في اليوم العالمي للمعلم.. كيف حث الإسلام على العلم؟
تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT
اليوم العالمي للمعلم.. يصادف اليوم 5 أكتوبر، اليوم العالمي للمعلم والذي تحتفل به أكثر من 100 دولة حول العالم في مثل هذا اليوم الذي حددته منظمة اليونسكو.
اليوم العالمي للمعلموتزامنا مع اليوم العالمي للمعلم، حث الإسلام، المؤمنين على طلب العلم، حيث ورد في القرآن الكريم آية تؤكد أن أهل العلم لهم مكانة خاصة «قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ» {الزمر:9}.
ودلت السنة المطهرة على أن من سلك طريقًا في طلب العلم سهل الله له الطريق للوصول إلى الجنة بهذا الطريق، كما جاء في النصوص الشرعية على أجر وثواب صاحب العلم حتى بعد موته، بسبب بركة علمه.
وورد في النصوص أن من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله، حيث نص الحديث الشريف عَنْ أنسٍ، قالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، ﷺ: «مَن خرَج في طَلَبِ العِلمِ، كان في سَبيلِ اللَّهِ حَتَّى يرجِعَ. رواهُ الترْمِذيُّ، وقال: حديثٌ حَسنٌ».
طلب العلم فريضة على كل مسلموطلب العلم فريضة على كل مسلم، وقد يكون واجبًا وجوبًا عينيًا، ومثال على ذلك، إذا كان هناك مسلم يريد معرفة عبادةٍ يردي أداؤها أو معاملة يريد الشروع فيها، فيجب عليه في هذه الحالة أن يتعلم ما يصحح به عبادته أو معاملته، وينبغي على طالب العلم أن يستشعر أنه قائم بفرض كفاية أثناء طلبه للعلم، ليحصل على ثوابه.
كما وجهنا الله تعالى في كتابه العزيز بالقراءة وطلب العلم، حيث كانت أول أية اُنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، هي «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ»، مما يعكس قيمة ومكانة العلم والقراءة والمعرفة في الدين الإسلامي.
ووهب الله تعالى للإنسان العديد من أسباب العلم والتي تعينه على البحث والتجربة، فزوده بكافة أدوات العلم والمعرفة وهيأ له جميع ما في الأرض ليساعده على الاستكشاف والتعلم، ومن أدوات الإعانة أن الله تعالى خلق للإنسان السمع والبصر، حيث ال في كتابه العزيز «وَاللَّـهُ أَخرَجَكُم مِن بُطونِ أُمَّهاتِكُم لا تَعلَمونَ شَيئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمعَ وَالأَبصارَ وَالأَفئِدَةَ لَعَلَّكُم تَشكُرونَ».
وأعلى الله تعالى من منزلة المعلم في الإسلام، فجعل له حقوقًا على طلابه، ويبنغي على الطلاب أم يتحلوا بأخلاق العلم مع معلميهم، ويروى أنّ الإمام الشافعي -رحمه الله تعالى- كان إذا جلس في مجلس معلمه الإمام مالك -رحمه الله تعالى - يقلب الأوراق برفقٍ شديدٍ، حتى لا ينزعج معلمه منه.
آداب وأخلاقيات طالب العلمينبغي على طالب العلم أن يمتثل بالعديد من الآداب والأخلاقيات، وهي:
- الإخلاص لله سبحان.
- اتّباع رسالة محمدٍ عليه الصلاة والسلام.
- حفظ الشريعة وحمايتها وصيانتها.
- الصبر في سبيل تحصيل العلم.
- الحرص على طهارة القلب من الغلّ والحسد.
- استغلال سن الشباب في تحصيل النافع من العلم.
- الحرص على استغلال الوقت قدر الإمكان.
- الحرص على تحقيق الخشية لله والإنابة له.
- الزهد في الدنيا.
- العمل بالعلم.
ورفع الإسلام من مكانة المعلم بين الناس، ويقول الله عز وجل: «يَرْفَعِ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ»، وشهد النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بفضل العلماء، فقال: «إنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ إنَّ الأنبياءَ لم يورِّثوا دينارًا ولا درْهمًا إنَّما ورَّثوا العلمَ فمَن أخذَ بِهِ فقد أخذَ بحظٍّ وافرٍ».
واختص العالم بفضل لم يكن لغيره من العالمين، روي عَنْ أَبي أُمَامة، أنَّ رَسُول اللَّه ﷺ قَالَ: «فضْلُ الْعالِم عَلَى الْعابِدِ كَفَضْلي عَلَى أَدْنَاكُمْ ثُمَّ قَالَ: رسُولُ اللَّهِ ﷺ: إنَّ اللَّه وملائِكَتَهُ وأَهْلَ السَّمواتِ والأرضِ حتَّى النَّمْلَةَ في جُحْرِهَا وَحَتَّى الحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلى مُعلِّمِي النَّاسِ الخَيْرْ. رواهُ الترمذي، وقالَ: حَديثٌ حَسنٌ».
اليوم العالمي للمعلموالجدير بالذكر، أن العديد من دول العالم تحتفل بــ اليوم العالمي للمعلم، كل عام في يوم 5 أكتوبر، طبقًا لمنظمة اليونسكو، حيث أنه يوم دولي يتم الاحتفال به سنويًا، وخصصت منظمة اليونسكو يوم 5 من أكتوبر للاحتفال اليوم العالمي للمعلم سنويًا وإحياء توصية اليونسكو ومنظمة العمل التي تم توقيعها رسميًا في عام 1966 بشأن أوضاع المعلمين.
شعار اليوم العالمي للمعلم لعام 2024وأوضحت منظمة اليونكسو أن شعار هذا العام 2024 لليوم العالمي للمعلم يكون «تقدير أصوات المعلمين: نحو إبرام عقد اجتماعي جديد للتعليم»، والذي يؤكد على ضرورة التصدي للتحديات العامة التي يواجهها المعلمون، وتعزيز دورهم في التعليم ليكون أكثر شمولة مما هو عليه، وإبراز أهمية الإصغاء للمعلمين ومعالجة التحديات والصعوبات التي تواجههم، وتقدير المعارف والخبرات التي يقدمها المعلم والاستفادة منها.
اقرأ أيضاًفي اليوم العالمي للمعلم.. «اليونسكو» تدعو لصياغة عقد اجتماعي جديد للتعليم
وزير التربية والتعليم يهنئ معلمي مصر بمناسبة اليوم العالمي للمعلم
بمناسبة اليوم العالمي للمعلم.. الحكومة تزف بشرى بخصوص مسابقة جديد للتوظيف
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: اليوم العالمي المعلم يوم المعلم اليوم العالمي للمعلم يوم المعلم العالمي يوم المعلمين يوم المعلمين العالمي اليوم العالمي للمعلمين عيد المعلم اليوم العالمي للمعلم 2024 يوم المعلم 2024 يوم المعلم العالمي 2024 عيد المعلمين يوم المعلم العالمي 5 اكتوبر الاحتفال باليوم العالمي للمعلم الیوم العالمی للمعلم الله تعالى طلب العلم
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: تعظيم النبي أمر إلهي وليس اختراعا بشريا
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الجمهورية الأسبق، إن تعظيم النبي محمد ليس اختراعًا بشريًا، ولا بدعة أحدثها الناس، بل هو تعظيم أمر الله به، بل إن الله تعالى هو الذي عظّم نبيه قبل أن يأمرنا بتوقيره، قال تعالى: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾، وكلمة "على" تفيد التمكن والتمكين، مما يؤكد أن مكانة النبي من الله تعالى مكانةٌ عظيمةٌ رفيعة.
وأضاف علي جمعة، في تصريح له، أن حقيقة تعظيم النبي تتمثل أولًا وأساسًا في تعظيم ما جاء به من أوامر ونواهٍ، مؤكدًا أن الإسلام ربط المحبة بالطاعة، حيث قال تعالى: ﴿ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾، مشددًا على أن تعظيم النبي لا يكون بالكلمات فقط، بل بالاتباع الكامل والاقتداء الصادق.
وأشار إلى أن القرآن الكريم يفيض بآيات تعزز هذا المعنى، ومنها قول الله تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾، وأمره جل وعلا: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾، وأيضًا قوله: ﴿ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ﴾.
وأوضح أن النبي كان قمةً في التواضع رغم علو مقامه، حتى إنه قال: "لا تفضلوني على يونس بن متى" [رواه البخاري]، مع أن الله هو الذي فضله وجعله خاتم النبيين، وأمرنا باتباعه واتباع سنته، مؤكدًا أن هذا التواضع من النبي لا ينفي أن الله رفعه واصطفاه، فقال له: ﴿ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ ﴾، وقال: ﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ﴾، وأعطاه الكوثر، واختاره إمامًا للأنبياء يوم الإسراء والمعراج.
وتابع: "نحن لا نعظم النبي من أنفسنا بل الله هو الذي أمرنا بذلك، وهو الذي رفع مقامه، وجعله رحمةً للعالمين، وأسوةً حسنةً لكل من أراد سلوك طريق الحق والنجاة".
ولفت إلى أن العرب قديمًا كانت إذا أحبت شيئًا أو خافته أكثرت من ذكر أسمائه، فكان للأسد نحو سبعمئة اسم، وللخمر نحو تسعين اسمًا، مشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى أكثر من أسمائه الحسنى وصفاته العلى ليعرّف عباده بنفسه، وليبني في قلوبهم عقيدةً راسخةً قائمةً على الجلال والجمال والكمال.
وأكد أن تعظيم النبي تعظيمٌ للرسالة، وإحياءٌ للدين، ومظهرٌ من مظاهر الإيمان الحقيقي، وأن الأمة لا تصلح ولا تستقيم إلا بتعظيم رسولها الكريم واتباعه ظاهرًا وباطنًا.