لجريدة عمان:
2024-11-22@03:26:47 GMT

بين جدران المركز الوطني للتوحد

تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT

بعد عام تقريبًا من نيل ابني المصاب باضطراب طيف التوحد فرصة التأهيل في "المركز الوطني للتوحد" الواقع في الخوض "السادسة" بولاية السيب والذي تشرف عليه وزارة التنمية الاجتماعية، ارتأيت من باب الإعجاب بما يحدث بين جدرانه الحديث عن الجهود المخلصة والعمل الاحترافي الذي يؤديه القائمون عليه.

وعندما أقول العمل الاحترافي لطاقم المركز الذي حصل باكرًا جدًا على شهادة "الاعتماد الدولي" الممنوحة من قبل المجلس الدولي للاعتماد ومعايير التعليم المستمر بالولايات المتحدة الأمريكية كأول مركز في سلطنة عُمان يحصل على هذا الاعتماد، فإنني أعني ذلك ليس بسبب خطط التأهيل المدروسة والمرسومة لكل مصاب بهذا الاضطراب، إنما لعدم إغفال التفاصيل الصغيرة التي تسهم في تجويد الخدمة، بدايةً بالاهتمام الذي تبديه موظفة الاستقبال وانتهاءً بنوعية تعامل مديرته العامة.

من أهم الجوانب التي تلفت انتباه أي مستفيد ابنه أو خدمات المركز لا تقتصر فقط على مساعدة المصابين باضطراب التوحد على التفاعل مع محيطهم الخارجي وإكسابهم المهارات وتنمية قدراتهم، بل تتعدى ذلك إلى تثقيف الأسر وإرشادها إلى كيفية تقبل أبنائها والتعايش مع خصوصيتهم.

جلسة واحدة مع أي اختصاصي أو إداري كفيلة بأن تُشعرك أنك لست وحدك في عالم التوحد الغامض وأنهم جميعًا موجودون هناك من أجل مساعدتك ومساعدة ابنك على الافتكاك من قبضة الوحش.. تقرأ تلك الأحاسيس في وجوههم التي لم تلحظها يومًا متجهمة أو متذمرة.

ما أثار إعجابي في التعامل مع القائمين على "المركز الوطني للتوحد" هو كمية الصبر والتفهم التي يمتلكها الأخصائيون والإداريون للتعاطي مع الحالات المستهدفة واحتوائها.. حجم الود الذي يطبع التعامل مع أولياء الأمور، فالجميع هناك مدركون لقيمة الرسالة الإنسانية التي تجشموا عناء القيام بها.

ولأن حلم جميع أولياء الأمور، كمواطنين ووافدين، هو الحصول على فرصة لالتحاق أبنائهم بالمركز الوطني للتوحد مشروع نظرا لمعاناتهم وجودة الخدمة المقدمة. بات من الأهمية زيادة الدعم الحكومي للمركز وتوسيع خدماته وتطوير مهارات وإمكانات المنتمين إليه من الأخصائيين والإداريين.

كما أن إنشاء مراكز جديدة مماثلة في مختلف المحافظات بات ضرورة ماسة أولًا لأن أعداد المُشخّصين بهذا الاضطراب في ازدياد مُذهل.

وكذلك من باب أن إنشاء المراكز المؤهلة والمُصممة خصيصًا لعلاج اضطراب التوحد والتدخل المبكر للحالات الجديدة والتأهيل العلمي للحالات المُكتشفة كفيل بجعل هذه الفئة قادرة على الاعتماد على نفسها والتفاعل مع محيطها بل والإنتاج والحياة بإيجابية. كما سيقلل ذلك من التكاليف التي تُخصصها الحكومة لفئة الإعاقة.

مما هو معلوم أن المركز الوطني للتوحد الذي تفضلت بافتتاحه السيدة الجليلة حرم جلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- أقيم على مساحة إجمالية تبلغ 23 ألفًا و600 متر مربع، وبلغت مساحة المبنى 5 آلاف متر مربع و225 مترًا مربعًا، بتكلفة إجمالية تصل إلى حوالي مليونين و500 ألف ريال عماني، وهو بالإضافة إلى دوره الأساسي، يسهم في دعم مراكز التأهيل الحكومية والخاصة من خلال تقديمه لبرامج التوعية وتنظيم حلقات العمل والدورات المتخصصة في مجال التوحد التي تستهدف تطوير هذه المراكز وزيادة فاعليتها.

النقطة الأخيرة:

التوحد اضطراب غامض يسرق من الطفل أجمل سنوات عمره ويسجنه في "بالونة" لا تتسع لغيره، عالم كلما أبحرت فيه كلما ازددت صبرًا ورحمة وإيمانًا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المرکز الوطنی للتوحد

إقرأ أيضاً:

ثقافة أسوان تنظم مجموعة من الأنشطة الثقافية والفنية

نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، مجموعة من الأنشطة الثقافية والفنية ضمن أجندة فعالياتها بمواقع فرع ثقافة أسوان، في إطار برامج وزارة الثقافة.

وعقدت مكتبة الطفل والشباب بدراو لقاء بعنوان "إشكاليات السرد وبناء الشخصية الأدبية"، من خلال ورشة المصطبة، بهدف تسليط الضوء على مشكلات السرد الأدبي في محافظة أسوان والتحديات التي يواجهها الكتاب.

شارك في النقاش عدد من كتّاب السرد البارزين والمهتمين بالشأن الثقافي، حيث تحدث طه الأسواني، رئيس نادي الأدب المركزي بثقافة أسوان، عن تاريخ السرد في أسوان وأهم كتابه البارزين، مشيرا إلى بعض المحاور الرئيسة مثل التهميش الإعلامي، موضحا أن الإعلام المحلي لا يُبرز الأعمال الأدبية الصادرة من أسوان بشكل كاف، مما يحد من انتشارها على المستوى الوطني، كما تم تناول قضايا غياب الورش التدريبية وندرة النشر المحلى. 

وزير الاتصالات: مركز إبداع مصر الرقمية بجامعة أسوان حقق نجاحا منقطع النظير محافظ أسوان: استمرار تقييم مستوى الأداء وتطبيق الثواب والعقاب للقيادات المحلية أنشطة ثقافية 

في نهاية النقاش، اقترح المشاركون حلولا مثل تنظيم مهرجانات أدبية سنوية تحتفي بالسرد في أسوان، ورش عمل تدريبية للكتابة السردية، وتأسيس منصة إلكترونية لنشر قصص وأعمال كتّاب أسوان، وذلك لتعزيز انتشار الأعمال الأدبية من المحافظة، توثيق التراث الثقافي لأسوان وتوظيفه في الأعمال السردية لإبراز الهوية المحلية، ومن آليات تنفيذ الحلول التعاون بين المكتبات العامة ووزارة الثقافة لإطلاق مبادرات لدعم السرد، الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي لخلق مجتمع أدبي افتراضي يعزز الحوار بين الكتّاب. إطلاق مسابقات أدبية محلية تهدف إلى اكتشاف المواهب الجديدة وتشجيعها. توثيق الحوار كنواة لسلسلة فعاليات مستقبلية تناقش تطور السرد في أسوان.

 وفي الختام دعا الكاتب طه الأسواني إلى تعزيز التعاون بين الكتّاب والمؤسسات الثقافية، كما أشار إلى ضرورة التركيز على القصص المستوحاة من البيئة الأسوانية الغنية بالتراث الثقافي والطبيعي، لما لها من قدرة على جذب القراء والترويج للسرد.

في سياق آخر، وضمن أنشطة الفرع، برئاسة يوسف محمود، وبإشراف إقليم جنوب الصعيد الثقافي، برئاسة عماد فتحي، نظم بيت ثقافة دراو محاضرة بعنوان "التوحد عند الأطفال ودور الآباء" ألقاها محمد عبد القادر، أستاذ خدمة الفرد بجمعية أصدقاء المرضى. تطرق عبد القادر إلى مرض التوحد الذي يُعد اضطرابا في النمو العصبي ويؤدي إلى ضعف التفاعل الاجتماعي والتواصل اللفظي وغير اللفظي. كما استعرض المحاضِر كيفية تأثير التوحد على النمو المعرفي واللغوي للأطفال، مؤكدًا على أهمية فهم الأهل للسلوكيات المختلفة التي قد تظهر لدى الأطفال، مثل الصراخ أو الاعتداء على الآخرين.

مقالات مشابهة

  • المركز الوطني للعمليات الأمنية يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل في واجهة روشن بالرياض
  • هيئة المتاحف توقع مذكرة تفاهم مع المركز الوطني للنخيل والتمور
  • تنبيه من المركز الوطني للأرصاد
  • محافظ الطائف يطلع على أعمال المركز الوطني للالتزام البيئي
  • السفير السعودي في لندن يحتفي بإنجاز جمعية أسر التوحد
  • تلوث الهواء يزيد احتمالات الإصابة بالتوحد.. كشف جديد
  • ثقافة أسوان تنظم مجموعة من الأنشطة الثقافية والفنية
  • اعتماد المركز الوطني لمكافحة الأمراض كمؤسسة تعليمية وتدريبية
  • المركز الوطني لإدارة الدين يقفل طرح شهر نوفمبر 2024
  • المركز الوطني يعلن رصده القط الرملي بمحمية نفود العريق