موقع 24:
2025-02-03@23:45:03 GMT

الدولة الوطنية أولاً وأخيراً

تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT

الدولة الوطنية أولاً وأخيراً

إن المتأمّل في مسار الأحداث السياسية التي تعصف بالمنطقة العربية في الوقت الراهن، يُدرك تماماً أنّ الأوطان لم تعد كما كانت، وأن الركيزة الأولى لاستقرارها هي الدولة الوطنية، التي تعيش حالياً أزمة وجودية تهدّد كيانها ومستقبلها. في عراق الأمس ولبنان اليوم، سوريا المكلومة، واليمن المنهك، نجد أن الدولة قد أُضعفت وتآكلت بفعل عوامل خارجية وداخلية، مما ألحق بالأوطان جراحاً غائرة، وآن الأوان لإعادة النظر في مفهوم الدولة، ليس كإطار سياسي فحسب، بل كضمانة لحماية المجتمع ومنعه من الانهيار.


الدولة الوطنية، بمؤسساتها وقياداتها الشرعية، ليست مجرد أداة للحكم، بل هي الضامن الوحيد للتعايش والسلم الأهلي، فحين تضعف الدولة أو تفقد سيادتها، تبدأ الولاءات الطائفية والقبلية بالظهور، وتختفي معها ملامح الوحدة الوطنية. رأينا كيف أن الميليشيات المسلحة كانت بمثابة معاول هدم تقوّض أسس تلك الدول، وتعزّز الانقسامات الاجتماعية، لتتحول الأوطان إلى مسارح فوضى لا يعرف المواطن فيها إلى من يلجأ. وهكذا، تتفكك الدولة شيئاً فشيئاً، وتذوب في بحر من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، فلا يبقى من المؤسسات إلا أطلالها.
ومع ذلك، يجب أن ندرك أن دعم الدولة الوطنية ومؤسساتها ليس فعلاً سياسياً عابراً، بل هو واجب أخلاقي وحتمي للحفاظ على وجود الوطن نفسه. هذا الكلام يتّفق ويتّسق مع ما كان يؤمن به الرئيس الأمريكي الراحل جورج واشنطن حين قال: الوحدة الوطنية هي الأساس الضروري للحفاظ على حريتنا واستقلالنا. لذلك؛ فالالتفاف حول القيادة الشرعية ومؤسسات الدولة، هو السبيل الوحيد لاستعادة الهيبة والسلطة، في وقت تُهدّد فيه الكيانات بالانهيار. الدولة هي الأساس الذي يجب أن يستند عليه المجتمع في بناء مستقبله، وهي الوحيدة التي تستطيع أن تقود الوطن نحو طريق التقدّم والاستقرار.
ولكن، في خضم هذه الأزمات، تظهر على الساحة أصوات تدعي الفهم والخبرة، متسربلة بعباءة المثقف أو الخبير. تراهم على شاشات التلفاز، يتحدثون عن الميليشيات المسلحة وكأنها الملاذ الأخير، متجاهلين تماماً أن هذه الجماعات هي ما تسبب الفوضى والانقسام. هؤلاء ليسوا سوى أدوات في أيدي قوى خارجية تسعى لزعزعة استقرار الأوطان، وخداع الناس بوعود لا أساس لها، والابتعاد عن هؤلاء وعدم الانجراف خلفهم، هو ضرورة لكل مواطن عربي يتطلّع إلى مستقبل مستقر.
المواطن العربي اليوم مطالب بأن يعي جيداً ما يحاك له ولبلاده، وأن يدرك أن البديل عن الدولة الوطنية ليس إلا الفوضى. الطائفية والميليشيات المسلحة ليست إلا دعوة للفناء الذاتي والانتحار الجماعي.
إن الدول التي كانت مثالاً للتنوع والتعايش الديني والثقافي، تحوّلت إلى ساحات للفتن والحروب بسبب صعود الميليشيات التي تعمل خارج إطار الدولة. هذه الحروب لم تُبقِ على شيء، فالبنية التحتية انهارت، والأمن غاب، والملايين من الناس هاجروا من أوطانهم، بحثاً عن أمان فقدوه في ديارهم. ومن هذا المشهد الحزين، علينا أن نأخذ الدروس، وأن نعي أن الدولة الوطنية هي الضامن الحقيقي لاستمرار الحياة واستقرار المجتمع.
الخلاصة واضحة: الدولة الوطنية هي السور الذي يحمي المجتمع من التفتت والخراب، والالتفاف حول القيادة الشرعية ليس مجرد فعل سياسي، بل هو واجب على كل مواطن. الوقوف مع الدولة هو الوقوف مع الحياة، والانسياق خلف الميليشيات ودعاة الفوضى ليس إلا خطوة نحو الدمار.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ولبنان عام على حرب غزة إسرائيل وحزب الله إيران وإسرائيل الدولة الوطنیة

إقرأ أيضاً:

شمّا بنت محمد: عام المجتمع فرصة لتعزيز التلاحم

ثمّنت الشيخة الدكتورة شمّا بنت محمد بن خالد آل نهيان، رئيسة مجلس إدارة «مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية»، إعلان صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تخصيص 2025 ليكون «عام المجتمع» في دولة الإمارات، تحت شعار «يداً بيد».
وقالت: «إن إعلان صاحب السموّ رئيس الدولة، مرحلة جديدة في تقدم دولة الإمارات نحو تعزيز قيم الإنسانية والسلم المجتمعي والتلاحم الوطني، ويُعدّ هذا العام فرصة كبيرة لتوسيع الرؤية نحو مجتمع أكثر استقراراً، مع تأكيد دور أفراد المجتمع في دعم تطلعات قيادتنا الرشيدة نحو مستقبل مشرق للدولة، بيقين أن المستقبل لا يعتمد على التطور التكنولوجي والعلمي فقط، بل يتطلب، كذلك، تطوراً مجتمعياً مستداماً يتماشى مع تحديات العصر الحديث، مع الحفاظ على مبادئ الدولة وهويتها الثقافية وقيمها الأخلاقية».
وقالت: «لدينا فرصة عظيمة في هذا العام لمواجهة تحديات متعددة يواجها المجتمع الإماراتي منها الاتجاه ناحية العزلة الفردية داخل البعد المكاني للأسرة والتأثيرات السلبية لشبكات التواصل وغيرها من التحديات التي تؤثر مباشرة في التماسك والتلاحم الوطني وحان الوقت بدعم قيادتنا الرشيدة لعام المجتمع لمواجهة تلك التحديات وتعزيز قيم المجتمع الإماراتي الأصيلة وتعزيز قيم التعايش والتسامح وتقوية الروابط ما بين الأفراد والمؤسسات».
وأضافت: «عام المجتمع يمثل فرصة لتعزيز الوعي المجتمعي».

مقالات مشابهة

  • شيخة الجابري تكتب: الأسرة في عام المجتمع
  • شمّا بنت محمد: عام المجتمع فرصة لتعزيز التلاحم
  • عام المجتمع 2025
  • جريمة فاريا... توقيف والدة المرتكب والفتاة التي كانت برفقته
  • الحكومة: حزمة الحماية الاجتماعية التي يجرى إعدادها تغطي فئات المجتمع (فيديو)
  • قبائل أرحب ونهم وبني الحارث تعلن النفير وتؤكد جاهزية رجالها لدعم الشرعية في معركة استعادة الدولة
  • وزير الخارجية يؤكد دعم مصر للسودان والدولة الوطنية ومؤسساتها
  • «الصحة ووقاية المجتمع» تعلن عن المنصة الوطنية الموحدة للتراخيص الصحية
  • “الصحة ووقاية المجتمع” تعلن عن المنصة الوطنية الموحدة للتراخيص الصحية
  • الصحة ووقاية المجتمع تعلن عن المنصة الوطنية الموحدة للتراخيص الصحية