صحيفة التغيير السودانية:
2024-10-05@14:31:34 GMT

جبل موية وجبال الاحزان! 

تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT

جبل موية وجبال الاحزان! 

جبل موية وجبال الاحزان!

رشا عوض

منذ ان بدأت هذه الحرب ومنذ طلقتها الاولى لم افرح بانتصار احد او اغضب لهزيمة احد لانني كمواطنة منحازة للسلام والدولة المدنية الديمقراطية لا ارى في الحرب من حيث هي سوى هزيمة ثقيلة لبلادنا ارضا وشعبا وفرص نماء وتقدم، وعدوان مغلظ على الحياة السياسية المدنية الحرة وتمهيد لتقسيم الوطن مجددا ليس الى دول مستقرة بل الى دويلات متصارعة في داخلها ومع بعضها البعض!

هذه الحرب عقوبة قاسية تجرعنا مرارتها مكرهين! اذ تم حرماننا من كل شيء! فقدنا بيوتنا والطمأنينة داخلها ، فقدنا الكرامة واصبحنا نصطف في انتظار كمشة بليلة قد تنفذ قبل ان يأتي دور احدنا! وهذا نصيب الافضل حظا منا! لان هناك من قتلوا بالرصاص او فتكت بهم الامراض ! وهناك من فقدوا اقرباءهم وجيرانهم وهناك من تعذبوا هم او تعذب ابناؤهم حتى الموت على يد استخبارات الجيش او استخبارات الدعم السريع! وهناك من سقطت فوق بيوتهم الدانات وقذائف الطيران واحالتها ركاما! وهناك ملايين النازحين واللاجئين ومن ماتوا عطشا او مرضا في طرق التهريب ! وهناك من ينتظرون في اي لحظة خبر موت ابن او اخ او زوج او خال او عم او صديق او جار مرابط في احد جبهات القتال في حرب بين ابناء الوطن الواحد! هناك اسر لها ابناء في الجيش واخوتهم او ابناء عمومتهم في الدعم السريع!! وهناك المستشفيات والمدارس والمنشآت الصناعية والبنية التحتية والجسور والشوارع التي دمرت ، وهناك الالغام المزروعة التي ستظل متربصة بالابرياء اعواما بعد الحرب!! وهناك الشظايا والمواد المتفجرة التي تكسو شوارعنا وهناك بيئتنا التي تلوثت بكل انواع السموم الفتاكة بالبشر والشجر والتربة فضلا عن خسائر خاصة وعامة بعشرات المليارات من الدولارات!

نحن امام جبال من الاحزان تجعل الفرح مستعصيا على اي شخص سليم العقل والضمير، الخبر الوحيد الذي يستوجب فرح المواطنين المكتوين بنيران الحرب هو اعلان طرفيها وقفا طويلا لاطلاق النار تمهيدا لعمليات الاغاثة للمنكوبين ، ثم الانخراط في مفاوضات سلام جادة، هنا فقط يجب علينا ان نخرج للشوارع شاهرين فرحتنا لنحاصر بها من هم في طاولة المفاوضات ونحاصرهم حصارا محكما برفضنا المغلظ للحرب ورغبتنا الاكيدة والعارمة في ايقافها واحلال السلام.

اما صناعة الافراح الوهمية لان الجيش استرد جبل موية او حرر مصفاة الجيلي وإغراق الاسافير وحتى شوارع الدول المجاورة بالاحتفالات ، فهذا دليل غفلة وذهول عن الواقع، ليس فقط لان الانتصارات حتى الان وهمية، فما حدث في مصفاة الجيلي كان هزيمة نكراء للجيش خلفت خسائر بمئات القتلى والجرحى، وجبل موية تم استرداده من قبل الجيش لسويعات “ابنعوفية” ثم عاد الدعم السريع للسيطرة عليه مجددا ، بل تكمن المأساة في المؤامرة الخبيثة على عقول المواطنين وشحنهم بالاوهام والوعود الكاذبة من اجل استغلالهم في كسب المعركة السياسية لصالح المجرمين الذين اشعلوا الحرب ومن خلالها يرغبون في حصاد التأييد الشعبي المطلق بدلا من ان ينالوا عقابهم المستحق!

الموضوع باختصار هو ان العصابة الكيزانية والجيش الذي تسيطر عليه هم من صنعوا الدعم السريع لحمايتهم من معارضيهم المسلحين وحراسة كراسي سلطتهم الفاسدة، تمرد الدعم السريع على دور حارس العصابة وحاميها فارادوا التخلص منه بالحرب للعودة مجددا الى السلطة وان كلف ذلك تدمير الوطن بالكامل، بدلا من محاسبة الكيزان وجيشهم حسابا عسيرا على صناعة هذه المأساة او على الاقل الامتناع عن شراء اكاذيبهم يخرج البعض الى الشوارع مقدما البيعة السياسية بوعي او بدون وعي قبل ان يتحقق اي انتصار حقيقي ، وحتى لو تحقق نصر جزئي او كلي فليس هناك مدعاة لاي فرح على ارتال الجثث والجرحى والمعاقين وعلى انقاض المباني والمعاني.

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الدعم السریع وهناک من

إقرأ أيضاً:

???? ????كيف انهار الدعم السريع ؟ (كل التفاصيل الموثقة) ????

???? *كيف انهار الدعم السريع ؟ ( كل التفاصيل الموثقة )* ????
????ورقة علمية1من 3????
*✍????بروفيسور على عيسى عبَد الرحمن*
*المقدمة*
هكذا انتقل الدعم السريع من القوّة إلى الهوّة بعد أن مر بمراحل السقوط الحر المتدرجة .
هكذا انتقل الدعم السريع من العزة إلى الهوان وهو يمرالآن بمرحلة نزع الملك (السلطة والثروة).
لو قدر للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يحظى بقوة عسكرية في حجم وتسليح الدعم السريع لقام بإنقلاب ناجح على بايدن واستولى على البيت الأبيّض وأعلن حكومته .
بينما فشل الجنرال حميدتي في إنقلابه على البرهان علي الرغم من حصوله علي ما يقدر بنسبة 100% من مقومات نجاح الإنقلاب بالسودان ( امتلاك القوة الكاملة للتنفيذ وتمت السيطرة على الإذاعة والتلفزيون والقصر الجمهوري وقصر الضيافة وجزء كبير من من القيادة العامة وكل المنطقة العسكريّة المركزية وتم تحييد مطار الخرطوم الدولي وتحييد الجسور التي تربط العاصمة المثلثة ،( كل الانقلابات العسكرية التي نجحت في السودان لم تتوفر لها كل هذه المقومات)، تحصل الدعم السريع علي معينات الإنقلاب هذه عن طريق وضع اليد دون بذل مجهود يذكر ، ولكنه فشل في استثمارها لينهار المخطط وينتهي الطموح ، ليبدأ في مسيرة العد التنازلي والبحث عن الخلاص من هذه الورطة التي أقحم نفسه فيها وفقد كل شئ، وتنتهي بذلك أسطورة نهاية اكبر حركة تمرد تشهدها قارة أفريقيا والأمر يحتاج لتقييم للخروج بالدروس المستفادة .
وصل الدعم السريع إلي محطته الأخيرة هذه بسبب تدابير مخططة مدروسة من قبل القوات المسلحة وحلفائها وأخرى هي تدابير غيبية لطفا من الله بهذه الأمة وحفظا لقيمها .
للمجهود العملياتي الدور الكبير في تهشيم كتلة الدعم السريع الصلبة وذلك استنادا على متلازمة الغباء المتمثلة في إصراره السيطرة على مناطق عسكريّة محصّنة كالمدرعات التي هجم عليها أكثر من مائة مرة وخسر الآلاف وسلاح الإشارة والقيادة العامة والمهندسين وحامية بابنوسة والأبيض وأخيراً الفاشر التي هجم عليها أكثر من مائة وثلاثين مرة من هجوم ومناوشة ، كل هذه المناطق العسكريّة أفقدته عشرات الآلاف من الأفراد والقادة وكان هذا الأداء حاسما في تراجع وانهيار الدعم السريع ، فقد القيادة والسيطرة وأصبح في جزر معزولة مفتقرة الي اي قيمة عسكرية في معظمها.
هذه الورقة العلمية تتناول الأسباب التي قادت الي انهيار الدعم السريع منها أسباب ذاتية خاصة به من غرور وصلف وسلوكه تجاه المواطنين من قتل واغتصاب واستباحة منازلهم وامتهان كرامتهم وتجويعهم وافقارهم بالإضافة إلى أسباب خاصة بالعجز عن التمويل وهناك أسباب أخرى أدت إلى إضعاف وإرباك الدعم السريع تمثلت في جهود الحكومة والقوات المسلحة تلك الجهود التي هدفت إلى عزله وخنقه عبر التدابير القانونية بالإضافة إلى جهود خاصة بعزله عن حواضنه القبلية.
يضاف إلى ذلك الجهود التي قامت بها المنظمة الأممية وأجهزتها التي ساهمت في كشفه وتعريته.
لتصبح حصىيلة هذه الفعاليات هي التي أوهنته وأفقدته القدر على الاستمرار وأوقفت قوة اندفاعه.
ثمة إحصائيات يمكن عرضها ولكن بعد أن تضع الحرب أو زارها لتعبر عن الأرقام النهائية جنبا إلى جنب مع مشروع التوثيق الشامل لهذه الحرب.
*أسباب انهيار الدعم السريع (الذاتية)*
*دعاء المواطن على الدعم السريع بالهلاك*
أخزى الله الدعم السريع وقبل دعاء المواطن المستضعف على الدعم السريع مما عجل بنهاية الدعم السريع ، لأن دعاء المواطن الذي ينطلق من المساجد والمصليات وتضرع النساء ودموع الأطفال كلها ليس بينها وبين الله حجاب
انهار الدعم السريع لأنه خسر المواطن الذي يدعي أنه يقاتل من أجل مصلحته، فتعرض المواطن منه إلى القتل والاغتصاب الموثق وتعرض الى التعذيب واستباحة المنازل وسائر الممتلكات، ومنع المواطن من التنقل وتعرض للتجويع والافقار وكل ذلك حمل المواطن إلى كره الدعم السريع، ليفقد الدعم السريع المواطن الذي يدعي أنه يقاتل من أجله.
*عدم وضوح أهداف الحرب لمقاتلي الدعم السريع*
قوات الدعم السريع هي القوات الوحيدة على وجه الأرض تقاتل دون معرفة الأهداف التي من أجلها تقاتل، فقد قاتلت في الأيام الأولى بهدف جلب الديمقراطية، ومالبث أن تحول الهدف إلى جلب الفلول ثم إلى جلب المنهوبات ثم إلى جلب الدولة الحديثة البديلة لدولة 56 وهم الآن بلا هدف.
الحرب التي لا هدف لها هي حرب عبثية لذلك من وجهة بعض عقلاء الدعم السريع يرون هذه الحرب من هذا المنطلق، فتبعهم الكثيرون لذلك كثرت ظاهرة الاستسلام من قبل قوات الدعم السريع الى القوات المسلحة ومنهم من هرب حتى أصبح الهروب والاستسلام ظاهرة داخل الدعم السريع بوتيرة منتظمة ومتوالية هندسية مما ينذر تماما بالانهيار الشامل للدعم السريع.
*النفس القصير لدى مقاتلي الدعم السريع*
من المعروف ان نقطة ضعف الدعم السريع ضعف التحمل، فهو مهيئ على خوض معارك لاحرب فالحرب تتضمن مجموعة معارك ونتائجها عادة عمل تراكمي دونه الصبر والانضباط، بينما هؤلاء لا انضباط لديهم ولا صبر، فعملياتهم الحربية قائمة على الإغارة وحرق الفرقان والنهب ومغادرة أرض المعركة بأسرع وقت ممكن، بحثا عن منهوبات جديدة.
فالذين جبلوا على هذا التكيف ينهارون عندما تتحول المعارك إلى حروب مستدامة ونفس طويل، هنا تبرز ظاهرة عدم الانضباط وتتحول المعركة بينهم، فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله، وكثيرا ماشاهدناهم يشتبكون فيما بينهم.
القوات المسلحة وبما لديها من انضباط ونفس طويل هي الأقرب إلى النصر في مثل هكذا مواجهة، وأي إطالة للمواجهة هي حتما في صالح القوات المسلحة.
*غرور الدعم السريع أورده المهالك*
يظل الغرور هو أحد أهم العوامل التي أدت إلى انهيار التمرد، فكما قال الصحابة يوم حنين لن نهزم عن قلة، واخذ بهم الغرور مأخذا بعيدا، ثم ولوا مدبرين وهزموا شر هزيمة بسبب هذا الغرور وبعد أن وعوا الدرس وبعد أن أعاد تنظيمهم الرسول (الراكز)، انتصروا في الجولة الثانية، وشتان ما بين قوات الدعم السريع الفاسقة وجيش الصحابة المجاهد.
لقد اخذ الغرور قوات الدعم السريع أي مأخذ فقد اغتروا بعديدهم الذي تفوق على القوات المسلحة فعليا بولاية الخرطوم بكل مناطقها العسكرية وتفوق كذلك في التسليح والمركبات والروح المعنوية وإرادة القتال وهم يطلقون على أنفسهم ( الأشاوس والجاهزية) وكلها صفات تعبر عن القيم بينما هم يفتقرون إلى هذه المعاني .
لقد كانت جرائم الدعم السريع التي ارتكبها ضد المواطن إنما هي انعكاس لهذا الغرور فعاقبهم الله بالهزيمة ولم تغن عنهم عدتهم وعتادهم شيئا، فهزموا وأصبحوا جزرا متقطعة معزولة وأصبحوا كغثاء السيل.
*لجوء الدعم السريع الى خزعبلات (جحا) في التضليل الإعلامي*
من أسباب انهيار الدعم السريع ذاك الزيف والتضليل الذي أصبح واقعهم المعاش، فهم في سبيل تضليل المواطن السوداني يضللون أنفسهم بأنفسهم عبر منصات إعلامهم ولايفاتهم ومن خلال مستشاريهم عبر الفضائيات فيصدقون أكاذيبهم ويطمئنون على هذا الواقع الافتراضي القائم على انتصارات وانسانيات زائفة خادعة مضللة، شأنهم في ذلك شأن (جحا) وكما تقول الاسطورة فقد ضلل الناس بوجود وليمة جامعة وما لبث ان صدق هذا الضلال وهو يرى المدعوين ذهابا وإيابا نحو مكان الوليمة فصدق ضلاله ليذهب هو الآخر إلى الوليمة التي لم يجد فيها سوى سراب تضليله.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • شاهد بالصور.. لماذا تحولت جسور الخرطوم إلى مفتاح للحسم العسكري بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع؟
  • الحزب الشيوعي السوداني يكشف عن إصابة عضواً في لجنته المركزية برصاص الدعم السريع
  • الجاكومي : الشعب سينتصر على مليشيا الدعم السريع المتمردة
  • ???? ????كيف انهار الدعم السريع ؟ (كل التفاصيل الموثقة) ????
  • بالفيديو: الجيش السوداني يسيطر على شوارع بحري بعد معارك ضارية مع قوات الدعم السريع
  • وزيرة “القراية” السودانية الحسناء تسخر من “حكامة” الدعم السريع التي خلعت ملابسها الداخلية: (ح استف ليك مية دسته وانا جاية الخرطوم وارسلهم بصابونهم)
  • القوات المشتركة تؤكد سيطرتها على قاعدة بئر مزّة التي تُعد من أهم مواقع التحصين لقوات الدعم السريع بدارفور
  • حركات الكفاح:الجيش السوداني يحقق انتصارا ساحقا على قوات الدعم السريع في واحدة من أكبر المعارك
  • بالفيديو.. بعد انتصارات الجيش الأخيرة.. قيادي بارز بالدعم السريع ينهار في البكاء ويلوح بالانسحاب وساخرون: (أجي يا البكاء وبالنسبة لشندي القلتوا ماشين ليها والحكامة المنتظراكم حفيانة؟)