ضابط في غرفة عمليات حرب أكتوبر: تأكدنا من النصر بعد منع اقتراب طائرات إسرائيل من «الجبهة»
تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT
قال اللواء دكتور سمير فرج، ضابط فى غرفة عمليات حرب أكتوبر المجيدة والخبير العسكرى والاستراتيجى، إن القيادة العسكرية أدركت أن مصر فى طريقها للانتصار فى «الحرب» بعد تأخر استدعاء احتياطات العدو، وبعد التقاط إشارة من قائد القوات الجوية الإسرائيلية بمنع اقتراب طياريه من مسافة 15 كيلومتراً من قناة السويس، نظراً لكفاءة «حائط الصواريخ» فى استهداف تلك الطيارات، وقطع اليد الطولى للجيش الإسرائيلى.
وأضاف اللواء دكتور سمير فرج، فى حوار خاص لـ«الوطن»، أن المشير أحمد إسماعيل، وزير الحربية فى حرب أكتوبر، كان «رمانة ميزان» غرفة العمليات، ومصدر بث الهدوء والطمأنينة حتى فى الظروف والأوقات الحرجة، فيما كان الفريق سعد الشاذلى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقت الحرب، «حامى»، والمشير محمد عبدالغنى الجمسى، رئيس هيئة العمليات فى الحرب، كان دقيقاً ومرتباً للغاية، وإلى نص الحوار:
كيف انضممت لغرفة العمليات المركزية الرئيسية لحرب أكتوبر المجيدة؟
- قبل حرب أكتوبر المجيدة كنت فى الدورة رقم 25 أركان حرب من كلية القادة والأركان، وكنت برتبة رائد حينها، وتخرجنا قبل حرب أكتوبر المجيدة بقرابة أسبوع، وتم نقلى لهيئة عمليات القوات المسلحة لكونى الأول على دورة أركان حرب، وبعدها تم التحاقى بمركز عمليات القوات المسلحة، وكل ضابط كانت له مهامه، عدا خريطة الموقف العام، لم يكن يعمل عليها ضباط قبل ذلك، لعدم وجود حرب دائمة ومستمرة مع العدو فى هذا الوقت، وتم تكليفى بالعمل عليها لكونى أحدث ضابط.
وما الذى جرى بعدها؟
- كنت محظوظاً بوجودى فى غرفة عمليات القوات المسلحة من 2 أكتوبر حتى انتهت حرب أكتوبر المجيدة بالكامل.
وماذا كانت أولى خطواتكم بعد فتح «غرفة العمليات»؟
- تم إنشاء اتصالات مع مختلف الأفرع الرئيسية، والأسلحة والإدارات التخصصية، مع تجهيز خريطة الموقف العام لحرب أكتوبر المجيدة.
وما هى تلك الخريطة؟
- كنا نرسم عليها مواقف قواتنا؛ فمثلاً يبلغ قائد الجيش الثانى الميدانى بنجاح العبور، وإسقاط نقاط قوية معينة، وكنا نرسم على الخريطة الموقف، بتاريخ وساعة سقوطها، كما كنا نرسم على الخريطة تحركات العدو بتشكيلاته، وموقف قواتنا المسلحة.
وماذا حدث يوم 6 أكتوبر المجيد؟
- فوجئنا بالرئيس الراحل محمد أنور السادات يأمرنا بالإفطار لأننا كنا فى شهر رمضان المعظم، وكانت معه فتوى رسمية بإفطارنا، لكننا تمسّكنا بصيامنا، وتابع كل منا عمله، حتى شاهدنا الطائرات ترسم على خرائط، وأنها عبرت قناة السويس لتقوم بالضربة الجوية، وهنا أيقنّا أن الحرب قد بدأت بشكل فعلى، وحينما تأخر العدو فى استدعاء الاحتياطات الخاصة به، أيقنّا أننا سننتصر فى هذه الحرب.
المشير أحمد إسماعيل كان «رمانة الميزان» ومصدراً للهدوء فب غرفة العمليات .. و«الجمسي» فى أعلى درجات الدقة والانضباطوماذا كانت طبيعة القيادات فى غرفة عمليات القوات المسلحة أثناء حرب أكتوبر المجيدة؟
- المشير أحمد إسماعيل وزير الحربية كان «رمانة الميزان»، وكان يمنحنا الاطمئنان فى المواقف الحرجة وينشر الهدوء، أما الفريق سعد الدين الشاذلى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة حينها؛ فكان «حامى»، والمشير محمد عبدالغنى الجمسى، رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة حينها، كان دقيقاً ومرتباً للغاية، وفى أعلى درجات الدقة والانضباط، فقد كانت مجموعة متناغمة.
وما اللحظة التى لا تنساها فى غرفة العمليات؟
- كانت الأجواء مليئة بالتوتر والترقب، مع الأمل فى أن تنتهى الحرب باسترداد أراضينا كاملة، حتى التقطت إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع إشارة مفتوحة من قائد القوات الجوية الإسرائيلية إلى كل الطيارين الإسرائيليين بعدم الاقتراب من قناة السويس لمسافة 15 كيلومتراً، لأن أى طائرة كانت ستدخل كانت ستُضرب بواسطة حائط الصواريخ، وبتلك الإشارة، ومع تأخر استدعاء الاحتياط، قلت إننا سننتصر، لأن أى طائرة ستدخل ستُضرب، وهى القوة الرئيسية للعدو، وبعد تحييدها استطعنا بناء الكبارى التى عبرت عليها الدبابات والمدرعات إلى سيناء، وعبرت القوة الرئيسية للهجوم، كما عبرت 12 موجة اقتحام من المشاة بواسطة القوارب فى اليوم الأول، وتم بناء 5 كبارى، وكان هناك ثلث مليون مقاتل مصرى على أرض سيناء الغالية فى صباح اليوم الثانى للحرب.
أجريت مناظرة تاريخية مع رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق آرائيل شارون عن الحرب قبل ذلك.. ما أبرز ما تتذكره بشأنها؟
- أتذكر كل تفاصيل تلك المناظرة التاريخية، والتى أجريت فى هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى»، وكان يُحكمها أساتذة من معهد الدراسات الاستراتيجية فى لندن، وهم سألوا «شارون» عن مفاجأة حرب أكتوبر، فقال إن المفاجأة كانت الجندى المصرى الذى واجهه فى 73، حيث كان مختلفاً عن الجنود الذين واجههم فى حربى 1956، و1967، وأن الجنود المصريين الجدد ليسوا كالقدامى، وعلى جيش إسرائيل أن يحذر من مواجهتهم.
مجابهة أى تحدٍنمتلك قوات مسلحة قوية وحديثة وقادرة على مجابهة أى تحدٍ، لكن يبنغى أن ندرك أن مصر مهددة من الجهات الاستراتيجية الأربع، وهذا لم يحدث فى التاريخ؛ نحن نعانى من ظروف اقتصادية صعبة، شأننا شأن العالم كله، نظراً لتأثير فيروس كورونا المستجد، وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، والتى زادت من المشاكل، وينبغى أن نصبر كما صبرنا فى حربى الاستنزاف وأكتوبر، وبإذن الله النصر لمصر دوماً.
المصدر: الوطن
إقرأ أيضاً:
معارك كردفان
منذ صباح أمس السبت وحتى المساء وربما اليوم تخوض القوات المسلحة معركة صعبة ومعقدة جدا وهي تشق طريقها نحو مدينة الرهد بولايه شمال كردفان ونفذت القوات المسلحة أمس خطتها الرامية لإنهاك المليشيا وإحداث أكبر الخسائر في صفوفها لإنهاء وجودها في كردفان وشهد يوم أمس ثلاثة اشتباكات عنيفة جدا بمحاور القتال تكبدت فيها المليشيا خسائر بشرية بلغت 150 قتيلا وتدمير خمس عشرة عربة واستلام ثمان عشرة عربة مزودة بالمدافع والرشاشات وتدخل الطيران ووجه ضربات لقوة من الفزع في منطقة (الله كريم) الواقعة على بعد عشرين كيلو مترا شرق الرهد وتم تشتيت الفزع القادم من أبوزبد وبارا وبحلول الظلام ليوم السبت بدأت القوات المسلحة تتوغل بالقرب من الرهد في وقت نفذت فيه قوات الهجانة بالفرقة الخامسة مشاة عملية خاطفة على طريق الأبيض الدبيبات وقطعت طريق قوة كانت في طريقها لدعم المليشيا بالرهد وينتظر أن تشهد العمليات العسكرية في كردفان تصاعدا منذ اليوم بعد دخول قوات كبيرة دفعت بها قيادة الجيش للقضاء على المليشيا التي تجمعت إعداد كبيرة منها في منطقة الدبيبات بعضهم فارين من جبهات الخرطوم والجزيرة بعد الخسائر الأخيرة التي تعرضت لها المليشيا وتعتبر عمليات الرهد وفك الحصار اللئيم عن الأبيض بمثابة القضاء على خطر المليشيا على وسط السودان وكانت غارة جوية قد قضت على أخطر قادة الجنجويد الهالك قرنق الذي ارتكب جرائم حرب ضد المدنيين في الدلنج وأم روابة وهو من عتاة المجرمين إضافة للقائد المليشي قدورة الذي صرع معه أمس الأول بمنطقة السميح َ
وعلى إثر اندلاع هذه العمليات بدأت عناصر الجنجويد في الهروب من الحمادي والدبيبات والرهد ووصلت إعداد منهم إلى منطقة النعام دينق مجوك الواقعة شمال أبيي فيما هرب العمدة بخاري الزبير عمدة الحوازمة بالدلنج إلى نيروبي تحت غطاء المشاركة في تشكيل حكومة الدعم السريع التي تم وعد العمدة بخاري بمنصب كبير لرمزيته باعتباره يمثل جماعة أنصار السنه المحمدية التي انخرطت بعض قياداتها خاصة في جنوب كردفان في صف المليشيا ويعتبر العمدة بخاري من( المقاولين) في تحشيد المرتزقة للقتال إلى صف المليشيا ويقيم حاليا في قرية حمدوك شمال الدبيبات بعد فراره من الدلنج ورفض والي جنوب كردفان تنفيذ قرارات ديوان الحكم الاتحادي بفصل قادة الإدارة الأهلية المنخرطين في صفوف المليشيا ورفض عمدة كنانة سعد عبدالله إدريس الاستجابة لدعوة حميدتي بالسفر إلى نيروبي للمشاركة في تشكيل حكومة المليشيا التي ربما حينما تعود إلى الداخل تجد مدن الرهد والدبيبات والفوله والمجلد ونيالا قد استظلت بظل القوات المسلحة والقوات المسلحة التي َ تمضي بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافها وتحرير السودان من اوباش الدعم السريع وكان شمس الدين كباشي الذي يشرف علي عمليات الجيش في الجزيرة وكردفان قد أوفى للبرهان بوعده وسلم الجزيرة خالية من التمرد وبدأ الآن خطوات إنهاء المليشيا في كردفان وهي مهمة اعتبرها شمس الدين كباشي تمثل رد الدين لأهل كردفان الذين تعرضوا لابشع أنواع الانتهاكات والقتل على يد المليشيا وبعض الأحزاب السياسية خاصة حزب الأمة الذي يعتبر شريكا أصيلا في جرائم القتل والنهب وخاصة في كردفان التي شهدت مصرع قيادي في حزب الأمة بأم روابه على أيدي المواطنين الغاضبين على سلوكه الدعم والمحرض على القتل
يوسف عبد المنان
إنضم لقناة النيلين على واتساب