قمة تكني الإسكندرية تطلق أولى فعالياتها وسط حضور ضخم
تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT
شهدت مكتبة الإسكندرية انطلاق فعاليات النسخة العاشرة من قمة تكني الإسكندرية، الحدث الرائد للاستثمار والشركات الناشئة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، والمنعقدة خلال الفترة من 5 إلى 8 أكتوبر، وسط حشد كبيرمن الحاضرين ورواد الأعمال والمستثمرين والخبراء في مجال التكنولوجيا. تأتي هذه النسخة الاستثنائية من قمة تكني الإسكندرية تحت شعار "10 سنوات من تلاقي العقول المبدعة"، لتسجل عقدًا من الإنجازات التي ساهمت في دعم الابتكار وريادة الأعمال وتبادل الخبرات في المنطقة العربية والشرق الأوسط ومنطقة دول حوض البحر المتوسط.
تضمنت فعاليات اليوم الأول كلمات افتتاحية ألقاها الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والسفير هوكان ايمسجورد، سفير السويد بالقاهرة، وطارق القاضي، مؤسس قمة تكني، ومحمد الدلال، المؤسس المشارك وعضو مجلس إدارة قمة تكنى، بحضور نخبة من كبار المسؤولين المحليين والإقليميين والدوليين.
وبعد انتهاء الكلمات الافتتاحية، قام وزير الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات بجولة تفقدية للعارضين المشاركين في قمة تكني، حيث اطلعوا على أبرز الابتكارات والتطورات التي عرضتها الشركات الناشئة والمؤسسات الكبرى. وتأتي نسخة هذا العام تحت رعاية وبالتعاون مع وزارتي الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والشباب والرياضة.
كما تضم قائمة الرعايات عدة جهات تشمل هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "ايتيدا"، الشعبة العامة للاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا "DETGD"، الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية "FEDCOC"، والراعي البلاتيني، تريانجلز، والراعي الذهبي، Edventures ، والراعي الفضي، سفارة السويد بالقاهرة، والمنظم الرئيسي شركة ماركيد.
وخلال كلمته الافتتاحية، أشاد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالنمو المستمر الذى تشهده قمة "تكنى"، وتزايد أعداد رواد الأعمال المشاركين بالقمة والذى يعكس الادراك القوى والمتزايد بأهمية ريادة الأعمال وإمكانية بناء مسار عملى ناجح من خلالها؛ موجها التهنئة للقائمين على القمة بمناسبة مرور ١٠ أعوام على انعقاد فعاليات القمة؛ معربا عن تطلعه إلى عقد فعاليات القمة فى كافة المحافظات. كما أكد أنه يتم التوسع فى إنشاء مراكز إبداع مصر الرقمية "كريتيفا" فى المحافظات بهدف دعم ومساندة رواد الأعمال فى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات؛ موضحا أنه تم الانتهاء من إنشاء 23 مركزا فى مختلف المحافظات، وجارى العمل على استكمال إنشاء المراكز فى باقى المحافظات خلال 2025 بهدف الوصول إلى مركز بكل محافظة؛ موضحا أن الجيل الثانى من مراكز إبداع مصر الرقمية يستهدف إنشاء الحاضنات المتخصصة التى تركز على إحدى تخصصات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ودعم الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة العاملة فى هذا التخصص.
قال المهندس طارق القاضي، مؤسس قمة تكني للتكنولوجيا وريادة الأعمال:" نحتفل اليوم بمرور 10 سنوات من تلاقي العقول المبدعة والتعاون المثمر الذي ساهم في دعم رواد الأعمال والشركات الناشئة من خلال قمة تكني الإسكندرية، والتي بدأت رحلتها من تجمع صغير يضم 50 شخصًا لتتحول إلى حدث عالمي يجمع أكثر من 40,000 مشارك من رواد الأعمال والخبراء والمبتكرين من مختلف أنحاء العالم.
أضاف أن هذا النمو المتسارع الذي تشهده قمة تكني عاماً بعد عام، يعكس مدى الحماس المتزايد لدى الشباب العربي للإبداع والابتكار، ويدل على الثقة المتنامية في قدرة المنطقة على أن تصبح مركزًا عالميًا للتكنولوجيا وريادة الأعمال. إن رؤية هذا الحشد الكبير من العقول المبدعة مجتمعاً في مكان واحد لتبادل الأفكار والمعرفة يمنحني دفعة قوية من التفاؤل بمستقبل مصر والمنطقة".
تابع محمد الدلال، المؤسس المشارك وعضو مجلس إدارة قمة تكنى: "أن الأفكار هي القوة الدافعة وراء التغيير، وفي قمة تكني، نسعى لبناء مجتمع من العقول المبدعة القادرة على تغيير العالم بأفكارها، لذلك نحن فخورون بأننا ساهمنا في تحويل أفكار العديد من رواد أعمال إلى واقع ملموس، وكنا الشرارة التي أشعلت شغفهم بالإبداع والابتكار." وأضاف: "من هنا، وعلى مدار 10 سنوات، انطلقت مسيرة نجاح العديد من الأسماء اللامعة في عالم الأعمال، وسنستمر في توفير البيئة المثالية لنمو أجيال جديدة من المبتكرين، بما يحقق القيمة للاقتصاد المصري".
وعلى هامش فعاليات النسخة العاشرة من قمة تكني الإسكندرية، وفي إطار تعزيز دورها الفعّال في ربط العقول المبدعة وتوفير بيئة داعمة للابتكار وريادة الأعمال، تم توقيع اتفاقية بين الدكتور محمد فران، استشاري مركز إبداع مصر الرقمية التابع لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والدكتور يوسف صقر، المدير العام لشركة Edafa Venture Capital. تأتي هذه الاتفاقية للإعلان عن صفقة استثمارية تقوم من خلالها Edafa Venture Capital بالاستثمار في شركة Bekya Pay، بهدف دعم خطط التوسع الاستراتيجي للشركة سواء داخل مصر أو في منطقة الخليج العربي، وذلك كجزء من استراتيجية الاستدامة التي تتبناها Edafa Venture Capital لتعزيز ريادة الأعمال والنمو المستدام في المنطقة.
كما شهدت القمة نقاشات حيوية حول مستقبل التعليم والإعلام في المنطقة، ففي جلسة حول بناء نظام تعليمي مرن مع تسليط الضوء على الاتجاهات العالمية، أدارها محمد شهاب الدين الرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة Resolve Consulting، وشارك بها الدكتور طارق شوقي وزير التعليم الأسبق، داليا إبراهيم، المؤسس والرئيس التنفيذي، لشركة EdVentures ، والدكتور عمرو سعدة، قائد مجموعة عمل حياة كريمة، وقائد التحول الإستراتيجي بالجامعة البريطانية، تم خلالها بحث تطوير استراتيجيات لتعزيز جودة التعليم وزيادة فرص الوصول إليه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع مراعاة التحديات الاقتصادية والاجتماعية. بينما تناولت الجلسة الثانية دور الابتكار في صناعة محتوى جذاب، وكيفية استغلال التقنيات الحديثة لتطوير صناعة الإعلام وتأثير الفن على الرأي العام والثقافة المجتمعية، وأدارتها رشا طنطاوي، المدير الأول للتسويق والاتصالات، بمجموعة KD، بمشاركة نخبة من الفنانين بما في ذلك، محمود حميدة، أحمد شاكر، خالد حميدة، إلهام شاهين، وبشرى.
وتتضمن فعاليات نسخة هذا العام أكثر من 80 جلسة نقاشية، بالإضافة إلى 100 ورشة عمل تفاعلية تتناول أحدث الابتكارات في مجال التكنولوجيا، وفرص الاستثمار في الشركات الناشئة، والتحديات التي تواجه مشهد الاستثمار وريادة الأعمال في المنطقةمن خلال 10 مسارات متميزة تغطي العديد من المجالات والقطاعات المختلفة. وقد شهد اليوم الأول حضوراً ضخمًا ومن المتوقع أن يتجاوز عدد المشاركين على مدار أيام القمة الأربعة نحو 40,000 مشارك من الخبراء ورواد الأعمال والشباب من مختلف أنحاء العالم، ليبلغ عدد المتحدثين الرئيسيين نحو 400 متحدث، من بينهم أكثر من 200 مستثمر جاهز لدعم المشاريع الواعدة، إلى جانب مشاركة أكثر من 1,000 شركة ناشئة تعرض أحدث ابتكاراتها.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
برعاية منصور بن زايد.. «الشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة» تطلق فعاليات مؤتمر الوقف والمجتمع
إبراهيم سليم (أبوظبي)
برعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، وبحضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، انطلقت، أمس، فعاليات مؤتمر الوقف والمجتمع، الذي تنظمه الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة تحت شعار: «يداً بيدٍ نحو تنميةٍ وقفيةٍ مستدامة» في فندق إرث بأبوظبي، سعياً إلى استكشاف أبعاد علمية، وطرح حلول عملية، لتحقيق أعلى المعايير التنموية والأهداف المستدامة في مجالات الوقف وفروعه، بما يساير العصر وتطوراته المتسارعة.
كما حضر الافتتاح معالي الشيخ عبد الله بن الشيخ المحفوظ بن بيه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، رئيس منتدى أبوظبي للسلم، ومعالي الدكتور عمر حبتور الدرعي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، ومعالي الدكتور سلطان بن سيف النيادي، وزير دولة لشؤون الشباب، وبمشاركة العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، والمسؤولين في مؤسسات الوقف بدول مجلس التعاون الخليجي، وأصحاب الاختصاص في شؤون الوقف بالدولة.
وافتتح المؤتمر معالي الشيخ نهيان بن مبارك بكلمة قال فيها: «يسرني أن أكون معكم الليلة في هذا المؤتمر، الذي تنظمه الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، برعاية كريمة من الأخ سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، لمناقشة موضوع مهم، يمس جوانب الحياة، في المجتمعات المسلمة، ويسهم في تنمية قدرات هذه المجتمعات، على التعامل الفعال، مع الوقف والعمل الخيري، باعتبارها أساليب مهمة، للوفاء بالاحتياجات والمتطلبات الإنسانية والمجتمعية، بل وكذلك باعتبارها تجسيداً لمبادئ التكافل والتراحم والإخاء والتعاون في سبيل بناء مجتمعات إسلامية ناجحة ومتضامنة».
العمل المثمر
وقال معاليه «أرحب -بصفة خاصة- بضيوف صاحب السمو رئيس الدولة، في مؤتمرهم هذا، وبين إخوانهم وأشقائهم، في دولة الإمارات العربية المتحدة، مؤكداً لهم أن وجودهم بيننا في هذا الشهر المبارك، شهر الرحمة والعطاء والتكافل، إنما هو إثراء للحياة في هذه الدولة المباركة، وانعكاس أمين وصادق لكل ما يدعو إليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، أعزه الله، من تحقيق وحدة الفكر، والعمل المثمر، بين أفراد ومؤسسات الأمة، في إطار من الاعتزاز بتعاليم الإسلام السمحة، والتمكين لقيمه السامية، والترسيخ لمبادئه العليا، بل وكذلك ما يؤكد عليه سموه دائماً من أهمية تعميق دور المسلمين في مسيرة البشرية، وحرص سموه الواضح على أن يكون الوقف والعمل الإنساني بشكل عام مجالاً مهماً لتنمية دور الأفراد ومؤسسات المجتمع في جهود التنمية والبناء كافة، سواء في ذلك دورهم في جهود التعليم أو الصحة أو الرعاية الاجتماعية أو الاقتصاد والبيئة، أو في مجالات الثقافة والفنون، أو برامج الطفولة والشباب، أو في الرياضة والتراث، بالإضافة إلى جهودهم في سبيل إعلاء كلمة الدين، وكل ما ينفع الإسلام والمسلمين، رافعاً إلى سموه عظيم الشكر، وفائق الاحترام والتقدير، لقاء ما يقدمه لوطنه وشعبه وأمته، على طريق العزة والتقدم، والأمان والاستقرار».
تنمية مستدامة
وأكد معاليه أن موضوع هذا المؤتمر، إنما يتراسل تماماً مع احتفالاتنا هذا العام في الإمارات بعام المجتمع، الذي نسعى فيه وبعون الله، وبتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، إلى تعبئة الجهود والوسائل كافة، وتفعيل العمل المشترك بين الأفراد وجميع مؤسسات المجتمع، من أجل الحفاظ على مناخ وطني عام، يحفز على التنمية المستدامة، وتحمل المسؤولية، والإسهام في مسيرة الوطن، قائلاً: «إن موضوع هذا المؤتمر كذلك إنما يتزامن مع المبادرة الكريمة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، بتأسيس (وقف الأب)، الذي يجسد تعاليم الإسلام الحنيف، في بر الوالدين، وترسيخ قيم البذل والعطاء، والإسهام الإيجابي، في تحقيق الخير والرخاء، للبشر أجمعين».
الكفاءة والفاعلية للوقف
وقال معاليه: إنني أيها الإخوة والأخوات، إذ أرحب بكم جميعاً في هذا المؤتمر، الذي يتناول بالبحث والمناقشة سبل تحقيق الكفاءة والفاعلية في الوقف ودوره في تنمية المجتمع، فإنما أنطلق في ذلك من اعتبارات عدة، أوجزها أمامكم فيما يلي:
أولاً: إن دولة الإمارات العربية المتحدة، وبالفعل هي الآن نموذج يحتذى به في مجالات الوقف والعمل الخيري - نحن ولله الحمد دولة تلتزم بمبادئ العطاء الإنساني، والتكافل المجتمعي، تلك المبادئ التي أرسى دعائمها مؤسس الإمارات العظيم المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه - كما أن هذه المبادئ أيضاً هي انعكاس أمين وصادق لكل ما يدعو إليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من ضرورة أن يقوم الأفراد ومؤسسات المجتمع كافة بدور نشط في مسيرة الوطن، وأن يكونوا جميعاً شركاء فاعلين في تحقيق التنمية الشاملة في كافة أرجائه وربوعه.
ثانياً: إن الوقف والعطاء الإنساني والمجتمعي هو صدقة جارية وجزء مهم من تراثنا العربي والإسلامي - الوقف في التاريخ الإسلامي هو العطاء المرموق، والتعبير عن بلوغ الواقف غاية الكرم، وسماحة النفس، والحرص على التعاون والتعاطف، مع البشر في كل مكان.
ثالثاً: إن مواجهة مشكلات المجتمع في هذا العصر إنما تحتاج إلى تعاون وعمل مشترك بين الحكومات والشركات والأفراد، وكافة مؤسسات المجتمع - هناك الآن إدراك متنامٍ بأن مشكلات الفقر والتعليم والصحة والتغذية وتغيرات المناخ هي مجالات خصبة للإسهامات الإيجابية للجميع.
رابعاً: إننا في بلادنا العربية والإسلامية، قد حققنا بعون الله إنجازات مهمة في تأكيد مبادئ العطاء والتكافل، وإرساء دور الوقف في مسيرة المجتمع، إلا أنه مازال أمامنا الكثير مما يمكن استحضاره وعمله.
استدامة
ثم قدم معالي بن بيه كلمة أكد فيها أن الوقف مؤسسة عظيمة تتجلى فيها حكمة هذه الشريعة الربانية الخالدة في ترسيخ أسس التعاون بين أفراد المجتمع ورعاية أهل الخصاصة والفاقة حتى قبل أن يوجدوا، فهي في الدنيا رصيد للأجيال القادمة، وللواقفين صدقة جارية يجرى عليهم أجرها، وتلك هي استدامة النفع، حيث إن من خصائص الوقف ديمومة العين وصرف الريع في مصارف الخير التي حددها الواقف، ولهذا الغرض أحيطت الأوقاف بأحكام كثيرة يمكن اعتبارها حماية وتفعيلاً للوقف وعناية بالموقوف عليهم.
وأشار معاليه إلى أن هذا المؤتمر وأمثاله من الجهود المباركة، ترمي إلى إتاحة الفرصة للأوقاف، لتلج أبواباً من الخير، وتنمية المجتمعات، لا يمكن أن تلجها إلا عن طريق الدخول في غمرة الاستثمارات الحديثة من صناعات ومضاربات وزراعة.
مضيفاً: في سياقاتنا المعاصرة، فإن وزارات وهيئات الأوقاف في كثير من الأقطار الإسلامية أصبحت هي الجهة التي تمثل ولي الأمر في رعاية شؤون الأوقاف؛ ولهذا فإن التعاون بين هيئات الأوقاف والمؤسسات القضائية والجهات الخيرية الواقفة والجهات المنتفعة، سواء كان وقفاً خيرياً أو «وقفاً ذرياً»، يمكن من إعداد برامج الاستثمار المراعية للناحيتين الشرعية والمصلحية، ويحافظ على الموازنة الدقيقة.
دور ريادي
في كلمته، أكد معالي الدكتور عمر الدرعي، رئيس «الهيئة» أن الوقف لا ينبغي أن يقل تأثيره اليوم عن الدور الريادي الذي يجب أن يكون عليه في رؤيته ونظمه ومنظومته، فالمراد من الوقف أن يكون دوماً شريان حياة لقلب المجتمع النابض بالعطاء، يسد احتياجات أبناء المجتمع مسلمين كانوا أو غير مسلمين، قائلاً: «إننا نصوب اهتمام هذا المؤتمر إلى صناعة عقلية وقفية جديدة، من خلال التوعية بدور الوقف والتواصل والوصول إلى جميع أفراد المجتمع، فلا ينبغي أن نفهم من مصطلح الوقف أنه حركة جامدة ساكنة ثابتة، بل هو على العكس تماماً يحتاج إلى وتيرة عمل متسارعة وحيوية، ونشاط مستمر ينبض بالابتكار والتطوير، لا يعرف البيروقراطية ولا الإجراءات الروتينية التقليدية ليحقق عامل الاستدامة».
وأكد الدكتور الدرعي أن دولة الإمارات منذ مؤسسها الشيخ زايد -طيب الله ثراه- الذي سنحيي بعد أيام، بإذن الله، ذكراه في يوم زايد للعمل الإنساني يجب أن نستذكر جهوده الإنسانية، ومنها الوقف الذي كان يوليه أهمية كبرى، وعلى هذا النهج يواصل سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله ورعاه، مسيرة دعم الأوقاف وتطويرها.
معرض وقف الإمارات
قام معالي الشيخ نهيان بن مبارك وأصحاب المعالي بجولة في معرض الوقف المصاحب للملتقى الذي يعرف بتاريخ الوقف في الإمارات عبر الأجنحة المصورة والمنصات الرقمية، ومراحل تطوره ونهضته خلال تاريخ دولة الإمارات، والقوانين المنظمة لشؤون الوقف وتنميته، وجهود الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة ومؤسسات الوقف في الدولة في الارتقاء بالوقف، وقد ضم المعرض بعض الوثائق التاريخية للوقف قبل الاتحاد، وجانباً من غرائب الوقف في التاريخ الإسلامي، وقيمة الوقف الدينية والحضارية والمجتمعية، وجناح الوقف من قيم الاتحاد الذي يعرض صوراً لأبرز الأوقاف الخيرية في عهد الشيخ زايد والقادة المؤسسين في الدولة وخارجها، بالإضافة لأبرز مبادرات الهيئة الوقفية التي تعزز ثقافة الوقف في المجتمع وإنجازاتها الوقفية، والتي من أبرزها «وقف اقرأ»، ومشروع «وقف الإمارات»، ومبادرة «نزرع مسايدنا»، وحقائب الطلاب التعليمية، ومجالس «المبروكة» وعدد من الأنشطة التوعوية والثقافية المخصصة لفئة الطفولة المبكرة وطلاب المدارس، كما شارك في المعرض بعض المؤسسات الوقفية في الدولة، وعرضت مبادراتها عبر منصاتها الرقمية، منها: هيئة الأوقاف وإدارة أموال القصر - أوقاف أبوظبي، ومؤسسة الأوقاف وإدارة أموال القصر في دبي، ودائرة الأوقاف بالشارقة.
حوكمة
قال الدرعي: أضع أمام هذا المؤتمر حوصلة من المخرجات التي أرى أنه يمكن بسط القول فيها في هذا المؤتمر، باستعراض أهم التحديات، ومنها الوعي بالوقف لدى الأجيال الناشئة، وكيفية مساهمة الوقف في الاقتصاد الوطني، والعمل على إنتاج صيغ وأشكال مبتكرة، وتنويع الاستثمارات، وتحقيق الحوكمة والشفافية، والابتعاد عن العشوائية في إدارة الوقف، وحسن استثمار التجارب، وتنويع الشراكات الجادة، والاستفادة من التكنولوجيا والتقنية، والحرص على كسب ثقة المجتمع، وإنعاش البنية التشريعية والفقهية لهذا المرفق المهم، وأملنا أن نرى أوقافنا مزدهرة تؤدي دورها المجتمعي وتؤتي أكلها.
عهد المويجعي
أطلقت «الهيئة» في هذا المؤتمر «ميثاق الوقف.. عهد المويجعي»، استلهاماً لهذا العهد المبارك والإرث الحضاري لدولة الإمارات، وتعزيزاً للتكافل الاجتماعي في عام «المجتمع»، وانطلاقاً من الدور المحوري الذي اضطلعت به الأوقاف عبر مختلف حقب التاريخ.
وعهد المويجعي خلده الشيخ زايد، طيب الله ثراه، باجتماعه مع سكان مدينة العين تحت شجرة أمام قصر المويجعي قبل قرابة الـ60 عاماً، وتعاهدهم لإصلاح نظام السقاية، ولضمان وصول مياه الري للجميع من دون مقابل، ليتجلى هذا الارتباط العميق بين الوقف والمجتمع، في تعزيز جودة الحياة، وتطور مستوى المعيشة، واستدامة موارد الطبيعة.
اتفاقية تعاون
تخلل المؤتمر توقيع اتفاقية تعاون بين الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، ومؤسسة الأوقاف وإدارة أموال القصر في دبي «أوقاف دبي»؛ لتحقيق الأهداف المشتركة، وتنمية الوقف لخدمة المجتمع، وفق رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة.