الجزيرة:
2024-12-31@15:12:28 GMT

ماذا غيّرت الحرب في المقدسيين؟ وما أكثر ما يخشونه؟

تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT

ماذا غيّرت الحرب في المقدسيين؟ وما أكثر ما يخشونه؟

القدس المحتلة- يُجمع المقدسيون على أن حياتهم انقسمت إلى شطرين "قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول وبعده"، فلا شيء بقي في القدس على حاله بعد يوم السبت السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي انطلقت فيه معركة "طوفان الأقصى"، وما تبعها من عدوان إسرائيلي على قطاع غزة طويت اليوم صفحة عامه الأول مع كثير من الآلام التي لا يمكن لصفحات السِلم القادمة -إن تحققت- أن تطويها.

الجزيرة نت سألت مقدسيين كيف غيرت هذه الحرب أسلوب حياتهم؟ وما أكثر ما يخشونه في حال اتسعت رقعة الحرب الجغرافية لتشمل مدينتهم؟

الشاب محمد دويك يقول إن هذه الحرب صفعت كل مقدسي ابتعد عن قضية وطنه الأساسية بسبب هموم الحياة والارتباط بالإسرائيليين ومؤسساتهم والاحتكاك اليومي معهم، وجاءت لتذكره أن هذا محتل ولا يمكن أن تسير الحياة بشكل طبيعي في ظل وجوده.

"غيرت الحرب كل مفاهيمنا خاصة أنها أظهرت عمق السياسات العنصرية بين العربي واليهودي في المدينة، ورغم أن هذه العنصرية كانت جلية قبل الحرب فإنها تعززت بعدها وبدأت تأخذ شكلا تصاعديا وممنهجا" حسب دويك.

أصبح المقدسيون أسرى القيود والإجراءات الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول (رويترز) التمسك بالقضية تعمق

أُجبر المقدسي على الرضوخ لإجراءات لا يرغب بها، وقُلبت تفاصيل حياته اليومية رأسا على عقب، وانطلقت هجمة شرسة شملت كافة النواحي الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية، وهذا دفع كل مقدسي بالمدينة للاستيقاظ من غفوته، وفقا لدويك، فزاد تمسكه بقضيته وأرضه وبيته، ومن كان يفكر بالهجرة خارج البلاد عدل عن هذه الخطوة لأن الأوضاع تتطلب من الجميع الثبات والرباط.

وعن المخاوف التي يعيشها هذا الشاب كأب لطفل عبّر عن خشيته على مستقبل طفله البعيد، لكنه قال إنه يخشى على مستقبله القريب أكثر في حال تمددت الحرب لتشمل القدس.

"أكثر السيناريوهات قتامة هو تهجيرنا قسرا وفقداننا لحق الإقامة في القدس كما حدث مع المقدسيين في حرب عام 1967.. أفكر كثيرا فيما سيكون عليه حالنا إذا شملتنا الحرب وأولها كيف يمكن لكل ربّ أسرة أن يعمل ويوفر قوت أبنائه اليومي.. لكن في النهاية لم يخترنا الله لهذه البلاد عبثا، فلكل منا دور يجب أن يقوم به ويحافظ عليه ودورنا هو الرباط في القدس"، هذا ما يقوله دويك.

مخاوف مقدسية من استفراد الاحتلال بالأقصى في ظل الحرب (مواقع التواصل) استفراد بالأقصى

أما المقدسية (ف.م) وهي أم لـ3 أطفال فاستهلت حديثها للجزيرة نت بالقول إن أكثر ما أثار مخاوفها في هذه الحرب هو استفراد المستوطنين بالمسجد الأقصى، في ظل انشغال العالم بما يحدث في غزة والجبهة الشمالية رغم أهميته، إلا أنها ترى أن الاحتلال سعى بكل قوته لتغييب الأقصى عن الواجهة وتغيير الوضع فيه لأن الطوفان حمل اسمه وانطلق لأجله.

ولذلك -وفق الأم المقدسية- تم تكريس الصلاة اليهودية العلنية وتسجيل انتهاكات عديدة غير مسبوقة في ساحاته وسط تقييد المقدسيين وأهالي الداخل الفلسطيني ومنعهم من نصرته بل حتى من الوصول إليه.

وتحدثت هذه الشابة عن أن عجزها عن نصرة غزة هو أكثر ما يؤلمها منذ اندلاع الحرب أيضا، ووصفت ذلك بالشعور المؤلم الذي ساور جميع المقدسيين وهم يرون أن الغزيين يدفعون ثمنا باهظا ولم يتمكن المقدسيون من نصرتهم سوى عبر المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل لأن الكلمة في القدس ممنوعة، وفي حال ناصر أحد المقدسيين غزة علنا على مواقع التواصل الاجتماعي يتم اعتقاله فورا.

أما عن المخاوف التي تعيشها في حال اتسعت رقعة الحرب فقالت (ف.م): "من منطلق شعور فطري أنا أخشى على أبنائي وأحبائي، لأن امتداد الحرب إلى القدس أمر ليس مستبعدا في ظل وجود هذه الحكومة المتطرفة، وخصوصا أن القدس هي لب الصراع التي يتقاتل عليها الجميع".

حرب صامتة

توقن هذه السيدة أن الحرب الصامتة في القدس ستتحول إلى علنية يرى فيها أهالي المدينة كل صنوف العذاب، وقالت: "كبشر نخاف من المصير القادم خاصة أننا نعتمد في كافة خدماتنا من ماء وكهرباء وغيرها على الاحتلال الذي سيحاصرنا بدءا من هذه الخدمات وسيتعمد قطعها عنا".

أما الفصل الأقسى من الحرب -وفقا لهذه الأم المقدسية- فهو قرب المستوطنين والتصاق بؤرهم ومستوطناتهم بالمقدسيين، "نسكن بجوارهم مجبرين وهم أقرب إلينا من أي قرية فلسطينية، وهذا يرعبنا بالطبع خاصة في ظل حملة تسليحهم غير المسبوقة التي انطلقت بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول)".

أما ربُّ الأسرة أبو إبراهيم فقال إنه بدأ فعلا بتخزين الماء للاستخدام المنزلي منذ قرعت الحرب طبولها على جنوب لبنان "لأن ذلك قد يؤدي إلى اتساع رقعة الحرب فجأة ومن دون سابق إنذار"، لكنه رغم اتخاذه هذا الإجراء يفكر دائما في ما إذا كان سيتمكن من استخدام هذا الماء المخزن أم أنه كما الغزيين سيترك منزله بما فيه ويُهجّر منه قسرا.

لا يتفاءل هذا المقدسي بأي سيناريو قادم، وكلما تطرق إلى أحدها يشعر بغصّة وتتغير نبرة صوته إلى حزن ويردد "اللهم آمنّا في أوطاننا".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات السابع من أکتوبر تشرین الأول فی القدس أکثر ما فی حال

إقرأ أيضاً:

هذه التحديات الجيوسياسية التي تنتظر الجزائر خلال عام 2025

سلطت مجلة "لوبوان" الفرنسية الضوء، على التحديات الجيوسياسية التي تنتظر الجزائر ودبلوماسيتها خلال عام 2025، وقالت إن "سنة 2025 قد تكون حافلة للدبلوماسية الجزائرية، في ظل إمكانية عقد العديد من اللقاءات الإقليمية والقارية، وتوقع حدوث اضطرابات على المستوى الدولي".

وأضافت المجلة في تقرير ترجمته "عربي21" أن الجزائر تخوض سباقًا للفوز بمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي في شباط /فبراير المقبل، وهو المنصب الذي ينبغي أن يكون من نصيب منطقة المغرب العربي.

في هذا الإطار، تم إيفاد وزير الخارجية أحمد عطاف، بالإضافة إلى مسؤولين آخرين ومبعوثين خاصين للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، منتصف شهر كانون الأول/ديسمبر الجاري، إلى عدة عواصم إفريقية لدعم ترشيح الدبلوماسية سلمى حدادي، البالغة من العمر 47 عاما، والتي شغلت سابقًا منصب السفيرة الجزائرية في كينيا وجنوب السودان، وتشغل حاليًا منصب السفيرة الجزائرية في إثيوبيا. وهي أيضًا الممثلة الدائمة لدى الاتحاد الأفريقي واللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة.

وتتنافس الدبلوماسية الجزائرية مع الليبية نجاة الحجاجي، والمصرية حنان مرسي، والمغربية لطيفة آخرباش. وتؤكد وسائل إعلام جزائرية ومغربية أن المرشحتين الجزائرية والمغربية، هما الأوفر حظا للظفر بهذا المنصب الاستراتيجي، على خلفية المواجهة بين الجزائر والرباط حول نفوذهما داخل هيئات الاتحاد الإفريقي.



وذكرت المجلة أن الصراع الذي يتمحور حول قضية الصحراء الغربية سيشهد، بلا شك، تطورات جديدة خلال سنة 2025 مع تولي إدارة ترامب، التي تميل إلى تبني الأطروحات المغربية بشأن القضية الصحراوية، مقاليد الحكم في كانون الثاني/ يناير. وبناء عليه، تميل كل من الرباط والجزائر الى تكهن الخطوات التي يمكن أن تعلنها واشنطن لصالح الخطوة المغربية.

مواجهة "الأخوة العرب"
يتزامن تاريخ تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل مع الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، ما قد يعزز حراك المملكة على الصعيد الإقليمي حول قضية الصحراء الغربية، طوال السنة.

على صعيد إقليمي آخر، سيشهد شهر أيار/ مايو المقبل انعقاد القمة الرابعة والثلاثين لجامعة الدول العربية في بغداد، في خضم التحولات مع سقوط نظام بشار الأسد، والصراع في الشرق الأوسط واحتمالات تقارب تاريخي بين السعودية وإسرائيل.

وتنقل المجلة عن دبلوماسي جزائري سابق، أن الجزائر تراقب عن كثب التطورات في سوريا. ويقول ذات المصدر: "قبل كل شيء، ينبغي توخي الحذر من التدخل الأجنبي المفرط والضغوط غير المقبولة من جانب إسرائيل في سياق لا يزال هشًّا ومفتوحًا لجميع السيناريوهات". وفيما يتعلق بمسألة تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، تظل الجزائر معارضة بشدة لهذا النهج الذي تتبناه بعض الدول العربية.

سيكون المعطى الجديد في هذه القضية هو مشروع التطبيع بين الرياض وتل أبيب، الذي كشفت عنه صحيفة هآرتس الإسرائيلية في 17 كانون الأول/ديسمبر، والذي يوضح أن إسرائيل والسعودية "توصلتا مؤخرًا إلى انفراج" في المناقشات حول هذا الملف.


ومن هذا المنظور، الذي لم يؤكده الجانبان رسميًا بعد، فإن الرياض ستتخلى عن شرط صاغته سابقًا، وهو اعتراف إسرائيل بالدولة الفلسطينية. وبدلا من ذلك، ستكتفي الآن بـالتعهد الغامض من جانب إسرائيل تجاه هذا الهدف.

انفصال الجزائر عن بروكسل
وأوردت المجلة أن العلاقات مع الاتحاد الأوروبي ورغبة الجزائر في التحرك نحو مراجعة اتفاقية الشراكة لعام 2005 من بين القضايا الأخرى التي تنتظر الدبلوماسية الجزائرية. وأعلنت مصادر عن انطلاق إعادة التفاوض بين الجزائر وبروكسل اعتبارا من النصف الأول من سنة 2025.

وفي 23 كانون الأول/ديسمبر، صرح نائب رئيس مجلس تجديد الاقتصاد الجزائري (إحدى النقابات الرئيسية لأرباب العمل) عبد الواحد كرار، على الإذاعة العامة الجزائرية أن "وعد الازدهار المشترك لم يتم الوفاء به".

وأفادت المجلة بأن العلاقات بين الجزائر وفرنسا هي موضوع جيوسياسي آخر يشغل السياسة الداخلية لكل من هذين البلدين في ظل الأزمة المترتبة عن الموقف المؤيد للمغرب بشأن الصحراء الغربية، الذي عبرت عنه باريس وتبنته هذا الصيف خلال زيارة إيمانويل ماكرون إلى الرباط في نهاية تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وبحسب مراقبين وبعض صناع القرار على ضفتي المتوسط، تتدهور العلاقات الجزائرية الفرنسية. فمن جانبها، تعتبر الجزائر أن حكومة رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو الجديدة ليست موضع ثقة. فقد اعتبرت صحيفة الشروق أن "عودة الوجوه القديمة إلى الحكومة الفرنسية تهدد مصالح الجالية الجزائرية في فرنسا".

استهداف روتايو وفالس دارمانان  وبورن
وتستشهد صحيفة الشروق بوزير الداخلية برونو روتايو الذي يتبنى مواقف ومقترحات قريبة من حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، ووصفت مانويل فالس بأنه يساري لا يحمل قيم اليسار إلا بالاسم، بسبب الأزمات التي خلقها مع الجزائر عندما كان على رأس حكومة الرئيس السابق فرانسوا هولاند. في حين، اعتبرت أن تعيين جيرالد دارمانان وزيرا للعدل يمثل رغبة حكومة بايرو في إيجاد تنسيق بين وزير العدل ووزير الداخلية المناهض للهجرة برونو روتايو، من أجل تنفيذ سياسات مناهضة للمهاجرين.

وفي ختام التقرير نوهت المجلة إلى أن الشروق تستهدف حتى إليزابيث بورن، حيث تدرجها ضمن "المنظومة المعادية للجزائر" في حكومة بايرو.

مقالات مشابهة

  • دائرة الإحصاء الإسرائيلية: أكثر من 82 ألف مواطن هاجروا خلال عام 2024 بسبب الحرب
  • هذه التحديات الجيوسياسية التي تنتظر الجزائر خلال عام 2025
  • السلطة الفلسطينية تساند الاحتلال في قمع مواطنيها وقرار صهيوني يتيح الاستيلاء على أراضي المقدسيين
  • ماذا تشهد الضاحية ليلاً؟ رعبٌ وقلق!
  • والي نهر النيل يكرم الطالبة شمس الحافظ عبدالله التي قطعت أكثر من 2000 كيلومتر من تشاد لأداء امتحانات الشهادة السودانية
  • صحيفة عبرية: صواريخ غزة واليمن تصعيد ملفت في الحرب
  • تقرير: إسرائيل تواجه تحديات جديدة في الحرب
  • أصاب أكثر البقع حساسية في مشروعها .. ماذا خسرت (إسرائيل) منذ 7 أكتوبر؟
  • عائلات الأسرى لترامب.. نتنياهو مهتم بمنصبه أكثر من الأسرى
  • عائلات الأسرى الصهاينة: “نتنياهو” ينسف صفقة التبادل من خلال الشروط التي يضعها