ويركز العزاوي -في شهادته المتواصلة لبرنامج "شاهد على العصر" الذي يبث على منصة "الجزيرة 360"- على تفاصيل الحرب التي خاضتها بلاده مع إيران، خلال فترة حكم الرئيس الراحل صدام حسين.

بانر شاهد على العصر (الجزيرة)

ويكشف في السياق ذاته أن دخول الحرب كان بقرار من صدام، لأنه تصور حينها أن إيران "اختل توازنها العسكري والاجتماعي والاقتصادي والفكري، بعد أن جاءت إلى السلطة منظومة (المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله خامنئي) التي تختلف عن منظومة الشاه، محمد رضا بهلوي".

وعن سبب استفراد صدام بقرار الحرب، يقول مدير مخابراته في شهادته "صدام دائما يتصرف بناء على قناعته بقدراته الشخصية، وليس بناء على قدرات جيشه". ويرجح أن عمليات التصفية التي وقعت عام 1979 جعلت المسؤولين حول صدام خائفين منه.

وبحسب العزاوي، فقد كانت هناك قناعة دولية بأن الحرب العراقية الإيرانية كان يمكن تفاديها، ويكشف في هذا السياق أن وزير خارجية الاتحاد السوفياتي (1957-1985) أندريه غروميكو أخبره بأن "الحرب كان يمكن تفاديها".

كما يكشف أن غروميكو سأله "لماذا تورطتم في الحرب مع إيران.. نحن دولة كبرى دخلنا خلال العشرينيات في حرب مع إيران دامت 40 سنة، وكانت على تلة.. وقلنا لهم عبر وسيط نتنازل لكم عن التلة ونتوقف عن القتال فرفضوا.. فعناد الإيرانيين معروف".

كما أخبر غروميكو العزاوي -كما يذكر في شهادته- أن الدول الكبرى قررت عدم التدخل في الحرب بين العراق وإيران.

وبشأن مواقف الدول العربية من الحرب بين بغداد وطهران، يتأسف ضيف برنامج "شاهد على العصر" لكون سوريا وليبيا دعمتا إيران خلال الحرب العراقية، ويقول إن الجزائر وقفت "بين وبين"، أي لم تدعم طرفا على حساب الطرف الآخر.

عدد من الجنود الإيرانيين فوق دبابة يبدون سعادتهم بالنصر على القوات العراقية في إحدى جولات الحرب (الفرنسية)

ومن جهة أخرى، يعترف العزاوي بأن العراق تكبّد خسائر كبيرة في حربه مع إيران، لكن صدام الذي "لم يندم مطلقا على دخول الحرب" استمر فيها، لأن الطرف الآخر (إيران) وضع شرطا غير مقبول، إذ "طلب أن يتنحى رئيس الدولة من منصبه، وهو شرط فيه إهانة للدولة العراقية ولرئيسها".

ويتفق العزاوي مع ما ذهب إليه مقدم برنامج "شاهد على العصر" أحمد منصور من أن حسابات القيادة العراقية كانت خاطئة بخصوص الحرب مع إيران، ويقول إن المشاكل بين العراق وإيران كان يمكن حلها عبر التفاوض والاستعانة بمجلس الأمن الدولي وبالأمم المتحدة وبجامعة الدول العربية.

ولفت إلى أن الشيء نفسه حصل في حرب العراق على الكويت، حيث "لم يكن هناك استطلاع أو تخطيط، وكان بالإمكان تفادي الغزو وحل المشكل مع الكويت"، وأكد العزاوي أنه لم يكن راضيا على الغزو.

ويتطرق العزاوي في شهادته أيضا إلى الدور الذي قام به عندما كان سفيرا في نيودلهي وفي موسكو، ويقول في هذا السياق إن "رئيسة وزراء الهند حينها أنديرا غاندي كانت تقدّر العراق، وحلت جزءا من مشكلته خلال الحرب مع إيران".

وخلال عمله سفيرا في موسكو، يقول العزاوي إن صدام قام بتعيينه سفيرا من أجل التعاون في الصناعات الدفاعية.

وعن العلاقة بين حزب البعث العراقي والاتحاد السوفياتي سابقا، يؤكد أن الاتحاد السوفياتي سابقا كحزب شيوعي لم يكن يحب الدولة العراقية خلال حكم البعث.

ويذكر أن وزير خارجية الاتحاد السوفياتي حينها غروميكو عاتبه، لأنه قام بشق الحزب الشيوعي العراقي عن موسكو.

5/10/2024-|آخر تحديث: 5/10/202405:44 م (بتوقيت مكة المكرمة)المزيد من نفس البرنامجالعزاوي: العراق أخطأ بإخراج الخميني والصراع السني الشيعي مؤامرة دوليةplay-arrowمدة الفيديو 02 minutes 14 seconds 02:14فاضل العزاوي: لماذا أسقطت واشنطن نظام صدام لو كان عميلا لـ"سي آي إيه"؟play-arrowمدة الفيديو 01 minutes 20 seconds 01:20مدير المخابرات العراقية الأسبق يكشف تفاصيل دخول الجيش للكويتplay-arrowمدة الفيديو 01 minutes 11 seconds 01:11أبرز ما أدلى به مهاتير محمد بشهادته: لهذا كرهت البريطانيين وعلى الإمارات أن تعيد الأموال التي سرقتها من ماليزياplay-arrowمدة الفيديو 49 minutes 57 seconds 49:57مهاتير محمد: هذه قصة تحول ماليزيا إلى مكب نفايات للدول الغنية وهكذا أوقفت المهزلةplay-arrowمدة الفيديو 45 minutes 00 seconds 45:00مهاتير محمد: هذه حكاية تسليم 4 معارضين للنظام المصريplay-arrowمدة الفيديو 38 minutes 40 seconds 38:40مهاتير محمد: ديننا يلزمنا بالاستعداد للدفاع عن الأمةplay-arrowمدة الفيديو 41 minutes 49 seconds 41:49من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات شاهد على العصر الحرب مع إیران arrowمدة الفیدیو فی شهادته لم یکن

إقرأ أيضاً:

بعد 5 قرون من فصل الدين عن الدولة.. هل استنفدت العلمانية زمنها؟

بانر موازين (الجزيرة)

ووفقا لحلقة "عالم ما بعد الغرب.. هل هو قابل للتحقق؟" من برنامج موازين فإن السنوات القليلة الماضية شهدت حراكا قويا من الصين وروسيا تحديدا دفعت الولايات المتحدة التي تتسيد العالم منذ الحرب العالمية الثانية للحديث عن تخوفاتها من أن تترك فراغا ليحل غيرها فيه.

فخلال القمة التي عقدت في السعودية يوم 16 يوليو/تموز 2022، وضمت الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن بلاده لن تغادر الشرق الأوسط لتخلق فراغا تملؤه الصين أو روسيا أو إيران.

ووفقا لتقرير تم بثه خلال حلقة موازين، فإن هذا الحديث كان إعلانا صريحا عن القلق الأميركي من أن تتحول موازين القوى العالمية في ظل القدرات العسكرية والاقتصادية لدول أخرى تتصدرها الصين.

تحديات وفرص

يقول التقرير إن الصين تشبه في انطلاقتها الحالية الرأسمالية الغربية في بداية نهضتها مما يعزز التوقعات التي تضعها في صدارة الاقتصاديات العالمية بنهاية العقد الحالي، مع طفرة على صعيد التصنيع العسكري تهدد الهيمنة الأميركية المطلقة بل وتضع بكين قبلها في بعض الجوانب، كما تقول إلسا كانيا الباحثة في مركز أبحاث الأمن الأميركي الجديد.

وإلى جانب الصين، تأتي روسيا التي أعلن رئيسها فلاديمير بوتين في يوليو/تموز 2022 إستراتيجية جديدة للبحرية الروسية تقوم على اعتبار نهج الهيمنة الأميركية تحديا للأمن القومي لبلاده، وتؤكد ضرورة وجود عدد كاف من القواعد ونقاط التمركز خارج الحدود مع اعتبار الوجود في البحرين المتوسط والأحمر أمرا مهما للأمن الروسي.

وتعليقا على هذه التحولات، يقول الكاتب والسياسي المغربي الدكتور حسن أوريد (صاحب كتاب أفول الغرب) إن الموضوع تم طرحه بعد الحرب العالمية الأولى وتناولته العديد من الكتب الغربية التي تناولته من ناحية التحديات، مشيرا إلى أنه يرى الأمر مرتبطا بفرص تمتلكها قوى أخرى ذات حضارة كبيرة.

انتهاك الدين والنفعية المادية

أما المفكر اللبناني محمود حيدر، فقال إن العالم يعيش منعطفا عالميا يؤسس لتاريخ جديد، مشيرا إلى أن الغرب يحتل منطقة الجاذبية في هذا المنعطف وأنه إما أن يضمحل وينزوي نجمه كما يقول مفكروه وإما يعيد ترميم نفسه والدخول في الدورة الحضارية الجديدة.

ويرى حيدر أن مشكلة الغرب ليست مادية ولا عسكرية فقط وإنما هي فلسفية تتعلق بعطل تكويني في حضارته تتمثل في الفصل بين الله والعالم، لافتا إلى أن تأليه الإنسان جعله يعتقد بأنه قادر على حل كل مشاكل العالم.

ومن منظور عربي، يقول حيدر إن أفول الغرب يعود أيضا إلى فكرة وجود دورة حضارية حتمية هي التي جعلت الغرب يتمركز في لحظة من التاريخ مسيطرا ومهيمنا على العالم كله حتى وصل إلى مرحلة الإشباع في القدرة والقوة، وهي نفسها التي ستدفع بلاعب جديد نحو المركز.

لكن أوريد يرى أهمية عدم إغفال جانب النفعية في حضارة الغرب التي تجلت في شكل الليبرالية الاقتصادية والتي انتهت كما هو حاصل باستغلال الإنسان للإنسان، مؤكدا أن منظومة الرأسمالية تلعب دورا أساسيا في تراجع الحضارة الغربية، لأنها تقوم أساسا على تسعير كل شيء وتحويل المال إلى غاية في حد ذاته.

هذا الأمر كما يقول أوريد لا بد وأن ينتهي بالحروب أو الشعوبية، مضيفا أن العالم يعيش هذه الحروب وتلك الشعوبية التي عاشها العالم في ثلاثينيات القرن الماضي بسبب تغلب المادية على الأخلاقية حتى إن ديمقراطية الغرب نفسه تعيش أزمة واضحة حاليا كجزء من الانهيار والإخفاق.

مع ذلك، يقول حيدر، إن حضارة الغرب لم تقم على فصل الدين عن الدولة مع إيجاد توازن بين الأمرين ولكنها وصلت إلى مرحلة من التطرف قضت على الإيمان المسيحي تماما.

وقال حيدر إن كل النقلات الحضارية على مدار التاريخ كانت مرتبطة بالدين وإن الغرب ليس استثناء من ذلك، لكنه لفت إلى أن العلمانية الغربية انتهكت الدين بشكل كبير جدا حتى لم تعد لدى الإنسان الغربي ثقافة دينية فعلية لأنه تحول إلى خادم في مصانع الرأسمالية بأشكالها المختلفة.

وخلص حيدر إلى أن أكبر دليل على إلحاح سؤال الدين في الغرب هو اللقاء الذي جرى بين البابا المستقبل بندكت السادس عشر مع الفيلسوف الألماني الشهير هابرماس في محاولة لإيجاد توازن بين الدين والعلمانية في محاولة لترميم الحضارة الغربية ومؤسسات الدولة.

2/10/2024المزيد من نفس البرنامجأساتذة قانون: التاريخ لا يبدأ من 7 أكتوبر وحماس لها حق مقاومة الاحتلال بالسلاحplay-arrowمدة الفيديو 01 minutes 45 seconds 01:45هل تنتقل إسرائيل إلى "ما بعد الصهيونية"؟play-arrowمدة الفيديو 01 minutes 41 seconds 01:41موازين ــ التكافل في زمن الكوارثplay-arrowمدة الفيديو 50 minutes 23 seconds 50:23موازين- الإباضية.. النشأة والأفكارplay-arrowمدة الفيديو 50 minutes 11 seconds 50:11موازين ـ منظومة القضاء في الإسلامplay-arrowمدة الفيديو 50 minutes 33 seconds 50:33موازين- التبشير.. جذوره ومخاطرهplay-arrowمدة الفيديو 51 minutes 41 seconds 51:41موازين- العلاقات السياسية في الإسلام بين الأحكام الشرعية والمتغيرات الدوليةplay-arrowمدة الفيديو 51 minutes 44 seconds 51:44من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • تطورات الحرب في لبنان عبر الخريطة التفاعلية
  • تطورات الوضع في لبنان عسكريا وإنسانيا
  • الأردن.. مظاهرة تطالب بدعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية
  • آفي ديختر يحرض اللبنانيين صراحة على الحرب الأهلية
  • الحسيني المدان بالتعامل مع الموساد ينافس المنجمين
  • عام على طوفان الأقصى
  • كيف تؤثر الانتخابات والحرب بالشرق الأوسط على عرب أميركا؟
  • بعد 5 قرون من فصل الدين عن الدولة.. هل استنفدت العلمانية زمنها؟
  • كيف علق مغردون على عملية يافا؟