سواليف:
2024-10-05@16:25:53 GMT

المنبطحون للمتغطرسين

تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT

#المنبطحون_للمتغطرسين

د. #هاشم_غرايبه

ثمة برنامج ثقافي غربي يعرض ثقافات وحضارات الشعوب، كان جزء من الحلقة مخصصا لمدينة “دبي”، وقدم لمحة سريعة عن أبرز معالمها الحضارية، والتي في أغلبها أماكن للترفيه والتسوق، الملاحظ احتفاء مبالغا فيه لمسؤولي هذه المدينة بمقدمة البرنامج الشقراء، قد يكون ذلك لأن البرنامج يشكل دعاية سياحية للأوروبيين، لكن ما لا يمكن تقبله الإنسداح المخزي والإحتفاء المبالغ به للأوروبي، وتجلى ذلك عندما أخذها مضيفوها الى مسجد زايد في أبوظبي، والذي أنشئ تجسيدا لمظاهر البذخ والتباهي بالثراء أكثر مما هو كبيت لعبادة الله، بدليل أن الضيفة دخلت بشعرها الأشقر المتطاير حاسرة وبحذائها، فيما جميع النساء الموجودات كن يغطين رؤوسهن، فتساءلت وهي تتصنع البراءة: لماذا تغطية الشعر؟، فأجابتها المضيفة إجابة غبية، فبدت وكأنها تعتذر: إن الله يرى أن جمال المرأة في شعرها، لذلك يريدها أن تخفيه، وتجاهلت الإجابة الحقيقية وهي ان ذلك متطلب ديني، وفي كل الشرائع السماوية.


في المقابل عندما زارت مقدمة البرنامج اليابان، عبرت عن احترامها لمعتقداتهم وتقاليدهم، فعند دخولها المعبد البوذي ارتدت الكيمونو الياباني وربطت شعرها كما يفعلون، ولم تسأل لماذا تفعلون كذلك.
ربما شعر المسلمون جميعا بالإهانة عندما نشرت صورة الأمير تشارلز في الأزهر قبل أن ينصب ملكا، جالسا على كرسي وهو ينتعل حذاءه، فيما الجميع يجلسون على الأرض، لا يمكن أنه لا يعلم أنه لا يجوز دخول المسجد بالأحذية، فبماذا يسمى تصرفه هذا.
بغض النظر عن اقتناع المرء بالدين أو تكذيبه به، فهنالك أصول يجدر مراعاتها، وهي أنه عندما يكون المرء ضيفا يجب عليه احترام ثقافة مضيفيه ومعتقداتهم، فلماذا نشهد الأوروبيين يقفون أمام بوذا بخشوع ويطأطئون رؤوسهم احتراما في معابد البوذيين والهندوس وغيرهم، فيما هم لا يبدون الشيء ذاته تجاه معتقدات المسلمين!؟.
في تايلاند رأيت تمثال بوذا الذي يزن 2 طن من الذهب الخالص، توضع أمامه أصناف الفواكه والأطعمة الفاخرة، كان ثمة آلة لتقشير الأناناس، سألت عنها، قالوا إن بوذا يحب الأناناس!.
الأوروبي المتعالي الذي يعتبر نفسه متنورا ويقول انه لا يؤمن بالخرافات… لماذا يسكت عن ذلك، ولا يندهش مستنكرا كما فعلت تلك الشقراء تجاه تغطية الشعر، فلا يتساءل: هل حقا يتناولها التمثال بعد أن يذهب الناس، أم أن الرهبان هم الذين يأكلونها!؟.
وفي الجوار كشك يبيع للزوار رقائق ذهبية من عيار 24 قيرط كالورق ، يلصقونها على تمثال ذهبي أصغر حجما مقابل التمثال الكبير، لو حُسب مقدار ما يلصق عليه يوميا لزاد حجمه الضعفين في السنة، لكنه يبقى على الدوام لا يزيد ولا ينقص، أليس منطقيا أن الرهبان المؤمنين هم من يسلبون إلههم فيقشرونه أولا بأول؟.
لو سألت شخصا غربيا عن رأيه في العقيدة البوذية، سيقول لك إنها فلسفة راقية تحمل مُثلاً عليا، أما عن رأيه في العقيدة الإسلامية، سيقول لك المسلمون وثنيون وعقيدتهم شريرة، لو سألته هل معلوماتك عن بحث أو تجربة شخصية، سيقول لك لا لكن هذا شيء معروف.
كيف أصبحت هذه هي الصورة الإفتراضية للمسلمين في عيون الغرب؟.
قبل أن يتسرع بعض المغرضين لإحالتها الى الإرهاب الإسلامي، أقول مهلا، فهي موجودة قبل اختراع قصة الإرهاب بألف عام، بل قد تكون هذه الصورة هي التي شكلت ردة الفعل للناقمين والمقهورين فجعلت ردودهم متطرفة.
الظاهرة موجودة قبل المسيحية والإسلام، فظلت منطقة العرب هدفا للبيزنطيين بداية، ثم للرومان من بعدهم، يحتلون أرضهم وينهبون خيراتها، عندما جاء الإسلام ونهض بالعرب، طردوا الرومان، مما دعا هرقل الى القول حزينا يائسا وهو يعود الى موطنه: “سلاما يا سوريا.. لا لقاء بعده”.
لقد كان يعرف حقيقة أن عهد روما قد ولى الى غير رجعة، ويعلم أن الإسلام هو الذي فعل ذلك.. فكيف لا يكره من كان السبب في هذه الهزيمة، لذلك بقى الحقد متأججا على هذه العقيدة التي يوقنون أنها هي التي ارتقت بمعتنقيها فحررتهم من العبودية لهم، وتوارثت أجيال الأوروبيين هذا الحقد الى يومنا هذا.
لذا ترى الغربي يكره الإسلام من غير مبرر ولا سبب يعرفه.. فذلك مترسخ في ذاكرته الجمعية، لذلك يقول عنه ابتداء إنه شرير، ثم يبدأ بالبحث عما يعزز فكرته.

مقالات ذات صلة الأردن وسط طوارئ الحرب 2024/10/05

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: هاشم غرايبه

إقرأ أيضاً:

بعد 22 عامًا انتقم من قاتل والده وتخلص منه بنفس الطريقة

 في قصة انتقام غير متوقعة، أقدم رجل يبلغ من العمر 30 عامًا على دهس قاتل والده في أحد القرى الهندية بعد انتظاره 22 عامًا ليحصل على اللحظة المناسبة ليأخذ بثأر والده.

ووفق لموقع "The Times Of India"،  كان المتهم يبلغ من العمر ثماني سنوات عندما قام رجل بدهس والده حتى الموت بطريقة مماثلة، ونشأ وهو يسمع قصصًا عن قتلة والده حتى وصل لمرحلة الشباب وقرر الانتقام.

ووفقًا لتفاصيل القضية، كان الرجل "ناخات سينج بهاتي"، البالغ من العمر 50 عامًا، يركب دراجته عندما دهسته شاحنة صغيرة بعد ظهر الثلاثاء.

وفي البداية، كان يُعتقد أنها حادثة فقط، لكن تبين أنها جريمة قتل مخطط لها جيدًا، حيث كان المتهم الشاب "جوبال سينغ بهاتي"، ينتظر كل هذه السنوات للانتقام لمقتل والده، والذي قتله "ناخات" في عام 2002، حيث سحقه بشاحنة حتى الموت، وأدين وقتها ناخات وإخوته الأربعة في القضية،  وحُكم عليهم بالسجن سبع سنوات.

وكان جوبال يبلغ من العمر ثماني سنوات فقط عندما قُتل والده، ومنذ ذلك الحين كان ينتظر الانتقام القاسي.

ووقعت الحادثة ظهر يوم الثلاثاء حيث كان يعمل ناخات كحارس أمن في منطقة سكنية، وكان يركب دراجته عندما صدمه جوبال بشاحنة صغيرة،  وحاول جوبال الفرار بعد دهس ناخات لكن رجال الشرطة ألقوا القبض عليه على مسافة قصيرة من الموقع، و تم احتجازه واتهامه بالتسبب في الوفاة بسبب القيادة المتهورة. 

الشرطة تكتشف خطة الثأر 

وقالت الشرطة أنها أظهرت سجلات جوبال المتنقلة أنه كان يتردد على منزل ناخات الأسبوع الماضي، مما يشير إلى أنه قام باستطلاع قبل التخطيط للقتل، كما أن العائلتين والقرى التي تنتميان إليها لها تاريخ طويل من العداوة ، والعداء بين القريتين عميق. 

وأوضحت الشرطة أن سكان هاتين القريتين لا يتحدثون مع بعضهم البعض، وقد بُذلت عدة محاولات للتوصل إلى حل وسط، ولكن دون جدوى.

مقالات مشابهة

  • ماذا يحدث عندما تتلف الألواح الشمسية؟
  • عادل عسوم: إلى أستاذي مع التحية
  • نتنياهو فر للملجأ عندما دوت صفارات الانذار بقيساريا
  • 7 أسرار بسيطة لتناول الطعام على الطريقة المتوسطية
  • بعد 22 عامًا انتقم من قاتل والده وتخلص منه بنفس الطريقة
  • أول تعليق من ماجدة الرومي على الأوضاع في لبنان
  • القادم مخيف عندما ترى العين وتسمع الأذن
  • عجائب حب وإيمان الصحابة لرسول الله
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. حتى في غيابك!