لجريدة عمان:
2024-10-05@21:53:09 GMT

قتل ودمار وحصار ومعاناة انسانية لا تنتهي

تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT

قتل ودمار وحصار ومعاناة انسانية لا تنتهي

في زحام المستشفى الكتظ بالشهداء والجرحى تبكي " دعاء " شابة ثلاثينية على فقد زوجها الذي قام جيش الإحتلال الإسرائيلي بإطلاق النار عليه اثناء محاولته للعودة الي شمال قطاع غزة " نزحنا منذ بدء الحرب على غزة الي جنوب القطاع، تنقلنا اثناء نزوحنا مرات عديدة حتي انتهى بنا المطاف في منطقة دير البلح وسط القطاع ، لقد قطعت هذه الحرب اوصالنا حيث يتواجد معظم اهل زوجي في شمال القطاع بما فيهم والديه الذي كان يشتاق كثيرًا لرؤيتهم ، لكن استمرار الحرب دون أفق للحل ، احال بينه وبين رؤيتهم " .

توقفت برهه عن الحديت بينما صوت الإسعاف يتقدم صوب قسم الإستقبال والطواريء داخل مشتشفي شهداء الأقصى بدير البلح ثم اردفت قائله " كان زوجي دائم الإتصال بوالديه المقيمين في شمال غزة، يحلم باليوم الذي ستنتهى فيه الحرب والعودة الي بيته هناك ، لكن رصاص الإحتلال الإسرائيلي كان اقرب اليه من حلم العودة ، لقد ارتقى شهيدًا ودُفن هنا دون ان يستطيع والديه القاء نظرة الوداع عليه ودون ان يتحقق حلمه في رؤيتهما ".

لم يكن حال السيدة وردة ذات الأربعين عامًا أفضل وهي التى فقدت عائلة زوجها بالكامل بعد ان قام جيش الاحتلال بقصف منزلهم في حى الشيخ رضوان بغزة.

" لم يعد لعائلة زوجي وهي عائلة سالم التي كانت تضم 170 إنسانا ذكر واحد بعد ان قضى عليها جيش الاحتلال تماما في غارتين على الشيخ رضوان لم يفصل بينهما إلا 8 أيام " .

كانت تحمل في يدها طفلة صغيرة لم تتجاوز الأربعة اشهر ، تبدو عليها ملامح سوء التغذيه .

" كنت حامل في الشهر الخامس عندما استشهد زوجى هو وعائلته من الرجال بالكامل ، كنت اتمني ان انجب ولدًا ذكر ليحمل اسم العائلة ، هربت الى جنوب قطاع غزة وانجبت الطفلة سارة بعملية قيصرية بعد اصابتى بمرض السكر ، هذه الطفلة هى الناجي الوحيد من عائلة والدها ، لقد حرمها الإحتلال الإسرائيلي من رؤية والدها للأبد وتحملت انا معها آلام الفقد والحرمان والمسؤولية الكبري التى وقعت على عاتقي ، معظم أفراد العائلة ما زالوا تحت الأنقاض ولا تستطيع فرق الدفاع المدني اخراجهم حتي هذه اللحظه بسبب نقص المعدات اللازمة لذلك " .

وفي سياق متصل تحدث السيد سعيد أبو صفية 65 عاما الذي أصيب بجروح وصفت بـ"المتوسطة" بعد الغارة الإسرائيلية التي اصابت منزله في حي الشيخ رضوان " لقد قذفنى الصاروخ الأميركي الذي أطلق على منزلي الي "شارع الجلاء" المقابل لمنزلى ، استشهد اربعة من أبنائي ، منهم ابنتي المحاميه التي تركت طفلا يتيمًا لم يتجاوز السنه ، فيما أصيبت زوجتي بجروح خطيرة لم تتمكن من العلاج بسبب نقص الإمدادات الطبية والأدوية داخل المستشفي نتيجة استمرار إغلاق معبر رفح البري و عدم تمكنها من السفر والعلاج بالخارج ، استمرت معانتها لمدة أسبوعين وبسبب تردى وضعها الصحي توفيت وتركتني وحيدًا دونها ودون أبنائي الأربعه "

وقال محمد مسعود( 54) عامًا من سكان مخيم جباليا للاجئين وهو صاحب منزل جاور منازل استهدفتها الغارات الإسرائيلية "الوحشية"، إن ما حدث في المنطقة التي يسكنها كان أقرب إلى زلزال قوي، وإن شظايا الصواريخ والنيران وحجارة المنازل المستهدفة وصلت منزله وشوارع ومناطق مجاورة على مسافة مئات الأمتار، فيما غمر الغبار الأسود جراء النيران المشتعله كل المنطقة لعدة أيام، وأشار إلى أن شدة الانفجارات اسقطت بعض الجثث الي مسافات طويله.

"إن العديد من جيرانى وأبنائهم وبناتهم طيرتهم الانفجارات مع قطع من ركام المنازل الي البيوت المجاورة، وبعض الأشخاص دفنتهم شدة القصف تحت الركام بدرجة لم يتمكن أحد من إنقاذهم ،حتي يومنا هذا ما زالت جثه جارنا و4 من أطفاله من عائلة أبو القمصان تحت ركام المنازل والمباني التي قصفت ولم يتمكن أحد من إنقاذهم من تحت الركام "

ووفقا لمحمد المغير رئيس لجنة التوثيق والمتابعة بالدفاع المدني في غزة- فقد استشهد نحو 170 شخصا من عائلة سالم في هجوم طال منزلهم بمنطقة الشيخ رضوان مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي، في حين قتلت قوات الاحتلال من تبقوا من العائلة بعدما أجبرتهم على النزوح لمنطقتي الرمال وتل الهوى.

وقال المغير إن الدفاع المدني وثق محو أكثر من 902 أسرة بشكل كامل من السجلات المدنية بسبب الاستهداف الإسرائيلي المباشر، كان آخرها 12 أسرة قضت كلها في عملية مخيم النصيرات الشهر الماضي.

وأكد أن غالبية الأسلحة التي استخدمت في قتل هذه العائلات كانت أميركية، وأن الاحتلال يتعمد ضرب المربع السكني أو المنطقة التي تضم شخصا واحدا تريد اغتياله مما يزيد في أعداد الضحايا.

ومن بين العائلات التي تم محوها كاملة، وفق المغير، عائلة الأسطل التي فقدت أكثر من 64 فردا في هجوم استهدفهم في خان يونس خلال نوفمبر الماضي.

كما قتلت إسرائيل عائلة أبو قوطة كلها بعدما مسحت المربع السكني الذي كانت تسكنه بمنطقة الشابورة في مدينة رفح.

وقال المغير إن عملية توثيق العائلات التي استشهد كافة أفرادها لا تزال مستمرة رغم فقدان نحو 20% منها بسبب القصف والنزوح واستهداف طواقم الدفاع المدني وغياب الإنترنت لتوثيقها إلكترونيا.

وفي واحدة من عمليات البحث، عثرت فرق الدفاع المدني على 37 شهيدا من عائلة معمّر في قصف استهدف الصحفي علاء معمّر بجوار المستشفى الأوروبي قبل بضعة أشهر مما أدى لمحو 5 أسر كاملة من السجل المدني، وفق المغير.

ويعمل الدفاع المدني وفق المتحدث على رصد هذه الأسر والعائلات التي أبادتها إسرائيل بعدة طرق حتى يتم تزويد الفرق القانونية بهذه المعلومات لاستخدامها كأدلة على جرائم إسرائيل أمام المحاكم الدولية.

وحسب تصريح المؤسسات الدولية والأممية وعلى رأسها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا فإن اكثر من 90%من الأسر في قطاع غزة الذين باتوا نازحين والبالغ عددهم قرابة 2 مليون نسمة وخاصة الأطفال والنساء، من الأمراض والاوبئة الصحية جراء نقص وشح الأدوية والغداء ومياه الشرب، وعدم توفر الخيام الصالحة للإيواء وارتفاع الأسعار، وقلة مياه النظافة عدا عن غياب الخصوصية للنساء والاسر ونقص الأغطية والفرشات.

قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، إن الظروف الصحية والمعيشية في قطاع غزة "غير إنسانية".

وأشارت الوكالة في منشور على موقعها الرسمي ، إلى أنه "ليس أمام العائلات الفلسطينية في غزة أي خيار سوى العيش بجانب جبال من النفايات المتراكمة التي تتسرب بالقرب منها مياه الصرف الصحي، ما يُعرّضها للأمراض، داعية إلى وقف فوري لإطلاق النار بعد مرور عام على حرب غزة "

وفي نفس السياق الذي يؤكد كارثية الوضع في قطاع غزة فقد أشارت الهيئة الدولية (حشد) إلى أن القوات الحربية الإسرائيلية مستمرة بحرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني وذلك للشهر الثاني عشر على التوالي؛ دون ان يستطيع العالم وقف أكبر وأبشع جريمة إبادة تمارس في العصر الحديث، فمازالت قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي تستخدم كل ما لديها من أسلحة ومعدات حربية وبشكل واضح وممنهج ومنظم لاستهداف المدينين وممتلكاتهم المدنية، وخاصة مراكز الايواء والمنازل السكنية الواقعة وسط أحياء مكتظة بالسكان، بهدف قتل الأطفال والنساء والشيوخ وتشريد العائلات وإجبارهم بشكل قسري على النزوح الداخلي المتكرر.

وبينت أن الاحتلال ارتكب خلالها 4650 مجزرة بحق المدنيين، الامر الذي تسبب في مقتل واستشهاد وفقدان قرابة 50 الف مواطن، 70% منهم هم أطفال ونساء، واصابة أكثر من 91 الف اخرين بجرح متفاوتة، كما وتسببت الهجمات الحربية في تدمير 85% من المنازل والممتلكات و الاعيان المدنية والبنية التحية بهدف تحويل قطاع غزة لمنطقة منكوبة غير صالحة للحياة ،أن استمرار حرب الإبادة في قطاع غزة والفشل الدولي والإنساني في وقفها ووقف الكارثة الإنسانية وباقي جرائم الاحتلال الإسرائيلي، وهو نتيجة الحصانة التي توفرها بعض دول العالم الغربي، والتي سمحت بتكريس سياسة الإفلات من العقاب، والعجز عن انهاء الاحتلال الإسرائيلي وانفاذ قرارات الامم المتحدة ذات الصلة بالقضية الفلسطينية ، فضلاً عن التواطؤ في الانتهاكات الخطيرة بحق الشعب الفلسطيني من خلال تزويد قوات الاحتلال بالسلاح والذخائر إلى جانب الدعم السياسي والمالي من الولايات المتحدة الامريكية وبعض الدول الغربية غير خلاف القانون الدولي.

كما أن الصمت والعجز الدولي لوقف الحرب وإنهاء استمرار الاحتلال بمثابة ضوء أخضر لقوات الاحتلال لاستمرار استباحة القانون الدولي ورفض انفاذ قرارات الامم المتحدة ومحكمة العدل الدولية؛ وكذلك يعتبر اشتراك واضح في جريمة إبادة الشعب الفلسطيني. كل هذا يستدعي العالم أجمع لسرعة التحرك الفردي والجماعي على كافة المستويات لوقف الابادة الجماعية، وضمان حماية الفلسطينيين ومنع مزيد من الجرائم الدولية بحقهم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الدفاع المدنی الشیخ رضوان فی قطاع غزة من عائلة

إقرأ أيضاً:

ماذا وراء إنشاءات الاحتلال الإسرائيلي الجديدة على محور فيلادلفيا؟

أعادت إنشاءات الاحتلال الإسرائيلي الجديدة على محور فيلادلفيا الحدودي بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، والتي جرى الكشف عنها خلال الأيام الأخيرة؛ الحديث مجددا عن فترة إبقاء السيطرة الإسرائيلية عليه، لا سيما أنها المسألة الأساسية التي فجّرت مفاوضات وقف إطلاق النار وعقد صفقة لتبادل الأسرى.

وبحسب مصادر قبلية من مدينة رفح المصرية، فإن جيش الاحتلال قام بتركيب أعمدة إنارة ضخمة مزودة بكاميرات مراقبة وأبراج عسكرية في عدة مواقع على طول المحور.





وأشارت المصادر إلى أن الجيش المصري أجرى إصلاحات على الأضرار التي لحقت بالمنطقة الحدودية، نتيجة تفجير جيش الاحتلال لأنفاق مهجورة بالقرب من الحدود مع مصر.

وتستمر قوات الاحتلال في قصف المناطق المتاخمة لمحور "صلاح الدين" ومعبر رفح البرّي، ما أدى إلى توقف تام لدخول أي مساعدات إنسانية للسكان المحاصرين في قطاع غزة.

البقاء لمدة طويلة
وخلال الاجتياح البري لمدينة رفح، قامت قوات الاحتلال بعمليات نسف هائلة للمنازل القريبة من المحور الحدودي، بهدف إنشاء منطقة عازلة، فيما كشفت صور الأقمار الصناعية عن طرق جديدة مصممة على ما يبدو لبقاء القوات الإسرائيلية في المحور لمدة طويلة.

وأظهرت صور الأقمار الصناعية ولقطات الفيديو التي حملها الجنود الإسرائيليون على منصات التواصل الاجتماعي شوارع موسعة لكي تمر منها العربات العسكرية وحولها دمار كامل، بما في ذلك بنايات سويت بالتراب في مدينة كانت يوما عامرة بالحياة.



وكشفت الصور التي تم تداولها على منصات التواصل دمارا كاملا لمعبر رفح، الذي كان آخر نقطة عبور لأهل غزة إلى مصر.

وشق الاحتلال الإسرائيلي طريقا جديدا بين رفح ومعبر كرم أبو سالم، وأطلقت عليه "معبر ديفيد"، ووسع الطريق الذي يمر من خلال محور فيلادلفيا لتسهيل مرور الآليات العسكرية.




تعطيل الصفقة
وعلى مدار الشهور الماضية، حاول الوسطاء تذليل العقبات للتوصل لاتفاق يقضي بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ويتضمن صفقة لتبادل الأسرى، لكن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أعلن تمسكه بالبقاء في محور فيلادلفيا ومعبر رفح.

ورغم موقف نتنياهو، إلا أن مسؤولين ومحللين إسرائيليين أجمعوا على أنّه يهدف فقط لتعطيل المفاوضات، وضمان استمرار الحرب على قطاع غزة، لضمان استمراره في السلطة، وعدم خضوعه للمحكمة على خلفية هجوم السابع من أكتوبر.



ووجدت العديد من استطلاعات الرأي أن غالبية الإسرائيليين يؤيدون انسحاب جيش الاحتلال من محور فيلادلفيا الحدودي الفاصل بين قطاع غزة ومصر، وذلك من أجل إنجاز صفقة تبادل للأسرى مع حركة حماس.

وأظهر استطلاع صحيفة "معاريف" أن 48 بالمئة من الإسرائيليين يؤيدون انسحاب "إسرائيل" من محور فيلادلفيا، مقابل 37 بالمئة فقط أبدوا التخلي عن الصفقة من أجل الاحتفاظ بالسيطرة على المحور.

تضخيم للأهمية
وقال مراقبون إن نتنياهو سعى لتضخيم أهمية السيطرة على محور فيلادلفيا، ووصل ذلك ذروته في مؤتمر صحفي تحدث فيه ستين دقيقة مدافعا عن الأهمية الاستراتيجية للبقاء هناك، معتبرا إياه "صخرة وجود" للاحتلال، وأنه كان أنبوب الأكسجين (شريان حياة) لحماس.

ولم يُجب نتنياهو عن سبب البروز المفاجئ للأهمية الاستراتيجية للمحور، إذ إنه لم ينتبه له إلا في الشهر الثامن للحرب، بالرغم من وجود وزراء أثاروا الأمر في اليوم الأول، بحسب ما ذكر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق آيزنكوت.



ولتخفيف حدة التوتر مع مصر، اقترح الاحتلال الإسرائيلي بناء ثمانية أبراج مراقبة على طول محور فيلادلفيا، لكن في ظل الرفض المصري وإصرار المقاومة على الانسحاب الكامل من قطاع غزة بما فيه المحور للتوصل لأي صفقة، لجأت الولايات المتحدة إلى اقتراح إنشاء برجي مراقبة فقط.

وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن "القاهرة رفضت كلا الاقتراحين على أساس أن كل برج مراقبة، يسمح للجيش الإسرائيلي بالتواجد الدائم في المحور".

وأمام هذا التطورات المتعلقة بالمحور، لا يزال جيش الاحتلال يواصل عمليات الهدم والتجريف والتشييد على طول المنطقة الحدودية الفاصلة بين قطاع غزة ومصر، وسط أنباء عن مخططات لبناء جدار تحت أرضي، ومحاولات لتنفيذ مخططات سابقة منها إنشاء قناة مائية.

مقالات مشابهة

  • ماذا وراء إنشاءات الاحتلال الإسرائيلي الجديدة على محور فيلادلفيا؟
  • مصادر فلسطينية: شهيدة وعدد من الجرحى جراء قصف العدو الإسرائيلي لمنزل عائلة شعبان في جباليا البلد شمال قطاع غزة
  • الاحتلال الإسرائيلي يشن سلسلة غارات على شمال قطاع غزة
  • الاحتلال الإسرائيلي يقصف المناطق الغربية لمخيم النصيرات وسط قطاع غزة
  • هذه حقيقة السيدة اليزيدية التي كانت في قطاع غزة / فيديو
  • سرقات وتجويع لسكان غزة وحصار مدروس للأونروا
  • ما الذي قاله قائد أنصار الله عبد الملك الحوثي عن الضربة الصاروخية الإيرانية التي أرعبت “إسرائيل”؟
  • قائد الثورة يكشف تفاصيل حساسة بشأن الهجوم الإيراني على كيان العدو والمواقع التي تم استهدافها وما الذي حدث بعد الضربة مباشرة
  • الرئيس الفلسطيني: تدمير 90% من مرافق غزة في العدوان الإسرائيلي