الجزيرة:
2025-04-02@09:05:40 GMT

قصص من قلب دارفور عن إنسانية المتطوعين رغم المخاطر

تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT

قصص من قلب دارفور عن إنسانية المتطوعين رغم المخاطر

الفاشر – في قلب مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، حيث يحتدم القتال بين الجيش والقوة المشتركة والمقاومة الشعبية من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى، يظهر أبطال من نوع خاص، لا يرتدون زيا عسكريا، بل لهم قلوب مليئة بالشجاعة والإرادة.

من بين هؤلاء الأبطال، يوجد المتطوعون الذين يكرسون جهودهم لتقديم المساعدة الإنسانية للمحتاجين، رغم المخاطر المحيطة بهم.

يتنقلون بين أصوات الرصاص والمدافع حاملين الطعام والملابس، ويقدمون الدعم النفسي للأسر التي فقدت كل شيء.

يتألق اسم المتطوع أنور خاطر الذي قرر مواجهة المخاطر ليكون صوتا يعبر عن الأمل في زمن اليأس. يعمل بلا كلل لتقديم المساعدات للعائلات المتضررة، متنقلا بين المناطق التي تشهد توترات أمنية.

المتطوع أنور خاطر (يسار) يقدم المساعدة بمدينة الفاشر (الجزيرة) تحدي الصعوبات

لا يقتصر دور أنور على توزيع الغذاء والمياه، بل يسعى أيضا لتقديم الدعم النفسي للذين فقدوا أحباءهم. ويتحدى المخاطر ليحمل المواد الغذائية والملابس للنازحين في مراكز الإيواء. ويقول للجزيرة نت "عندما أرى ابتسامة طفل أو نظرة شكر من أم فقدت كل شيء، أشعر أن كل المخاطر التي أواجهها تستحق العناء". وأكد أن الأمل هو ما يجعله يواصل جهوده، مشيرا إلى ضرورة العمل الجماعي والتعاون لتجاوز الصعوبات.

ويذهب أنور خاطر يوميا إلى مختلف المواقع الخطرة، ولا يبالي بشدة الاشتباكات مؤكدا أن "الله هو الحافظ". ولفت إلى حادثة وقعت له عندما سقطت قذيفة أمامه، واصفا تلك اللحظة بالمرعبة، وأفاد بأنه لم يكن لديه الوقت للخوف لأن هناك أشخاصا بحاجة إلى المساعدة.

من جانبه، أوضح المتطوع محمد آدم، وهو معلم في إحدى المدارس الثانوية، أنه فقد 3 من أقاربه نتيجة القصف المدفعي. ورغم الصعوبات، يسعى وزملاؤه للبقاء أقوياء لمساعدة المحتاجين. ولفت إلى فقدان 8 متطوعين آخرين كانوا يعملون معه على إعداد الوجبات للنازحين.

ومنذ بداية الحرب في السودان، فقدت البلاد عددا كبيرا من المتطوعين الذين كرسوا جهودهم لمساعدة المحتاجين، ومن بينهم 8 قُتلوا في غرفة الطوارئ بمدينة الفاشر نتيجة سقوط قذيفة، بالإضافة إلى مقتل متطوعة خلال قصف مستشفى الفاشر الجنوبي، كما قُتل الصحفي المتطوع مبارك أبو سن الأسبوع الماضي.

متطوعون يوزعون مواد غذائية على المحتاجين (الجزيرة) ظروف صعبة

وتستمر الأوضاع الإنسانية في دارفور بالتدهور بشكل مقلق بسبب الحرب المستمرة، حيث تشير التقديرات الأممية إلى أن هناك أكثر من 1.5 مليون نازح في دارفور، يقيم معظمهم في مراكز إيواء غير رسمية، في حين يعيش آخرون في القرى المجاورة للمدن التي تشهد مواجهات مسلحة.

ويواجه هؤلاء النازحون صعوبات كبيرة في تأمين الغذاء والمياه والسكن خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، مما يزيد من الحاجة إلى المساعدات الإنسانية.

في هذا السياق، يعمل العديد من المتطوعين على تقديم المساعدات للنازحين، وغالبا ما ينضوون تحت جمعيات إنسانية محلية نشأت خلال فترة الحرب، وتشمل أنشطتهم توزيع المواد الغذائية وتقديم الرعاية الصحية الأساسية وتنظيم حملات توعية حول الصحة والنظافة والدعم النفسي للمتضررين وتوزيع مياه صالحة للشرب في مراكز الإيواء.

متطوعون في مدينة الفاشر في السودان (الجزيرة)

وتأتي مختلف المساعدات من مصادر متعددة، حيث تشكل التبرعات من أبناء دارفور في الخارج الجزء الأكبر، إلى جانب الجهود الذاتية من المجتمعات المحلية. غير أن الوضع الأمني للمتطوعين يظل مقلقا.

ففي مدينة الفاشر، لقي نحو 20 متطوعا حتفهم منذ اندلاع الحرب، مما يعكس المخاطر الجسيمة التي يواجهها الذين يسعون لمساعدة الآخرين في ظل هذه الظروف القاسية. وتقول المتطوعة سلافة صالح للجزيرة نت إن الوضع في الفاشر "مرعب، حيث يتكرر سماع أخبار فقدان أصدقاء وزملاء كانوا يعملون في المجال الإنساني".

وأكدت أن هذه الحرب أخذت أكثر مما يمكن تخيله، لكن رغم ذلك يتعهد المتطوعون بالاستمرار في تقديم العون، إذ يشعرون بمسؤولية تجاه أولئك الذين لا يمكنهم الحصول على المساعدات الأساسية، وذكرت أن العمل في ظروف الحرب يتطلب شجاعة كبيرة، وأشارت سلافة إلى أن الدافع الحقيقي هو رؤية ابتسامة المحتاجين عند تلقيهم المساعدة، مما يجعل كل المخاطر تستحق العناء.

عوائق

من جهته، تحدث الناشط المتطوع فتحي الماحي عن التحديات التي تواجه جهود المتطوعين في المدينة، مشيرا إلى الحصار المفروض الذي يعيق قدرتهم على تقديم المساعدة. ولفت إلى أن قيود التنقل تمثل عائقا كبيرا، حيث تمنع قوات الدعم السريع الوصول إلى المناطق التي تعاني من نقص حاد في الخدمات الأساسية.

كما أشار الماحي إلى غياب التنسيق بين المنظمات الإنسانية، مما يؤدي إلى عدم توزيع المساعدات بشكل فعال، بالإضافة إلى النقص في التمويل وارتفاع الأسعار، مما يعقد الوضع الإنساني ويستدعي جهودا أكبر لتجاوز هذه العقبات.

ووفقا للباحث الاجتماعي محمد سليمان حامد، فإن العمل التطوعي في مدينة الفاشر يتطلب فهما عميقا للمخاطر المرتبطة بالحرب. وأشار إلى أن المتطوعين لا يواجهون فقط تحديات أمنية، بل أيضا نفسية واجتماعية كبيرة.

وقال حامد للجزيرة نت "يجب أن نضع في اعتبارنا أن العمل في بيئات متوترة مثل الفاشر يتطلب إستراتيجيات فعالة للتعامل مع الضغوط النفسية، إلى جانب التدريب المستمر على السلامة".

وحسب حامد، يؤثر النزاع على العلاقات الاجتماعية، وقد يؤدي إلى تفكك المجتمعات، مما يجعل عمل المتطوعين أكثر أهمية من أي وقت مضى. وشدد على ضرورة توفير الدعم النفسي والاجتماعي لهم لضمان قدرتهم على الاستمرار في تقديم المساعدة دون أن يتعرضوا لمخاطر إضافية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات مدینة الفاشر الدعم النفسی إلى أن

إقرأ أيضاً:

أضرار الفسيخ وكيفية تناوله بأمان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يعد يناول الفسيخ من الأطعمة التقليدية الشهيرة في مصر خلال احتفالات شم النسيم  خاصة بعد شهر رمضان ولكن تناولهما ينطوي على بعض المخاطر الصحية خصوصًا بعد فترة الصيام وإليك أبرز المخاطر المحتملة وفقا لما نشرتة مجلة الهيئة الطبية .

1. التسمم الغذائي :إذا لم يكن معدًا بطريقة آمنة قد يحتوي على بكتيريا الكلوستريديوم بوتولينيوم والتي يمكن أن تسبب تسممًا خطيرًا قد يؤدي إلى شلل عضلي أو الوفاة.

2. ارتفاع ضغط الدم ومشاكل القلب:يعد الفسيخ غنيان بالملح مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم واحتباس السوائل وقد يشكل خطرًا على مرضى القلب والكلى.

3. اضطرابات الجهاز الهضمي : بسبب نسبة الملح العالية مما يسبب تهيج المعدة، الإسهال، الحموضة، والانتفاخ خصوصًا بعد رمضان حيث يكون الجهاز الهضمي غير معتاد على الأطعمة الثقيلة والمملحة.

4. التأثير على الكلى والكبد : يزيد الملح الزائد العبء على الكلى، مما قد يؤدي إلى تكوّن الحصوات أو تفاقم أمراض الكلى حيث يحتوى بعض الأسماك على معادن ثقيلة مثل الزئبق والتي تؤثر سلبًا على الكبد والجهاز العصبي .

ولذلك اليكم بعض النصائح لتقليل المخاطر :

اولاً الشراء من مصادر موثوقة لضمان النظافة والجودة ونقعهما في الماء أو الليمون والخل قبل التناول لتقليل كمية الملح وتناولهما بكميات معتدلة مع الخضروات والبصل لتقليل التأثير السلبي وشرب كميات كافية من الماء لتقليل آثار الملح على الجسم وتجنب تناولهما لمرضى القلب و الكلى الحوامل والأطفال لتجنب أي مضاعفات صحية.

واخيرًا إذا شعرت بأي أعراض تسمم؛ مثل الغثيان، القيء، ازدواج الرؤية أو صعوبة التنفس بعد تناول الفسيخ أو الرنجة، يجب التوجه إلى المستشفى فورًا.

مقالات مشابهة

  • عمسيب: السرقة التي تتم أمام أعيننا!
  • «حكومة غزة»: نحن أمام لحظة إنسانية فارقة.. مجاعة في القطاع وعلى أحرار العالم التحرك
  • والي شمال دارفور: نتوقع فك حصار الفاشر قريباً
  • الاتحاد الأوروبي يوافق على تقديم 4.5 مليار يورو دعمًا لمصر والأردن
  • مناوى هى اسمها دار (فور) وليست دار زغاوة ،فهلا تقدم لنا محاضرة تاريخية ابتداءا من هنا ؟
  • أوكسفام تحذر من أزمة إنسانية في اليمن بعد سنوات من الحرب
  • أضرار الفسيخ وكيفية تناوله بأمان
  • كارثة إنسانية غير مسبوقة.. تقرير يرصد الدمار الذي خلفته الحرب في العاصمة السودانية
  • والي شمال دارفور يتوقع فك الحصار عن الفاشر قريبا
  • والي شمال دارفور: المرحلة المقبلة ستشهد فك حصار الفاشر والقضاء على التمرد