شبكة حقوقية تدين الإنتهاكات الحوثية بحق المعلمين وتطالب بصرف مرتباتهم
تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT
طالبت الشبكة اليمنية لروابط الضحايا، بصرف مرتبات المعلمين ومستحقاتهم بشكل منتظم، لضمان استقرارهم المعيشي وتمكينهم من أداء مهامهم التعليمية على أكمل وجه، بالتزامن مع اليوم العالمي ليوم المعلم والذي يصادف الخامس من أكتوبر من كل عام.
وقال بيان صادر عن الشبكة اليمنية لروابط الضحايا: "يحتفل العالم في الخامس من أكتوبر من كل عام باليوم العالمي للمعلم، تقديراً لدوره المحوري في بناء الأمم وتطوير المجتمعات.
وأضاف البيان أنه ومنذ ما يقارب عشر سنوات من الحرب التي تسبب بها إنقلاب جماعة الحوثي على الدولة ومؤسساتها، يعاني المعلم اليمني من أزمة إنسانية متفاقمة، تتمثل في حرمانه من حقوقه المالية والمدنية والسياسية، وتعرضه لمختلف أشكال العنف والانتهاكات، بما في ذلك الاعتقال التعسفي والاختطاف والتهجير القسري.
وأكد البيان، أن الأوضاع المأساوية للمعلمين أدت إلى تدهور حاد في مستوى التعليم في اليمن، وتفشي الجهل والأمية بين صفوف الشباب.
وأدانت الشبكة اليمنية لروابط الضحايا، بشدة جميع أشكال الانتهاكات التي يتعرض لها، خاصة في مناطق سيطرة الحوثيين، مطالبة المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بالتحرك العاجل لإنهاء هذه الانتهاكات، وضمان حصول المعلمين على حقوقهم كاملة غير منقوصة.
ودعا البيان، لتوفير بيئة عمل آمنة للمعلمين، حفاظًا على حياتهم وكرامتهم، ولتشجيعهم على الاستمرار في عملهم، والإفراج الفوري عن جميع المعلمين المعتقلين والمختطفين من سجون الحوثيين وضمان عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات.
كما دعا البيان، لتوفير الدعم اللازم لإعادة تأهيل البنية التحتية التعليمية التي تأثرت بسبب الحرب، والعمل على تطوير المناهج الدراسية بما يتناسب مع احتياجات المجتمع اليمني.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: نقابة المعلمين اليمن مليشيا الحوثي رواتب
إقرأ أيضاً:
المعلم : صانع الحضارة
بقلم : د. غفران إقبال الشمري ..
عندما نقف أمام المهنة التي تشكل نواة الحضارات وركيزة التقدم، نجد أنفسنا أمام المعلم. فهو ليس مجرد موظف يؤدي ساعات عمل محددة، بل هو القلب النابض الذي ينقل العلم، وينير العقول، ويرسم ملامح المستقبل. ورغم هذه الأهمية العظيمة، نجد أن واقع المعلم في كثير من المجتمعات، ومنها مجتمعنا، لا يعكس مكانته الحقيقية فإنه يُعامل وكأنه موظف ثانوي، تُثقل كاهله الروتين الإداري، وتُهمل احتياجاته، وكأننا نسينا أن الحضارات لا تبنى إلا على أكتاف المعلمين.
وعبر التاريخ، كان للمعلم الدور الأبرز في تشكيل الأمم. فكل فكرة عظيمة، وكل اختراع غيّر مجرى البشرية، وكل قائد ألهم التغيير، كان خلفه معلم. إنه الشخص الذي ينقل القيم، ويرسخ المفاهيم، ويعلم الأجيال كيف تفكر، فمن غيره يستطيع أن يغرس الإبداع في عقول الأطفال؟ ومن غيره يمكنه أن يزرع حب المعرفة في قلوب الشباب؟
لكن في عصرنا الحالي، يبدو أن هذه الحقيقة العظيمة قد أصبحت مجرد شعارات تُردد في المناسبات الرسمية. نسمع كلمات مثل “المعلم هو الأساس” و”المعلم يستحق كل تقدير”، ولكن هل تُترجم هذه الشعارات إلى سياسات حقيقية؟
اذاً تكريم المعلم لا يكون بإطلاق الألقاب الرنانة فقط، بل بإحداث تغيير حقيقي في حياته المهنية والمادية والاجتماعية. فكيف يمكن للمعلم أن يؤدي رسالته السامية وهو يعاني من ضغوط اقتصادية؟ كيف له أن يبدع في التعليم وهو يفتقر إلى التدريب المستمر والموارد الحديثة؟
الحلول واضحة، لكنها تتطلب إرادة حقيقية. أولاً، يجب أن يكون هناك استثمار حقيقي في تأهيل المعلمين وتطويرهم. التعليم مهنة متجددة، وما ينقله المعلم اليوم قد يصبح غير ذي صلة غداً. لذلك، يجب أن يُمنح المعلم فرصاً مستمرة للتعلم والتطوير.
ثانياً، لا بد من تحسين الأوضاع المادية للمعلمين. فلا يمكن أن نطالب المعلم بأن يكون قدوة للأجيال وهو يعاني لضمان حياة كريمة لعائلته. فيجب أن تكون رواتب المعلمين على قدر الجهد الذي يبذلونه، وأن تكون هناك حوافز تشجعهم على الإبداع والابتكار.
ثالثًا، يجب أن تُعزز مكانة المعلم في المجتمع. وهذا لا يكون فقط من خلال التشريعات، بل عبر حملات توعية تُعيد للمجتمع احترامه للمعلم. فكما يُقال، “من علمني حرفاً صرت له عبداً”، ولكن في واقعنا اليوم، يبدو أن هذا الاحترام قد تآكل بفعل تغييرات اجتماعية وثقافية.
بدلاً من أن يُعامل المعلم كموظف يؤدي مهام محددة، يجب أن يُنظر إليه كقائد تربوي. فالمعلم ليس مجرد ناقل للمعرفة، بل هو موجه وملهم. ومن أجل تحقيق هذا التحول، لا بد من تغيير النظرة السائدة تجاه التعليم ككل. التعليم ليس خدمة تقدمها الدولة للمواطنين، بل هو استثمار في مستقبل الأمة.
عندما نُمكّن المعلم ونضعه في المكانة التي يستحقها، فإننا نُمكّن المجتمع بأسره. فالطالب الذي يتعلم على يد معلم متمكن ومُلهم، سيكون قادراً على الإبداع والابتكار، وسيكون إضافة حقيقية لمجتمعه.
إلى كل من يملك سلطة التأثير في سياسات التعليم: إن الاستثمار في المعلم هو استثمار في مستقبل الأمة. لا تكتفوا بالشعارات، بل اجعلوا التغيير واقعًا. أعيدوا للمعلم مكانته، وامنحوه الأدوات التي يحتاجها ليؤدي رسالته، فالمعلم ليس مهنة عادية.. إنه صانع حضارات.
بيد إن بناء الحضارات يبدأ من بناء الإنسان، وبناء الإنسان يبدأ من التعليم، والتعليم يبدأ من المعلم. لذا، علينا جميعاً أن ندرك أن النهوض بحال المعلم هو الخطوة الأولى نحو النهوض بالأمة. فإذا أردنا أن نصنع مستقبلاً أفضل، فعلينا أن نعيد النظر في طريقة تعاملنا مع المعلم، ليس كموظف، بل كمهندس للحضارة.