وصفت منظمة هيومن رايتس ووتش٬ و62 منظمة حقوقية معنية بحقوق اللاجئين٬ أن النظام التونسي ينتهك حقوق المهاجرين وطالبي اللجوء واللاجئين في تونس، وخاصة أولئك ذوي البشرة السوداء، في ظل غياب نظام لجوء فعال في البلاد.

وقالت المنظمات في بيانها المشترك٬ إنه إلى جانب قيام النظام التونسي بحملة مستمرة على المجتمع المدني واستقلال القضاء ووسائل الإعلام، يتعذر اعتبار تونس مكانًا آمنًا لإنزال الأفراد الذين يتم اعتراضهم أو إنقاذهم في البحر.

كما أن غياب نظام لتحديد الجنسيات أو تقييم احتياجات الحماية للمهاجرين بشكل عادل وفردي يزيد من تفاقم الوضع.

وأكدت أن التعاون بين الاتحاد الأوروبي مع تونس فيما يتعلق بمراقبة الهجرة، بما في ذلك الاعتماد على إنزال الأشخاص الذين يتم إنقاذهم في البحر في تونس، على غرار التعاون السابق مع ليبيا، يساهم في استمرار انتهاكات حقوق الإنسان في المنطقة.

ووفقا للمنظمات فإن السياسات الأوروبية التي تركز على نقل إدارة الحدود إلى تونس تدعم السلطات الأمنية المسؤولة عن ارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان. كما تُعيق هذه السياسات حق الأفراد في مغادرة أي دولة وطلب اللجوء، وتُبقي اللاجئين والمهاجرين في بلدان تتعرض فيها حقوقهم للخطر.

بالإضافة إلى ذلك، قد يشكل إنزال المهاجرين في تونس خطراً على حياتهم، حيث يزيد من احتمال تعرضهم للطرد الجماعي إلى ليبيا أو الجزائر، مما يشكل انتهاكاً لمبدأ عدم الإعادة القسرية.


الاتحاد الأوروبي شريك
ويذكر أنه في 19 حزيران/ يونيو الماضي٬ تم إنشاء "منطقة البحث والإنقاذ التونسية" بدعم من "المفوضية الأوروبية"٬ مما أدى إلى تحويلها إلى أداة لانتهاك حقوق الإنسان بدلاً من حماية سلامة المهاجرين في البحر.

وقال البيان إن تعاون الاتحاد الأوروبي مع تونس على غرار التعاون مع ليبيا، قد يؤدي إلى تطبيع الانتهاكات ضد الباحثين عن الحماية ويضر بمصداقية نظام البحث والإنقاذ الدولي، حيث يُستخدم لأغراض مراقبة الهجرة بدلاً من حماية الأرواح.

ودعت المنظمات في بيانها الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء بإنهاء تعاونهم في مراقبة الهجرة مع السلطات التونسية المتورطة في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان سواء في البحر أو داخل تونس.

كما طالبتها بالتوقف عن توجيهات إنزال المهاجرين من قبل منظمات البحث والإنقاذ والسفن التجارية في تونس بشكل فوري، حيث لا يعتبر هذا البلد آمناً لإنزال الأفراد الذين يتم اعتراضهم أو إنقاذهم في البحر.

أوروبا تمول الانتهاكات
على الرغم من الانتهاكات الموثقة لحقوق الإنسان من قبل السلطات التونسية، قام الاتحاد الأوروبي بزيادة دعمهم لإدارة الرئيس التونسي قيس سعيد. في مذكرة تفاهم موقعة في تموز/ يوليو 2023.


  وتعهد فيها الاتحاد الأوروبي بتقديم مليار يورو لتونس، بما في ذلك 105 ملايين يورو مخصصة لإدارة الحدود والهجرة، بهدف منع عمليات الهجرة البحرية نحو أوروبا، حتى لأولئك المحتاجين إلى الحماية. ومع إطلاق منطقة بحث وإنقاذ تونسية، تلبي الحكومة التونسية أهدافا طالما سعى إليها الاتحاد الأوروبي.

ورغم أن هذه الخطوة تعتبر رسمياً تعزيزاً لمسؤولية تونس في حماية الأرواح في البحر، فإن الحقيقة تشير إلى أن "مراكز تنسيق الإنقاذ الأوروبية" ستحول الآن القوارب المعرضة للخطر ضمن منطقة الإنقاذ التونسية إلى مركز التنسيق التونسي، مما يدعم انسحاب الأطراف الأوروبية الفاعلة لصالح جهات ذات سجل ضعيف في مجال حقوق الإنسان.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية اللاجئين التونسي الاتحاد الأوروبي قيس سعيد تونس الاتحاد الأوروبي البحر المتوسط اللاجئين قيس سعيد المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاتحاد الأوروبی حقوق الإنسان فی البحر فی تونس

إقرأ أيضاً:

الحوثيون يعلنون استهداف سفينة تركية بالبحر الأحمر.. بماذا ردت الشركة؟ (شاهد)

أعلن المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي اليمنية، العميد يحيى سريع، الثلاثاء، أن الجماعة شنت هجوماً صاروخياً على سفينة تركية في البحر الأحمر، دون تحديد التاريخ أو التوقيت.

 وأوضح سريع أن الحوثيين استهدفوا السفينة "أناضولو إس" بعدد من الصواريخ الباليستية والبحرية، مؤكداً أن الإصابة كانت دقيقة ومباشرة.

بيان القوات المسلحة اليمنية بشأن استهداف سفينة "Anadolu S" في البحر الأحمر بعدد من الصواريخ الباليستية والبحرية المناسبة، وذلك لعدم استجابتها لتحذيرات القوات البحرية ولانتهاك الشركة المالكة لها قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة. pic.twitter.com/MXbfx1CgMQ — العميد يحيى سريع (@army21ye) November 19, 2024
وبحسب المعلومات التي تم الحصول عليها، فإن سفينة الشحن التي ترفع علم بنما واسمها "أناضولو إس"، تتبع شركة "أوراس للشحن" ومقرها مدينة إسطنبول في تركيا.

وأشار مركز المعلومات البحرية المشترك في تقريره الصادر أمس الاثنين، إلى أن السفينة تلقت نداء من سلطة يمنية في الأحد الماضي، وأُمرت بتغيير مسارها إلى الشمال، لكنها لم تمتثل وواصلت مسارها.

وأضاف التقرير أن ضابط أمن الشركة أفاد بأن صاروخاً سقط على بعد نحو 3 أمتار من مؤخرة السفينة.


الشركة ترد
وبحسب الصحف التركية فلم يصب أي من طاقم السفينة التي تحمل الطعام الجاف٬ والتي يتكون طاقمها 22 فردا بينهم 10 أتراك.

في بيان حول الهجوم، قال رئيس مجلس إدارة أوراس للشحن القبطان صالح زكي تشاكير: "لا توجد مشكلة في الوقت الحالي. وإن القبطان يحاول الابتعاد عن المنطقة الخطرة".

وأشار تشاكير إلى أن ميناء وجهة السفينة المغادرة من مدينة بورسعيد في مصر هو ميناء قاسم في باكستان وهي حاليا تواصل طريقها الطبيعي.

تصعيد مستمر
ويأتي هذا التصعيد في إطار سلسلة من العمليات العسكرية التي تنفذها جماعة الحوثيين، إذ أعلنت أمس الاثنين عن عملية نوعية استهدفت مواقع عسكرية وحيوية في منطقتي يافا وعسقلان جنوب فلسطين المحتلة، وذلك بعد يوم واحد من إعلانها عن هجوم على هدف حيوي إسرائيلي في منطقة أم الرشراش بجنوب فلسطين المحتلة.

في نهاية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أعلن زعيم جماعة الحوثيين، عبد الملك الحوثي، أن الجماعة استهدفت حتى الآن 202 سفينة مرتبطة بالمصالح الإسرائيلية والأميركية والبريطانية.


ومنذ تشرين الثاني/ نوفمبر العام الماضي، كثفت جماعة الحوثيين هجماتها على المصالح الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكذلك في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي.

 ورغم تعرض مواقع تابعة للجماعة لسلسلة من الغارات الأميركية والبريطانية منذ كانون الثاني/ يناير الماضي، وأخرى إسرائيلية بدأت في تموز/ يوليو الماضي، لم تتوقف الجماعة عن تنفيذ هجماتها المسلحة في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • أنقرة تندد باستهداف الحوثيين سفينة تركية بالبحر الأحمر
  • تقديم 109 آلاف خدمة طبية ضمن مبادرة «بداية جديدة» بالبحر الأحمر
  • مصر.. كيف يؤثر “مشروع القانون الجديد” على اللاجئين؟
  • «الاتحاد» لحقوق الإنسان: الإمارات تتميز بدعم حقوق الطفل
  • اليعقوبي يطالب بتدخل عاجل لإنقاذ الكرة التونسية
  • الحوثيون يعلنون استهداف سفينة تركية بالبحر الأحمر.. بماذا ردت الشركة؟ (شاهد)
  • منظمة حقوقية تتهم العراق بتنفيذ إعدامات غير قانونية بناء على محاكمات جائرة
  • انطلاق أول دورة تدريبية لتعليم لغة الإشارة للعاملين بالقطاع الصحي بالبحر الأحمر
  • دورة تدريبية لتعليم لغة الإشارة للعاملين بالمنظومة الصحية بالبحر الأحمر
  • المرشدين السياحيين بالبحر الأحمر: رأس شيطان ضمن أفضل 10 مناطق للغطس في العالم