قد يظن القارئ حين يقرأ أن المياه البيضاء أو أمراض العين تأتى من البكاء أو من كثرته، ولكن عندما أشار القرآن إلى غير ذلك تنبه الناس إلى أن هذا الكلام المحكم من عند الله وأن البكاء ما هو إلا علاج للعين لا يضرها أما الذى يضرها فعلًا هو الحزن الشديد كما جاء فى سورة يوسف «وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ» إذًا فلماذا يبكى الإنسان؟ وهل البكاء هو رحمة من عند الله يعبر به الإنسان عن نقاء نوعه؟ أم تعبير عن مشاعر الحزن أو الخوف فقط؟.
وقد يكون أيضًا البكاء من الفرح فتغالبك مشاعرك حين تستقبل ابنك أو حفيدك فتحتضنه بين يديك فلا تستطيع أن تمسك نفسك عن البكاء ولا نعلم لماذا تبكى وهل كل ذلك خاص ببنى البشر فقط تفضيلا وتكريمًا ولماذا لا يبكى الحيوان؟ وهو يتألم مثلنا وللبكاء فوائدة كثيرة ومن أهمها ما يلى:
(ونقلًا من موقع ويكيبيديا) البكاء وقاية وعلاج للكثير من الأمراض والمشاكل وتحديدًا النفسية فمن خلاله يستطيع الإنسان إخراج جميع الشحنات السلبية الموجودة داخله والتى بدورها تسبّب المشاكل الجسدية والعضوية وأبرزها مرض السكّرى إضافةً إلى اضطراب معدل ضغط الدم وتحديدًا ارتفاعه والقضاء على المواد الضارة والسامة المتراكمة فى العين وتنظيفها وتخليصها من الجراثيم وغالبًا ما يتمّ إفرازها عند الشعور بالانفعال وتنظيم معدل ضربات القلب وزيادة سرعتها وبالتالى تنشيط الدورة الدموية وزيادة تدفّقها فى أنحاء الجسم وتوسيع الرئتين.
وماذا عن الدموع؟ يتمّ إفراز الدموع بشكل طبيعى وبكميات كبيرة وسريعة حتى تحافظ على صحة وترطيب العين وحركة جفونها وهناك نوعٌ آخر من الدموع يخرج عندما تتعرّض العين لمؤثّر أو مهيّج معين كالغبار والدخان أو الشوائب، والنوع الثالث هو الدموع العاطفية التى تخرج عند الشعور بالحزن أو الفرح والنسبة الأكبر من الدموع تكون بحوالى 75% تكون عند الأحزان وما تبقى أى 25% يخرج فى الأفراح، والجدير بالذكر أنّ العينين تخرجان مليلتر ونصف من الدموع يوميًا وهذه الكمية أو النسبة تقلّ كلما تقدّم الإنسان فى العمر وتحديدًا عند المرأة وعند وصولها لمرحلة أو سن اليأس، وكشفت الدراسات أنّ معدل بكاء المرأة سنويًا يصل لحوالى أربع وستين مرّة أمّا الرجل فيبكى سبع عشرة مرّة وهذا يرجع لأسباب هرمونية تتعلق بهرمون البرولاكتين الموجود عند النساء بنسبة أكبر وهو نفسه المسئول عن إفراز حليب الرضاعة.
والمهم عندنا فى الطب أن يبكى الإنسان ويظل يبكى ولا يكبت هذه الصفة التى تَميز بها الإنسان عن سائر المخلوقات والغريب أن هناك نظامين يسيطران على كل شىء يختص بالأعصاب فى جسد الإنسان الـ Sympathetic and parasympathetic system وهما ليسلا ضد بعضهما البعض بل متكاملان أحدهما وقت الحركة والنشاط و«الخناقات» وثانيهما وقت النوم والراحة والجهاز الباراسمباساوى هو المسئول عن المشاعر والبكاء وقد كنا نقول من قبل أن الحيوانات ليس عندهم هذا الجهاز لأنهم لا يبكون ولكن الآن تبين لنا أن عندهم مشاعر وأحساسيس وإن ظلوا لا يبكون.
أما لماذا تميز الإنسان بالبكاء عن سائر المخلوقات وهذا سؤال لم أجد له إجابة حتى الآن وإن كان من المعلوم لدى البشر أن البكاء إما أن يكون حزنا أو فرحا أو صدمة حسنة أو سيئة، وأيضًا قد يكون تظاهرا وغير ذلك من أنواعه وهو صنعة لاجتذاب الأنظار فى بعض الأوقات وأشد من البكاء الحزن ولا يوجد عندنا فى الطب مرض اسمه البكاء لأنه عرض وليس مرضا بل أحيانا يكون مطلوبًا بعد صدمة أو خبر غير سار لكى تعلم أن المريض بخير أما عندما لم يبك أو يزرف دمعًا فقد تتوقع أن تحدث له مضاعفات كثيرة.
ويقول العارفون بالبكاء إنه شفاء من شر الداء وقليل البكاء كثير الجفاء والبكاء كثيرٌ عند الضعفاء وقليلٌ فى الأغنياء وليس خاصا بالنساء كما يظن البلهاء.
استشارى القلب - معهد القلب
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د طارق الخولي استشارى القلب معهد القلب أمراض العين البكاء الحزن الشديد
إقرأ أيضاً:
من أجل تحسين «صحة العين».. تناول هذه الأطعمة يومياً!
نقلت صحيفة “ميرور” البريطانية، دراسة حديثة، أظهرت “أن تناول أنواع معينة من الطعام يوميا، يمكن أن يساهم في تحسين صحة العين وتقليل عوامل خطر الإصابة “بإعتام عدسة العين والجلوكوما”.
وبحسب الدراسة، “شملت التجربة السريرية 34 شخصًا، طلب منهم تناول 46 جرامًا يوميًا من مسحوق “العنب المجفف بالتجميد أو مسحوق وهمي” لمدة 16 أسبوعًا، وجرى قياس مجموعة من العوامل المتعلقة بصحة العين كل أربعة أسابيع، بما في ذلك “كثافة الصبغة البقعية”، وهي مادة صفراء توجد في الشبكية وتساعد على حماية العين من الضوء الضار وتعزز الرؤية”.
وبحسب الصحيفة، أظهرت البيانات “تحسنًا ملحوظًا في كثافة الصبغة البقعية لدى المشاركين الذين تناولوا العنب، ما يشير إلى أن العنب يدعم صحة الشبكية، كما لوحظ تعزيز نظام الدفاع المضاد للأكسدة في العين، الذي يحميها من الإجهاد التأكسدي، وهو عامل رئيس وراء أمراض العين المرتبطة بالعمر مثل إعتام عدسة العين والجلوكوما”.
وبحسب الدراسة، “يرجع التأثير الإيجابي للعنب إلى محتواه الغني بمضادات الأكسدة مثل الفلافونويدات والبوليفينولات، وتعمل هذه المركبات على تقليل الأضرار الناتجة عن الجذور الحرة التي تؤدي إلى تدهور أنسجة العين”.
ووصف الدكتور جونج إيون كيم، المؤلف الرئيس للدراسة، “النتائج بأنها “مشجعة”، وأشار إلى أن “تناول 1.5 كوب فقط من العنب يوميًا يمكن أن يكون كافيًا لتعزيز صحة العين.
وبحسب الصحيفة، “فإلى جانب العنب، أوصى الباحثون، بتناول أطعمة غنية بمضادات الأكسدة، مثل: الكيوي والبرتقال: غنيان بالفيتامينين C وE اللذين يحافظان على صحة أنسجة، الخضراوات الورقية: تحتوي على اللوتين والزياكسانثين، وهما مركبان مهمان في تكوين الصبغة البقعية، المكسرات والبذور: مصدر جيد للدهون الصحية وفيتامين E.”.