سميرة الجزار: نرفض تسليم حديقة الزهرية للجهة السيادية التي قررت إغلاقها ووقف العبث بحديقة المسلة
تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تقدمت النائبة سميرة الجزار عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة إلى المستشار حنفي جبالي رئيس المجلس، لتوجيهه إلى كل من رئيس الحكومة، ووزاء البيئة والزراعة والتنمية المحلية، بشأن غلْق حديقة الزهرية بالتعدي الواضح على القانون باعتبارها منطقة تراث والتخطيط لهدمها لإنشاء مشاريع تجارية والتفريط في النباتات النادرة بها.
ولفتت عضو مجلس النواب في طلب الإحاطة إلى حالة الغضب السائدة بين سكان منطقة الزمالك، بعدما فُوجئوا بأن جهة سيادية قد أخطرت إدارة حديقة الزهرية بغلقها، ونقل إدارتها إليهم يوم 8 أكتوبر لتطوير الحديقة، متسائلة ما دخل الجهة السيادية في تطوير حديقة الزهرية المجاورة لبرج القاهرة؟
واستنكرت النائبة ما يحدث في حديقة المسلة التي تُطِل على النيل التي تعاقدت عليها محافظة القاهرة من قبل مع شركة «هاواي» للسياحة والاستثمار عام 2021 لإنشاء العجلة الدوارة (عين القاهرة) على أرض حديق المسلة، وتم إيقاف المشروع بعد الكثير من المناشدات وسكان الزمالك وطلبات الإحاطة المقدمة من البرلمانيين.
وقالت سميرة الجزار: «بعد مناقشتي لوزيرة البيئة بتاريخ 27 يناير 2021 وسؤالها عن عدم تدخلها لوقف وزارة التنمية المحلية التي وافقت علي إقامة العجلة الدوارة (عين القاهرة) على أرض حديقة المسلة مع استحالة إمكانية تنفيذ المادة 19 من الاشتراطات البيئية للمشروع طبقا لقانون البيئة رقم 4 لعام 1994».
وتساءلت: «الآن وبعد مرور ثلاث سنوات فوجئنا، وفي الخفاء أن هناك عبثا في حديقة المسلة مرة أخرى، فلماذا الإصرار على إقامة مشروع سيحول هذا الحي السكني الراقي إلى ملاهي وعدم الإنصاب لرفض المواطنين، وضرب رغبتهم عرض الحائط؟».
وتابعت عضو مجلس النواب: ما يحدث يدعنا للشك لوجود شخص أو جهة معينة تصمم على تنفيذ ما لا يراه سكان القاهرة بشكل عام والزمالك بشكل خاص في مصلحتهم ومصلحة أبنائهم، وفي الحالة التي شهدناها وجدنا تضامن سكان القاهرة مع الزمالك،؛ لأن هذه الحدائق هي المتنفس الوحيد المتبقي لهم في حي الزمالك مع القليل مما بقي من مساحات خضراء بالإضافة إلى قيمتها التاريخية؛ حيث إن هذه الحدائق هي واحدة من أهم الحدائق التاريخية المتبقية حتى الآن منذ الخديوي إسماعيل، وهو ما دفع الدولة لضمها في السابق إلى قائمة المبانى والمنشآت ذات الطراز المعمارى المتميز.
وأضافت «الجزار»: «كلنا نعلم أن الحدائق ملكية عامة والحديقة جميلة جدا، ولا تحتاج أي تطوير، وقد قمت بتصويرها لتروا جمالها وبساطتها وبأنها لا تحتاج أي تطوير وهذه الحديقة العريقة بها المشتل الكبير الذي يعتبر مصدر الشتلات لمصر، والنباتات النادرة التي لا تعوّض، وصوبات لا تُقدر بثمن، منها معمل زراعي كبير وصوبة ملكية وبرجولات منذ الخديوي، بجانب المساحة الخضراء الجميلة والكبير».
ورفضت عضو مجلس النواب، حدوث غلق أو تطوير الحدائق التاريخية، مثل الزهرية والمسلة وغيرها، مؤكدة أنها لا تحتاج إلى تطوير، رافضة إتمام مشروع «كايرو آي» أو العجلة الدوارة الذي تم رفضه بيئيًا وشعبيًا.
وأضافت سميرة الجزار: «الغريب جدًا ومنذ عام 2021 بدأت عملي كـ نائبة بمجلس النواب بسؤال الحكومة عن سبب قطع أشجار العجوزة التاريخية التي زرعها الخديوي على كورنيش العجوزة ولم تتوقف الحكومة في العبث ومحاولة الاستيلاء على الحدائق وقطع الشجر، ودافعت مرارًا عن حديقة الأسماك والمريلاند وأنطونيادس في الإسكندرية، وغيرها من التجريف ولكن الحكومة مصممة علي استمرار نفس النهج والعبث وتحريف المساحة الخضراء وقطع الأشجار وكل ماهو منفعة عامة لنا».
وتساءلت: هل هناك طريق ينهي هذا التهاون والاستهتار ليوقف تجريف مصر من أشجارها ومساحتها الخضراء التي تقلصت مساحتها للنصف، ووقف سياسة تجريف مصر الممنهجة، وتحويلها لصحراء بالرغم من دعوات السيد رئيس الجمهورية لمبادرة إتحضر للأخضر ثم مبادرة زراعة 100 مليون شجرة فلماذا إصرار الحكومة أو الجهات السيادية السير علي تنفيذ عكس قرارت الرئيس؟ ومن يصر على تنفيذ ما يرفضه الرأي العام والذي يتعارض مع مصلحة المواطن ومن أين يستمد قوته في تنفيذ ما نراه ليس في مصلحة المواطنين؟ ولصالح من يعمل لغير رغبة المواطن المصري؟
تطوير الحدائق التراثية لمشاريع تجارية تعدي على القانون
أكدت النائبة سميرة الجزار، أن المنافع العامة كالحدائق لا يشترط أن تدخل منها عائد مادي فهي سياسة خاطئة، فالعائد على المواطن هو الاستمتاع والتمسك بالتاريخ العريق لمصر فتاريخ مصر ليس فقط آثار، إذ تعتبر هذه الحدائق التاريخية العريقة دليل على رقي الدولة المصرية، بعيدًا عن النظرة الضيقة الحالية للاستثمار المادي.
ووجهت حديثًا للحكومة: « إن كنتم لم تسمعوا عن مبادرات الرئيس ولا يهمكم مصلحة المواطن والرأي العام.. فعليكم أن تعلموا أننا دولة قانون يحكمنا الجميع حكومة وشعبا ولتعلموا أن مايحدث من تطوير وتغيير ديموجرافيا الحدائق وهو مخالف للمادة 32 من الدستور المصري التي تنص على ( أن موارد الدولة الطبيعية ملك للشعب، تلتزم الدولة بالحفاظ عليها، وحسن استغاللها، وعدم استنزافها، ومراعاة حقوق الأجيال القادمة فيها)».
ومخالف للمادة 45 من الدستور المصري التي تنص على (أن تلتزم الدولة بحماية بحارها وشواطئها وبحيراتها وممراتها المائية ومحمياتها الطبيعية. ويحظر التعدى عليها، أو تلويثها، واستخدامها فيما يتنافى مع طبيعتها، وحق كل مواطن في التمتع بها مكفول، كما تكفل الدولة حماية وتنمية المساحة الخضراء في الحضر، والحفاظ على الثروة النباتية والحيوانية والسمكية، وحماية المعرض منها للانقراض أو الخطر، والرفق بالحيوان، وذلك كله على النحو الذي ينظمه القانون).
ومخالف للمادة 46 من الدستور، التي تنص على أنه (لكل شخص الحق في بيئة صحية سليمة وحمايتها واجب وطني وتلتزم الدولة باتخاذ التدابير الالزمة للحفاظ عليها وعدم الإضرار بها والاستخدام الرشيد للموارد الطبيعية بما يكفل تحقيق التنمية المستدامة وضمان حقوق الأجيال القادمة فيها).
ومخالف للمادة 50 من الدستور، التي تنص على أنه (تراث مصر الحضارى والثقافى، المادى والمعنوى، بجميع تنوعاته ومراحله الكبرى، المصرية القديمة، والقبطية، والإسلامية، ثروة قومية وإنسانية، تلتزم الدولة بالحفاظ عليه وصيانته، وكذا الرصيد الثقافى المعاصر المعمارى والأدبي والفني بمختلف تنوعاته، والاعتداء على أى من ذلك جريمة يعاقب عليها القانون. وتولى الدولة اهتماما خاصا بالحفاظ على مكونات التعددية الثقافية فى مصر).
وطالبت عضو مجلس النواب، وقف العبث بحديقة المسلة فورًا، ووقف خطة تطوير حديقة الزهرية فورا وأي حديقة أخري بسبب أن التطوير للحدائق يتطلب تجريف جرء من الحديقة وأحيانا بعض الأشجار التي تعوق التطوير لعمل مطاعم أو كافيهات أو محلات أو جراج وهو يعتبر تدمير للحديقة ولتاريخ القاهرة. والأثر الباقي من حدائق القاهرة التي يصل عمرها لأكثر من 150 عاما.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الاشجار الحديقة حديقة الزهرية المصرية القديمة الثروة النباتية عضو مجلس النواب سمیرة الجزار التی تنص على من الدستور
إقرأ أيضاً:
القوة الخفية التي هزمت حميدتي ..!
منذ انطلاق الرصاصة الأولى في الخرطوم يوم 15 أبريل 2023، كان واضحاً أن محمد حمدان دقلو (حميدتي) لم يقرأ المشهد العسكري والسياسي جيداً، أو قرأه بعين الوهم لا ببصيرة الواقع وبواطن الحقائق.
راهن الرجل على انقلاب خاطف وسريع يمكنه من وضع السودان في قبضته، لكنه لم يدرك طبيعة القوة الخفية في الدولة السودانية، تلك الدولة التي تبدو في ظاهرها ضعيفة ومفككة وآيلة للزوال، وذات مؤسسات هشة قابلة للانهيار السريع، لكنها أثبتت مراراً أن لديها عناصر قوة خفية لا تظهر إلا في مواجهة التحديات الكبرى.
عناصر القوة الخفية في الدولة السودانية:
• قوة المجتمع في التناصر والتعاضد ومقاومة الظلم والعدوان.
• قوة المؤسسات العسكرية والأمنية في تراكم خبراتها، وعمق تأهيلها المهني ، وروح الثبات والصبر على تحقيق الأهداف، وهي سمات تميز ضباطها وجنودها.
• قوة وجسارة الشباب بمختلف انتماءاتهم السياسية في مواجهة التحديات والمخاطر، سواء في الحروب أو التظاهرات.
• مستوى الوعي السياسي القادر على فضح النوايا الشريرة المغطاة بالشعارات التجميلية.
• العمق التاريخي لنضالات الشعب السوداني، الممتد منذ الممالك المسيحية، مروراً بمملكة الفونج، والثورة المهدية، واللواء الأبيض.
ما فعلته قوات حميدتي أنها استفزت مكامن القوة الخفية في الدولة السودانية، فوجدت نفسها في مواجهة مختلف الطيف القبلي والجهوي والثقافي والسياسي والعسكري. ونتيجة لذلك، تشكّل تيار وطني عريض وغير مسبوق، عابر للانتماءات.
هذا التيار الوطني ضمّ:
• شيوخ ورجال الدين والطرق الصوفية مثل عبد الحي يوسف، شيخ الزين محمد أحمد، شيخ الكباشي، والمكاشفية، والختمية والجماعات السلفية ، وقساوسة كنيسة ماري جرجس وغيرهم.
• الفنانات مثل ندى القلعة، إيمان الشريف، ميادة قمر الدين وغيرهن.
• المفكرين من مختلف التيارات، من الإسلاميين مثل أمين حسن عمر، عبد الوهاب الأفندي، التجاني عبد القادر، وحسن مكي، إلى اليساريين والليبراليين مثل البروفيسور عبد الله علي إبراهيم، د. محمد جلال هاشم، د. عشاري أحمد محمود، د. معتصم الأقرع، د. صلاح بندر، والروائي عبد العزيز بركة ساكن وغيرهم.
• المقاتلين من الحركات المسلحة في دارفور، وقوات “كيكل”، و”برأوون”، و”غاضبون”، و”المستنفرين”، وشباب الأقباط، و”ميارم الفاشر”، و”مرابطات الشمالية ونهر النيل”، والشيخ موسى هلال.
كل هؤلاء وغيرهم تصدوا لحماية الدولة السودانية والدفاع عن وجودها.
حميدتي، الذي كان بالأمس شريكاً في السلطة، متمتعاً بقوتها ونفوذها، ظن أنه قادر على اختطاف الدولة، لكنه نسي أن القوة وحدها لا تكفي، وأن شرعية البندقية لا تدوم طويلاً. فالرهان على الدعم الخارجي، والتحالفات المصلحية، واستراتيجية “الأرض المحروقة”، لن يحقق له أهدافه، بل سيؤدي إلى عزله وإنهاء وجوده في الفضاء العام.
فشل مشروع انقلاب حميدتي على الدولة السودانية لم يكن مفاجئاً، بل كان حتمياً، لأن أي انقلاب يفتقر إلى عمق سياسي، ورؤية استراتيجية، وحاضنة شعبية، لا يعدو كونه مغامرة متهورة باهظة التكلفة.
منذ اللحظة الأولى، كان واضحاً أن حميدتي يخوض معركة بلا غطاء وطني، وبلا ظهير سياسي يمتلك الخبرة والذكاء، وبلا أفق بعيد. اعتمد على القوة اللحظية العارية، لكنه واجه الحقيقة القاسية: القوة الخفية في المجتمع كانت أكبر من قوته العسكرية.
اليوم، وبعد ما يقارب العامين من الحرب، لم يبقَ لحميدتي سوى أطلال مشروع متهالك، وتحالفات تتآكل، وساحة تتسع لنهاية مأساوية.
فالتاريخ لا يرحم من ظنوا أن البنادق تصنع شرعية، ولا يغفر لمن توهموا أن الدعم الخارجي وحده يمكنهم من حكم الأوطان.
ضياء الدين بلال
إنضم لقناة النيلين على واتساب