سواليف:
2025-01-30@10:24:53 GMT

المنبطحون للمتغطرسين

تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT

#المنبطحون_للمتغطرسين

د. #هاشم_غرايبه

ثمة برنامج ثقافي غربي يعرض ثقافات وحضارات الشعوب، كان جزء من الحلقة مخصصا لمدينة “دبي”، وقدم لمحة سريعة عن أبرز معالمها الحضارية، والتي في أغلبها أماكن للترفيه والتسوق، الملاحظ احتفاء مبالغا فيه لمسؤولي هذه المدينة بمقدمة البرنامج الشقراء، قد يكون ذلك لأن البرنامج يشكل دعاية سياحية للأوروبيين، لكن ما لا يمكن تقبله الإنسداح المخزي والإحتفاء المبالغ به للأوروبي، وتجلى ذلك عندما أخذها مضيفوها الى مسجد زايد في أبوظبي، والذي أنشئ تجسيدا لمظاهر البذخ والتباهي بالثراء أكثر مما هو كبيت لعبادة الله، بدليل أن الضيفة دخلت بشعرها الأشقر المتطاير حاسرة وبحذائها، فيما جميع النساء الموجودات كن يغطين رؤوسهن، فتساءلت وهي تتصنع البراءة: لماذا تغطية الشعر؟، فأجابتها المضيفة إجابة غبية، فبدت وكأنها تعتذر: إن الله يرى أن جمال المرأة في شعرها، لذلك يريدها أن تخفيه، وتجاهلت الإجابة الحقيقية وهي ان ذلك متطلب ديني، وفي كل الشرائع السماوية.


في المقابل عندما زارت مقدمة البرنامج اليابان، عبرت عن احترامها لمعتقداتهم وتقاليدهم، فعند دخولها المعبد البوذي ارتدت الكيمونو الياباني وربطت شعرها كما يفعلون، ولم تسأل لماذا تفعلون كذلك.
ربما شعر المسلمون جميعا بالإهانة عندما نشرت صورة الأمير تشارلز في الأزهر قبل أن ينصب ملكا، جالسا على كرسي وهو ينتعل حذاءه، فيما الجميع يجلسون على الأرض، لا يمكن أنه لا يعلم أنه لا يجوز دخول المسجد بالأحذية، فبماذا يسمى تصرفه هذا.
بغض النظر عن اقتناع المرء بالدين أو تكذيبه به، فهنالك أصول يجدر مراعاتها، وهي أنه عندما يكون المرء ضيفا يجب عليه احترام ثقافة مضيفيه ومعتقداتهم، فلماذا نشهد الأوروبيين يقفون أمام بوذا بخشوع ويطأطئون رؤوسهم احتراما في معابد البوذيين والهندوس وغيرهم، فيما هم لا يبدون الشيء ذاته تجاه معتقدات المسلمين!؟.
في تايلاند رأيت تمثال بوذا الذي يزن 2 طن من الذهب الخالص، توضع أمامه أصناف الفواكه والأطعمة الفاخرة، كان ثمة آلة لتقشير الأناناس، سألت عنها، قالوا إن بوذا يحب الأناناس!.
الأوروبي المتعالي الذي يعتبر نفسه متنورا ويقول انه لا يؤمن بالخرافات… لماذا يسكت عن ذلك، ولا يندهش مستنكرا كما فعلت تلك الشقراء تجاه تغطية الشعر، فلا يتساءل: هل حقا يتناولها التمثال بعد أن يذهب الناس، أم أن الرهبان هم الذين يأكلونها!؟.
وفي الجوار كشك يبيع للزوار رقائق ذهبية من عيار 24 قيرط كالورق ، يلصقونها على تمثال ذهبي أصغر حجما مقابل التمثال الكبير، لو حُسب مقدار ما يلصق عليه يوميا لزاد حجمه الضعفين في السنة، لكنه يبقى على الدوام لا يزيد ولا ينقص، أليس منطقيا أن الرهبان المؤمنين هم من يسلبون إلههم فيقشرونه أولا بأول؟.
لو سألت شخصا غربيا عن رأيه في العقيدة البوذية، سيقول لك إنها فلسفة راقية تحمل مُثلاً عليا، أما عن رأيه في العقيدة الإسلامية، سيقول لك المسلمون وثنيون وعقيدتهم شريرة، لو سألته هل معلوماتك عن بحث أو تجربة شخصية، سيقول لك لا لكن هذا شيء معروف.
كيف أصبحت هذه هي الصورة الإفتراضية للمسلمين في عيون الغرب؟.
قبل أن يتسرع بعض المغرضين لإحالتها الى الإرهاب الإسلامي، أقول مهلا، فهي موجودة قبل اختراع قصة الإرهاب بألف عام، بل قد تكون هذه الصورة هي التي شكلت ردة الفعل للناقمين والمقهورين فجعلت ردودهم متطرفة.
الظاهرة موجودة قبل المسيحية والإسلام، فظلت منطقة العرب هدفا للبيزنطيين بداية، ثم للرومان من بعدهم، يحتلون أرضهم وينهبون خيراتها، عندما جاء الإسلام ونهض بالعرب، طردوا الرومان، مما دعا هرقل الى القول حزينا يائسا وهو يعود الى موطنه: “سلاما يا سوريا.. لا لقاء بعده”.
لقد كان يعرف حقيقة أن عهد روما قد ولى الى غير رجعة، ويعلم أن الإسلام هو الذي فعل ذلك.. فكيف لا يكره من كان السبب في هذه الهزيمة، لذلك بقى الحقد متأججا على هذه العقيدة التي يوقنون أنها هي التي ارتقت بمعتنقيها فحررتهم من العبودية لهم، وتوارثت أجيال الأوروبيين هذا الحقد الى يومنا هذا.
لذا ترى الغربي يكره الإسلام من غير مبرر ولا سبب يعرفه.. فذلك مترسخ في ذاكرته الجمعية، لذلك يقول عنه ابتداء إنه شرير، ثم يبدأ بالبحث عما يعزز فكرته.

مقالات ذات صلة الأردن وسط طوارئ الحرب 2024/10/05

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: هاشم غرايبه

إقرأ أيضاً:

ما هو "تأثير الحرباء" وأسبابه؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

لا يعرف الكثير من الناس بمصطلح “تأثير الحرباء” رغم أنه ظاهرة نفسية واجتماعية منتشرة وتشير إلى الميل الطبيعي وغير الواعي لدى الناس لتقليد أو محاكاة سلوكيات وحركات وتعبيرات وجه أو حتى نبرة صوت الآخرين الذين يتفاعلون معهم، ويعتبر هذا التقليد شكلاً من أشكال التكيف الاجتماعي الذي يعزز العلاقات الاجتماعية ويساعد في بناء شعور بالانسجام والتفاهم بين الأفراد ووفقا لموقع Psychology today توضح “البوابة نيوز” أسبابه وتأثيره.

 

أسباب تأثير الحرباء:
ظاهرة نفسية واجتماعية طبيعية، ويحدث بشكل لا إرادي في معظم الأحيان. ومن أسبابه:

*الرغبة في الانتماء الاجتماعي:
نحن كائنات اجتماعية بطبيعتنا، ولدينا رغبة قوية في الاندماج مع المجموعات، وتقليد الآخرين يعزز شعورنا بأننا جزء من هذه المجموعة، مما يُشعرنا بالقبول والراحة.
عندما نتصرف بطريقة مشابهة للآخرين، فإنهم يشعرون بالألفة تجاهنا، مما يسهل بناء العلاقات.

*التعاطف والإحساس بالآخرين:
تقليد سلوكيات الآخرين يعكس تعاطفنا معهم. عندما نقلد شخصاً ما، فإننا نحاول بشكل غير واعي فهم مشاعره أو التوافق مع حالته النفسية.

هذا النوع من التقليد يمكن أن يعزز الشعور بالترابط، حيث يشعر الآخر بأننا نفهمه ونشاركه مشاعره.

*الاستجابة اللاواعية:
العقل البشري مجهز بطريقة تجعلنا نقلد سلوك الآخرين بشكل فوري ودون تفكير، والخلايا العصبية المرآتية في الدماغ تلعب دوراً رئيسياً في هذا التقليد.

عندما نرى شخصاً يبتسم، على سبيل المثال، فإن أدمغتنا تحفزنا على الابتسام كرد فعل طبيعي.
*التعلم من البيئة:
التقليد هو جزء من عملية التعلم، خصوصاً في المراحل الأولى من حياتنا، نحن نراقب من حولنا ونتعلم كيفية التصرف في مواقف معينة من خلال تقليدهم.
حتى في مرحلة البلوغ، يمكن أن يكون التقليد وسيلة لفهم الأعراف الاجتماعية أو التكيف مع بيئات جديدة.
*الحد من التوتر في المواقف الاجتماعية
عندما نشعر بعدم اليقين أو القلق في موقف اجتماعي، قد نقوم بتقليد الآخرين بشكل لا واعي كوسيلة للتأقلم وتقليل التوتر.
هل تأثير الحرباء صحي أم غير صحي
إيجابيات تأثير الحرباء:
*تعزيز العلاقات الاجتماعية:
التقليد اللاواعي يعزز الروابط الاجتماعية ويساعد على بناء علاقات إيجابية بين الأفراد.

يجعل الآخرين يشعرون بأنهم مفهومون ومقبولون.
*تقليل الصراعات:
عندما يقلد الشخص الآخر، فإنه يقلل من احتمالية ظهور خلافات أو صراعات لأنه يتبنى نمطاً مشابهاً للطرف الآخر.
*تحسين التواصل:
التقليد يمكن أن يساعد في تحسين التفاهم، خاصة عندما يتعلق الأمر باللغات غير اللفظية مثل تعابير الوجه وحركات الجسد.
 

سلبيات تأثير الحرباء:
فقدان الهوية الشخصية:
إذا كان الشخص يعتمد كثيراً على تقليد الآخرين، فقد يفقد قدرته على التعبير عن نفسه بطريقة أصيلة وفريدة.
السلوك السلبي:
إذا كان الشخص يقلّد أفراداً لديهم عادات أو سلوكيات سلبية (مثل التدخين، أو العدوانية)، فقد يتبنى هذه السلوكيات دون وعي.
الإرهاق النفسي:
التقليد المتكرر قد يؤدي إلى الإرهاق، خاصة إذا كان الشخص يشعر بأنه مضطر لتغيير سلوكه بشكل مستمر ليلائم الآخرين.
الضغط الاجتماعي:
الرغبة في التكيف مع المجموعة قد تجعل الشخص يتجاهل رغباته أو احتياجاته الخاصة.
كيفية التعامل مع تأثير الحرباء
الوعي الذاتي:
إدراك متى وأين تحدث عملية التقليد يمكن أن يساعد في التوازن بين الانسجام الاجتماعي والحفاظ على الهوية الشخصية.
تحديد الحدود الشخصية:
من المهم ألا يتم التضحية بالقيم أو الاحتياجات الشخصية من أجل التكيف مع الآخرين.
اختيار القدوة بحذر:
تقليد الأشخاص الإيجابيين يمكن أن يكون مفيداً، ولكن من الضروري الابتعاد عن تقليد السلوكيات الضارة.
التعبير عن الذات:
الحفاظ على الأصالة والتعبير عن الشخصية بشكل فريد يساعد في تقليل الاعتماد على تأثير الحرباء بشكل مفرط.
باختصار، تأثير الحرباء ظاهرة طبيعية وصحية في كثير من الأحيان، لكنها قد تصبح سلبية إذا تجاوزت الحدود وأثرت على الهوية الشخصية أو قادت إلى سلوكيات ضارة. المفتاح هو تحقيق التوازن بين الانسجام مع الآخرين والمحافظة على الأصالة الشخصية.

مقالات مشابهة

  • الغرابلي: الدولة تنتهي عندما يصبح صوت الخونة أعلى من الشرفاء
  • انتحار العقل التقليدي و هزيمة الميليشيا
  • «السيتي» يحافظ على آماله في «أبطال أوروبا»
  • فيديو مرعب.. ميت يفتح عينيه أثناء تشييع جنازته
  • مقتل 18 شخصاً جرَّاء تحطم طائرة في جنوب السودان
  • ما هو "تأثير الحرباء" وأسبابه؟
  • عندما تسحرك الطبيعة فتعيش أجوائها
  • لماذا قد يتطلب فيلم السيرة الذاتية لمايكل جاكسون إعادة التصوير؟ إليكم ما نعرفه عن المشروع
  • كل عام والأمة الإسلامية ليست بخير!
  • عبد الرحمن يوسف.. صورة من بعيد!