بدأ المتمرد أبو عاقلة كيكل، قبل نحو شهر بزيادة مساحة الأمان التي يتحرك فيها، عقب تفجر الخصومة بينه وبين عصابة الماهرية التي تسيطر على الدعم السريع، فغادر ود مدني بشكل غير معلن تحت ذريعة فتح جبهة شرقا في مدينة الفاو، ولجأ بالفعل لمدينة تمبول وهناك كون جيشا بشكل سري وهاجم به حامية الفاو يوم الجمعة الماضية، لكن المتحرك تم كشفه وضربه بالطيران في “كمبو صفر” قبل أن يسمع به حتى جيش الفاو، وتمت ملاحقة كيكل حتى قريته “الكاهلي زيدان” ونجأ هناك للمرة الثانية خلال يوم واحد من قصف الطيران.

اتهم كيكل بحسب مصادر، عناصر في الدعم السريع ومواطنين بالمنطقة بتسريب خبر تحركاته للطيران، فلجأ لمصادرة أجهزة الاستارلينك في قرى تمبول والفاو وشرقي ود مدني.
اتصالات مع الجيش

حاول كيكل بعد شهر من الحرب، التواصل مع الفرقة الأولى ود مدني وعرض خدماته للقوات المسلحة، لكن الجيش لم يكن متحمسا للأمر، فالرجل فعلا لا يمتلك جيشا وقدرت القوات المسلحة أن تسليح رجل “همباتي” وقاطع طريق في منطقة آمنة نسبيا أمر ينطوي على خطورة حقيقية.

وحسب مصادر بمنطقة البطانة، فإن مخاطبة كيكل لكسب ود الجيش لم تنقطع، وسعى في بعض المرات للتواصل مع ضباط معاشيين بالبطانة للتوسط بينه وبين الجيش، وكان يمكن أن تنجح هذه المحاولات، لولا مشاركة كيكل في احتلال مدينة ود مدني في ديسمبر الماضي.
الأخبار المتداولة بشأن طلبه لقاء البرهان، ليست جديدة، كما أن رفض الجيش ليس جديدا، فبالنسبة للقوات المسلحة ليس لدى كيكل ما يقدمه لها، لتقول له “عفى الله عما سلف”، حيث المعلومات عن الدعم السريع وتمويله وتحركاته متاحة ومبذولة حتى في وسائل التواصل الاجتماعي، بخلاف أن قبول التواصل مع كيكل سيجر الجيش لخانة العداء مع مواطني الجزيرة.
مجزرة ود أبو صالح

من أصل 30 عربية دمر الطيران الحربي، اليوم الجمعة 23 عربة بمنطقة ود أبو صالح، تتبع لكيكل كانت تنوي فك الحصار عن مصفاة الجيلي، من الذي سرب معلومة المتحرك ومن الذي أعطى الإحداثيات للطيران الحربي، يظل سرا صغيرا، لكن من غير المستبعد بشكل بكامل أن تكون هذه المعلومات دلقها كيكل بنفسه لاستخبارات الجيش، هذا وارد لرجل ضاقت عليه الأرض بما رحبت ويريد إنقاذ نفسه، حتى ولو كان المقابل هو إرسال معلومات للطيران بشأن متحرك يقوده هو بنفسه.

المؤكد بقراءة بسيطة، أن كيكل يعاني رهق اللحظات الأخيرة، وهى حالة من الشك في كل شئ والقلق من أي شئ، والتوجس والارتياب، فمنذ شهر، لم ينام الرجل في مكان واحد لمدة يومين، وفي ثورة لوعه هذه، تخيل أن الجميع ضده فجمع في حملة مسعورة أجهزة

الإستارلينك في المناطق التي يتردد عليها، ثم قام مؤخرا بقيادة سيارته بنفسه، ومنذ رفضه طلبا للمليشيا بإرسال جنوده للفاشر، قاطع كيكل المليشيا بشكل نهائي، وخرج من ود مدني بلا عودة، وظل يتنقل باستمرار من مكان لمكان من غير هدف ولا رؤية، فهو تارة يهاجم الفاو، وفي الأسبوع نفسه يشتبك مع عناصر المليشيا بالكاملين وفي الأسيوع ذاته يقود فزعا بمنطقة ود أبو صالح لفك الحصار عن المصفاة، ويمكنك رؤيته في تمبول والشرفة بركات ورفاعة في اليوم نفسه، وفجأة يظهر في ود أبو صالح على بعد عشرات الكيلومترات في اليوم نفسه أيضا، بدأ كيكل في تحركاته المحمومة هذه أشبه بكلب يلهث للإستجارة من رمضاء الدعم السريع بنار الجيش.

الطيب إبراهيم – تغطية الأحداث الجارية

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدعم السریع ود مدنی ود أبو

إقرأ أيضاً:

هجوم الجيش السوداني المفاجئ يثير الشكوك والاستفهامات

هجوم الجيش السوداني على مواقع بالعاصمة الخرطوم وبطريقة مركزة جاء في وقت كثر فيه الحديث عن حالة تذمر من ضباط لا تعجبهم الخطط وطريقة سير العمليات.

الخرطوم- كمبالا: التغيير

أثارت تحركات الجيش السوداني الأخيرة والمفاجئة على مواقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع، كثيراً من الشكوك والاستفهامات بشأن دوافعها وأهدافها، فقد جاءت عبر ثلاثة محاور في مدن العاصمة الخرطوم، وبالتزامن مع وجود رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في نيويورك، مصحوبة بانتقادت لشخص البرهان بشأن سير العمليات الحربية، مما عزز من إمكانية صحة التسريبات التي تحدثت عن مخطط للإطاحة به من قبل مساعده ياسر العطا بالاتفاق مع عناصر النظام المباد.

ورجح مراقبون أن الهجوم الذي شنه الجيش الخميس الماضي من ثلاثة محاور، قد تم التخطيط له بواسطة عناصر داخل الجيش بالتنسيق مع هيئة العمليات التابعة لجهاز المخابرات العامة وكتائب الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني المتحالفة مع الجيش، دون علم البرهان.

البرهان في المشهد

وفيما قالت مصادر أن انفتاح الخميس الماضي كان هدفه تسجيل نصر وإخراج ضباط من القيادة العامة لإعلان قيادة جديدة للجيش بالنظر إلى حالة التذمر من طريقة إدارة البرهان لملف الحرب، أكدت مصادر عسكرية عدم صحة هذه المعلومات.

ونفت مصادر عسكرية متطابقة لـ(التغيير)، أن تكون العملية التي قادها الجيش في عدد من المحاور الغرض منها الإطاحة بالقائد عبد الفتاح البرهان.

وأكدت أن البرهان قبل سفره إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة اطلع على جميع تفاصيل العملية التي تمت بسرية تامة وفي دائرة ضيقة.

وأشارت المصادر، إلى  أن قيادة الجيش عازمة على حسم معركة الخرطوم، وأن البرهان الآن يتابع العمليات العسكرية بنفسه من الخطوط الأمامية.

وبالفعل عقب وصول البرهان من نيويورك تفقد الصفوف الأمامية وهنأ قواته بالانتصارات، وقال إنه لم يأتٍ للحديث وأشار بيديه بحركة فهم منها تضيق الحصار على قوات الدعم السريع ومواصلة العمليات العسكرية حتى يتم استرداد جميع المناطق التي تسيطر عليها بالخرطوم.

وأعلن مجلس السيادة تفقد البرهان أمس لمنطقة حطاب العملياتية كأول زيارة له في مدينة الخرطوم بحري بعد 17 شهراً من اندلاع حرب 15 أبريل 2023م.

تململ وتذمر

بدورها، أقرت مصادر عسكرية لـ(التغيير)، بوجود حالة تذمر من قيادة الجيش التي لم تتخذ تعليمات واضحة في القتال، وأن عدداً من الضباط لم تعجبهم طريقة سير العمليات العسكرية وخطط قيادة الجيش.

وقالت المصادر إن صوت التململ وسط الضباط والجنود وصل القيادة العليا للجيش لذلك حاولت أن تغير من طريقتها في إدارة العمليات العسكرية وتحولت من خانة الدفاع للهجوم.

محاولة سابقة

وسبق أن تم الإعلان عن محاولة انقلابية خطط لها ضباط محسوبون على النظام السابق، وتم حبسهم على ذمة التحقيق لكن نتائج هذا التحقيق لم يتم نشرها للرأي العام.

وفي حينها نفى الجيش حدوث المحاولة الانقلابية، لكنه لم ينف “اعتقال الضباط”، وقلل بعض الموالين له من العملية، وأشاروا إلى أن اعتقال الضباط بسبب تململ القادة الميدانيين من الخطط العسكرية لقيادة الجيش، بينما تناقلت وسائل إعلام أن هناك مخططاً يهدف للقبض على “ضابط كبير” في المنطقة العسكرية.

أفشل قائد

الحديث عن التخلص من قيادة الجيش لم يكن سراً ولا هي المرة الأولى، فقد ورد كثيراً منذ اندلاع الحرب، وتعرضت قيادة الجيش ممثلة في شخص البرهان تحديداً للكثير من الهجوم من داخل المؤسسة العسكرية نفسها ومن داعميها الذين عبروا بوضوح عن عدم رضاهم للطريقة التي يدير بها البرهان الحرب والفشل والهزائم المتلاحقة التي جعلت قوات الدعم السريع تتمدد وتسيطر على الكثير من المواقع، ولذلك ربط البعض بين العملية المفاجئة ومحاولة التخلص من القيادة التي عجزت عن تحقيق أي نصر على الدعم السريع وبات وجودها مهدداً للجيش.

وبالتالي تعززت فرضية مخطط انقلاب سر العطا بتحقيق نصر وإخراج ضباط القيادة العامة لإعلان قيادة جديدة للجيش.

هذا السيناريو يرجحه حديث عضو حزب المؤتمر الوطني المحلول محمد السر مساعد، في مقابلة أجراها “سعد الكابلي”، وصف فيها البرهان بأنه أفشل وأجبن رئيس وقائد للجيش مر على السودان.

وقال مساعد، إن الحرب بطريقة البرهان ستستمر 10 سنوات، وقلل من دور الجيش في الحرب، وذكر أن مدينة أم درمان تم تحريرها بواسطة الدفاع الشعبي وهيئة العمليات، وأن 30 ألفاً من الجيش موجودين في مواقعهم بأم درمان ولا يريدون التحرك لتحرير العاصمة الخرطوم.

رسالة تماسك

وكان وزير الإعلام السابق فيصل محمد صالح، رأى أن الهجوم تم التخطيط له من الأساس لكي يتزامن مع وجود البرهان في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولكي يرسل رسالة أن الجيش السوداني لا يزال متماسكاً ويستطيع قلب الطاولة على “قوات الدعم السريع”، ولهذا يجب أن توضع ملاحظاته وتحفظاته على مسارات التفاوض في أذهان الوسطاء، وتقابل بالاهتمام اللازم.

وقال صالح في مقال نشر بصحيفة الشرق الأوسط، إن هناك أيضاً قراءات لآخرين تستحق الانتباه والمراجعة، وهي من بعض المراقبين، ومنهم ناشطون في مجال “السوشيال ميديا”، ويدعمون موقف الجيش وحلفائه السياسيين. وقد قدم هؤلاء تفسيراً مغايراً يشير إلى أن هذا الهجوم خطَّطت له ونفذته عناصر داخل الجيش بالتنسيق مع هيئة العمليات التابعة لجهاز الأمن والمخابرات وكتائب الحركة الإسلامية المتحالفة مع الجيش، من دون علم البرهان. ويقول هؤلاء إن الرسالة الحقيقية موجَّهة من هذه المجموعات للفريق البرهان، ومفادها أنهم يريدون أن يقطعوا عليه الطريق حتى لا يقدم تنازلات للوسطاء خلال لقاءاته في نيويورك. ويتهم هؤلاء الفريق البرهان بأنه لا يريد أن يقاتل، وأنه السبب في تعطيل حراك الجيش لاستعادة المدن التي سقطت في يد «الدعم السريع».

ويضيف: “ومضى آخرون في تقديم صورة درامية أكثر مما هو متوقَّع، وهي أن هذا الهجوم هو محاولة انقلابية لم تكتمل، لأن النتائج المتوقَّعة منها لم تأتِ كما كان متوقَّعاً، إذ كان المخطَّط أنه بعد أن تنتصر قوات الجيش وتحتل قلب الخرطوم، أن يتم الإعلان عن عزل البرهان، وتكوين قيادة جديدة”.

لا خلافات

ومن جهته، قال الخبير العسكري خالد عبيد الله، إن العمليات العسكرية في الجيش السوداني تتم بتراتبية ولا يمكن أن تصدر تعليمات دون علم القائد العام، لأن قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان قبل سفره إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة بارك هذه الخطوة.

وأضاف لـ(التغيير): “الحديث عن وجود محاولة انقلابية يقودها ياسر العطا بمشاركة عناصر النظام السابق غير واردة في الوقت الحالي، لأن الإطاحة بالقائد في هذه المرحلة تعني انهيار الجيش وتفككه”.

وأوضح الخبير العسكري أن كابينة القيادة في الجيش تعمل في تناغم تام ولا وجد لخلافات وجميع الخطط تسير وفق ما هو مخطط له “لإنهاء تمرد مليشيا الدعم السريع”.

استعداد للتصعيد

وبحسب مصادر عسكرية، فإن طرفي الصراع يستعدان للدخول في مواجهات عسكرية عنيفة بالخرطوم، الجزيرة، سنار والنيل الأبيض، إما بهدف استعادة السيطرة على مناطق تم فقدها أو السيطرة على  مناطق جديدة عقب انتهاء فصل الخريف.

وقال شهود عيان لـ(التغيير)، إن قوات الدعم السريع تعمل على تحشيد قواتها في الخرطوم والجزيرة وسنار والنيل الأبيض لمهاجمة مناطق جديدة لإحكام وزيادة مساحة سيطرتها، للضغط على الجيش السوداني من أجل الجلوس للتفاوض.

وفي خضم العمليات العسكرية يحاصر الجوع ملايين المواطنين في ولايات السودان الـ18 التي دخلت 15 مدنية منها دائرة الحرب، والـ3 ولايات تأثرت بالسيول والأمطار.

الوسومالجمعية العامة للأمم المتحدة الجيش الخرطوم الدعم السريع السودان عبد الفتاح البرهان ياسر العطا

مقالات مشابهة

  •  مقاومة الحلفايا تنفي مقتل بعض متطوعيها بواسطة الجيش
  • الجيش الأمريكي يعلن تفاصيل الغارات الأخيرة ضد الحوثيين
  • شاهد بالصور.. لماذا تحولت جسور الخرطوم إلى مفتاح للحسم العسكري بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع؟
  • الحب الوحيد والمرض والأيام الأخيرة.. أسرار لأول مرة عن أحمد زكي
  • طفل ينقذ أخيه من الاختناق في اللحظات الأخيرة .. فيديو
  • أنباء عن سيطرة الجيش علي منطقة جبل مويه بسنار
  • هشام ماجد يتحدث عن نجاحات الفترة الأخيرة في «الراديو بيضحك»
  • مفاجآت اللحظات الأخيرة في صفقات الزمالك قبل نهاية الميركاتو الصيفي.. 4 قيادات تحسم ملف التدعيمات
  • هجوم الجيش السوداني المفاجئ يثير الشكوك والاستفهامات