شهد قصر ثقافة الإسماعيلية، اليوم السبت، ندوة بعنوان "توظيف العادات والتقاليد والمعتقدات في فرق الفنون الشعبية"، استمرارا للندوات العلمية المتخصصة لمهرجان الإسماعيلية الدُولي للفنون الشعبية في دورته الرابعة والعشرين، المنعقد برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، واللواء أكرم محمد جلال، محافظ الإسماعيلية، وتقيمه وزارة الثقافة ممثلة في الهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، والعلاقات الثقافية الخارجية، بالتعاون مع محافظة الإسماعيلية.

أدار الندوة الشاعر د. مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، وشارك بها الباحث نشأت نجيب، الكاتب الصحفي والشاعر محمد بغدادي، إيناس عبد العزيز مدير فرقة رضا للفنون الشعبية، عصام العودات مدير الفرقة الأردنية "المغير راحوب".

أوضح "شومان" أن هناك فرقا بين العادات والتقاليد والمعتقدات المرتبطة بكل محافظة من محافظات مصر، وأن على مصمم الفنون الشعبية عند استلهام وتوظيف العادات الخاصة والمتعلقة بالميلاد، الزواج، الموت، الصباحية، أو الزار، أن يستخدم رمزا من الرموز المستخدمة في تلك الطقوس والممارسات الاجتماعية.

وأشار نشأت نجيب أن المأثور هو العنصر الشعبي الفاعل والحي الذي يعيش الآن، كالسيرة الهلالية ولكن السير الأخرى التى وضعت بالكتب تكون تراثا، موضحا أن التراث والمأثور مكونا الثقافة الشعبية.

وأضاف أن المبدع يأخذ من السياق الشعبي، ولابد أن يكون على وعي بتوظيف ذلك بشكل علمي وجيد يتناسب مع المضمون الشعبي الأصيل، والمبدع الجماهيرى يترجم ذلك بشكل رمزي بلغة الإشارة والحركة لتقديمه كفن شعبي قريب من الناس فهو ابن العادات والتقاليد والمعتقدات والممارسات الشعبية.

وتطرق في حديثه إلى العادات والممارسات الاجتماعية والشعبية المرتبطة بدورة الحياة، متناولا  مراسم "الموت"، حيث أوضح أن "الندب" به فن حركي وفن قولي ويتم استلهام ذلك من الواقع وتوظيفه والتعبير عنه من خلال الأداء الحركي الراقص.

من جهته تناول عصام العودات عناصر العادات والتقاليد والممارسات الشعبية، موضحا أن الأردن لا تختلف كثيرا في عاداتها عن مصر، وأوضح العادات والتقاليد في مراسم الزواج بالأردن كنموذح لأحد العروض الفنية التى تقدمها الفرقة بالمهرجان، مشيرا أن الموروث الشعبي قد يختلف من منطقة الجنوب عن الشمال ولكن به عناصر وجوانب مشتركة.

و اختتم حديثه مؤكدا أن التراث هو حياة وهوية شعب يصعب جمعه في فقرة فنية ولكن نأخذ جزءا من الكل ليعبر عن العادات والتقاليد.

وبدورها أكدت إيناس عبد العزيز أن موضوع الاستلهام موضوع شائك وله شقان، الأول هو الحفاظ على التراث والثاني الإبداع الذى يتم من خلاله إضافة وابتكار شيء جديد يضيف إلى نشر التراث الشعبي بدون إخلال ويساهم في نجاحه.

وأعطت مثالا بفرقة رضا للفنون الشعبية والنجاحات التى حققتها عبر مدار السنوات الماضية وحتى الآن، كنموذج وتجربة واقعية استطاعت استلهام وتوظيف العادات والتقاليد والممارسات الشعبية في عروضها الفنية والاستعراضية التى جابت بها كل دول العالم.

وتحدث محمد بغدادي عن سيرة تطبيقية للاستلهام والتوظيف من خلال تجربته مع المسرح للجميع مع الفنان محمد صبحي، أوبريت "الفن أصل الحضارة"، موضحا أهمية ودور الفن في مواجهة الإرهاب، وأن فن المقاومة الشعبية نشأ في مدن القناة الإسماعيلية، بورسعيد والسويس.

وشهدت الندوة تكريم د. شعيب خلف مدير عام إقليم القناة وسيناء الثقافي، والفنان فوزى الجمل مطرب السمسمية وأحد مؤسسي فرقة الصامدين والباحث نشأت نجيب.

وتحدث "الجمل" عن تجربته في تأسيس فرقة الصامدين ودورها في مساندة ودعم الجيش المصري، وقام بغناء "أبويا وصاني" وسط تفاعل كبير للحضور.

وفي مداخلة تحدث خلالها محمد أبو صالح مدرب فرقة بورسعيد للفنون الشعبية عن الخصوصية والعادات والتقاليد والمأثورات الشعبية التي اختلفت قبل الهجرة عن بعد الهجرة في مدن القناة الإسماعيلية، بورسعيد والسويس، كما تحدث عن الدورات التدريبية التى خاضها وساهمت في تشكيل وعيه وصقل موهبته وطالب بانعقاد المزيد من الدورات التدريبية المتخصصة في الفن الشعبي.

وفي مداخلة أخرى تحدثت خلالها الكاتبة الصحفية أنس الوجود رضوان عن تجربتها مع أولى دورات انطلاق مهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية، وأشارت إلى رؤيتها كمشاهدة ومتابعة للمهرجانات الدولية للفنون الشعبية، مؤكدة أهمية العناية والاهتمام بالفرق وأعضائها من حيث الحفاظ على وزن الراقصات، الملابس والزي الإكسسوارات، وطرحت تساؤلا عن آليات حماية التراث الشعبي في ظل الذكاء الاصطناعي وميتافيرس.

يشار إلى أن فعاليات المهرجان تقام بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية، برئاسة الفنان أحمد الشافعي، وتنفذ الفعاليات الفنية من خلال الإدارة العامة للمهرجانات برئاسة إيمان حمدي، والإدارة العامة للفنون الشعبية، برئاسة الفنان محمد حجاج، وبالتعاون مع إقليم القناة وسيناء الثقافي، وفرع ثقافة الإسماعيلية، برئاسة شيرين عبد الرحمن، ويشارك به 21 فرقة مصرية وأجنبية تقدم عروضها بأنحاء محافظة الإسماعيلية وتختتم الفعاليات 7 أكتوبر الحالي.

وتقدم الندوات العلمية للمهرجان بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية، وتناقش عدة موضوعات أهمها: "توظيف العادات والتقاليد والمعتقدات في فرق الفنون الشعبية"، "توظيف فنون القول والموسيقى في فرق الفنون الشعبية"، وكذلك "توظيف فنون الحركة في فرق الرقص الشعبي"

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مهرجان الاسماعيليه ندوة تقاليد عادات توظيف فنون ثقافة

إقرأ أيضاً:

محمد المهيري.. يعزف على أوتار التراث

خولة علي (أبوظبي) 

أخبار ذات صلة موروثنا بخير.. مجوهرات مستوحاة من الموروث البحري ضمن مبادرة «موطن بوظبي».. «القهوة العربية» قِيم متوارثة

بين أصالة الماضي وتطلعات المستقبل، تبرز مكانة التراث في قلوب الأجيال، وتسكن الهوية وجدانهم، وفي هذا العالم المليء بالتطورات المتسارعة، اختار محمد يوسف المهيري، ابن العاشرة ربيعاً، أن يعزف على أوتار الماضي ويحيي إرث الأجداد من خلال «آلة الهبان» التراثية، لم تكن رحلته مع هذه الآلة مجرد تعلم للنغمات، بل كانت قصة شغف وحب، وإحساس عميق بقيمة الموروث الشعبي، فمنذ نعومة أظافره، قرر أن يكون صوته صدى لآلة الهبان، ليعبر من خلالها عن تاريخ الأجداد ويحمل رسالته إلى الأجيال.
آلة تراثية
الطفل محمد يوسف المهيري يحمل في قلبه شغفاً كبيراً للتراث الشعبي الإماراتي، ورغم صغر سنه، استطاع أن يلفت الأنظار بموهبته وتمسكه بتراث الأجداد، واختار آلة الهبان الموسيقية للعزف عليها، منذ أن كان في السابعة من عمره، فقد جذبت هذه الآلة التراثية انتباهه لما تحمله من أصالة وألحان ارتبطت بماضي وتراث الأجداد. 
ويعرّف المهيري آلة الهبان، بأنها آلة موسيقية نفخية تقليدية، تتميز بصوتها الفريد الذي يضفي طابعاً خاصاً على الموسيقى الشعبية، وتتكون من القربة التي تُصنع من جلد الماعز وتشكل على هيئة كيس يملأ بالهواء، ويُثبَّت في فوهة القربة مبسم خشبي يُنفخ فيه لملئ القربة بالهواء، مع مزمار يتكون من قصبتين خشبيتين متوازيتين، تُثبتان على قالب خشبي، وتصدر القصبتان نغمات موسيقية عند مرور الهواء عبرهما، وتستخدم الثقوب الموجودة عليهما لتحديد النغمات، أما الجزء الأخير فهو المنفاخ «اللوله» وهو الأنبوب الذي ينفخ فيه العازف لملئ القربة بالهواء، ولا ننسى الطربوش الذي تزينه، وتنتشر آلة الهبان في العديد من المناسبات الشعبية والاحتفالات في منطقة الخليج العربي، وتُعتبر جزءاً من التراث الموسيقي الشعبي الغني لهذه المنطقة.
تحديات
لم يكن طريق الطفل المهيري سهلاً، فقد واجه تحديات عدة، أبرزها صعوبة العزف على آلة الهبان القائمة على النفخ، والحاجة إلى الكثير من الهواء، وهو أمر شاق بالنسبة لطفل صغير، لكنه لم يكن وحيداً في رحلته، فقد وقف إلى جانبه أفراد أسرته، حيث شجعه جده على الاستمرار والمثابرة حتى أتقن العزف عليها، وبدأ في تأليف النغمات الخاصة به.
رسالة حب وانتماء
ولا تقتصر رؤية محمد المهيري على العزف فقط، بل يحرص على تطوير مهاراته في هذا المجال ليساهم بدوره في حفظ التراث الشعبي ونقله للأجيال القادمة، ورغم عشقه للموسيقى التراثية، يحمل طموحاً كبيراً للمستقبل، حيث يسعى لمواصلة الحفاظ على إرث الأجداد من خلال العزف على آلة الهبان، باعتبار الموروث رمزاً للعزة والفخر، ورحلة المهيري مع هذه الآلة ليست مجرد موهبة يجيدها، بل هي رسالة حب وانتماء لأرضه وهويته الثقافية، مما يجعله قدوة لأقرانه ووجهاً مشرقاً يعكس أصالة الإمارات وتراثها الغني.
محطات مهمة
رغم صغر سنه، شارك المهيري في مهرجان الشارقة للتراث لعامي 2023 و2025، حيث أظهر مهاراته أمام الجمهور وأثبت أنه قادر على تمثيل التراث الإماراتي بفخر وإبداع، وكانت هذه المشاركات محطة مهمة في رحلته الفنية، حيث اكتسب خبرات جديدة وتعرّف على فنانين آخرين يحملون نفس الشغف بالموروث الشعبي، مما دفعه قدماً إلى مواصلة تعلم هذا الفن واحترافه.

مقالات مشابهة

  • هل هلالك.. فرقة رضـــا تبهر جمهور ساحة الهناجر
  • تعليم الإسماعيلية تنظم ندوة دينية ثقافية عن فضل ليلة القدر والعشر الأواخر
  • محمد المهيري.. يعزف على أوتار التراث
  • البحث العلمي تعلن انتهاء المرحلة الأولى لموسوعة الأغذية الشعبية المصرية
  • إدارة التراث الحضارى بالشرقية تنظم ندوة تثقيفية لطالبات مدرسة طلعت حرب
  • تعرف على فعاليات البيت الفني للفنون الشعبية في عيد الفطر المبارك
  • القومية للفنون الشعبية تتألق بعروضها الاستعراضية في "هل هلالك 9"
  • فرقة رضا حيى حفلا على مسرح ساحة الهناجر ..غدا
  • فرقة رضا تحيي حفلي الليلتين 18 و19 من برنامج هل هلالك9
  • غدا.. روائع فرقة "رضـــا" على مسرح ساحة الهناجر