اكتشاف اللغز الكامن وراء الأعمدة الصخرية الغريبة في الصحراء الأسترالية
تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT
أستراليا – وجدت دراسة جديدة أن التكوينات الحجرية الجيرية الغريبة التي تقف في وسط الصحراء في غرب أستراليا تشكلت منذ 100 ألف عام.
ويعتقد شعب يويد الأسترالي الأصلي أن الأبراج الصخرية، أو ما تعرف باسم The Pinnacles، تمثل أيدي المحاربين الذين ابتلعهم المكان الرملي “كونغ كان” الممتد على مسافة ألف كيلومتر.
والآن، وجد علماء من جامعة كيرتن أن الأبراج الصخرية من الحجر الجيري التي يبلغ ارتفاعها نحو 5 أمتار وعرضها 2 متر تشكلت منذ 100 ألف عام خلال الفترة الأكثر رطوبة في نصف مليون سنة الماضية في المنطقة.
وقال ماتي ليبار، المؤلف المشارك في الدراسة: “وجدنا أن هذه الفترة كانت الأكثر رطوبة محليا في نصف مليون عام الماضية، وهي مختلفة عن المناطق الأخرى في أستراليا وبعيدة كل البعد عن المناخ المتوسطي الحالي في غرب أستراليا”.
ووجد العلماء أن وفرة المياه خلال هذا الوقت تسببت في ذوبان الحجر الجيري، وتشكيل الأعمدة المميزة الغنية بالحديد.
ويقول العلماء إن مثل هذه المناظر الطبيعية توجد عالميا على طول الخطوط الساحلية، بما في ذلك في البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط وجنوب شرق إفريقيا الساحلية، وكذلك شبه القارة الهندية ومنطقة البحر الكاريبي وبرمودا وبعض جزر المحيط الهادئ.
وأشاروا إلى أن التضاريس يمكن أن تكون بمثابة مؤشرات حساسة للتغير البيئي ولكن الآن فقط تم تطوير طريقة لدراسة تغييرات هذه التكوينات بعمق.
وأوضح الدكتور ليبار: “إن دراستها ضمن جدول زمني دقيق تساعدنا على فهم كيفية استجابة الأنظمة الجيولوجية للأرض لتحولات المناخ”.
وتعمل العقيدات الغنية بالحديد في تكوينات الحجر الجيري كساعات جيولوجية حيث تحبس الهيليوم من تحلل كميات صغيرة من اليورانيوم المشع والثوريوم في التربة.
وقال مارتن دانيشيك، أحد مؤلفي الدراسة: “يوفر قياس هذا الهيليوم سجلا دقيقا لوقت تشكل العقيدات”.
وأضاف الدكتور دانيشيك: “تكشف تقنيات التأريخ المبتكرة التي تم تطويرها في هذه الدراسة أن العقيدات يعود تاريخها إلى نحو مائة ألف عام، ما يسلط الضوء على فترة مناخية رطبة بشكل استثنائي”.
ويأمل العلماء أن تسمح الطريقة الجديدة بتحديد تاريخ دقيق لتغيرات المناخ في مثل هذه المناظر الطبيعية وتساعد على توفير جدول زمني أكثر دقة للتغيرات البيئية السابقة.
وأشار ميلو بارهام، أحد المؤلفين المشاركين للدراسة: “لا يعمل هذا البحث على تعزيز المعرفة العلمية فحسب، بل يقدم أيضا رؤى عملية حول تاريخ المناخ والتغير البيئي، وهي ذات صلة بأي شخص مهتم بحاضر ومستقبل كوكبنا”.
المصدر: إندبندنت
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
جيمي أوليفر يسحب كتابه للأطفال بعد اتهامات بالإساءة للثقافة الأصلية الأسترالية
قرر الشيف البريطاني الشهير جيمي أوليفر سحب كتابه للأطفال "بيلي والهروب الملحمي"، من الأسواق العالمية، وذلك بعد تعرضه لانتقادات حادة من جماعات تدافع عن ثقافة السكان الأصليين في أستراليا. وقد أعرب أوليفر عن أسفه الشديد وقدم اعتذارًا علنيًا بعد الاتهامات التي طالت كتابه بسبب احتوائه على صور نمطية وإساءة فهم للثقافة الأصلية الأسترالية.
"بيلي والهروب الملحمي"، الذي نُشر في مارس من هذا العام من قبل Penguin Random House UK، يدور حول شخصية تُدعى روبي، وهي فتاة من قبائل السكان الأصليين الأستراليين، تمتلك قوى خارقة ويتم اختطافها من منزلها في أستراليا الوسطى. ولكن انتقد النقاد تصوير القوى الروحية لروبي، التي تم مقارنتها بـ "السحر"، وعدم احترام الفروق الدقيقة في معتقدات وثقافات السكان الأصليين الأستراليين. كما تم الإشارة إلى أن الكتاب يتضمن كلمات وأوصاف غير دقيقة تتعلق بلغات وتقليدات المجتمعات الأصلية.
وكان من أبرز المنتقدين للكتاب "الهيئة الوطنية للتعليم للسكان الأصليين في أستراليا"، التي قالت في بيان لها إن الكتاب يعكس "قلة فهم واحترام" للثقافة الأصلية، واصفةً تصوير اختطاف الأطفال في الكتاب بـ "غير المسؤول"، خاصة في سياق "الأجيال المسروقة" التي تشير إلى الأطفال الأصليين الذين تم فصلهم عن عائلاتهم قسرًا في القرن العشرين.
وفي تصريحات علنية، قال جيمي أوليفر: "أنا devastated [مدمر] لأنني سببت الأذى لأحدهم، وأعتذر من أعماق قلبي. لم يكن في نيتي أبدًا إساءة فهم هذه القضية المؤلمة". وأكد أن القرار المشترك مع الناشرين كان سحب الكتاب من الأسواق.
هذا الحادث يسلط الضوء على التحديات التي قد تواجه النجوم والمشاهير عند دخولهم مجال أدب الأطفال، خاصة عندما يتعاملون مع مواضيع ثقافية حساسة. بينما يلاحظ البعض أن هذه الظاهرة قد تضر بمستوى الجودة والمعايير التحريرية في صناعة الكتب.
وقد لقي قرار سحب الكتاب دعمًا من الكتّاب الأصليين في أستراليا، مثل شيريلي ليفي، التي أشادت بإمكانية بناء علاقات أفضل مع المجتمعات الأصلية في المستقبل، من خلال إنتاج قصص أكثر احترامًا وواقعية.