عربي21:
2025-02-11@20:16:29 GMT

عندما تترك مذيعة بريطانية بي بي سي للدفاع عن فلسطين

تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT

بين 7 أكتوبر 2023 ــ وأكتوبر 2024 يمر عام على حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة. وبقدر ما خلفته من جرائم ومآسي بقدر ما فضحت وعرت الكيان الصهيوني والمتواطئين والمبررين له خاصة في الإعلام الغربي، وكشفت عن زيف شعاراته وأكاذيب قطاع واسع منه. لكن في المقابل أيقظت المذبحة الصهيونية في غزة وأيضا الضفة الغربية ضمائر إعلاميين في الغرب، أو كشفت الحقائق أمامهم، وأمام العالم، وعززت قناعاتهم وانحيازهم للحق ضد الظلم، رغم تكلفة ذلك سواء من ناحية المسار المهني لهؤلاء وانتقام اللوبي الصهيوني النافذ، أو حتى من حيث تأثير ذلك على مداخيلهم ومستوى معيشتهم.



وفي هذا السياق، وفي موقف يمكن وصفه بـ"التاريخي" بكل ما له من دلالة ورمزية أعلنت المذيعة البريطانية الشابة كاريشما باتيل، التي عملت في هيئة الإذاعة البريطانية طوال الأربع سنوات ونصف الماضية، عن رحيلها عن الهيئة، والتحاقها بمنظمة غير ربحية تسمى المركز الإعلامي البريطاني الفلسطيني، والذي يديره الكاتب والصحافي البريطاني بين وايت، ويحاول إعطاء الصوت الفلسطيني مكانه في الإعلام البريطاني والغربي عموما المنحاز بشكل مفضوح لإسرائيل.

وعلى حسابها على "أكس"، أعلنت كاريشما قرارها وأرفقته بصورة لها في إذاعة بي بي سي 5 لايف، وكتبت: "وداعا لقناة بي بي سي نيوز بعد 4 سنوات ونصف من قراءة الأخبار وإعداد التقارير والإنتاج.. أنا ذاهبة إلى منظمة غير ربحية تسمى المركز الإعلامي البريطاني الفلسطيني، حيث سأكون مسؤولة مشاركة وسائل التواصل الاجتماعي - وأعتني بكل ما يتعلق بصحافة وسائل التواصل الاجتماعي".

وكانت كاريشما، الحاصلة على الماجستير في الفلسفة من جامعة كامبريدج، تعمل كمتخصصة في الشرق الأوسط في راديو 5 لايف في الأشهر الأخيرة. وأكدت على أنها لا تزال "حريصة على مواصلة العمل ورفع مستوى الوعي بالقضايا المتعلقة بغزة".

ولقيت تدوينة كاريشما، تفاعلا كبيرا على "أكس"، فرغم أن عدد متابعيها عند 6500 متابع إلا أن عدد المشاهدات لتدوينتها قاربت النصف مليون، فيما فاقت الإعجابات بها 16 ألف إعجاب.

كما لقي قرارها تغطية لافتة في الصحف البريطانية بشكل يعطي بعدا آخر فعلا لقرار مذيعة شابة صاعدة في "بي بي سي" اختارت أن تترك عن قناعة والتزام هذه المؤسسة الإعلامية الشهيرة، التي يحلم الطامحون لمشوار صحافي كبير بالعمل فيها وحتى بالامتيازات المهنية والمالية المعتبرة التي يمكن الحصول عليها، فيما يعاني قطاع الإعلام عموما هزات ومصاعب مالية كبيرة. في المقابل اختارت هذه المذيعة البريطانية الشابة (من أصول هندية) أن تلتحق بمنظمة غير ربحية تدافع عن الصوت الفلسطيني في الإعلام البريطاني والغربي.

في حقل إعلامي بريطاني وغربي ملغم باللوبي الصهيوني النافذ يثير موقف كاريشما باتيل وبين وايت وغيرهما فعلا الاحترام والتقدير، حيث يمارس اللوبي الصهيوني ضغوطا لإسكات الأصوات الناقدة لإسرائيل في الإعلام الغربي وبطرق مختلف.وقد أسس هذا المركز ويديره البريطاني بين وايت (من مواليد 1983)، وهو كاتب ومحلل باحث في الشؤون الفلسطينية، قام بزيارة فلسطين والكتابة عنها منذ عقدين من الزمن. ونشر مقالات عنها في العديد من الصحف كالغارديان، والإندبندنت. وقد ألف أربعة كتب، بما في ذلك "شقوق في الجدار: ما وراء الفصل العنصري في فلسطين/إسرائيل" (2018)، وهو حاصل على درجة الدكتوراه في الدراسات الفلسطينية من جامعة إكستر البريطانية.

وفي حقل إعلامي بريطاني وغربي ملغم باللوبي الصهيوني النافذ يثير موقف كاريشما باتيل وبين وايت وغيرهما فعلا الاحترام والتقدير، حيث يمارس اللوبي الصهيوني ضغوطا لإسكات الأصوات الناقدة لإسرائيل في الإعلام الغربي وبطرق مختلف.

وهذا ما حدث مثلا في أبريل الماضي عندما اختفت المذيعة البريطانية، سانغيتا مايسكا، من إذاعة LBC البريطانية بعد إجرائها مقابلة ساخنة مع آفي هايمان، المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية حول الهجمات الإيرانية بطائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل، حينها.

ولقيت مايسكا تضامنا لافتا على مواقع التواصل بعد إزاحتها وسط دعوات لمقاطعة الإذاعة، التي وبعد فترة من الصمت ردت ببيان شكرت فيه مايسكا، وأعلنت تعيين المذيعة المليونيرة اليهودية فانيسا فيلتز، مكانها كـ"جزء من تجديد جدول المحطة"، حسب زعمها. وكانت فيتلز تشتغل في قناة “توك تي في” المملوكة لإمبراطور الإعلام روبرت ميردوك، والتي برزت كواحدة من أكثر الأذرع الإعلامية المناصرة لإسرائيل والتي تعرضت فيها الأصوات الفلسطينية أو المناصرة لفلسطين للقمع والتشويه وحتى الطرد. ورغم الأموال التي ضخها فيها ميردوك، إلا أن القناة تسجل خسائر كبيرة، وقد تم تحويلها إلى قناة على الإنترنت فقط!

وكانت فانيسا فيلتز، التي قدرت صحيفة "الصن" ثروتها بـ38 مليون جنيه إسترليني، أكدت بأن "لديها الكثير من الأقارب في إسرائيل". وزعمت المذيعة السابقة في "بي بي سي" في مقال لها بصحيفة "ديلي إكسبريس" اليمينية البريطانية، بأنها "لو بقيت في بي بي سي، لتم فصلها بسبب موقفها الداعم لإسرائيل". وجاء ذلك في سياق مهاجمتها لتغطية "بي بي سي" للحرب الإسرائيلية على غزة، رغم أن القناة وبالعكس متهمة في الحقيقة بالانحياز لإسرائيل، كما وثقته دراسات وتقييمات أكاديمية بريطانية.

وقبل مايسكا كانت المذيعة البريطانية بيل دوناتي، التي اختفت منذ يناير الماضي من قناة "سكاي نيوز" البريطانية بعد مقابلتها الساخنة مع سفير إسرائيل السابق لدى الأمم المتحدة، داني دانون، حيث واجهته فيها بما جاء في مقال مشترك له مع عضو آخر في البرلمان الإسرائيلي، دعيا فيه إلى تهجير الفلسطينيين.

وسألت المذيعة دانون إذا ما كانت دعوته لـ“الهجرة الطوعية” للفلسطينيين من غزة، وحث البلدان في جميع أنحاء العالم على استقبالهم تشبه ما تعرض له اليهود في أوروبا خلال الهولوكوست.

وانفعل دانون ردا على دوناتي، ووصف تعليقاتها بأنها "معادلة مخزية ومعادية للسامية" وأدان المذيعة لمقارنتها المحرقة بالوضع الحالي في غزة.ذ

وسرعان ما تحركت الآلة الإعلامية والدعائية الصهيونية لشن حملة ضد المذيعة والقناة. ولم يكد يمر إلا وقت قصير، حتى قامت قناة “سكاي نيوز” بالاعتذار ببيان بثته على الهواء مباشرة.

ولم تظهر بيل دوناتي منذ ذلك الحين على القناة، كما لم يظهر لها، كذلك أي نشاط على حسابها في منصة "إكس" منذ ذلك الوقت. واللافت أنها كانت تنشر وتعيد نشر منشورات متضامنة مع الفلسطينيين وغزة، وتدين الجيش الإسرائيلي في موقف واضح منها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطيني بريطانيا فلسطين علاقات مواقف إعلاميون مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المذیعة البریطانیة فی الإعلام بی بی سی

إقرأ أيضاً:

إقالة وزير الصحة البريطاني بسبب تعليقات جنسية وعنصرية

وكالات

أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، اليوم الأحد إقالة أندرو جوين وزير الصحة والرعاية الاجتماعية، وتعليق عضويته في حزب العمال الحاكم.

‎وجاءت إقالة وزير الصحة البريطاني عقب الكشف عن “رسائل مسيئة” أرسلها عبر تطبيق واتساب للرسائل بالإضافة إلى تورطه في تعليقات غير ملائمة تجاه بعض الشخصيات السياسية.

‎وأعرب جوين عن ندمه على تعليقاته واعتذاره عن أي إساءة تسبب فيها حيث قال في بيان: “لقد خدمت حزب العمال طوال حياتي، وكان شرفا كبيرا أن يتم تعييني وزيرا من قبل كير ستارمر، أفهم تماما القرارات التي اتخذها رئيس الوزراء والحزب، وعلى الرغم من حزني الشديد على تعليقي، سأدعمهما بأي طريقة ممكنة”.

مقالات مشابهة

  • والدة المذيعة آلاء عبد العزيز تكشف السبب الرئيسي وراء تدهور حالة ابنتها النفسية
  • رمضان 2025| سمية الخشاب تترك الدراما المصرية وتتجه للخليج في "أم 44"
  • جون البريطاني يكشف قصة دخوله الإسلام وزواجه من سعودية .. فيديو
  • مراوغات ميداوي تترك أسئلة النواب البرلمانيين عالقة حول ملفات حارقة
  • سيدة بريطانية مقيمة تعبر عن سعادتها بعد رؤية الشيخ أبو بلال وصديقة .. فيديو
  • إفلاس بريطانية بسبب "جيمس بوند مزيّف"
  • بالصور.. ما الرسائل التي توصلها كتائب القسام خلال تسليم الأسرى؟
  • أم بريطانية تحذّر من أضرار منتجات التجميل للأطفال
  • إقالة وزير الصحة البريطاني بسبب تعليقات جنسية وعنصرية
  • مذيعة مشهورة هتوقع الضيوف.. رامز جلاليستعين بـ إعلامية في رمضان 2025