بغداد اليوم - متابعة

أعرب الفرنسي بول بوجبا، نجم وسط يوفنتوس، عن سعادته بعد قرار محكمة التحكيم الرياضية بتقليص فترة الإيقاف التي تعرض لها بسبب تعاطي المنشطات.   

وكانت محكمة مكافحة المنشطات، أوقفت بوجبا في 11 أيلول 2023، وفي 6 تشرين الأول الماضي تأكدت إيجابية التحليل المضاد، قبل أن يتم استبعاده لـ 4 سنوات في شباط من العام الجاري.

وأصدرت المحكمة قرارا بتخفيض العقوبة من 4 سنوات إلى 18 شهرا، ليصبح قادرا على بدء التدرب مع الفريق في كانون الثاني 2025، والمشاركة في المباريات بداية من مارس المقبل.

وقال بوجبا في تصريحات نقلتها شبكة "سكاي سبورت إيطاليا": "انتهى الكابوس أخيرا، بعد قرار محكمة التحكيم. أتطلع إلى اليوم الذي أستطيع فيه ملاحقة أحلامي مرة أخرى".

وأضاف "لقد أكدت دائما أنني لم أخالف أبدا قواعد الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات عن عمد عندما تناولت مكملا غذائيا وصفه لي طبيب، والذي لا يؤثر على أدائي الرياضي أو يعززه".

وتابع الفرنسي "ألعب بنزاهة، رغم أنه يجب أن أقبل أن هذه جريمة تستوجب المسؤولية الصارمة. أود التعبير عن شكري لقضاة محكمة التحكيم الذين قبلوا تفسيري. لقد كانت فترة مؤلمة للغاية في حياتي؛ حيث تم تعليق كل ما فعلته حتى تلك النقطة".

وأتم "شكرا لكم مرة أخرى على كل الحب والدعم، ولا أستطيع الانتظار للعودة إلى الملعب".

المصدر: وكالة بغداد اليوم

إقرأ أيضاً:

تطبيع الجريمة الإسرائيلية في غزة

في 17 تشرين أول/أكتوبر 2023 قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي – بقصف جوي – مئات المرضى والأهالي النازحين الذين كانوا يحتمون بساحات المستشفى المعمداني في غزة. نالت الجريمة قدراً كبيراً من الغضب العالمي والاحتجاج، رغم تبني الغرب الرسمي الرواية الإسرائيلية بتحميل المقاومة الفلسطينية مسؤولية الجريمة. وفي 13 نيسان/أبريل الحالي قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي المستشفى نفسه، ودمرت عدة أقسام فيه، وأخرجته عن الخدمة، غير أن الجريمة – هذه المرة – مرت مرور الكرام، إن جاز أن نصف الجرائم بالكرم.

هناك عوامل عدة أدت إلى عدم تفاعل الرأي العام الدولي مع الجريمة الثانية، بعد تفاعله مع الجريمة الأولى، وبالطبع فإن من ضمن تلك العوامل حجم الضحايا في القصف الأول، غير أن هناك عاملاً مهماً ينبغي الالتفات إليه، وهذا العامل يتعلق بالطبيعة البشرية التي يمكن أن تألف الأحداث وتتعايش معها، وهذا ما يدركه المجرمون الذين يعولون على اعتياد الناس للجرائم، وإلفهم لها، وتعايشهم معها، مع مرور الوقت، الأمر الذي جعل استهداف منشأة مدنية أمراً يمكن تقبله، بسبب «إلف النفوس»، حسب تعبير ابن حجر العسقلاني الذي قال إن «النفوس تألف ما تكرر عليها، فإن كان خيرًا ألفته، وإن كان شرًا لم تستنكره».

إنه التعود، تطبيع الجريمة، «تبلد الإحساس»، وغيرها من كلمات مفتاحية فيما يخص التعامل مع الأخبار التي تصلنا من قطاع غزة الذي لا تتوقف الحرب الإسرائيلية عليه إلا لتبدأ، والذي لم تعد إسرائيل تخفي حقيقة بنك أهدافها فيه، وهي الأهداف التي تدور حول استنساخ تجارب 1948 في التطهير العرقي، كهدف أساسي، يتسنى لإسرائيل وداعميها – من خلاله – التخلص من هذا الصداع الذي روي عن إسحاق رابين مرة أمنيته أن يصحو يوماً ليجد غزة قد ابتلعها البحر.

خفت حدة المظاهرات المنددة بالجريمة الإسرائيلية في غزة إذن، لم تعد المظاهرات بذلك الزخم، لأسباب عدة، من أهمها «تطبيع الجريمة»
خلال عام تقريباً كانت المظاهرات لا تتوقف في مدن وعواصم العالم: ومن لندن لباريس لبرلين ونيويورك وواشنطن ومدن في أمريكا اللاتينية إلى استراليا وآسيا وأفريقيا، كانت حركات الاحتجاج تتسع، إلى أن بلغت الحرب الإسرائيلية ذروتها باستهداف لبنان، وما حدث من تراشق إسرائيلي إيراني مباشر، أو من خلال ميليشيات طهران، الأمر الذي جعل إسرائيل تبدو ضحية لعدة قوى تريد «محوها من الخارطة»، حينها بدأ العد التنازلي لحجم المظاهرات وحركات الاحتجاج، مع الإيهام بوقف الحرب، واعتياد الناس لحجم الجريمة، بمرور الوقت.

خفت حدة المظاهرات المنددة بالجريمة الإسرائيلية في غزة إذن، لم تعد المظاهرات بذلك الزخم، لأسباب عدة، من أهمها «تطبيع الجريمة»، هذا التطبيع الناشئ عن تكرار المشاهد الإجرامية، بشكل مستمر، الأمر الذي سوغ التعايش معها، إذ لم يعد الإحساس بها بالقدر ذاته من التوهج، حيث إن الإحساس بالجريمة كغيره من الأحاسيس يضعف بعوامل عدة، منها تغير التصورات والأفكار والقناعات، نتيجة للضخ الإعلامي والدعاية المضادة، ومنها تقلب الأهواء والأمزجة الذي يلعب دوراً في تغير درجات الإحساس بالجريمة، وكذا توالي الأحداث، وانتقال دائرة الاهتمام الإعلامي والسياسي من بلد إلى آخر، دون إغفال عامل الزمن ودوره في برود الحس أو خفوت توهجه، مع ما يمكن أن يصاحب العوامل المذكورة من تبلد في المشاعر والأحاسيس، ينتهي إلى التطبيع والتعايش ليس مع المجرم وحسب، ولكن مع الجريمة ذاتها.

في بداية الحرب الإسرائيلية على غزة كان كثير من أعضاء الكنيست الإسرائيلي والوزراء والقادة العسكريين والسياسيين يصرحون ويتصرفون تصرف من لا يهتم بالرأي العام العالمي، كما أنهم أبدوا قدراً كبيراً من الاستخفاف بالأمم المتحدة، وكانوا يؤكدون على أن مصلحة إسرائيل فوق القانون الدولي، وأن المنظومة الدولية برمتها تسير في اتجاه معادٍ للسامية، لمجرد أنها تدين جرائم جيش الاحتلال، وكانت التصريحات والتصرفات الإسرائيلية تصب في مجرى المحاولات المبرمجة لإعادة صياغة الوعي، وإعادة تعريف النظم والقوانين والمبادئ.

وقد بنيت الاستراتيجية الإسرائيلية – في هذا الشأن – على أساس أن التوجهات الدولية تتغير، حسب مجريات الأحداث، وعلى اعتبار أن القوة يمكن أن تعيد تعريف القيم، وأن المصالح والمنافع تعيد صياغة القوانين والاتفاقيات، وأن ـ وهذا مهم ـ ذاكرة الشعوب مثقوبة، سريعاً ما تتسرب منها الأحداث والتواريخ والتعاليم والوصايا، وأن ـ وهذا هو الأهم ـ الناس يتعودون على مشاهد القتل ويألفونها، ومن ثم تتضاءل نسبة تفاعلهم معها، أو استبشاعهم لها، مع مرور الوقت.



وبعد – بل وخلال – قرابة 18 شهراً من الضخ الإعلامي لمشاهد الدمار والقتل والتهجير والتطهير وغيرها من الجرائم التي تمارسها إسرائيل ضد سكان قطاع غزة، تشكل مسار سلبي في التعاطي الجماهيري مع الجريمة، مسار ميّز تعاطي كثيرين ملّوا رؤية مناظر الدم، وتعللوا بأنهم لم يعودوا يحتملون ذلك، وأنه ليس في يدهم شيء يفعلونه، وأن الأمر أكبر من قدراتهم، فانصرفوا لمشاهدة ما يبهج من أخبار تعيد لهم التوازن النفسي، وتبعث على البهجة، بدلاً من الاهتمام بمشاهد القتل والدمار التي تسبب الحزن والاكتئاب.

ومع الوقت أصبح كثيرون لا يبالون بما يجري من جرائم بشعة في غزة، حيث لم تعد الجريمة تحرك فيهم ساكناً، بعد طول فترتها وتكرار مشاهدها، وهي حالة من «التبلد العاطفي» أصابت كثيرين، بفعل تكرار مشاهد الجريمة، ومراكمة حالات الإحباط واليأس، والشعور بالعجز.

كان الفقهاء المسلمون يتحدثون عن «إلف المنكر»، وهي حالة شعورية يتعايش فيها الإنسان مع الذنوب والجرائم، حتى يصبح «المنكر (الجريمة) معروفاً والمعروف (الاحتجاج ضدها) منكراً»، حسب الحديث النبوي، ذلك أن الجرائم «إذا توالت وكثُرت مباشرتها، أنِستْ بها النفوس، وإذا أنست بها النفوس قلّ أن تتأثر بها»، حسب تعبير أبي الحسن الزيات الذي أشار إلى «تأنُّس القلب» بالمنكرات، وهذا ما يبدو أنه الوصف الذي ينطبق على تعاطي الرأي العام العربي والإسلامي والدولي، إزاء واحدة من أبشع الجرائم في التاريخ البشري.

المصدر: القدس العربي

مقالات مشابهة

  • تطبيع الجريمة الإسرائيلية في غزة
  • وزير الخارجية الفرنسي يصل الكويت اليوم
  • هاجر الشرنوبي: «لا أقبل أن أكون زوجة ثانية»
  • تحديد موعد جلسة استماع لرمضان صبحي مع المنظمة الدولية لمكافحة المنشطات
  • إعلامي شهير ينتقد التحكيم بشدة بعد فوز برشلونة على مايوركا
  • وزير المالية الإسرائيلي: لن أقبل إدخال مساعدات إلى قطاع غزة
  • أزمة المنشطات.. رمضان صبحي مُهدّد بالغياب أمام الزمالك في نهائي كأس مصر
  • غليان ضد قيس سعيد.. الثورة الجديدة وترتيبات اليوم التالي في تونس
  • تغييرات غير مسبوقة في الليغا لتحسين التحكيم باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يقتحم عالم التحكيم