طه عثمان إسحق 

الوطن الآن كحالة مريض في العناية المكثفة يحتاج إلى علاج وهنالك أمل في العودة من جديد ولكن احيانا العلاج قد يبدو طعمه مُر أو مؤلم ولكن لابد منه من أجل عافية الوطن وبالتأخير في العلاج قد نفقده وإلى الأبد، البنج أو التخدير يخفف الألم ولكنه لا يعالج وحالتنا تحتاج إلى علاج وليس بنج.

إذا اردنا حل وايقاف للحرب هذا لا يتم بالشعارات الجوفاء و المزايدات او الامنيات و الاحلام الغير واقعية، الخطوة الأولى للحل التشخيص السليم للازمة واسباب الحرب سوى كانت تاريخية او حالية ووضع الوصفة الصحيحة لمعالجته مهما كان مؤلماً.

لا يمكن تحقيق حل سياسي وايقاف الحرب دون التعامل مع الحقائق في الواقع وعلى الأرض .

الآن هنالك قوتان تتقاتلان الجيش و الدعم السريع فلا يمكن ايجاد اي حل دون الجلوس مع الطرفين والاتفاق حول الحل السياسي الذي يوقف الحرب ويفتح ابواب الامل من جديد لبناء الوطن الواحد .

نحتاج لعملية سياسية شاملة تضم كل القوى السياسية والمدنية والمهنية وحركات الكفاح المسلح وبقية مكونات الشعب السوداني ماعدا المؤتمر الوطني وواجهاته وحلفائه للوصول لحل الجميع فيه منتصر ويحقق شعارات ثورة ديسمبر المجيدة في الحرية والسلام و العدالة ويهزم الموتمر الوطني وحلفائه، حل يحقق الاتي:

١/ وحدة السودان وسيادته على أرضه وشعبه.

٢/ بناء جيش مهني قومي واحد وبقيادة موحدة من القوات المسلحة والدعم السريع وحركات الكفاح المسلح وبنات وابناء ألشعب السوداني من لديهم الرغبة في الالتحاق بالجيش السوداني مع مراعاة التنوع و التعدد ويبعد من السياسة.

٣/ بناء مؤسسات الدولة المدنية الاخرى على اسس العدالة والكفاءة والمواطنة المتساوية.

٤ / تفكيك عناصر المؤتمر الوطني من جميع مؤسسات الدولة وفي مقدمتهم الاجهزة الأمنية والعسكرية ( القوات المسلحة و الدعم السريع و الشرطة وجهاز الامن) .

٥/ عدالة انتقالية تنصف الضحايا وتعوض المتضررين

٦/ سلطة مدنية كاملة متوافق عليها لإدارة الفترة التاسيسية تقود لانتخابات حرة ونزيهة بنهاية المدة التي يتفق عليه الاطراف

٧/ حق قادة الطرفين المقاتلين في ممارسة العمل السياسي و تكوين منظوماتهم السياسية او الانضمام لأي منظومة سياسية بعد تقاعدهم ومغادرتهم لقيادة الجيش والدعم السريع كمدنيين إذا كانت لديهم الرغبة في السلطة فليكن عبر انتخابات حرة نزيهة يحدد فيها الشعب من يحكمه دون استغلال لموسسات الدولة والجيش الجديد وادخاله في العمل السياسي .

الانتهاكات الخطيرة والجسيمة من ( قتل ونهب وسرقة واغتصاب وحرق وتدمير واحتلال المنازل ) هي مضاعفات لمرض اسمه الحرب وستستمر طالما هنالك حرب مستمرة ولا نتوقع ان نحصد من الحرب ورود او بناء او تعمير او خبز ،اذا اردنا ايقاف ذلك علينا معالجة المرض وايقافه (الحرب )

اما اذا اردنا البنج فنواصل في ترديد الشعارات بل بس وجغم بس و هولاء لا وجود لهم في خارطة السودان الخ وحينما يفك البنج نجد بان الوطن قد ضاع ولم يتبقى لنا مكان لصيوان للبكاء على الوطن الضائع.

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

إقرأ أيضاً:

الجحيم – أو: حين تخون الحرب الوطن

 

الجحيم – أو: حين تخون الحرب الوطن

وجدي كامل

ذاق السودانيون الجحيم، لا على نحو عابر، ولكن كما يكون الجحيم جحيما . لم ينجُ إلا أولئك الذين أشعلوه، فظلّوا ينفخون في أوار الحرب، مزهوّين بوهم الرسالة، مدّعين أنها حرب كرامة تُخاض نيابةً عن الشعب.

أي كرامة تلك التي تنبت من رماد الخراب؟ وأي شعب ذاك الذي تُنصب له المذابح، ثم يُقال له: هاك خذ لقد انتصرنا لك؟ في غمرة جنون الثأر من الثورة والثوار والثائرات ومنظماتهم المدنية من تحالفات ، تناسى هؤلاء أن الحرب، مهما تجمّلت شعاراتها، لا تبقي وطناً. نسوا، أو تجاهلوا، أن ما يسعون إليه هو الانتقام من الثورة، لا استرداد الكرامة، وأنهم لا يحاربون لأجل السودان، بل ضده. فكانت النتيجة أن صار الوطن نفسه هو الضحية الكبرى، والرهينة، والحطام. ها هي الحرب تدخل عامها الثالث. والسودان، من شرايينه حتى أصابعه، يحترق.

من بقي فيه يعاني، ومن نزح عنه لا يقل وجعاً، ومن استراح في المنافي لا يملك غير الانتظار المرهَق والنقص المريع في الكرامة. ومع ذلك، لا تزال أصوات الخراب ترى في الحرب “مهمة وطنية”، و”خياراً أخلاقياً”، وتمضي بها إلى نهايات لا يتخيلها عقل.

الدعم السريع، الذي غادر الخرطوم بعدما أجهز على ما فيها من حياة، عاد لينسج حصاره، ويحكم قبضته على الفاشر، المدينة ذات التاريخ والمكانة والرمز. غير ان سقوط الفاشر لا يفضي فقط إلى واقع التقسيم الذي ظهرت مقدماته بقرب اعلان الحكومة الموازية، بل إلى انكسار المعنى نفسه: معنى الوطن الواحد، والخرائط المتماسكة، والناس الذين ظنوا أن الخراب له حدود. لكن القادم – كما تُنذر الوقائع – سيكون أكثر فداحة.

فما يُمَهَّد له الآن هو وجه جديد للحرب، أكثر شراسة، وأكثر احتقاراً للمدنيين. تتجه الحرب إلى استهداف المناطق الشمالية والشرقية بضرب مصادر الامداد الكهربائي كمقدمة للتطويق والزحف، لتجرّم الناس بانتمائهم، وتُنزل العقاب بالأهالي لأنهم ينتمون، لا لأنهم يقاتلون. فشلت محاولات التفاوض، واستُنزفت مؤتمرات الخارج والذي كان مؤتمر “لندن” اخرها بسبب ان المصالح الدولية لا يعلى عليها.

واليوم، لا يمكن لأحد أن يتنبأ إلى أي درك ستنحدر البلاد اكثر. لكن المؤكد أن الأسوأ لم يأتِ بعد. فالحريق ما يزال يتلمس أطراف الوطن، وما يزال يجد في الخراب ما يغذّيه. كلا الطرفين، بما اقترفا من آثام، قدّما للتاريخ مائدة دموية، زاخرة بكل ما يجعل الحاضر لعنة، والمستقبل سؤالاً مفتوحاً على الفجيعة. سيكتب التاريخ، لا محالة، كيف أن صعود قِلّة من الطغاة إلى الحكم كان كافياً لتهديد وجود أمة بأكملها، وسرقة الحياة من الأغلبية التي لم تطلب غير السلام والعدل والحرية. الدروس كثيرة، بقدر الجراح. لكن أعظمها أن على السودانيين، حيثما كانوا، أن يتعلموا كيف يُحصّنون حياتهم: لا فقط ضد رصاص وقاذفات الجيوش والمليشيات، بل ضد إنتاج الطغاة من جديد، ضد استسهال العنف باسم الدين، وضد كل من يُمهّد للطغيان بجهله أو صمته أو خوفه. إن مشكلة المقاومة المدنية السلمية لا تكمن في قياداتها، التي تبلي بلاءً حسنًا على الصعيد الإعلامي المتاح، بل في الأغلبية الصامتة أو المتفرجة، التي بدا وكأنها وجدت في وسائل التواصل الاجتماعي متنفسًا للتعليق والسخرية أو التصفح السلبي، من دون أن نعمل على تحويل هذه الطاقة الثورية الهائلة إلى تظاهرة مجلجلة ضد قهر الحرب وتجلياتها المرعبة.

فكلما أحسنّا توظيف وسائل التواصل في فضح جرائم الحرب، وكشف أكاذيب جنرالاتها وخطوطهم الإعلامية الزائفة، كسبنا أرضًا جديدة في المعركة، واقتربنا خطوة نحو خلق وحدة مدنية، تكون بمثابة كلمة السر الغائبة لاستشعار قوتنا وإسماع صوتنا للعالم، كضحايا لهذه الكارثة الوطنية غير المسبوقة.

الوسومالحرب الدعم السريع الوطن الواحد جريمة وجدي كامل

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يكذب الدعم السريع ويحذر ويكشف حقيقة فيديوهات ويعلن مقتل وإصابة 33 مواطنًا
  • البيوضي: انتصار المقاطعة هو الخطوة الأولى نحو تحرير البلاد من الفساد والنهب
  • الجيش السوداني يكشف عن هروب مفاجئ لقوة تتبع  لـ”الدعم السريع” من الفاشر 
  • القوات المسلحة تهنئ الرئيس السيسي بذكرى تحرير سيناء: يوم مجيد من الكبرياء الوطني
  • الجيش السوداني يعلن مقتل 47 مدنيا في قصف للدعم السريع استهدف الفاشر‎
  • “كمين المندرابة”.. الجيش السوداني يلقي القبض على قائد بقوات الدعم السريع وضباطه وجميع قواته
  • الجحيم – أو: حين تخون الحرب الوطن
  • الجيش السوداني يلقي القبض على قائد بـ”الدعم السريع” مع ضباطه وجميع قواته
  • كمين  لـ”الجيش السوداني” يسفر عن أسر قائد بارز في الدعم السريع
  • عاجل - الشئون المعنوية تطلق حملة إعلامية متكاملة لتعزيز الوعي الوطني والتاريخي