لجريدة عمان:
2025-02-22@19:48:15 GMT

قتل ودمار وحصار ومعاناة انسانية لا تنتهي

تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT

قتل ودمار وحصار ومعاناة انسانية لا تنتهي

في زحام المستشفى الكتظ بالشهداء والجرحى تبكي " دعاء " شابة ثلاثينية على فقد زوجها الذي قام جيش الإحتلال الإسرائيلي بإطلاق النار عليه اثناء محاولته للعودة الي شمال قطاع غزة " نزحنا منذ بدء الحرب على غزة الي جنوب القطاع، تنقلنا اثناء نزوحنا مرات عديدة حتي انتهى بنا المطاف في منطقة دير البلح وسط القطاع ، لقد قطعت هذه الحرب اوصالنا حيث يتواجد معظم اهل زوجي في شمال القطاع بما فيهم والديه الذي كان يشتاق كثيرًا لرؤيتهم ، لكن استمرار الحرب دون أفق للحل ، احال بينه وبين رؤيتهم " .

توقفت برهه عن الحديت بينما صوت الإسعاف يتقدم صوب قسم الإستقبال والطواريء داخل مشتشفي شهداء الأقصى بدير البلح ثم اردفت قائله " كان زوجي دائم الإتصال بوالديه المقيمين في شمال غزة، يحلم باليوم الذي ستنتهى فيه الحرب والعودة الي بيته هناك ، لكن رصاص الإحتلال الإسرائيلي كان اقرب اليه من حلم العودة ، لقد ارتقى شهيدًا ودُفن هنا دون ان يستطيع والديه القاء نظرة الوداع عليه ودون ان يتحقق حلمه في رؤيتهما ".

لم يكن حال السيدة وردة ذات الأربعين عامًا أفضل وهي التى فقدت عائلة زوجها بالكامل بعد ان قام جيش الاحتلال بقصف منزلهم في حى الشيخ رضوان بغزة.

" لم يعد لعائلة زوجي وهي عائلة سالم التي كانت تضم 170 إنسانا ذكر واحد بعد ان قضى عليها جيش الاحتلال تماما في غارتين على الشيخ رضوان لم يفصل بينهما إلا 8 أيام " .

كانت تحمل في يدها طفلة صغيرة لم تتجاوز الأربعة اشهر ، تبدو عليها ملامح سوء التغذيه .

" كنت حامل في الشهر الخامس عندما استشهد زوجى هو وعائلته من الرجال بالكامل ، كنت اتمني ان انجب ولدًا ذكر ليحمل اسم العائلة ، هربت الى جنوب قطاع غزة وانجبت الطفلة سارة بعملية قيصرية بعد اصابتى بمرض السكر ، هذه الطفلة هى الناجي الوحيد من عائلة والدها ، لقد حرمها الإحتلال الإسرائيلي من رؤية والدها للأبد وتحملت انا معها آلام الفقد والحرمان والمسؤولية الكبري التى وقعت على عاتقي ، معظم أفراد العائلة ما زالوا تحت الأنقاض ولا تستطيع فرق الدفاع المدني اخراجهم حتي هذه اللحظه بسبب نقص المعدات اللازمة لذلك " .

وفي سياق متصل تحدث السيد سعيد أبو صفية 65 عاما الذي أصيب بجروح وصفت بـ"المتوسطة" بعد الغارة الإسرائيلية التي اصابت منزله في حي الشيخ رضوان " لقد قذفنى الصاروخ الأميركي الذي أطلق على منزلي الي "شارع الجلاء" المقابل لمنزلى ، استشهد اربعة من أبنائي ، منهم ابنتي المحاميه التي تركت طفلا يتيمًا لم يتجاوز السنه ، فيما أصيبت زوجتي بجروح خطيرة لم تتمكن من العلاج بسبب نقص الإمدادات الطبية والأدوية داخل المستشفي نتيجة استمرار إغلاق معبر رفح البري و عدم تمكنها من السفر والعلاج بالخارج ، استمرت معانتها لمدة أسبوعين وبسبب تردى وضعها الصحي توفيت وتركتني وحيدًا دونها ودون أبنائي الأربعه "

وقال محمد مسعود( 54) عامًا من سكان مخيم جباليا للاجئين وهو صاحب منزل جاور منازل استهدفتها الغارات الإسرائيلية "الوحشية"، إن ما حدث في المنطقة التي يسكنها كان أقرب إلى زلزال قوي، وإن شظايا الصواريخ والنيران وحجارة المنازل المستهدفة وصلت منزله وشوارع ومناطق مجاورة على مسافة مئات الأمتار، فيما غمر الغبار الأسود جراء النيران المشتعله كل المنطقة لعدة أيام، وأشار إلى أن شدة الانفجارات اسقطت بعض الجثث الي مسافات طويله.

"إن العديد من جيرانى وأبنائهم وبناتهم طيرتهم الانفجارات مع قطع من ركام المنازل الي البيوت المجاورة، وبعض الأشخاص دفنتهم شدة القصف تحت الركام بدرجة لم يتمكن أحد من إنقاذهم ،حتي يومنا هذا ما زالت جثه جارنا و4 من أطفاله من عائلة أبو القمصان تحت ركام المنازل والمباني التي قصفت ولم يتمكن أحد من إنقاذهم من تحت الركام "

ووفقا لمحمد المغير رئيس لجنة التوثيق والمتابعة بالدفاع المدني في غزة- فقد استشهد نحو 170 شخصا من عائلة سالم في هجوم طال منزلهم بمنطقة الشيخ رضوان مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي، في حين قتلت قوات الاحتلال من تبقوا من العائلة بعدما أجبرتهم على النزوح لمنطقتي الرمال وتل الهوى.

وقال المغير إن الدفاع المدني وثق محو أكثر من 902 أسرة بشكل كامل من السجلات المدنية بسبب الاستهداف الإسرائيلي المباشر، كان آخرها 12 أسرة قضت كلها في عملية مخيم النصيرات الشهر الماضي.

وأكد أن غالبية الأسلحة التي استخدمت في قتل هذه العائلات كانت أميركية، وأن الاحتلال يتعمد ضرب المربع السكني أو المنطقة التي تضم شخصا واحدا تريد اغتياله مما يزيد في أعداد الضحايا.

ومن بين العائلات التي تم محوها كاملة، وفق المغير، عائلة الأسطل التي فقدت أكثر من 64 فردا في هجوم استهدفهم في خان يونس خلال نوفمبر الماضي.

كما قتلت إسرائيل عائلة أبو قوطة كلها بعدما مسحت المربع السكني الذي كانت تسكنه بمنطقة الشابورة في مدينة رفح.

وقال المغير إن عملية توثيق العائلات التي استشهد كافة أفرادها لا تزال مستمرة رغم فقدان نحو 20% منها بسبب القصف والنزوح واستهداف طواقم الدفاع المدني وغياب الإنترنت لتوثيقها إلكترونيا.

وفي واحدة من عمليات البحث، عثرت فرق الدفاع المدني على 37 شهيدا من عائلة معمّر في قصف استهدف الصحفي علاء معمّر بجوار المستشفى الأوروبي قبل بضعة أشهر مما أدى لمحو 5 أسر كاملة من السجل المدني، وفق المغير.

ويعمل الدفاع المدني وفق المتحدث على رصد هذه الأسر والعائلات التي أبادتها إسرائيل بعدة طرق حتى يتم تزويد الفرق القانونية بهذه المعلومات لاستخدامها كأدلة على جرائم إسرائيل أمام المحاكم الدولية.

وحسب تصريح المؤسسات الدولية والأممية وعلى رأسها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا فإن اكثر من 90%من الأسر في قطاع غزة الذين باتوا نازحين والبالغ عددهم قرابة 2 مليون نسمة وخاصة الأطفال والنساء، من الأمراض والاوبئة الصحية جراء نقص وشح الأدوية والغداء ومياه الشرب، وعدم توفر الخيام الصالحة للإيواء وارتفاع الأسعار، وقلة مياه النظافة عدا عن غياب الخصوصية للنساء والاسر ونقص الأغطية والفرشات.

قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، إن الظروف الصحية والمعيشية في قطاع غزة "غير إنسانية".

وأشارت الوكالة في منشور على موقعها الرسمي ، إلى أنه "ليس أمام العائلات الفلسطينية في غزة أي خيار سوى العيش بجانب جبال من النفايات المتراكمة التي تتسرب بالقرب منها مياه الصرف الصحي، ما يُعرّضها للأمراض، داعية إلى وقف فوري لإطلاق النار بعد مرور عام على حرب غزة "

وفي نفس السياق الذي يؤكد كارثية الوضع في قطاع غزة فقد أشارت الهيئة الدولية (حشد) إلى أن القوات الحربية الإسرائيلية مستمرة بحرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني وذلك للشهر الثاني عشر على التوالي؛ دون ان يستطيع العالم وقف أكبر وأبشع جريمة إبادة تمارس في العصر الحديث، فمازالت قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي تستخدم كل ما لديها من أسلحة ومعدات حربية وبشكل واضح وممنهج ومنظم لاستهداف المدينين وممتلكاتهم المدنية، وخاصة مراكز الايواء والمنازل السكنية الواقعة وسط أحياء مكتظة بالسكان، بهدف قتل الأطفال والنساء والشيوخ وتشريد العائلات وإجبارهم بشكل قسري على النزوح الداخلي المتكرر.

وبينت أن الاحتلال ارتكب خلالها 4650 مجزرة بحق المدنيين، الامر الذي تسبب في مقتل واستشهاد وفقدان قرابة 50 الف مواطن، 70% منهم هم أطفال ونساء، واصابة أكثر من 91 الف اخرين بجرح متفاوتة، كما وتسببت الهجمات الحربية في تدمير 85% من المنازل والممتلكات و الاعيان المدنية والبنية التحية بهدف تحويل قطاع غزة لمنطقة منكوبة غير صالحة للحياة ،أن استمرار حرب الإبادة في قطاع غزة والفشل الدولي والإنساني في وقفها ووقف الكارثة الإنسانية وباقي جرائم الاحتلال الإسرائيلي، وهو نتيجة الحصانة التي توفرها بعض دول العالم الغربي، والتي سمحت بتكريس سياسة الإفلات من العقاب، والعجز عن انهاء الاحتلال الإسرائيلي وانفاذ قرارات الامم المتحدة ذات الصلة بالقضية الفلسطينية ، فضلاً عن التواطؤ في الانتهاكات الخطيرة بحق الشعب الفلسطيني من خلال تزويد قوات الاحتلال بالسلاح والذخائر إلى جانب الدعم السياسي والمالي من الولايات المتحدة الامريكية وبعض الدول الغربية غير خلاف القانون الدولي.

كما أن الصمت والعجز الدولي لوقف الحرب وإنهاء استمرار الاحتلال بمثابة ضوء أخضر لقوات الاحتلال لاستمرار استباحة القانون الدولي ورفض انفاذ قرارات الامم المتحدة ومحكمة العدل الدولية؛ وكذلك يعتبر اشتراك واضح في جريمة إبادة الشعب الفلسطيني. كل هذا يستدعي العالم أجمع لسرعة التحرك الفردي والجماعي على كافة المستويات لوقف الابادة الجماعية، وضمان حماية الفلسطينيين ومنع مزيد من الجرائم الدولية بحقهم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الدفاع المدنی الشیخ رضوان فی قطاع غزة من عائلة

إقرأ أيضاً:

من الأسير الإسرائيلي هشام السيد الذي ستسلمه القسام دون مراسم؟

أغلق قرار كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- تسليم الأسير الإسرائيلي هشام السيد اليوم السبت في مدينة غزة شمالي القطاع دون إقامة مراسم رسمية ملف الأسير الإسرائيلي الثاني ممن كانوا في حوزة القسام قبل معركة طوفان الأقصى.

وحسب مصادر للجزيرة، فإن تسليم السيد سيتم بعد إنهاء إجراءات إطلاق سراح 3 أسرى آخرين في المنطقة الوسطى، على أن يتم نقله لاحقا عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وسط تجاهل إسرائيلي امتد لأكثر من 10 سنوات منذ وقوعه في الأسر.

وكان السيد (36 سنة)، وهو من أصول بدوية، قد ظهر في تسجيل مصور بثته القسام يوم 28 يونيو/حزيران 2022، أعلنت خلاله عن "تدهور طرأ على صحة أحد أسرى العدو"، قبل أن تنشر لأول مرة مشاهد توثق حالته الصحية.

وتنحدر عائلة هشام السيد من قرية السيد غير المعترف بها في منطقة النقب المحتلة، حيث نشأ وترعرع في بيئة تهمّشت لعقود بفعل السياسات الإسرائيلية تجاه البدو في الداخل المحتل.

وقد وقع في الأسر بتاريخ 20 أبريل/نيسان 2015 بعد تسلله إلى قطاع غزة عبر ثغرة في السياج الأمني الفاصل.

وفي حين زعمت عائلته -في تصريحات إعلامية- أنه يعاني أمراضا نفسية وأن وضعه الصحي كان متدهورًا قبل وقوعه في الأسر، نفت ارتباطه بأي خدمة عسكرية إسرائيلية.

إعلان

غير أن مصادر إسرائيلية أكدت أنه التحق بالخدمة العسكرية يوم 18 أغسطس/آب 2008، لكنه سرّح منها بعد أقل من 3 أشهر بدعوى "عدم ملاءمته لأسباب صحية ونفسية".

ورغم مرور 10 سنوات على أسره، لم تكن قضية هشام السيد على أجندة الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، إذ لم تمارس أي ضغوط جادة لاستعادته، خلافا لما حدث مع الجندي جلعاد شاليط الذي أُفرج عنه ضمن صفقة تبادل تاريخية عام 2011 شملت الإفراج عن أكثر من ألف أسير فلسطيني.

وحسب مصادر في القسام، فإن عدم إقامة مراسم رسمية لتسليم السيد جاء احتراما لمشاعر الفلسطينيين في الداخل المحتل، الذين يعتبرون تجنيد أبنائهم في جيش الاحتلال ظاهرة مرفوضة.

كذلك ينسجم القرار -حسب مصدر في القسام- مع موقف حماس خلال "هبة الكرامة" عام 2021، حين شددت على أن "الوطن لأصحابه الفلسطينيين، وأن المستوطنين هم من يجب أن يرحلوا".

ويعيد هذا المشهد إلى الأذهان قضية الأسير الإسرائيلي أفيرا منغيستو، الذي أطلقت القسام سراحه مؤخرا ضمن اتفاق تبادل الأسرى، بعد سنوات من الإهمال الإسرائيلي لقضيته بسبب أصوله الإثيوبية.

ويؤكد مراقبون أن هذا التمييز يعكس سياسة عنصرية إسرائيلية واضحة تجاه الجنود الأسرى الذين لا ينحدرون من أصول أوروبية، إذ تتفاوت الجهود المبذولة لاستعادتهم، وفقًا لأصولهم العرقية وأوضاعهم الاجتماعية.

مقالات مشابهة

  • باحث سياسي: الاحتلال الإسرائيلي لم يتمكن من فصل قطاع غزة جغرافيا
  • صورة للرئيس الكولومبي بالدوحة تشعل غضب الاحتلال الإسرائيلي
  • من الأسير الإسرائيلي هشام السيد الذي ستسلمه القسام دون مراسم؟
  • أستاذ علوم سياسية: الاحتلال الإسرائيلي لم يلتزم ببنود المرحلة الأولى لاتفاق غزة
  • استشهاد فلسطينية برصاص الاحتلال الإسرائيلي شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة
  • استشهاد فلسطينية برصاص الاحتلال الإسرائيلي جنوب قطاع غزة
  • من التهجير إلى التأجير.. ماذا تعرف عن خطط الاحتلال الإسرائيلي في التعامل مع سيناء؟
  • أهالي غزة.. معاناة لا تنتهي مع السرطان
  • الصليب الأحمر يوقع على استلام رفات الأسرى الإسرائيليين
  • القاهرة الإخبارية ترصد الاستعدادات لتسليم جثامين 4 محتجزين إسرائيليين بغزة