استهدف طواقم الإسعاف.. القصف الإسرائيلي يوقف العمل بمستشفيات لبنانية
تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT
بيروت– لم تسلم بعض المستشفيات الحكومية ومعها طواقم الإسعاف من الاستهداف الإسرائيلي المباشر في ظل تصاعد العدوان والقصف المستمر على قرى الجنوب اللبناني، مما أجبر إدارات مستشفيات مرجعيون، وميس الجبل، وبنت جبيل الحكومية على إغلاق أبوابها مؤقتا، وإجلاء المرضى والجرحى، وهو ما أخرجها بالكامل عن الخدمة.
يأتي هذا التدهور في ظل الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية الطبية جراء اشتداد المواجهات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل في الجنوب، واستهداف المستشفيات وطواقم الإسعاف معا، في حين تواجه المستشفيات الأخرى في لبنان تحديات كبيرة تشمل نقص الأدوية والمعدات الطبية، والضغط المتزايد بسبب ارتفاع أعداد النازحين والجرحى.
وتعرض -أمس الجمعة- حرم محيط مستشفى "الشهيد صلاح غندور" في بنت جبيل لقصف مدفعي إسرائيلي بـ4 قذائف، مما أسفر عن إصابة 15 فردا من الطاقم الطبي والتمريضي، وتم نقل المصابين إلى مستشفيات مجاورة لتلقي العلاج بواسطة فرق الصليب الأحمر، ليخرج عن الخدمة.
وفي حادثة أخرى، استهدفت مسيرة إسرائيلية ظهر الجمعة طاقم إسعاف الهيئة الصحية الإسلامية قرب مستشفى مرجعيون الحكومي، مما أدى إلى استشهاد 7 أفراد وإصابة 5 آخرين، وتتقاطع هذه الاستهدافات مع سياسة ضرب المنظومة الطبية واستهداف الأطقم الصحية.
بيان لوزارة الصحة اللبنانية تؤكد فيه تكثيف قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاتها على المسعفين والمراكز الصحية، ووقوع أضرار كبيرة في مستشفى المرتضى في بعلبك مما أدى إلى خروج المستشفى عن الخدمة مؤقتاً جراء القصف. pic.twitter.com/4mggKmTZ8n
— AJ+ عربي (@ajplusarabi) September 30, 2024
إخلاء مؤقتوأوضح مدير مستشفى مرجعيون الحكومي في جنوب لبنان الطبيب مؤنس كلاكش، للجزيرة نت، أنهم قرروا إخلاء المستشفى مؤقتا حفاظا على أرواح الموظفين والفرق الطبية والتمريضية، وذلك بعد استهداف المسعفين بشكل مباشر من قبل العدو الإسرائيلي، بشكل متكرر.
وفي حديثه عن تفاصيل عمل المستشفى منذ بداية الحرب الإسرائيلية على لبنان قبل عام، قال كلاكش "منذ بداية العدوان، قام المستشفى بواجبه على أكمل وجه، وقدم الرعاية اللازمة للجرحى والمرضى".
وأوضح أنه "رغم الصعوبات التي واجهناها، مثل نقص الإمكانيات المادية واللوازم الطبية والتمريضية، تمكنا من تجاوز هذه المرحلة بصبر حتى يوم الجمعة الماضي، حين تم استهداف الطواقم الإسعافية التي كانت تنقل الجرحى والمرضى. وبسبب هذا الاستهداف، لم نعد قادرين على استقبال أو نقل أي مصاب".
وأضاف "منذ 72 ساعة لم يصلنا أي جريح أو مريض بسبب استهداف الطواقم الإسعافية بشكل مباشر من قبل العدو الإسرائيلي. وقبل ظهر أمس الجمعة، تعرضت ساحة المستشفى، وتحديدا المدخل الرئيسي للقصف، مما أسفر عن استشهاد 7 أفراد وإصابة 5 آخرين من الطاقم الصحي، وتم نقل الجرحى إلى مستشفى النبطية، في حين تم توزيع الفريق الطبي على مستشفيات المنطقة".
وعلى إثر ذلك، وحرصا على سلامة الموظفين والفرق الطبية، قررت إدارة مستشفى مرجعيون الإخلاء المؤقت، حتى تتضح الأمور ويعود الأمن إلى المنطقة، بحسب مدير المستشفى الذي وعد بإعادة فتحه في أقرب فرصة ممكنة.
في هذه الأثناء، أوضح كلاكش أنه تم نقل الجرحى إلى مستشفيات النبطية، وتم توزيع الطاقم الطبي على مستشفيات المنطقة ليستمروا في أداء رسالتهم الإنسانية في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها لبنان.
وبحسب أحدث الإحصاءات الصادرة عن وزارة الصحة اللبنانية، بلغ عدد الشهداء من العاملين في القطاع الصحي 102، إضافة إلى إصابة 225 آخرين. وفي الأيام الثلاثة الأخيرة من الحرب وحدها، استشهد أكثر من 40 عاملا من فرق الإسعاف والإطفاء، في حين أُصيب 188 آخرون، وتعرض 45 مركزا صحيا لأضرار جسيمة.
تحديات الرعاية الطبيةبالمقابل، أوضحت الدكتورة سماح البيطار، رئيسة مجلس إدارة ومدير عام مستشفى حاصبيا الحكومي، للجزيرة نت أن المستشفى يواجه تحديات كبيرة في ظل الظروف الراهنة، لكنه لا يزال يعمل بجهد لخدمة المرضى.
وأشارت البيطار إلى أن جميع أقسام المستشفى ما زالت مفتوحة وتستقبل المرضى، منهم النازحون الذين يحتاجون إلى غسل الكلى، إلى جانب الحالات المرضية العادية. ورغم ذلك، فإن أعداد الجرحى والشهداء تتزايد يوميا، مما يزيد الضغط على المستشفى.
وأضافت أن المستشفى يعاني من نقص في أدوية العلاج الكيميائي، حيث كان يتم توفيرها من مركز النبطية التابع لوزارة الصحة اللبنانية، والذي تم إغلاقه. وتعمل إدارة المستشفى على التواصل مع وزارة الصحة لإيجاد حلول بديلة، ولكن لم يتم تأمين الأدوية حتى الآن. كما أن الإمدادات الضرورية، منها الأدوية والأكسجين، لا تصل بانتظام، مما يفاقم الوضع.
وأوضحت أن المستشفى يعتمد حاليا على المواد والأدوية التي تم شراؤها وتخزينها مسبقا تحسبا للأزمة، لكنها لن تكون كافية للصمود لفترة طويلة دون تجديد الإمدادات. وفي ظل هذه الظروف، يضطر المستشفى لإرسال موظفين إلى بيروت لجلب المواد الضرورية، رغم المخاطر التي يواجهونها في الطريق.
ولفتت إلى أن بعض الأطباء غير قادرين على الوصول إلى المستشفى بسبب الظروف الأمنية، لكن فريق الأطباء من البلدة مستمر في تقديم الرعاية للمرضى، وأكدت أن الطاقم التمريضي والإداري يواصل عمله بشكل كامل رغم التحديات.
واختتمت البيطار حديثها بالإشارة إلى انقطاع المياه واضطرار المستشفى لشرائها عبر الصهاريج، إلى جانب انقطاع الهاتف الأرضي والإنترنت، ورغم كل هذه التحديات، فإن المستشفى يواصل العمل من أجل خدمة المرضى، مع الأمل في الحصول على دعم إضافي لضمان استمرارية العمل في ظل إغلاق عدد من المستشفيات المجاورة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
الصحة: فرق الحوكمة يتفقد 589 منشأة صحية خلال النصف الأول من شهر رمضان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلنت وزارة الصحة والسكان، قيام فرق الحوكمة والمراجعة الداخلية، بتنفيذ مرور صباحي ومسائي على المستشفيات والوحدات الصحية، ومراكز الرعاية الأولية، بدء من شهر رمضان الكريم، تنفيذا لتوجيهات الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان.
تأتي حملات المرور، في إطار العمل على تقديم خدمات طبية للمواطنين ذات جودة خلال شهر رمضان، والتأكد من انتظام سير العمل، وسعيا نحو التواصل المباشر مع المواطنين، ورفع كفاءة المنشآت الطبية، واتخاذ إجراءات تصحيحية فورية على رأس العمل.
وقال الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إن المرور بدأ خلال الفترة من 2 مارس 2025 حتى 14 مارس 2025، وشمل 589 منشأة صحية، منها 152 مستشفى، و437 وحدة صحية ومركز طبي، بهدف رصد أي قصور في مستوى الخدمة الطبية، واتخاذ الإجراءات الفورية، واتمام الإجراءات التصحيحية على رأس العمل.
وأشار المتحدث الرسمي، إلى أن المرور على محافظة القاهرة، شمل مستشفى السلام التخصصي، حيث تبين أثناء المرور عدم توافر جداول تنظيمية للأطباء الأخصائيين والنواب في بعض الأقسام، وتم تفعيلها خلال الزيارة، كما لوحظ وجود حالات انتظار بغرفة الإنعاش القلبي الرئوي، رغم توفر أسرة شاغرة بوحدة الرعاية، وبالتنسيق مع استشاري الرعاية، تم تسكين حالتين من الحالات الموجودة بالاستقبال.
واستكمل «عبدالغفار» أن الفريق استكمل جولته في محافظة القاهرة بالمرور على عيادات «معاً» وتلاحظ وجود عطل بجهاز الأوتوكلاف بقسم التعقيم، وتم إصلاحه من قبل الشركة أثناء المرور، كما تفقد الفريق «مركز المحروسة للرعاية الصحية الأولية» وتبين عدم تفعيل غرفة متابعة الأطفال، وتم تفعيلها من قبل إدارة الأمومة والطفولة.
ولفت «عبدالغفار» إلى أن مرور الفريق على محافظة البحيرة استهدف مستشفى إيتاي البارود، وخلال المرور تم استكمال تجهيز عربة الطوارئ في غرفة CPR، من خلال توفير CVC أطفال أثناء المرور، كما تفقد الفريق مستشفى الرحمانية المركزي، وأثناء المرور تلاحظ عدم تطابق حضور التمريض مع الجدول المعتمد، وتم التوجيه بضرورة تطابق الجدول مع التواجد الفعلي للتمريض.
وأضاف «عبدالغفار» أن الفريق استكمل جولته في محافظة البحيرة بالمرور على مستشفى «دمنهور التعليمي» وتلاحظ زيادة نسب الغياب بين الفريق الطبي بأقسام (أخصائي الأطفال المبتسرين، وقسم الكلى) أثناء وقت العمل، وتم تحويل المتغيبين للشؤون القانونية فورًا، كما تم المرور على مستشفى «المحمودية» وتوريد النواقص من بعض أصناف الأدوية أثناء المرور.
وأشار إلى أن الفريق استكمل جولته في محافظة البحيرة بالمرور على «وحدة فرهاش الصحية» وخلال المرور تبين تعطل الميكروسكوب الخاص بمعمل الوحدة منذ شهر، بالإضافة وجود خلل في أسطوانة أكسجين الطوارئ رغم امتلائها، وتم التواصل مع مدير الإدارة الصحية، بحوش عيسى، وتم تشغيل الأسطوانة وإصلاح الميكروسكوب فقط، كما تفقد الفريق «وحدة شابور الصحية» وتم تغيير أسطوانات الأكسجين الفارغة بالطوارئ.
وأوضح «عبدالغفار» أن مرور الفريق على محافظة القليوبية تضمن مستشفى «حميات بنها» وتم اكتشاف تسريب في خط الهواء داخل وحدة الرعاية، وتم استدعاء مسئول الصيانة وإبلاغ مسئول شركة الغازات لسرعة الإصلاح على رأس العمل، كما تفقد الفريق مستشفى «التأمين الصحي ببنها» وخلال التفقد تم رصد حالة تحتاج إلى جلسة غسيل كلوي بالرعاية، وتم تكليف مشرفة الرعاية باستدعاء طبيب الكلى وتمريض الكلى لبدء الجلسة أثناء المرور.
واستكمل «عبدالغفار» بأنه بالمرور على مستشفى «بنها التعليمي» تبين عدم وجود دفتر تسليم وتسلم لعهدة المخدرات، بالإضافة إلى وجود مستلزمات طبية داخلها (قسطرة مركزية، شكاكات سكر، علبة جوانتي)، كما وجد ملف مريض ولم يتم تسليمه لغرفة السجلات الطبية، وتم تحرير محضر إثبات حالة وتحويل المقصرين للتحقيق.
واستطرد أنه بمرور الفريق على محافظة سوهاج تفقد الفريق مستشفى حميات سوهاج وتلاحظ خلال المرور أن بطارية جهاز الصدمات في الاستقبال معطلة، وتم إحضار جهاز صدمات بديل من مستشفى آخر على رأس العمل.
وذكر المتحدث الرسمي أن تم تشكيل الفرق من الإدارة العامة للحوكمة والمراجعة الداخلية بالوزارة، ومديريات الشئون الصحية من جميع المحافظات، وبمشاركة القطاعات المعنية، لاتخاذ إجراءات فورية لتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين.