صحيفة صدى:
2024-10-05@13:13:39 GMT

مواجهة التحديات

تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT

مواجهة التحديات

ذهبت قبل أيام إلى المستشفى بسبب نوبات ذاك الدوار الذي يهاجم رأسي من وقت لآخر، لعلّي أجد علاجًا سريعًا له. دخلت على الدكتور، وبعد الفحص الدقيق سألته: “ما هي المشكلة؟ وما أسباب هذا الدوار الذي ينتابني من وقت لآخر يا دكتور؟”

أجابني بقوله: “معاناتك من الدوار المستمر تحتاج إلى أن تفهميه وتُصاحبينه قليلًا.

” وأعطاني بعض التوجيهات للتعامل مع الدوار. في أحيان كثيرة، نحتاج فعليًا إلى أن نفهم ونتفهم طبيعة ما نعانيه من ألم وأوجاع وأحزان، ونقر ونتقبل وجودها.

وهذا بطبيعة الحال لا يعني أننا نوافق على أن نكون متعبين على الدوام، أو أن ذلك التعب سيطول، أو أنني سأتناول المزيد من الأدوية. أنا شخصيًا لن أوافق على ذلك، ولكني أعترف أن هذا يحصل معي فعليًا، وهذا ما جعلني أستمر في إكمال فترات العلاج مع البحث المستمر عن حلول جذرية تُنهي معاناتي من ذلك الدوار البغيض. ولكن تلك الأزمة قد تطول، وقد تكون الحلول الممكنة ضعيفة جدًا، وهنا سنضطر مرغمين إلى مصاحبة أوجاعنا بشكل أو بآخر.

بلا شك، هذه الحياة مليئة بالتحديات والصعوبات، وقد نواجه جميعًا آلامًا وأحزانًا في رحلتنا الحياتية.

فأحيانًا، لا نملك حلولًا جذرية لمعضلاتنا، ولا نستطيع تغيير الواقع المؤلم الذي نعيشه. ولكن كل ما نستطيع فعله هو أن نتعلم كيف نتعايش مع ألمنا، وكيف نحوله من عبء ثقيل إلى تجربة إنسانية غنية. الاعتراف بحد ذاته بوجود الألم هو الخطوة الأولى نحو التعافي.

فإنكار الألم أو تجاهله لن يُزيله، بل سيُفاقم من شعورنا بالضعف والعجز. لكن عند الاعتراف بوجوده، والإقرار بحقنا في الشعور به، يمنحنا القوة لمواجهته. فـ”مصاحبة” الألم لا تعني الاستسلام له، بل تعني أن نصبح مراقبين له، وأن نفهم أبعاده المختلفة.

 

فكل ألم له معنى خاص، وكل تجربة تعلمنا شيئًا جديدًا عن أنفسنا وعن العالم. ففي كل أزمة تكمن فرص للنمو والتطور. وقد نصبح أكثر صبرًا وتحملًا، ونقدر قيمة الأشياء البسيطة في الحياة. وقد نكتشف مهارات جديدة في أنفسنا، وبتالي تغيير مسار حياتنا.

القبول لا يعني الموافقة، بل يعني الإقرار بحقيقة موجودة. فلا نستطيع أن نغير ما لا نعترف به، ولا نستطيع أن نعالج ما لا ندركه. القبول هو الخطوة الأولى نحو التغيير.

 

فكلنا نواجه آلامًا وتحديات، لكننا نملك القوة للتغلب عليها، إذا تعلمنا كيف نتعامل معها، وإذا تحلينا بالأمل في مواجهة جميع صعوبات الحياة.

المصدر: صحيفة صدى

إقرأ أيضاً:

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: نستطيع الوصول إلى أي مكان في الشرق الأوسط

صرح رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي اليوم الأربعاء، بأن الجيش الإسرائيلي لديه القدرة على أن يصل إلى أي مكان في الشرق الأوسط وعلى ضرب أي موقع.

وقال هاليفي: "إيران أطلقت أمس أكثر من 200 صاروخ وسوف نرد على هذا الهجوم، لدينا القدرة على أن نصل إلى أي مكان في الشرق الأوسط وعلى ضرب أي موقع".

مقالات مشابهة

  • إعلام إسرائيلي: هل نستطيع مهاجمة المواقع النووية الإيرانية؟
  • محمد بن راشد: المعلم بأدوات بسيطة هو الذي يستطيع تشكيل الحياة وصنع المستقبل
  • الطرابلسي يناقش مع وزير خارجية الجزائر سبل مواجهة التحديات بالمنطقة
  • أستاذ تمويل واستثمار: العلاقة الوطيدة بين مصر والإمارات حائط صد في مواجهة التحديات
  • أستاذ تمويل: العلاقة بين مصر والإمارات حائط صد في مواجهة التحديات
  • انتصار أكتوبر وروح الإرادة فى مواجهة التحديات
  • الزراعة المصرية في مواجهة التحديات.. خطط جديدة للأمن الغذائي
  • الرئيس الإيراني يؤكد أهمية التعاون مع قطر في مواجهة التحديات
  • رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: نستطيع الوصول إلى أي مكان في الشرق الأوسط