يمانيون/ تقارير

اتبع كيان الاحتلال الإسرائيلي على مر السنين استراتيجية اغتيال قادة حزب الله السياسيين والعسكريين كوسيلة لإضعاف الحزب وإرباكه.. من استهداف شخصيات بارزة مثل الأمين العام السابق السيد عباس الموسوي، والقائد العسكري عماد مغنية، إلى اغتيال سماحة السيد حسن نصر الله ومن قبله القادة فؤاد شكر وإبراهيم عقيل وغيرهم، هدفت “إسرائيل” إلى شل القدرات القيادية والتنظيمية للحزب، لكن هذه الاستراتيجية لم تؤتِ أكلها، حيث لم تؤدِ إلى تراجع أو شلل في قدرات حزب الله العسكرية والميدانية.

وما عمليات الحزب المستمرة والمتصاعدة منذ استشهاد القادة الأخيرين وعلى رأسهم حبيبنا سماحة السيد حسن نصر الله، إلا دليل على ذلك.

وللتوضيح أكثر، فحزب الله يتميز بتركيبة تنظيمية لا تعتمد على قائد أو مجموعة صغيرة من القادة في اتخاذ القرارات، بل يعتبر الحزب حركة ذات هيكلية لامركزية، تتيح استمرارية العمليات حتى في غياب القيادات العليا.

هذه الهيكلية هي إحدى الركائز التي ضمنت بقاء الحزب قويًا رغم تعرضه لضغوط خارجية هائلة وضربات قاسية باغتيال قادته.

فمن خلال نظام القيادة الجماعية، يتم توزيع المهام والمسؤوليات بين عدد من القيادات الميدانية والسياسية، ما يجعل من غياب أحد القادة لا يؤدي إلى انهيار سلسلة القيادة، وهذه الاستراتيجية التنظيمية مصممة تحديدًا للتعامل مع ظروف الاغتيالات والمواجهات العسكرية طويلة الأمد.

وأضف إلى ذلك أن حزب الله ليس مجرد حركة عسكرية فحسب، بل هو حركة تحمل إيديولوجيا راسخة تتعلق بالمقاومة والجهاد ضد الاحتلال، والانتماء إلى الحزب يتجاوز الولاءات الفردية لقيادة معينة، بل يرتكز على التزام إيديولوجي طويل الأمد، حتى إذا تم استهداف القادة العسكريين أو السياسيين، فإن هذا الالتزام الفكري والروحي يبقي الحركة متماسكة.

ويؤمن عناصر الحزب بعقيدة راسخة تتعلق بالتضحية من أجل القضية التي يؤمنون بها، ولهذا فإن استشهاد القادة ينظر إليه كمصدر قوة وليس كنقطة ضعف، وهو ما حدث بعد استشهاد السيد حسن وما رأيناه من ثبات مذهل لدى أبناء الحزب وحاضنته، فكان استشهاده محركًا لهم للتمسك أكثر بمبادئ المقاومة، وتعزيز الشعور الجماعي بالمسؤولية تجاه المشروع الذي أسس له سماحة الشهيد القائد.

ومن العوامل التي تجعل حزب الله قادرًا على الصمود في وجه الاغتيالات هي قدراته الاستخباراتية المتطورة، حيث تمكن طوال السنين الماضية من بناء شبكات استخبارات متقدمة تعمل على جمع المعلومات وتحليلها بما يخدم مصالحه، هذه الشبكات مكنت الحزب من التنبؤ بالمخاطر والتخطيط لردود فعالة في حالة الطوارئ ومن ضمنها الاغتيالات، ما يقلل من تأثير خسارة أي قيادة ميدانية أو عسكرية على قدراته في “الميدان”.

فضلًا عن ذلك، يتم تدريب كوادر الحزب على جميع المستويات بشكل يتيح لهم القدرة على القيادة في حال غياب القيادة العليا، وهذا النهج يعني أن أي فراغ في القيادة يتم ملؤه بسرعة، مع الحفاظ على قدرة الحزب على تنفيذ عملياته العسكرية والدفاعية بكفاءة.

كما أن حزب الله، منذ تأسيسه، تبنى استراتيجيات قتالية متطورة قادرة على التكيّف مع الظروف المتغيرة، وسواء تعلق الأمر بحرب العصابات، أو استخدام الصواريخ الدقيقة والطائرات المسيّرة، استطاع الحزب أن يطور استراتيجياته العسكرية بشكل يضمن استمراريته على الميدان، وهذه المرونة تسمح للحزب بالرد على أي اعتداء أو تصعيد حتى في حالة فقدان قادته العسكريين.

إضافة إلى ذلك، فالحزب ليس وحيدًا، ولديه علاقات واسعة وحلفاء على استعداد لبذل كل طاقاتهم وتسخيرها لصالحه، وهو ما يضمن له الحصول على دعم استراتيجي ولوجستي مستمر، ما يمنحه القدرة على التصعيد أو الرد على أي عمليات اغتيال أو اعتداءات إسرائيلية دون أن يتأثر بشكل كبير.

وبالتالي، فإن استراتيجية اغتيال قيادات الحزب ثبت فشلها خلال الفترة القريبة الماضية، رغم رمزية هؤلاء القادة وعظم شأنهم ليس فقط داخل الحزب بل وعلى مستوى المنطقة، إلا أن ذلك لا يمكن أن يقوّض قدرته أو يؤثر عليها عسكريًا وميدانيًا.

أما ما نشرته وسائل إعلام العدو عن استهداف السيد هاشم صفي الدين في الضاحية الجنوبية الليلة، سواء صدقت الأخبار أو كذبت، فليست سوى محاولة لإعادة ترميم صورة حكومة نتنياهو التي تبعثرت اليومين الماضيين، وإعادة تقديم نفسها لجمهورها في الداخل المحتل بـ”انتصار” وهمي جديد، قبيل حلول الذكرى الأولى لطوفان الأقصى العظيم بعد 3 أيام.

رغم أنها حتى باستهداف صفي الدين لن تحدث أي تأثير على مستوى الميدان، ولن تغير من حقيقة فشلها أو تخفي ما يتعرض له جنود وضباط جيشها من مجازر على الحدود الجنوبية للبنان مع شمال فلسطين المحتلة، ولن تحصد من ذلك سوى الخيبات والهزائم.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

رواتب شهرية من الحزب للنازحين

بدأ "حزب الله" قبل اسابيع ترميم قدرته على مواكبة ومساعدة النازحين من قرى وبلدات الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، وظهرت في الايام الماضية  مؤشرات اكثر وضوحا على ذلك .
ووفق المعلومات ، فإن الحزب يوزع على العائلات النازحة 300 دولار اميركي شهريا لكل عائلة، تحت عنوان "هدية من السيد الشهيد حسن نصرالله"، فيما تصبح قيمة الهدية 400 دولار لمن تهجروا الى مناطق ترتفع اكثر من 300 متر عن سطح البحر.
وتشير  المصادر  الى ان "حزب الله" يؤكد انه قادر على دفع اموال طائلة للنازحين لفترة زمنية مفتوحة ، وهذا بحد ذاته دليل على استعادته لعافيته في مختلف المجالات.

المصدر: لبنان 24

مقالات مشابهة

  • ناطق الحكومة يُعبر عن الفخر بقيادة السيد القائد لمعركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”
  • (نص + فيديو) كلمة السيد القائد .. 21 نوفمبر 2024
  • السيد القائد: الصمود العظيم لحزب الله نموذج مشرف أمام عدوان غير مسبوق
  • السيد القائد .. اليمن تحدى امريكا باساطيلها .. وهذه النتيجة ..؟
  • السيد القائد: الذكرى السنوية للشهيد من المناسبات المهمة التي يحييها شعبنا ولها قدسيتها في مضمونها وأهدافها
  • انطلاق فعاليات اليوم الأول من مؤتمر القادة السنوي في كافد: رسم آفاق مستقبل القيادة
  • تدرب على الاغتيالات في العراق.. اعتقال قادر جليك بعملية للمخابرات التركية
  • علي جمعة يحذر من 6 أمور تؤثر على القلب.. وهذا حلها
  • إجبار اللاجئين في ألمانيا على العمل.. ما العوامل التي تؤثر في تنفيذ القانون؟
  • رواتب شهرية من الحزب للنازحين