الجزيرة:
2024-10-05@17:38:54 GMT

ماذا غيّرت الحرب في المقدسيين؟ وما أكثر ما يخشونه؟

تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT

ماذا غيّرت الحرب في المقدسيين؟ وما أكثر ما يخشونه؟

القدس المحتلة- يُجمع المقدسيون على أن حياتهم انقسمت إلى شطرين "قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول وبعده"، فلا شيء بقي في القدس على حاله بعد يوم السبت السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي انطلقت فيه معركة "طوفان الأقصى"، وما تبعها من عدوان إسرائيلي على قطاع غزة طويت اليوم صفحة عامه الأول مع كثير من الآلام التي لا يمكن لصفحات السِلم القادمة -إن تحققت- أن تطويها.

الجزيرة نت سألت مقدسيين كيف غيرت هذه الحرب أسلوب حياتهم؟ وما أكثر ما يخشونه في حال اتسعت رقعة الحرب الجغرافية لتشمل مدينتهم؟

الشاب محمد دويك يقول إن هذه الحرب صفعت كل مقدسي ابتعد عن قضية وطنه الأساسية بسبب هموم الحياة والارتباط بالإسرائيليين ومؤسساتهم والاحتكاك اليومي معهم، وجاءت لتذكره أن هذا محتل ولا يمكن أن تسير الحياة بشكل طبيعي في ظل وجوده.

"غيرت الحرب كل مفاهيمنا خاصة أنها أظهرت عمق السياسات العنصرية بين العربي واليهودي في المدينة، ورغم أن هذه العنصرية كانت جلية قبل الحرب فإنها تعززت بعدها وبدأت تأخذ شكلا تصاعديا وممنهجا" حسب دويك.

أصبح المقدسيون أسرى القيود والإجراءات الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول (رويترز) التمسك بالقضية تعمق

أُجبر المقدسي على الرضوخ لإجراءات لا يرغب بها، وقُلبت تفاصيل حياته اليومية رأسا على عقب، وانطلقت هجمة شرسة شملت كافة النواحي الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية، وهذا دفع كل مقدسي بالمدينة للاستيقاظ من غفوته، وفقا لدويك، فزاد تمسكه بقضيته وأرضه وبيته، ومن كان يفكر بالهجرة خارج البلاد عدل عن هذه الخطوة لأن الأوضاع تتطلب من الجميع الثبات والرباط.

وعن المخاوف التي يعيشها هذا الشاب كأب لطفل عبّر عن خشيته على مستقبل طفله البعيد، لكنه قال إنه يخشى على مستقبله القريب أكثر في حال تمددت الحرب لتشمل القدس.

"أكثر السيناريوهات قتامة هو تهجيرنا قسرا وفقداننا لحق الإقامة في القدس كما حدث مع المقدسيين في حرب عام 1967.. أفكر كثيرا فيما سيكون عليه حالنا إذا شملتنا الحرب وأولها كيف يمكن لكل ربّ أسرة أن يعمل ويوفر قوت أبنائه اليومي.. لكن في النهاية لم يخترنا الله لهذه البلاد عبثا، فلكل منا دور يجب أن يقوم به ويحافظ عليه ودورنا هو الرباط في القدس"، هذا ما يقوله دويك.

مخاوف مقدسية من استفراد الاحتلال بالأقصى في ظل الحرب (مواقع التواصل) استفراد بالأقصى

أما المقدسية (ف.م) وهي أم لـ3 أطفال فاستهلت حديثها للجزيرة نت بالقول إن أكثر ما أثار مخاوفها في هذه الحرب هو استفراد المستوطنين بالمسجد الأقصى، في ظل انشغال العالم بما يحدث في غزة والجبهة الشمالية رغم أهميته، إلا أنها ترى أن الاحتلال سعى بكل قوته لتغييب الأقصى عن الواجهة وتغيير الوضع فيه لأن الطوفان حمل اسمه وانطلق لأجله.

ولذلك -وفق الأم المقدسية- تم تكريس الصلاة اليهودية العلنية وتسجيل انتهاكات عديدة غير مسبوقة في ساحاته وسط تقييد المقدسيين وأهالي الداخل الفلسطيني ومنعهم من نصرته بل حتى من الوصول إليه.

وتحدثت هذه الشابة عن أن عجزها عن نصرة غزة هو أكثر ما يؤلمها منذ اندلاع الحرب أيضا، ووصفت ذلك بالشعور المؤلم الذي ساور جميع المقدسيين وهم يرون أن الغزيين يدفعون ثمنا باهظا ولم يتمكن المقدسيون من نصرتهم سوى عبر المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل لأن الكلمة في القدس ممنوعة، وفي حال ناصر أحد المقدسيين غزة علنا على مواقع التواصل الاجتماعي يتم اعتقاله فورا.

أما عن المخاوف التي تعيشها في حال اتسعت رقعة الحرب فقالت (ف.م): "من منطلق شعور فطري أنا أخشى على أبنائي وأحبائي، لأن امتداد الحرب إلى القدس أمر ليس مستبعدا في ظل وجود هذه الحكومة المتطرفة، وخصوصا أن القدس هي لب الصراع التي يتقاتل عليها الجميع".

حرب صامتة

توقن هذه السيدة أن الحرب الصامتة في القدس ستتحول إلى علنية يرى فيها أهالي المدينة كل صنوف العذاب، وقالت: "كبشر نخاف من المصير القادم خاصة أننا نعتمد في كافة خدماتنا من ماء وكهرباء وغيرها على الاحتلال الذي سيحاصرنا بدءا من هذه الخدمات وسيتعمد قطعها عنا".

أما الفصل الأقسى من الحرب -وفقا لهذه الأم المقدسية- فهو قرب المستوطنين والتصاق بؤرهم ومستوطناتهم بالمقدسيين، "نسكن بجوارهم مجبرين وهم أقرب إلينا من أي قرية فلسطينية، وهذا يرعبنا بالطبع خاصة في ظل حملة تسليحهم غير المسبوقة التي انطلقت بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول)".

أما ربُّ الأسرة أبو إبراهيم فقال إنه بدأ فعلا بتخزين الماء للاستخدام المنزلي منذ قرعت الحرب طبولها على جنوب لبنان "لأن ذلك قد يؤدي إلى اتساع رقعة الحرب فجأة ومن دون سابق إنذار"، لكنه رغم اتخاذه هذا الإجراء يفكر دائما في ما إذا كان سيتمكن من استخدام هذا الماء المخزن أم أنه كما الغزيين سيترك منزله بما فيه ويُهجّر منه قسرا.

لا يتفاءل هذا المقدسي بأي سيناريو قادم، وكلما تطرق إلى أحدها يشعر بغصّة وتتغير نبرة صوته إلى حزن ويردد "اللهم آمنّا في أوطاننا".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات السابع من أکتوبر تشرین الأول فی القدس أکثر ما فی حال

إقرأ أيضاً:

"أوروبيون لأجل القدس" تحذر: "إسرائيل" تستغل الحرب لتغيير الوضع القائم بالأقصى

القدس المحتلة - صفا أوروبيون لأجل القدس تحذر: إسرائيل تستغل الحرب لتغيير الوضع القائم في الأقصى منذ 3 ساعات01 2 دقائق       القدس المحتلة حذرت مؤسسة أوروبيون لأجل القدس، من تصاعد محاولات "إسرائيل" تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، من خلال إقامة مصعد كهربائي لتسهيل اقتحامات المستوطنين والتوسع في إقامة الصلوات العلنية والجماعية وإقامة الطقوس الدينية في المسجد. وأوضحت المؤسسة في تقرير أصدرته، يوم الجمعة، أن قوات الاحتلال ارتكبت خلال أيلول/سبتمبر الماضي، (688) انتهاكًا موزعًا على (16) نمطًا من انتهاكات حقوق الإنسان، وغالبية هذه الانتهاكات مركبة. وأشار إلى أنه جاء في مقدمة هذه الانتهاكات، الاقتحامات والمداهمات بنسبة 52.5 %، يليها الاعتقالات بنسبة 14.4 %. ورصد التقرير (38) حادث إطلاق نار واعتداء مباشر من قوات الاحتلال في أحياء القدس المحتلة. أسفر ذلك عن استشهاد ثلاثة مواطنين أحدهم طفل، فيما أصيب 5 آخرون بجروح والعشرات بحالات اختناق، فضلًا عن تعرض ما لا يقل عن 18 مواطنًا للضرب والتنكيل. وذكر أن قوات الاحتلال نفذت (361) عملية اقتحام لبلدات وأحياء القدس، اعتقلت خلالها 99 مواطنًا، منهم 4 نساء منهم صحفية، وطفلان، وصحفيان، واستدعت 8 آخرين وفرضت الحبس المنزلي على 4 مواطنين. ووثق التقرير 33 عمليات هدم وتدمير طالت 10 منزلًا منها 8 أجبر مالكوها على هدمها ذاتيًا، ما أدى إلى تشريد 46 مواطنًا، وتدمير 23 منشأة إلى جانب عشرات الإخطارات وقرارات الهدم ضد منازل ومنشآت أخرى. وأشار إلى استيلاء المستوطنين على شقة سكنية في بلدة الطور وإصدار محكمة الاحتلال قرارا بإخلاء منزل عائلة سالم غي لمصلحة المستوطنين في حي بطن الهوى ببلدة سلوان. وخلال أيلول، أصدرت سلطات الاحتلال 6 قرارات وإجراءات في إطار تكريس تهويد الاستيطان والتهويد في القدس. وتمثلت تلك القرارات في إنشاء جدار استيطاني قرب شارع يافا، وتنفيذ حفريات في منطقة القصور الأموية جنوب المصلى القبلي، ووضع أساسات لبناء مصعد كهربائي لتسهيل اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى، وافتتاح نصب تذكاري، وإنهاء تحريك حاجز الولجة العسكري. وعلى صعيد اقتحامات المسجد الأقصى، وثق التقرير اقتحام 4697 مستوطنًا للمسجد خلال أيلول. وأوضح أن سلطات الاحتلال 7 قرارات بالإبعاد بحق مقدسيين، عن المسجد الأقصى أو مدينة القدس. وذكر أن المستوطنين نفذوا (13) اعتداءً على مواطنين وممتلكاتهم في القدس، وأعمال تحريض. وأشار التقرير إلى أن قوات الاحتلال تواصل استغلال حربها على قطاع غزة، في تصعيد انتهاكاتها في المدينة والنيل من المقدسيين والمقدسات، واستمرت في محاولات التهويد وفرض أمر واقع جديد في القدس والأقصى. وحذرت المؤسسة من خطورة ما يجري بالقدس من انتهاكات، وإطلاق يد المستوطنين في تنفيذ الاعتداءات ضد المواطنين، ومحاولة فرض وقائع جديدة في المسجد الأقصى، مع زيادة معاناة المقدسيين، بالتوازي مع استمرار سياسات التهويد والاقتحامات المتكررة للمسجد ومحاولة فرض التقسيم زمانيًا ومكانيًا. 

مقالات مشابهة

  • عدد الجرحى تجاوز الـ 10 آلاف.. ماذا عن المستشفيات التي خرجت عن الخدمة؟
  • عباس نيلفوروشان.. رابع أعلى رتبة عسكرية بفيلق القدس تُقتل خارج إيران
  • نفخٌ في البوق وأداء طقوسٍ تلموديةٍ.. ماذا يعني اقتحام الأقصى يوم الجمعة؟
  • ماذا نعرف عن “المسيّرة العراقية” الحديثة التي ضربت إسرائيل وأوقعت عشرات من جنودها بين قتيل وجريح؟
  • عميد بلدية سبها: أكثر من 3 آلاف منزل متضرر جراء سيول الأمطار الأخيرة التي شهدتها المدينة
  • "أوروبيون لأجل القدس": الاحتلال يستغل الحرب لتغيير الواقع بالأقصى
  • "أوروبيون لأجل القدس" تحذر: "إسرائيل" تستغل الحرب لتغيير الوضع القائم بالأقصى
  • و أنت عائد إلى بيتك فكر في تلك المدينة الصامدة التي غيرت مجرى الحرب
  • غُرّة شهر ربيع الآخر 1446