طبول الحرب تقرع| ترامب يحرض إسرائيل على “ضرب” المنشآت النووية الإيرانية.. والحوثيون يعتزمون مهاجمة المصالح الأمريكية والبريطانية في المنطقة
تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال المرشح الجمهوري المحتمل للبيت الأبيض دونالد ترامب إنه يعتقد أن إسرائيل يجب أن تضرب المنشآت النووية الإيرانية ردا على الهجمات الصاروخية الأخيرة التي شنتها طهران على القواعد العسكرية الإسرائيلية.
وأشار ترامب، خلال حديثه في فعالية انتخابية بولاية كارولينا الشمالية، إلى سؤال وجه إلى الرئيس الديمقراطي جو بايدن هذا الأسبوع حول إمكانية استهداف إسرائيل للبرنامج النووي الإيراني حيث قال إنه لا ينبغي أن تستهدف المنشآت النووية وكان ينبغي عليه أن يطالب بضرب الأسلحة النووية أولاً، والقلق بشأن الباقي لاحقًا مشددا على أن بايدن مخطئ حيث أن الأسلحة النووية أكبر خطر يواجه أمريكا.
والأربعاء عبر بايدن عن معارضته شن ضربات إسرائيلية على منشآت نووية إيرانية، غداة إطلاق إيران حوالى 200 صاروخ على إسرائيل.
وقال بايدن للصحافة ردا على سؤال عن دعمه المحتمل لتحرك كهذا من جانب إسرائيل، “الجواب هو لا”.
وأضاف “نحن السبعة متفقون على أن للإسرائيليين الحق في الرد، لكن يجب أن يردوا في شكل متناسب”، في إشارة الى قادة مجموعة السبع.
وعما إذا حاولت إسرائيل التدخل في الانتخابات الرئاسية للولايات المتحدة من خلال تجاهل التوصيات الأمريكية في الشرق الأوسط، قال بايدن: “لا توجد إدارة (أمريكية) ساعدت إسرائيل أكثر مني. أعتقد أنه يجب عليه (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو) أن يتذكر ذلك. لا أعرف ما إذا كان يحاول التأثير على الانتخابات، لكني لا أتوقع ذلك”.
كان ترامب قد التزم حتى الآن الصمت بشأن التصعيد الأخير في الشرق الأوسط واكتفى بإصدار بيان لاذع في بداية الأسبوع محملا بايدن ونائبته كامالا هاريس مسؤولية انفجار التوترات.
والثلاثاء، أعلنت إيران أنها أطلقت عشرات الصواريخ على إسرائيل ما تسبب في إصابات بشرية وأضرار مادية وإغلاق المجال الجوي، فيما هرع ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ بينما دوت صفارات الإنذار في كامل البلاد.
وجاء الهجوم ردا على اغتيال إسرائيل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بطهران نهاية يوليو الماضي، والأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله، والقائد بالحرس الثوري عباس نيلفروشان بالضاحية الجنوبية لبيروت في 27 سبتمبر الماضي، وفق بيان للحرس الثوري الإيراني.
وتعهد قادة إسرائيل العسكريون والسياسيون برد عسكري كبير على الهجوم الصاروخي الإيراني، دون تحديد موعد لذلك، فيما طالب بعضهم بمهاجمة المنشآت النووية والنفطية في إيران.
فيما توعدت إيران، إسرائيل بأنها سترد بضرب “بنيتها التحتية بشكل واسع وشامل” حال ردت على هجومها الانتقامي.
وبموازاة إبادة جماعية يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بقطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، صعّد عملياته فيما ضاعف المستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية؛ ما أدى إلى استشهاد 741 فلسطينيا، بينهم 160 طفلا، وإصابة نحو 6 آلاف و200 واعتقال حوالي 11 ألفا، وفق مصادر رسمية فلسطينية.
وفي غزة، تواصل إسرائيل الإبادة الجماعية بدعم أمريكي كامل، ما أدى إلى سقوط أكثر من 138 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، مع فقدان أكثر من 10 آلاف شخص، وسط دمار واسع ومجاعة متفاقمة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم.
الحوثي يقرر مهاجمة المصالح الأمريكية والبريطانية في المنطقة
وفي أعقاب سلسلة عمليات نفذتها جماعة الحوثي في عمق الكيان الإسرائيلي، شن الطيران الأميركي - البريطاني، سلسلة غارات استهدفت ثلاث محافظات يمنية.
وأكدت مصادر حوثية في صنعاء أن الطيران الأمريكي البريطاني استهدف معسكر الصيانة في منطقة الحصبة في العاصمة، بأربع غارات لم ينجم عنها أي أضرار.
كما استهدفت الغارات مدينة الحديدة الساحلية غرب البلاد؛ وقال مصدر حوثي محلي مطلع، لصحيفة «الأخبار» اللبنانية، إن الطيران الأمريكي البريطاني استهدف منطقة الكثيب بأربع غارات، ومطار الحديدة بثلاث غارات.
وكانت منطقة الجبانة في المدينة نفسها قد تعرضت لهجوم مماثل بغارتين فجر أمس، فيما ذكر ناشطون محليون في محافظة ذمار جنوب صنعاء، أن الغارات استهدف جنوب مدينة ذمار بغارة جوية.
واعتبر مصدر في حكومة الحوثي في صنعاء أن الاعتداء الأخير، الذي تعرض له مقرات الجماعة، يأتي في إطار الإسناد الأميركي – البريطاني للكيان الإسرائيلي، وتوعد برد مناسب على هذه الاعتداءات، مؤكداً أن الغارات لن توقف عمليات الإسناد اليمنية لقطاع غزة ولبنان، ولن تضعف عزم اليمنيين على مناصرة الشعبين الفلسطيني واللبناني.
وفي هذا الإطار، هددت قوات صنعاء باستهداف المصالح الأميركية والبريطانية في المنطقة، وقال المتحدث باسمها، العميد يحيى سريع، إن استمرار الدعم الأميركي والبريطاني للعدو الإسرائيلي، يضع المصالح الأميركية والبريطانية في المنطقة تحت دائرة النار، وإن قوات صنعاء لن تتردّد في توسيع عملياتها العسكرية ضد الكيان ومن يقف خلفه حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة، ووقف العدوان على لبنان.
ووفقا للمصادر التي تحدثت للصحيفة، فأن قوات الحوثي شرعت في إعادة تحديث بنك الأهداف التابع لها، وضمّنته أهدافاً عسكرية أميركية وبريطانية في المنطقة. وبحسب المصادر، فإن استهداف المصالح الأميركية والبريطانية في المنطقة لا يقتصر على الجوانب العسكرية.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد أعلنت تعزيز قواتها في المنطقة بالآلاف من العناصر خلال الأيام القليلة الماضية، وقالت مصادر يمنية، إن القوات الأميركية في المنطقة لن تكون آمنة في حال توسع نطاق الصراع، وتسخير واشنطن كل إمكاناتها لمصلحة الكيان والدفاع عنه.
وأضافت المصادر أن استهداف المصالح الأميركية والبريطانية في المنطقة أمر وارد وقابل للتنفيذ، في ظل إمعان الدولتين في إسناد الكيان ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني، واستمرار استهداف اليمن من قبل الطيران الأميركي والبريطاني.
من جهتهم، أكد مراقبون في صنعاء أن توسّع نطاق الصراع في المنطقة سيدفع محور المقاومة إلى استخدام إمدادات النفط الخام كسلاح ضدّ العدوّ الأميركي. وتزامنت التهديدات، مع نشر «الإعلام الحربي» التابع لجماعة الحوثي مشاهد لاستهداف السفينة النفطية البريطانية «كورديليا مون» بزورق مسيّر في البحر الأحمر.
صفقة مع حزب الله
في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، نقلا عن رسالة نقلت إلى عائلات الأسرى، بأن هناك تقديرات تفيد بانتهاء القتال في على الجبهواللبنانية خلال 2 أو3 أسابيع.
وأوضحت القناة 12 الإسرائيلية، نقلا مسؤول إسرائيلي مطلع على المفاوضات والرسالة التي نقلت إلى عائلات الأسرى: "تشير التقديرات إلى أن القتال في الشمال سينتهي خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، والطموح للتوصل إلى تسوية في الشمال والدخول في صفقة".
وأضافت: "لا شك أن الكثير من الأمور قد تتغير، لكن الهدف هو التوصل إلى تهدئة في كل من الشمال والجنوب، بالإضافة إلى إبرام صفقة لتبادل الأسرى".
وأشارت القناة 12 الإسرائيلية إلى "تراجع اهتمام وزراء الحكومة بقضية الأسرى منذ بدء القتال في الشمال بشكل ملحوظ".
كما لفتت إلى أنه "تم إلغاء اجتماعين بالفعل مع عائلات الأسرى، ولم يستجب رئيس الوزراء نتنياهو لطلبهم بالاجتماع لأكثر من أسبوعين، كما تجنب وزراء آخرون الاجتماع ولم يجروا اتصالات معهم، وهو أمر كان سيحدث حتى من قبل التصعيد في الشمال".
ولا تزال عائلات الأسرى تضغط على نتنياهو، منتقدة بشدة استراتيجيته، موضحة أنه يطيل الحرب من أجل البقاء في منصبه، كما طالبت بصفقة تبادل على الفور.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل ضرب المنشآت النووية الإيرانية القواعد العسكرية الإسرائيلية جو بايدن إيران الشرق الأوسط المنشآت النوویة عائلات الأسرى فی الشمال
إقرأ أيضاً:
رئيس يشغل العالم.. "ترامب 2025" عاصفة التغيير ومستقبل أمريكا.. السياسة الخارجية الأمريكية تواجه تحديات المشروع النووي الإيراني.. وتعهدات بإنهاء الحرب في أوكرانيا وحل النزاعات الإقليمية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق واشنطن وطهران.. السياسة الخارجية الأمريكية تواجه تحديات المشروع النووى الإيرانى
ستكون إيران إحدى المشكلات المعقدة التي سيواجهها الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب عندما يتولى منصبه، فهي على أعتاب أن تصبحقوة نووية، وبرنامجها القوي للصواريخ الباليستية يستمر في التقدم،وتعتبر الولايات المتحدة العقبة الرئيسية أمام سيطرتها على الشرقالأوسط، فكيف سيتعامل ترامب مع هذه المسألة؟
ووفقًا لمجلس العلاقات الخارجية، فالإجابة عن هذا السؤال سهلة، لأنترامب كان ثابتًا في خططه، فسيعود إلى سياسة "أقصى الضغوط" التي انتهجها في إدارته الأولى، وكانت هذه السياسة تهدف إلى الضغطعلى إيران من خلال توسيع العقوبات الاقتصادية ضدها، وزيادة تنفيذالعقوبات المقررة بالفعل.
وكان الهدف من ذلك ليس تغيير النظام، بل إجبار طهران على الحد منبرامجها النووية والصاروخية الباليستية وكبح دعمها للميليشيات الإقليميةالتي كانت تشكل ما يُسمى بمحور المقاومة.
وأضاف مجلس العلاقات الخارجية أن سياسة الضغط الأقصى كانت قدأثقلت كاهل الاقتصاد الإيراني، لكن فشلت في إجبار طهران علىالجلوس إلى طاولة المفاوضات، وعلى الرغم من أن اقتصادها قد تعثرواحتياطياتها الأجنبية تناقصت، فإن إيران استمرت في برامجها النوويةوالصاروخية الباليستية، وزادت من دعمها لعملائها الإقليميين، بلوأطلقت هجومًا صاروخيًا على قاعدة أمريكية في العراق عام ٢٠٢٠.
وتساءل المجلس: «هل كانت سياسة الضغط الأقصى ستنجح لو استمرتإدارة بايدن في تطبيقها؟ يعتقد ترامب أن ذلك كان سيحدث، لكن هذاأمر يظل للنقاش بين المؤرخين والأنصار، السؤال الآن هو: هل ستنجحسياسة أقصى الضغوط في السياق الجيوسياسي الحالي المختلفتمامًا؟».
وأضاف أن الدليل على ذلك مختلط، فالحروب التي خاضتها إسرائيلضد حماس وحزب الله، وسقوط نظام الأسد في سوريا، قد أضعفتموقف إيران في المنطقة، كما أن عملاءها أصبحوا أقل وأضعف مماكانوا عليه قبل ستة أشهر فقط.
علاوةً على ذلك، دمرت الغارات الجوية الإسرائيلية في أكتوبر معظمالدفاعات الجوية الإيرانية، مما جعلها عرضة لمزيد من الهجماتالعسكرية، وقد تكون هذه الضعف، بالإضافة إلى أزماتها الاقتصاديةوالاضطرابات الداخلية، هي السبب في تصريح وزير الخارجية الإيرانياليوم بأن إيران تتطلع لاستئناف محادثات نووية.
لكن من ناحية أخرى، تتطلب سياسة أقصى الضغوط وقتًا لتؤتي ثمارها. وقد يكون الوقت ضيقًا، على الأقل عندما يتعلق الأمر ببرنامج إيرانالنووي، فقد كثفت إيران جهود تخصيب اليورانيوم بعد أن أنهت إدارةترامب الاتفاق النووي لعام ٢٠١٥ الذي تفاوضت عليه إدارة الرئيسالأمريكي السابق، أوباما، ووفقًا لأغلب التقديرات، يمكن لإيران الآن بناءعدد صغير من الأسلحة النووية في غضون أسابيع من قرارها تجاوزالعتبة النووية.
وأيضًا، ستعمل القوى الكبرى الأخرى على تقويض سياسة أقصىالضغوط. فقد تجنبت الصين وروسيا أو تجاهلتا العقوبات الأمريكيةوالمتعددة الأطراف المفروضة على إيران، ومن غير المرجح أن تمتثلا لهاالآن، ما لم يحصلا على شيء مهم من الولايات المتحدة في المقابل.
وقد لا يكون ترامب مستعدًا أو قادرًا على تقديم هذا العرض المغري. إذااعتقدت طهران أن بكين وموسكو تقفان إلى جانبها، تصبح المقاومةاستراتيجية أكثر قابلية للتطبيق، وقد تستخدم طهران حتى المفاوضاتكوسيلة لكسب الوقت لتسوية نقاط ضعفها.
حتى إذا دخلت إيران في مفاوضات بحسن نية، فإن جهود ترامب قدتعثر عند تحديد ماهية الصفقة المناسبة، فالتنوع الأيديولوجي في فريقه،الذي يتألف من متشددين وأنصار أمريكا أولًا، يجعل من المحتمل أنيناقشوا ما يجب أن تتنازل عنه طهران لجعل الصفقة جديرة بالاهتمام. قد يؤدي هذا الانقسام الداخلي إلى تعثر الجهود في التوصل إلى اتفاق.
وأشار المجلس إلى أن كل هذا يثير السؤال: ماذا يحدث إذا لم تبدأالمحادثات أو، وهو أمر أكثر احتمالًا، فشلت إذا بدأت؟ قد تتصاعدالدعوات إلى الولايات المتحدة لضرب المواقع النووية الإيرانية إذا لم تُسفرسياسة أقصى الضغوط عن نتائج سريعة. من المرجح أن يسمع ترامبأيضًا دعوات بأن يشجع إسرائيل على مهاجمة إيران، على الرغم من أنإسرائيل تفتقر إلى القدرة على تدمير المنشآت النووية الإيرانية تحتالأرض.
وستكون طهران في خضم تقييم استعداد ترامب لاستخدام القوةالعسكرية، فضلًا عن قدرات إسرائيل العسكرية، أثناء تفكيرها فيالمفاوضات. يعلم القادة الإيرانيون أنه أمر بقتل قاسم سليماني في عام٢٠٢٠، وتحدث في حملته الانتخابية عن تفجير إيران إلى أشلاء، وقال إنعلى إسرائيل ضرب المواقع النووية الإيرانية، لكنهم يعلمون أيضًا أنه كانقد حمل لواء الحروب الأمريكية اللامتناهية في الشرق الأوسط في حملتهالانتخابية، مُعتبرًا نفسه الرئيس الوحيد منذ ٧٢ عامًا الذي لم يدخل فيحروب، كما يتعين عليهم تقييم ما إذا كانت محاولات وكلاء إيرانيينلاغتيال ترامب، وهو أمر نفوا حدوثه، قد تؤثر على تفكيره حول الخياراتالعسكرية.
إن اللجوء إلى القوة العسكرية، سواء من خلال هجوم أمريكي مباشر أوبتشجيع إسرائيل على الهجوم، سيكون رهانًا كبيرًا، قد ينجح نجاحًاباهرًا ويتسبب في دخول المنطقة في حقبة جديدة أكثر سلامًا. أو، مثلغزو العراق، قد يفتح صندوق بندورا من المشكلات التي ستظل تلاحقالمنطقة والولايات المتحدة لسنوات، ولكن، ومن المهم دائمًا أن نضع فياعتبارنا، أن السماح لإيران بمواصلة برامجها النووية والصاروخيةالباليستية بينما تعيد بناء محور مقاومتها له تكاليف خاصة به.
ويشتهر ترامب بهجماته العدوانية وغير اللائقة على خصومه السياسيين،لذا من الجدير بالذكر تعليقاته المحترمة بشأن وفاة الرئيس الأسبق جيميكارتر، حيث نشر ترامب أولًا امتنانًا لخدمة كارتر وأعرب عن تعازيه لعائلةكارتر.
وفي الوقت نفسه، شهد مؤيدو ترامب حربًا داخلية صغيرة خلال عطلةنهاية الأسبوع حول ما إذا كان يجب إنهاء برنامج تأشيرات «H-١B». وهو التصنيف الهجري الذي يسمح لأصحاب العمل الذين يعلنون أنهمغير قادرين على شغل المناصب المتخصصة بالعمال الأمريكيين بتوظيفالعمال الأجانب بدلًا من ذلك.
وقاد إلون ماسك جوقة من يفضلون استمرار البرنامج؛ بينما قاد ستيفبانون جوقة المعارضين، وفي النهاية، تدخل ترامب مؤيدًا لموقف ماسك،قائلًا إن تأشيرات «H-١B» برنامج عظيم، وأن ممتلكاته تعتمد علىالعديد من تأشيرات «H-١B» للعمل.
ومع ذلك، من غير المحتمل أن يكون ترامب قد استخدم تأشيرات«H-١B» بشكل كبير في مسيرته التجارية، التي هي مخصصة للعمالذوي المهارات العالية، وقد يكون قد خلط بينها وبين تأشيرات «H-٢B» التي تسمح للعمال الأجانب غير المهرة بالعمل في الولايات المتحدة بشكلقانوني.
وعلى أي حال، لم يدافع ترامب دائمًا عن برنامج تأشيرات «H-١B»،حيث تعهد في عام ٢٠١٦ بإجراء إصلاحات أو حتى إنهاء البرنامج. وقدحاول لكنه فشل خلال فترته الأولى. وعند الضغط عليه بشأن التناقضفي آرائه، قال ترامب: «لم أغير رأيي».
وعلق ترامب على منشور لرجل الأعمال التكنولوجي مارك أندريسن، الذيأبدى إعجابه بمخطط يظهر أن التعريفات الجمركية كانت المصدرالرئيسي لإيرادات الحكومة الفيدرالية ثم أصبحت جزءًا ضئيلًا منها،وصرح الرئيس أن الأمريكيين لم يكونوا أغنى من أي وقت مضى عندماكانت التعريفات الجمركية هي السائدة.
وفي هذا، قالت ألينا بولياكوفا لمجلة فورين أفيرز، أنه يجب على ترامبأولًا زيادة الضغط على روسيا إذا كان يأمل في التوصل إلى اتفاق معفلاديمير بوتين بشأن أوكرانيا.
وأضافت: «قال ترامب إنه يهدف إلى التوصل إلى اتفاق مع بوتين، وهومحق في رغبتها في إحضار السلام المستدام في حرب كلفت مئاتالآلاف من الأرواح وزعزعت الاستقرار الجيوسياسي في جميع أنحاءالعالم، ولكن لتحقيق هذا الهدف، سيتعين على إدارته أولًا إقناع الروسبالجلوس إلى طاولة المفاوضات».
سياسة حادة.. التهديد بزيادة التعريفة الجمركية يطول الصين
اشتهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بسياساته الحادة تجاه الصين خلال فترة ولايته الأولى، التي تميزت بحرب تجارية غير مسبوقة وضغوط على بكين في قضايا استراتيجية وتقنية.
ومع توليه دورة ثانية، تثار التساؤلات حول كيف يمكن أن يتعامل ترامب مع الصين إذا عاد إلى البيت الأبيض. تشير التوقعات إلى أن سياسته قد تشهد تصعيدًا أكبر، حيث قد يركز على تعزيز الضغط الاقتصادي والسياسي، وزيادة التعاون مع الحلفاء لمواجهة النفوذ الصيني المتصاعد.
نهج ترامب في التعامل مع الصينتشير مجموعة الأزمات إلى ثلاث نقاط أساسية تُميّز النهج الذي قد يتبناه دونالد ترامب في تعامله مع الصين:
التوجه التجاري أولًا: ينظر ترامب إلى العلاقات الأمريكية الصينية من منظور اقتصادي وتجاري بالدرجة الأولى، ويبدو أنه عازم على تسريع فك الروابط الاقتصادية بين البلدين.
العقلية التجارية: تصريحاته خلال حملته الانتخابية تعكس تركيزًا على تحقيق علاقة اقتصادية أكثر توازنًا مع الصين، حيث تُعتبر الأهداف التجارية المحرك الرئيسي لمعظم سياساته.
عدم القدرة على التنبؤ: يتميز ترامب بمواقف متقلبة، إذ أظهر تناقضات واضحة خلال فترة رئاسته الأولى في تعامله مع القيادة الصينية والقضايا الاقتصادية والسياسية.
لذلك يرى محللون وخبراء أن التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين قد تشهد تصاعدًا، خاصة في ظل الغضب الذي أثاره الصعود الاقتصادي السريع للصين بين أوساط المحافظين الجدد في واشنطن.
التنافس الاقتصادىتُعتبر الولايات المتحدة والصين أبرز قوتين اقتصاديتين وعسكريتين عالميًا، حيث تشكلان معًا حوالي ٤٣٪ من الناتج العالمي و٤٩٪ من الإنفاق الدفاعي العالمي في عام ٢٠٢٣،وترى مجموعة الأزمات، أن تصاعد المنافسة الاستراتيجية بينهما يمثل محورًا رئيسيًا في تشكيل النظام الدولي المتغير.
وفي ذلك السياق قال الخبير الاقتصادى الدكتور هاني أبو الفتوح أن مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير ٢٠٢٥، من المتوقع أن يتبنى سياسات اقتصادية صارمة تجاه الصين، مشابهة لتلك التي انتهجها خلال ولايته الأولى. تشمل هذه السياسات فرض تعريفات جمركية مرتفعة على الواردات الصينية، حيث اقترح ترامب خلال حملته الانتخابية فرض رسوم تصل إلى ٦٠٪ على السلع الصينية، مقارنةً بالتعريفات السابقة التي بلغت ٢٥٪.
وأضاف «أبو الفتوح» في تصريحات خاصة لـ«البوابة»، أنها تهدف هذه الإجراءات إلى معالجة ما يعتبره ترامب ممارسات تجارية غير عادلة من قبل الصين، مثل سرقة الملكية الفكرية والتلاعب بالعملة، ومع ذلك، قد تؤدي هذه السياسات إلى تصاعد التوترات التجارية بين البلدين، مما ينعكس سلبًا على الاقتصاد العالمي. فقد يؤدي فرض تعريفات جمركية مرتفعة إلى تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين، التي تواجه بالفعل تحديات اقتصادية مثل أزمة العقارات وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب.
وتابع: «قد تتخذ الصين إجراءات مضادة، مما يزيد من تعقيد العلاقات الاقتصادية بين البلدين. في هذا السياق، تشير بعض التحليلات إلى أن الصين قد لا تشعر بقلق كبير تجاه سياسات ترامب، نظرًا لقدرتها على التكيف مع الضغوط الخارجية».
وأكمل الخبير الاقتصادي، أنه يمكن تنفيذ هذه الإجراءات ضد الصين، لكن نجاحها يعتمد على عدة عوامل هى صلاحيات الرئيس والدعم الداخلي حيث يملك صلاحيات واسعة لفرض تعريفات جمركية أو قيود تجارية، لكن التنفيذ يتطلب دعمًا من الكونجرس ومجموعات الأعمال معارضة الشركات التي تعتمد على الواردات الصينية قد تعرقل التنفيذ.
وأشار إلى أن الصين قد ترد بإجراءات مضادة مثل فرض تعريفات أو تقليل اعتمادها على التكنولوجيا الأمريكية. كما قد تلجأ إلى تعزيز نفوذها الاقتصادي عالميًا، وقد تُقدم شكوى لمنظمة التجارة العالمية.
كذلك التعريفات قد تؤدي إلى رفع الأسعار داخل الولايات المتحدة وزيادة كلفة الأعمال للشركات الأمريكية هذه العواقب قد تجعل التنفيذ مكلفًا على المدى الطويل.
وأضاف «أبو الفتوح»، أن فرض الضرائب الجمركية بين الولايات المتحدة والصين يؤثر على الاقتصاد العالمي من خلال تعطيل سلاسل التوريد، مما يرفع تكاليف الإنتاج وأسعار السلع عالميًا،هذا الإجراء يضعف التجارة والاستثمار، ويؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي، خاصة في الدول النامية التي تعتمد على التصدير.
واختتم أنه رغم أن بعض الدول قد تستفيد من تحويل التجارة أو جذب الاستثمارات، إلا أن الأسواق المالية تعاني من تقلبات كبيرة، مع ارتفاع تكلفة المعيشة عالميًا. بشكل عام، تؤدي هذه التوترات إلى تأثير سلبي شامل على الاقتصاد العالمي، مع خلق تحديات للتجارة الدولية والتنمية الاقتصادية.
تعهدات.. إنهاء الحرب فى أوكرانيا وحل النزاعات الإقليمية أبرز القضايا على طاولة الرئيس
خلال حملته الانتخابية التي استمرت عامين، قدم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب سلسلة من الوعود التي خطط لتنفيذها فور توليه منصبه، كان من أبرزها تعهده بإنهاء الحرب في أوكرانيا، ووقف الصراع في غزة، وحل الفوضى في الشرق الأوسط، مع التأكيد على منع اندلاع حرب عالمية ثالثة.
تعهد بإنهاء الحرب في أوكرانيا خلال ٢٤ ساعةوصف ترامب الإنفاق الأمريكي الضخم لدعم أوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي بأنه مفرط، مشيرًا إلى أنه قادر على التوصل إلى تسوية للنزاع في غضون ٢٤ ساعة من توليه الرئاسة.
وأكد أنه يتمتع باحترام من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على عكس موقفهما من الرئيس السابق جو بايدن؛ وقد أثار هذا التعهد مخاوف في كييف، حيث يخشى البعض أن تؤدي توجهاته إلى تقديم تنازلات تصب في صالح روسيا، مما قد يؤثر على الأمن الأوروبي.
خطط للسلام في الشرق الأوسطكما أشار ترامب إلى نيته إنهاء النزاعات في الشرق الأوسط، مؤكدًا خلال إحدى المناظرات في سبتمبر الماضي أن هذه الأزمات "جاهزة للتسوية".
وأوضح أنه سيعتمد على خبرته في التعامل مع قادة العالم لتحقيق السلام، ومع ذلك، يرى منتقدوه أن نهجه، الذي يعتمد بشكل كبير على العلاقات الشخصية مع قادة الدول، قد لا يحقق حلولًا مستدامة بل ربما يؤدي إلى تفاقم التوترات الدولية والانقسامات الداخلية.
لقاء ترامب وبوتين وتأثيراتهقال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، في تصريح خاص لـ«البوابة»، إن إعلان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عن نيته لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحمل مؤشرات مهمة حول مستقبل العلاقات الأمريكية-الروسية.
وأوضح أن هذا اللقاء سيؤثر بشكل كبير على الأمن الإقليمي، خصوصًا فيما يتعلق بالأمن الأوروبي، بالإضافة إلى تأثيره على العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وروسيا، وقضية أوكرانيا التي تبقى محورًا أساسيًا في هذا السياق.
ترجمة الأقوال إلى أفعالأشار فهمي إلى أن ترامب بدأ بالفعل في ترجمة وعوده الانتخابية إلى أفعال، فقد وعد بإنهاء الحرب الروسية-الأوكرانية، ونجح في تحقيق هدنة في غزة بواسطة مصريةـ قطرية، مما يعكس التزامه بتحقيق حلول دبلوماسية في أكثر الملفات تعقيدًا.
واعتبر أن إعلانه عن بدء المفاوضات مع روسيا يبرهن على رغبة حقيقية في التعامل مع القضايا الدولية الرئيسية بشكل عملي، مع أهمية البدء بالملف الروسي في هذا السياق.
اتفاق مع روسيا وتأثيراته على الأطراف الدوليةأكد فهمي، أن أي اتفاق مع روسيا ستكون له تداعيات كبيرة على الأطراف الدولية المختلفة، وخاصة على الدول الأوروبية وحلف شمال الأطلسي «الناتو».
وأضاف أن هذا الاتفاق قد يفتح الباب أمام تسوية سياسية للصراع في أوكرانيا، لكنه أشار إلى أن هذه التسوية لن تكون شاملة أو نهائية، قد تتضمن تنازلات من الجانب الأوكراني، مثل التخلي عن أربعة أقاليم خاضعة لسيطرة روسيا، وهو السيناريو الذي يشبه ضم شبه جزيرة القرم.
موقف أوكرانياأوضح فهمي، أن الجانب الأوكراني قد يواجه صعوبة في قبول هذه التنازلات، خاصة في ظل تحفظاته بالتخلي عن الأراضي المحتلة، مُشيرًا إلى أن هذا الموقف قد يرتبط بمستوى الدعم الأمريكي لأوكرانيا، سواء من حيث المساعدات العسكرية أو صفقات الأسلحة، وهو ما يشهد تجاذبات كبيرة داخل الكونجرس الأمريكي.
نجاح الهدنة في غزة ودوره في تعزيز صورة ترامبوأشاد فهمي بتحقيق ترامب هدنة في غزة وذلك بالضغط على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، معتبرًا أنها خطوة مهمة تعزز من صورته كقائد قادر على تحقيق نتائج دبلوماسية في صراعات إقليمية معقدة.
وأوضح أن هذا الإنجاز قد يعزز من قدرته على التعامل مع نزاعات أخرى، مثل الأزمة الروسية-الأوكرانية، حيث يمكن أن يتم التركيز على تسويات دبلوماسية شاملة.
الترقب الدولي وردود الأفعالوأكد فهمي، أن المجتمع الدولي في حالة ترقب لما سيترتب على اللقاء المرتقب بين ترامب وبوتين.
ورأى أن هذا اللقاء قد يكون نقطة تحول حاسمة في العلاقات الدولية، حيث ستكون له تأثيرات واسعة على قضايا إقليمية ودولية متعددة.
واختتم فهمي بالقول، إن نجاح ترامب في تحقيق هدنة في غزة يعزز من التوقعات حول قدرته على تحقيق تسويات دبلوماسية في ملفات أخرى، خاصة في ظل التحديات التي تفرضها الأزمة الروسية-الأوكرانية.