية احتياجاتهم اليومية وتضمن لهم الحماية اللازمة.
وأشار إلى أبرز التحديات التي تواجه تطبيق الذكاء الاصطناعي في تحسين خدمات الأمن لهم، وأهمها الحاجة إلى تدريبهم على استخدام هذه التقنيات، خاصة أن بعضهم قد يواجه صعوبة في التعامل مع الأجهزة الذكية.
كما تطرق إلى ضرورة توفير منصات سهلة الاستخدام وموجهة بشكل خاص لكبار السن، مع تأكيد ضمان وصول الخدمات بسلاسة.
وقدم الغيثي، شرحاً مفصلاً عن التطبيقات المخصصة لخدمتهم، وتسهم في تحسين حياتهم وتعزيز شعورهم بالأمان. ومن بين هذه التطبيقات تلك التي تعتمد على كاميرات المراقبة الذكية، المزودة بأجهزة لتحليل البيانات الفورية، فهذه الأجهزة تعمل على مراقبة حالة كبار السن في منازلهم، وترصد أي حركة غير طبيعية أو مؤشرات خطر، ما يتيح التدخل السريع عند الضرورة.
كما أشار إلى أن بعض هذه الأنظمة تشمل إمكانية التواصل المباشر مع الجهات المعنية، مثل الشرطة أو فرق الإسعاف، في حالة الطوارئ، وهو ما يعزز من شعورهم بالراحة والاطمئنان داخل منازلهم، ما يضمن دعمهم المستمر، من دون الحاجة إلى مغادرة منازلهم، وهو أمر بالغ الأهمية لضمان سلامتهم.
واختتم الغيثي مداخلته بالإشارة إلى أن تعزيز الأمان الرقمي لكبار السن يتطلب تكامل جهود المؤسسات الأمنية والتقنية مع الجهات الاجتماعية، لضمان تقديم أفضل الحلول التي تراعي احتياجاتهم وتدعم استقلاليتهم، مع المحافظة على أعلى معايير الأمان.
تحسين جودة الحياة
وتحدث الدكتور علي بوزنجال، عن كيفية توظيف مختبر الذكاء الاصطناعي في المجمع، لمصلحة المجتمع والمؤسسات الاجتماعية. وأوضح أن المجمع يسعى إلى نشر ثقافة استخدام الذكاء الاصطناعي في مؤسسات الخدمة الاجتماعية، مع التركيز على العوائد المتوقعة من تحسين جودة الحياة لكبار السن، مثل تحسين الخدمات الصحية والاجتماعية المقدمة لهم، وتوفير حلول تكنولوجية مبتكرة تلبي احتياجاتهم اليومية بطرق أكثر فعالية واستدامة.
وأضاف أن المجمع لا يقتصر دوره على البحث العلمي فحسب، بل يسعى إلى تطويع مجالات الذكاء الاصطناعي لخدمة المجتمع بتطوير أنظمة قادرة على جمع البيانات والمعلومات المتعلقة بكبار السن، وتحليلها بدقة، فإن البيانات تمكن المؤسسات الخدمية من توسيع نطاق خدماتها، حيث يمكن للمجمع توفير هذه المعلومات للمؤسسات المحلية والاتحادية، كل ذلك سيسهم في تسهيل اتخاذ القرارات القائمة على البيانات لتحسين الخدمات الاجتماعية المقدمة، سواء كانت صحية أو مجتمعية.
وأكد أن المجمع يسعى باستمرار إلى تعزيز شراكاته مع الجهات الحكومية والخاصة، داخل دولة الإمارات أو خارجها، بهدف تطوير مشروعات مبتكرة في الذكاء الاصطناعي.
وأضاف أنه يسعى إلى تعزيز التعاون مع المؤسسات الخدمية لتحقيق الابتكار في تطوير تطبيقات عملية تساعد على تحسين جودة الحياة لكبار السن، ومنها تطبيقات للرعاية الصحية المنزلية، وتطبيقات مخصصة لتحسين الصحة العقلية والنفسية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وأشار إلى أن أحد أهدافه الرئيسة تعزيز التفاعل بين التكنولوجيا والمجتمع، بحيث يمكن استثمار التقدم التكنولوجي لتحسين حياة الأفراد، وخاصة كبار السن الذين قد يحتاجون إلى رعاية خاصة وخدمات مصممة وفق احتياجاتهم. موضحاً أن المجمع يعمل على تطوير برامج تدريبية لمقدمي الخدمات الاجتماعية للتأكد من أنهم قادرون على استخدام أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي بفاعلية، ما يضمن استدامة هذه المبادرات وتحقيق أثر إيجابي على المدى البعيد.
توفير بيئة داعمة وشاملة
أما أسماء الخضري، فاستعرضت أبرز التجارب التي يطمح المكتب إلى تحقيقها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، للدور الكبير لهذه التقنيات في تحسين جودة الحياة لكبار السن.
وأوضحت أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يسهم في تقديم خدمات أسرع وأكثر دقة، مثل مراقبة حالتهم الصحية باستمرار، وتقديم تنبيهات فورية عند حدوث أي تغيرات تستدعي التدخل الطبي، ما يعزز شعورهم بالأمان والاستقلالية.
وأضافت أن إمارة الشارقة حريصة على توفير بيئة داعمة وشاملة تضمن لكبار السن حياة كريمة ورفاهاً مستداماً، بتقديم مختلف الخدمات الصحية والاجتماعية والترفيهية التي تسهم في رفع مستوى الرعاية المقدمة وتعزز اندماجهم في المجتمع. مشيرة إلى أن الشارقة، وعبر برنامجها للمدن المراعية للسن، لا تهتم بكبار السن داخل الإمارة فقط، بل تسعى إلى تصدير تجربتها الرائدة إلى الدول الأخرى التي ترغب في الاستفادة من خبراتها.
وأكدت أن الشارقة أصبحت نموذجاً عملياً يحتذى عالمياً في تطبيق معايير المدن المراعية للسن، ما جعلها وجهة مفضلة لكثير من البلدان الساعية إلى تبنّي برامج مماثلة. ومكتب المدن المراعية للسن في الشارقة، قدم تجربة ميدانية ناجحة تُعزز سمعة الإمارة مكاناً مثالياً للحياة في مراحل العمر المتقدمة.
التقنيات المتقدمة
وتحدثت أسماء آل علي، عن التقنيات المتقدمة المعتمدة في العلاج الطبيعي لكبار السن، موضحة أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة رئيسة في تحسين جودة العلاج المقدم لهذه الفئة، مؤكدة أن هذه التقنيات تسهم في تقديم خطط علاجية فردية تناسب حالة كل مريض، بتحليل البيانات الصحية والتاريخ الطبي لكل فرد، ما يساعد في تحديد أنماط العلاج الأمثل وكذلك يسرع من عملية الشفاء.
وأشارت إلى أن الذكاء الاصطناعي يُمكّن الأطباء والمتخصصين من تطوير برامج علاج طبيعي متقدمة تعتمد على تقنيات الواقع الرقمي، فهذه البرامج تتيح لكبار السن التفاعل مع بيئة علاجية مبتكرة تُحاكي الحياة اليومية، وتشجعهم على القيام بالتمارين بشكل أكثر فعالية وتفاعل، ما يساعد على تحسين مرونة حركتهم وزيادة نشاطهم البدني.
كما أكدت أن استخدام هذه التقنيات الذكية يسهم في تقليل الألم وتحسين نتائج العلاج بشكل ملحوظ، ما يرفع مستوى رضاهم ويسهم في تعزيز استقلاليتهم وجودة حياتهم. مشيرة إلى أن الذكاء الاصطناعي ليس وسيلة للعلاج فقط، بل أداة للوقاية، أيضاً حيث يمكنه مراقبة حالة كبار السن باستمرار وتنبيه الأطباء والممرضين عند الحاجة إلى التدخل الطبي، ما يضمن تقديم الرعاية المناسبة في الوقت المناسب.
توفير الدعم
أما الدكتور عبيد صالح البلوشي، رئيس جمعية الإمارات للمتقاعدين، فقد تناول في مداخلته برامج الذكاء الاصطناعي المستخدمة في توفير الدعم لكبار السن، مشيراً إلى أن لهذه التقنيات دوراً محورياً في تحسين جودة الحياة لهذه الفئة من المجتمع. لأن الدعم المتكامل جزء أساسي من رعاية كبار السن، حيث يسهم في تعزيز صحتهم النفسية والعاطفية، ما ينعكس إيجاباً على حالتهم العامة.
وتحدث عن أبرز التقنيات التي تقدمها هذه البرامج، مثل تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي توفر منصات للتواصل المستمر معهم، ما يساعد على تعزيز شعورهم بالاهتمام والتواصل الاجتماعي حتى في غياب الأهل أو الأصدقاء.
وأضاف البلوشي، أن جمعية الإمارات للمتقاعدين تسعى إلى تطوير هذه التقنيات ودمجها في البرامج اليومية الموجهة للمتقاعدين، بهدف توفير بيئة صحية شاملة تُراعي احتياجاتهم النفسية والاجتماعية، وتسهم في تحسين مستوى رفاهيتهم.
كما شدد على أن استخدام الذكاء الاصطناعي في هذا السياق يفتح آفاقاً جديدة لتقديم الرعاية النفسية بشكل مبتكر ومستدام، ما يتيح لكبار السن التفاعل بشكل أكبر والمشاركة في برامج جماعية تهدف إلى رفع مستوى الاندماج الاجتماعي لهم، وتحسين حياتهم على المدى الطويل.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الشارقة الإمارات أن الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی فی الخدمات الاجتماعیة تحسین جودة الحیاة هذه التقنیات الحاجة إلى لکبار السن کبار السن أن المجمع فی تحسین فی تعزیز إلى أن
إقرأ أيضاً:
لماذا يعجز الذكاء الاصطناعي عن معرفة الوقت؟
أحدث الذكاء الاصطناعي ثورة كبيرة في العالم الرقمي وغير الطريقة التي ننظر بها إلى التكنولوجيا، ولكن رغم أن هذه التقنية قادرة على توليد الصور وكتابة الروايات وأداء الواجبات المنزلية والتحليل العاطفي، فإنها غالبا ما تفشل في معرفة الوقت أو تحديده.
وفي دراسة نُشرت على موقع "أركايف" (arXiv) – وهو أرشيف مفتوح المصدر للمقالات العلمية –اختبر باحثون في جامعة إدنبرة قدرات 7 أنواع مختلفة من نماذج اللغة الكبيرة "إل إل إم" (LLM) لاختبار قدرتها في معرفة وتحديد الوقت، وشمل اختبارهم أسئلة متنوعة حول صور لساعات وتقويمات مختلفة، وأظهرت الدراسة التي ستصدر بشكل رسمي في شهر أبريل/نيسان القادم أن هذه النماذج تواجه صعوبة في فهم ومعرفة هذه المهام والتي تُعتبر أساسية في حياتنا اليومية.
وكتب الباحثون في الدراسة: "إن القدرة على تفسير واستنتاج الوقت من المدخلات البصرية أمر بالغ الأهمية للعديد من التطبيقات في العالم الحقيقي، بدءا من جدولة الأحداث إلى الأنظمة المستقلة، ورغم التقدم في نماذج اللغة الكبيرة متعددة الوسائط، فإن معظم الأبحاث ركزت على اكتشاف الأشياء وتسمية الصور وفهم المشاهد، ولكنها لم تُركز على الاستنتاج الزمني وهذا ما جعل عامل الوقت مُهملا بالنسبة لهذه الأنظمة."
إعلانواختبر فريق البحث نماذج من مختلف الشركات مثل "شات جي بي تي -4أو" من أوبن إيه آي و"جيميني" من غوغل و"كلود" من أنثروبيك، و"لاما" من ميتا والنموذج الصيني "كوين 2″ من علي بابا و"ميني سي بي إم" من مودل بيست، وقدموا صورا ذات ألوان وأشكال مختلفة لساعات جدارية عادية وساعات بأرقام رومانية وساعات بدون عقرب الثواني، بالإضافة إلى صور لتقويم يُظهر الأيام والأشهر لآخر 10 سنوات.
وفي اختبار الساعات، سأل الباحثون نماذج اللغة الكبيرة: "ما هو الوقت الموضح في الصورة المرفقة؟"، أما بالنسبة لاختبار التقويم فقد طرحوا أسئلة بسيطة مثل "ما هو اليوم الذي يوافق رأس السنة الميلادية؟" وأسئلة صعبة مثل "ما هو اليوم رقم 153 من السنة؟".
وقال الباحثون: "إن قراءة الساعات وفهم التقويم يتطلب خطوات معرفية معقدة، وتحتاج إلى تمييز بصري دقيق – لمعرفة موضع عقارب الساعة وتخطيط التقويم – كما تحتاج إلى تفكير عددي دقيق لحساب عدد الأيام بين تاريخين".
وبشكل عام لم تُحقق نماذج الذكاء الاصطناعي نتائج مرضية، فقد قرأت الوقت على الساعة بشكل صحيح في أقل من 25% من الحالات، وواجهت صعوبة في فهم الساعات التي تحمل أرقاما رومانية أو العقارب التي تملك تصميما مُبتكرا بنفس القدر الذي واجهته مع الساعات التي تفتقر إلى عقرب الثواني، وهنا يشير الباحثون أن المشكلة قد تكمن في اكتشاف العقارب وتفسير الزوايا على ميناء الساعة.
ومن الجدير بالذكر أن نموذج "جيميني" حصل على أعلى درجة في اختبار قراءة الساعات، بينما تفوق نموذج "شات جي بي تي -4أو" في قراءة التقويم وتحديد الوقت بنسبة 80%، وبالمقابل فإن معظم نماذج اللغات الكبيرة الأخرى ارتكبت أخطاء في اختبار التقويم بنسبة 20% تقريبا.
إعلانوقال روهيت ساكسينا أحد مؤلفي الدراسة وطالب دكتوراه في كلية المعلوماتية بجامعة إدنبرة في بيان صادر عن الجامعة: "يستطيع معظم الناس معرفة الوقت واستخدام التقويمات في سن مبكرة، ولكن نتائجنا تُظهر الفجوة الكبيرة في قدرة الذكاء الاصطناعي على تنفيذ ما يُعتبر مهارات أساسية جدا للبشر، ويجب ألا نغفل عن هذه المشاكل في حال أردنا دمج أنظمة الذكاء الاصطناعي في التطبيقات الواقعية الحساسة للوقت مثل الجدولة والأتمتة والتكنولوجيا المساعدة".
وأضاف "رغم أن الذكاء الاصطناعي قادر على إنجاز أغلب واجباتك المنزلية، ولكن لا أنصحك بالاعتماد عليه في الالتزام بأي مواعيد نهائية."