سر اختيار السادس من أكتوبر.. بين الاستراتيجية العسكرية والمفاجأة
تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نحن الآن على أعتاب ذكرى السادس من أكتوبر، تلك المناسبة التي تجسد أعظم انتصارات الجيش المصري، كل عام في مثل هذا الوقت، نحتفل بهذا اليوم الخالد، حيث مر 51 عامًا على النصر الذي أعاد للأمة كرامتها، ولكن هل تساءلنا يومًا عن سر اختيار يوم 6 أكتوبر تحديدًا، والشهر والسنة؟ هل كان اختيار هذه التواريخ مجرد صدفة أم تخطيطا استراتيجيا دقيقًا؟.
تؤكد الدراسات العسكرية أن اختيار يوم 6 أكتوبر لم يكن محض صدفة، بل كان قرارًا مدروسًا بعناية فائقة، حيث يعود اختيار هذا اليوم إلى كونه يوافق عيد "يوم كيبور" لدى العدو الإسرائيلي، وهو يوم مقدس يتفرغ فيه الجنود اليهود للصلاة والعبادة، في هذا اليوم، كانت وسائل الإعلام الإسرائيلية تتوقف عن البث، والجنود يعطون إجازة للاحتفال، مما خلق حالة من الارتخاء داخل صفوف العدو.
قرر القادة المصريون استغلال هذا التوقيت لضمان أن يكون الهجوم مفاجئًا تمامًا، وجاء توقيت هجوم السادس من أكتوبر في الساعة الثانية ظهرا متزامنًا مع ذروة احتفالات العدو الدينية، حيث يكون الانشغال في قمته، ما أتاح للقوات المصرية والسورية البدء في هجوم مشترك دون مواجهة استعدادات قوية من العدو.
السر وراء اختيار شهر أكتوبرأما اختيار شهر أكتوبر، فقد جاء بناءً على عوامل عدة، أهمها حالة المد والجزر في قناة السويس، في هذا الشهر، تكون سرعة التيار واتجاهه مثاليين لعبور القوات المصرية القناة بسهولة وبأقل الخسائر. إضافة إلى ذلك، فإن شهر أكتوبر يشهد العديد من العطلات الرسمية لدى العدو، بما في ذلك يوم السبت الذي يكون فيه العدو في حالة استرخاء كامل.
في هذا السياق، كان الجيش المصري يهدف إلى استغلال هذه العوامل الطبيعية والاجتماعية لضمان تقليل الخسائر وزيادة فرص النجاح. فضلاً عن أن هذا الشهر كان يضمن لقواتنا المسلحة أن تكون في مواجهة جيش إسرائيلي أقل استعدادًا، ما سهل عملية العبور والهجوم المباغت.
السادس من أكتوبرعام 1973.. عام المفاجأة العسكرية
أما بالنسبة لاختيار عام 1973، فقد جاء بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة حصلت عليها القيادة المصرية، تشير إلى أن إسرائيل كانت تستعد لتحديث وتسليح جيشها في عام 1974، ما يعني أن تأخير الهجوم حتى ذلك الوقت كان سيعطي العدو ميزة كبيرة.
من هنا، قررت القيادة المصرية بقيادة الرئيس الراحل أنور السادات تنفيذ خطة الهجوم المفاجئ في عام 1973 قبل أن يتمكن العدو من تعزيز قدراته العسكرية، وبفضل هذا القرار الحاسم، استطاعت القوات المسلحة المصرية أن تحقق انتصارًا تاريخيًا.
اجتماع القادة والتخطيط النهائي
اجتمعت القيادات العسكرية المصرية، بحضور عشرين ضابطًا من كبار القادة، في جلسات مكثفة لمناقشة موعد الهجوم، واستمرت هذه المناقشات حوالي عشر ساعات، وانتهت بالتصديق النهائي من الرئيس السادات على خطة الهجوم في 6 أكتوبر 1973، الساعة الثانية ظهرًا.
يظهر هذا التخطيط الدقيق والذكي عبقرية الجيش المصري وعزيمته، بقيادة الرئيس السادات، فكان هذا الانتصار خير شاهد على قوة الجيش المصري وإيمانه بالله، واحترافيته في تنفيذ العمليات العسكرية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: السادس من اكتوبر انتصارات اكتوبر أكتوبر احتفالات أكتوبر القوات المسلحة السادس من أکتوبر الجیش المصری
إقرأ أيضاً:
معايير اختيار خليفة البابا فرنسيس في الكونكلاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شرح الكاردينال لويس كابريرا، رئيس أساقفة غواياكيل (الإكوادور)، بعض المعايير التي سيتم اتباعها لاختيار خليفة البابا فرنسيس في الكونكلاب الذي سيعقد في الفاتيكان في الأيام القليلة المقبلة. ومن المقرر أن يشارك فيه حتى الآن 134 كاردينالًا. في مؤتمر صحفي، تحدث الكاردينال البالغ من العمر 69 عامًا، الذي تم تعيينه كاردينالًا في عام 2024، عن تجاربه الشخصية مع البابا فرنسيس وأبرز المعايير التي ستؤثر في اختيار البابا المقبل.
1. في الكونكلاب يتم اختيار خليفة القديس بطرس
أوضح الكاردينال كابريرا أن الاختيار في الكونكلاب لا يقتصر على اختيار خليفة البابا فرنسيس، بل يتم اختيار خليفة القديس بطرس. وأشار إلى أن القديس بطرس، رغم كونه بشرًا خاطئًا وأنه أنكر يسوع، إلا أن يسوع وثق فيه ليقود الكنيسة ويهتم برعيته. وهذا هو الهدف الأسمى من اختيار البابا، وهو أن يكون خليفة القديس بطرس.
2. يتم اختيار خادم للكنيسة
وأشار الكاردينال إلى أن المعايير لاختيار البابا ستكون مستمدة من تعاليم الإنجيل. من أهم هذه المعايير هو اختيار خادم للكنيسة، موضحًا أن أعلى لقب يمكن أن يحصل عليه البابا هو “خادم الخدام”، وهو لقب يعكس طبيعته كخادم للكنيسة والمجتمع المسيحي.
3. هل هو تقدمي أم محافظ؟
حذر الكاردينال كابريرا من الانجرار وراء التصنيفات السياسية أو الاجتماعية في اختيار البابا. وأكد أن تصنيفات مثل “من اليمين أو اليسار”، أو “تقدمي أو محافظ” لا مكان لها في هذا الاختيار. وأوضح أن هذه الفئات ليست ذات أهمية كبيرة، بل يجب التركيز على خدمة الآخرين. وأضاف أن يسوع اختار أن يخدم الآخرين، وهو ما يجب أن يكون أساس اختيار البابا المقبل.
4. من يدخل بابا يخرج كاردينالًا
أوضح الكاردينال أن جميع الكرادلة الذين تقل أعمارهم عن 80 عامًا يمكنهم أن ينتخبوا أو يتم انتخابهم. وذكر أن المقولة الشائعة “من يدخل بابا يخرج كاردينالًا” تشير إلى أنه لا يجب التفكير في أن البابا المقبل سيظل في منصبه بعد اختياره. على سبيل المثال، دخل البابا فرنسيس إلى الفاتيكان كاردينالًا وخرج بابا، وهو ما يوضح أن هذه هي عملية طبيعية لا يجب أن تحصر في تصورات مسبقة.
5. في الكونكلاب من الضروري أن نترك أنفسنا نقود من الروح القدس
أكد الكاردينال كابريرا أن الكونكلاب هو مكان يتطلب الصلاة والتفكير العميق، حيث يجب على الكرادلة أن يتركوا أنفسهم يقادون من الروح القدس. وأضاف أن الله هو الذي يختار، وأن الكرادلة يجب أن يعتمدوا على إلهام الروح القدس في عملية الاختيار. وأشار إلى أن رغم الحكمة والقداسة التي قد يتمتع بها الكرادلة، إلا أن الله هو الذي يضيء الطريق ويقود الاختيار.
ودعا الكاردينال الإكوادوري إلى أن يكون الروح القدس هو من يقود عملية اختيار البابا المقبل، وليس الحسابات البشرية أو التصنيفات السياسية. وأكد على ضرورة أن يكون البابا الجديد أداة لخدمة الإنجيل وإعلان يسوع للمجتمع المسيحي.