لجريدة عمان:
2024-11-07@19:32:28 GMT

أفكار ترامب تعطل النمو وتقود الى التضخم

تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT

ترجمة: قاسم مكي -

منذ بداية دخوله الحياة السياسية ظل دونالد ترامب يتمتع بميزة دائمة. فالعديدون يرونه رجلا يعرف الكثير عن كيفية تحقيق النمو الاقتصادي للبلد. إنه بعد كل شيء رجل أعمال ثري ولعب هذا الدور بنجاح فائق لسنواتٍ في البرامج التلفزيونية التي تبث في أوقات الذروة. والشعور السائد هو أنه يعلم ما الذي يُوجد النمو.

لكن في الحقيقة كل شيء تقريبا يقترحه ترامب يمكن أن يترتب عنه أثر عكسي.

لنأخذ أهم مقترحاته وهي تلك التي يكررها باستمرار. إنها فرض رسوم جمركية شاملة على كل السلع المستوردة وترحيل العمال الذين يقيمون بصفة غير مشروعة. من النادر أن تجد مواضيع يتفق حولها خبراء الاقتصاد بشدة مثل اتفاقهم على أن كلا هذين المقترحين سيؤذيان النمو ويقفزان بمعدل التضخم الى أعلى.

المنطق وراء ذلك واضح جدا. فإذا أنت رفعت سعر السلع المستوردة للمستهلكين (وهذا ما يحدث فعلا لأن المستوردين سيمرِّرُون إليهم قيمة الرسوم الجمركية) وإذا قلصت عدد العمال المهاجرين ستحصل على عدد أقل من الناس الذين يعملون وعدد أقل من الناس الذين يشترون السلع.

توصل معهد بيترسون في دراسة أجراها حول هذا الموضوع الى أن نمو الاقتصاد الأمريكي استنادا الى المدى الذي يطبق به ترامب تلك السياسات (جزئيا أو كليا) سيتقلص بنسبة تتراوح بين 2.8% الى 9.7% بحلول عام 2028. كما سيكون التضخم أعلى بنسبة تتراوح بين 4.1% و7.4% في عام 2026.

ووفقا لحسابات مركز التقدم الأمريكي ستدفع الأسرة الأمريكية العادية 2500 دولار إضافي على السلع والخدمات في كل عام. وهذا شكل للضريبة تراجعي بدرجة كبيرة بما أن كل الأمريكيين الأغنياء منهم والفقراء سيلزمهم سداد نفس الفاتورة الجمركية. (في الضريبة التراجعية ينخفض معدل الضريبة مع ارتفاع دخل دافع الضريبة. وهذا يشكِّل عبئا ضريبيا كبيرا على أصحاب الدخل المنخفض مقارنة بأصحاب الدخل المرتفع– المترجم.)

أما مقترح ترحيل العمال المهاجرين فلا يستوعب تماما تكلفة خسارة الابتكار بالنسبة للاقتصاد بالنظر الى أن المهاجرين في الغالب أكثر تأسيسا للأعمال مقارنة بالمواطنين. وبخلاف الضوابط التنظيمية والضرائب الشاملة والجديدة على السلع والعمالة يؤمن ترامب بتحرير الاقتصاد.

الضرر الذي يمكن أن تلحقه هذه المقترحات بالاقتصاد الأمريكي أكبر بما لا يقاس من أية مقترحات معادية لقطاع الأعمال يتقدم بها ديموقراطي مثل زيادة الضرائب على الشركات. في الحقيقة معظم مقترحات كامالا هاريس أقرب الى يسار الوسط من جناح بيرني ساندرز في الحزب الديموقراطي. وبعض مقترحاتها مواصلة لجهود إدارة بايدن في الاستثمار في الاقتصاد الأمريكي بطرائق تحقق نتائج كبيرة في التعليم والتدريب والصحة.

لقد ساعد الائتمان الضريبي الموسع للأطفال على خفض فقر الأطفال بنسبة 30% خلال السنة التي كان فيها قيد التطبيق. ونحن نعلم أن الاستثمارات في وقت مبكر من حياة الفرد يحقق منافع كبيرة حتى اقتصاديا. فالمستفيدون منها عندما يكبرون يكسبون دخولا أكبر ويشكلون عبئا أقل على دافعي الضرائب. على نحو مماثل، الاستثمارات في البنية التحتية مطلوبة بشدة. كما أنها تأخرت كثيرا.

لكن إدارة بايدن-هاريس انضمت الى الموضة الجديدة للتدخل الحكومي في اختيار الكاسبين والخاسرين (بتفضيل صناعات أو شركات معينة على أخرى) وذلك بمزيج من النجاح والفشل.

خاض بايدن حملته الانتخابية ضد الرسوم التي فرضها ترامب ضد الصين ولكنه حافظ عليها الى حد بعيد. وإحدى النقاط القوية لترامب في مناظرته مع هاريس كانت الإشارة الى أنها إذا كانت تعارض مقترحاته بشأن الرسوم الجمركية لماذا احتفظت هي وبايدن بمعظمها.

مؤخرا أكملت إدارة بايدن مراجعة مستفيضة لرسوم ترامب وأوضحت المراجعة أنها كانت غير فعالة الى درجة ما في تغيير سلوك الصين وإنعاش الصناعة الأمريكية. ومع ذلك توصلت إدارته الى وجوب الاحتفاظ بها لأنها ربما تنجح في وقت ما.

اتخذت إدارة بايدن قرارا حكيما بالحيلولة دون حصول الصين على تقنية الغرب الأكثر تقدما والتي لديها تطبيقات عسكرية بما في ذلك رقائق الحاسوب بالغة الأهمية. لكن في محاولة لإحياء صناعة الرقائق في الولايات المتحدة تعهد البيت الأبيض بتقديم بلايين الدولارات ( في شكل منح وقروض بقيمة 20 بليون دولار) لشركة تصنيع الرقائق الأمريكية "إنتل." يحدث ذلك فيما تتهاوى إنتل وتفقد زبائنها ورأسمالها. فسعر سهمها متدنٍّ الى حد أنها تصبح الآن هدفا للاستحواذ.

لقد فشلت إنتل في التكيف مع المشهد التقني المتغير. لكنها للأسف مرشح مثالي لأموال الحكومة. إنها شركة كبيرة ومحترمة ولها تاريخ يُحكَى ورؤساؤها التنفيذيون بيروقراطيون معسولو اللسان. ويبدو أنها في سبيلها الى ان تصبح مثل "بوينج." أي شركة توجَد الى حد كبير كقاصر تحت وصاية الدولة.

لدى كل من ترامب وهاريس خطط للتعامل مع النقص الحاد في المساكن. خطة ترامب كما هي العادة تثير قلقا عميقا إذا كان سينفذها فعلا. ففي سعيه وراء أسعار فائدة أقل على قروض الرهن العقاري قد يضغط بنك الاحتياطي الفدرالي لخفض سعر الفائدة كما سبق أن فعل عندما كان رئيسا. وتتقدم هاريس بمزيج من الإعانات لزيادة العرض والطلب وأيضا بالتوسع في قيود الإيجار.

كلا المرشحين مخطئ وعليهما كليهما مراجعة تجربة حديثة في نطاقنا الجغرافي حققت نجاحا أوليا مذهلا. فرئيس الأرجنتين خافيير ميلي ألغى قانون تقييد الإيجارات في بلده. وهو من بين قوانين العالم الأشد صرامة. نتيجة لذلك زاد عرض العقارات السكنية المخصصة للإيجار بنسبة 170% في بوينس أيرس وانخفضت الإيجارات بنسبة 40% حسب أحد التقديرات.

في عصر صار فيه التدخلُ الحكومي السياسةَ الرائجة دعونا لا ننسى أن الأسواق في نهاية المطاف هي التي توجد النموّ والكفاءة المَستدامَين. ولا أحد في حاجة الى مزيد من التذكير بذلك غير رجل الأعمال الشهير في هذا السباق الرئاسي.

• فريد زكريا كاتب رأي في صحيفة واشنطن بوست ومقدم برنامج يتناول القضايا الدولية والشئون الخارجية على شبكة سي إن ان.

• الترجمة خاصة لـ عمان

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: إدارة بایدن

إقرأ أيضاً:

وجبة جاهزة تكشف سر 10 سنوات وتقود نادية إلى محكمة الأسرة.. ما القصة؟

داخل مكتب أحد المحامين بدأت الحكاية وانتهت.. «قصة الحب اللي جمعتنا من 12 سنة أنا جيت نفس المكان عشان أنهيها»؛ بهذه الكلمات التي غلَّفتها نبرة الإنكار والاستهزاء أوضحت نادية، صاحبة الـ32 عامًا، سبب طلبها للطلاق، بعد أن ضحك الجميع على مبرراتها التي تعاني مر المعاناة لإثبات مدى صحتها وتضررها النفسي بسببها، لكن أكثر ما يجعلها تحمل الهم هو ما نتجت عنه تلك الزيجة؛ 3 فتيات في عمر الزهور يقضين طفولتهن في المحاكم.. على حد وصفها، فما القصة التي قادتها إلى محكمة الأسرة؟

مشهد متكرر داخل محكمة الأسرة 

صوت ضوضاء وشجارات وبكاء أطفال وأحاديث بصوت صاخب، يقطعه صوت سيدات يتساءلن عن دورهن وأرقام قضاياهن في تمام الساعة الـ9 صباحًا داخل الممر الضيق أمام «الرول»، «بس يا حبيبتي بابا أكيد جاي المرة دي» جملة استغربها المنتظرون في الطابور بجوار نادية، وهي تحاول تهدئة بكاء طفلتها صاحبة الـ4 سنوات، رغبةً منها في رؤية والدها الذي لم تره منذ 10 أشهر، فقطعت «الوطن» حديثها لمعرفة قصتها والتطرق لسبب دعوى الطلاق للضرر.

«البنات عايزين يشوفوا أبوهم، هما مش فاهمين حاجة، هقولهم إيه هو اللي قرر يسيبكم ويمشي، كل جلسة مش بييجي لحد ما فاض بيا وحولت الدعوى للقاضي، وحتى لو جه مش هتنازل، بس البنات على الأقل هيشفوه ويبطلوا يسألوا عنه، وجعوا قلبي أكتر من اللي أنا فيه».. صوت بكاء متقطع بدأت به نادية تسترجع ذكريات اللقاء الأول بينها وبين كريم زوجها، الذي لم يرث أي معنى من اسمه على حد تعبيرها.

انتهت نادية من دراستها وبدأت في رحلة من طريقين، طريق كانت تحلم به منذ الطفولة وهو العمل، والآخر هو رغبة عائلتها في الحصول على شريك حياتها، وبعدما حصلت على عمل قابلت زوجها الحالي الذي يعمل معها في مكتب المحاماة، وكانت سمعته حسنة ومعروف بخجله خلال تعامله مع الزملاء، وخاصةً الفتيات، هذه الطباع جعلتها تنجذب له وبدأ التقرب لها بحجة صداقتهما في العمل، وبسبب التزامه فاجأها برغبته بخطبتها، حسب حديثها.

أسئلة دون إجابات.. سبب الطلاق بعد 10 سنوات

اعتقدت نادية أنها حققت الرغبة الأهم، وحصلت على «عريس»، وبعد عودتها من العمل أخبرت والدتها على الفور فرحة بما حدث معها، وبالفعل أخبرت والدتها والدها وأشقاءها، ولم يمر وقت طويل، إذ أمتلاء المنزل بصوت الزغاريد والتهاني وحفل الخطبة، لكنه سرعان ما هدم لها حلمها في العمل، لكنها اكتفت بنصيبها، ووافقت برغبتها على التوقف عن العمل، واقتصرت حياتها حتى اليوم عليه وعلى بناتها الـ3، ولم تعلم حينها أنه سيتركها وحيدة في خلال رحلة الحياة ويجعلها تعيش وفي حلقها مئات الأسئلة دون إجابة، على حد حديثها.

«طول الـ10 سنين دول كان لابس ماسك لراجل تاني مظهرتش حقيقته غير بعد الجواز والعشرة والمشاكل؛ خلفت 3 بنات وقولت الدنيا إديتني كل حاجة، لكنه قرر إنه يعيش حياته بطريقة تانية كلها شياطين الإنس، ونسي بناته، ولما كنت بطلب منه يقوم بدوره كأب كان بيضربني ويسيب البيت بالأيام، ومكنتش دي أوحش حاجة حصلت منه»؛ الأسوأ من إهانته المتتالية سواء بالقول أو بالفعل وتركه للمنزل، قرر الزوج أن يسحب اهتمامه ومسؤوليته من أسرته الأساسية لبناء منزل آخر جديد، وكأن البيت القديم هُدِم وليس له أي أثر، وفقًا لحديث الزوجة.

«طلبت أكل جاهز بعد غيابه أسابيع عن البيت من مطعم في المنطقة دايمًا بنطلب منه، وطبعًا طلبت الوجبة على رقم جوزي كالعادة، لكن المطعم وصلها للبيت التاني وبعد ساعات تواصلت معاهم وأكدوا لي إن الأكل وصل على العنوان التاني، ومن صدمتي فضلت أزعق لحد ما المطعم أكد لي إنه بيوصل لرقم جوزي أكل كذا مرة من 4 أسابيع حسب رغبته، وبمواجهتي ليه ما أنكرش أنه متجوز عليا، ولما هددته زي أي ست، قالي إنه كان بيحبها وواعدها بالجواز من 10 سنين، وأنه معندوش مبرر تاني، ولا رغبة لطلاقي أو طلاقها»؛ وفقًا لحديثها.

تركت نادية المنزل واصطحبت بناتها وعادت لأهلها، وفي مساء نفس الليلة عادت للمكتب الذي قابلته فيه، لكن هذه المرة لتحريك دعوى طلاق للضرر لتنهي الزيجة، وبعدها لجأت لمحكمة الأسرة باب الشعرية، وأقامت دعوى طلاق للضرر حملت رقم 827 وستلاحقه بنفقات أطفالها.

مقالات مشابهة

  • حملة ترامب: الرئيس المنتخب يتطلع إلى لقاء قريب مع بايدن
  • الأسعار ارتفعت 100%.. تفاصيل الأوضاع الاقتصادية بأمريكا خلال فترة بايدن (فيديو)
  • ارتفاع الأسعار.. تفاصيل الأوضاع الاقتصادية بأمريكا خلال فترة بايدن| فيديو
  • مدبولي: الاقتصاد يسير في الطريق الصحيح
  • رئيس الوزراء: مديرة صندوق النقد الدولي أكدت تفهمها لحجم التحديات التي تواجهها مصر
  • مدبولي: الاقتصاد المصري يسير في طريق سليم
  • عاجل - صدمة ترامب تضرب البورصات.. تغيُّرات كبيرة في أسعار السلع
  • الانتخابات الأمريكية 2024.. ترامب:  سيكون لدينا 4 سنوات من النمو مقارنة بالسنوات السابقة التي شهدت فشلًا وركودًا
  • وجبة جاهزة تكشف سر 10 سنوات وتقود نادية إلى محكمة الأسرة.. ما القصة؟
  • ترامب: سيكون لدينا 4 سنوات من النمو مقارنة بالسنوات السابقة التي شهدت فشلا وركودا