النفط الإيراني قرب طاقته الكاملة رغم العقوبات.. هل تستهدفه إسرائيل؟
تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT
قالت وكالة بلومبيرغ إنه رغم العقوبات الأميركية المستمرة، عادت صناعة النفط الإيرانية إلى مستوى قريب من طاقتها القصوى، وسط مخاوف من تعرضها للخطر في ظل تصاعد التوترات مع إسرائيل.
وأشارت الوكالة إلى أن إنتاج إيران من النفط زاد بنسبة 33% خلال العامين الماضيين ليصل إلى 3.4 ملايين برميل يوميا، وفقًا لبيانات جمعتها من مصادر خاصة، وهو أقل ببضع مئات الآلاف من البراميل فقط عن المستوى الذي كانت تضخه قبل فرض العقوبات الأميركية من قبل الرئيس السابق دونالد ترامب في 2018.
تمكنت إيران من إدخال مزيد من النفط إلى السوق العالمية بأسعار مخفضة، مستفيدة من الطلب الصيني، وذلك بموافقة ضمنية من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن التي فضلت خفض تكاليف البنزين على فرض عقوبات أكثر صرامة، خاصة في سنة انتخابية. ولكن التصعيد العسكري الحالي يهدد هذه الإمدادات الحيوية.
ووفقًا لمحللي مجموعة "أوراسيا" هينينغ غلاويستين وغريغ برو، فإن إيران حققت نجاحًا في تصدير النفط بفضل وجود زبون متحمس في الصين، وزيادة تطور قنوات النقل غير القانونية، وضعف الرغبة الأميركية في اتخاذ إجراءات صارمة.
لكن الأسواق العالمية تأثرت بالتهديدات، حيث قفزت أسعار النفط بنسبة 5% بعد تصريحات بايدن بأن الولايات المتحدة تناقش دعم هجوم إسرائيلي محتمل على إيران.
وتقول بلومبيرغ إن استهداف صناعة النفط في إيران من شأنه أن يلحق ضررًا كبيرًا بالاقتصاد الإيراني، سواء من خلال استهداف المصافي التي تزود السوق المحلية بالوقود أو المنشآت التصديرية التي توفر إيرادات حيوية. ومع ذلك، قد تتردد إسرائيل في استهداف هذه المنشآت نظرًا لعلاقاتها مع الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، ودول بالخليج.
ورغم أن هجومًا مباشرًا على البنية التحتية النفطية قد لا يحدث، فإن عودة إيران إلى سوق النفط قد تكون عرضة للخطر في المستقبل، خاصة إذا قررت إدارة بايدن تغيير سياساتها، أو إذا أعاد ترامب فرض عقوبات أشد في حال فوزه في الانتخابات، وفق بلومبيرغ.
أسطول الظلوتمكنت إيران- حسب بلومبيرغ- من تصدير كميات كبيرة من النفط إلى الصين عبر ما يسمى "بأسطول الظل" من الناقلات القديمة التي تقوم بنقل النفط من سفينة إلى أخرى، أو تغيير بلد المنشأ للنفط.
هذا الأسطول الغامض الذي استخدم أيضًا لنقل النفط الروسي عقب حرب أوكرانيا ساعد إيران في الحفاظ على تدفق النفط رغم العقوبات، كما يضيف تقرير بلومبيرغ.
وتقول شركة "بترو-لوجيستكس"، المتخصصة في تتبع الناقلات، إن الزيادة المستمرة في إنتاج إيران تشكل تحديًا لإستراتيجية منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) الهادفة إلى ضبط الإنتاج ورفع أسعار النفط، إذ إن إيران عضو في المنظمة لكنها معفاة من قيود الإنتاج بسبب العقوبات الأميركية.
ويشير تقرير بلومبيرغ إلى أنه حتى إذا قامت إسرائيل بمهاجمة المنشآت النفطية الإيرانية، فإن لدى "أوبك" وحلفائها القدرة على تغطية أي نقص في الإمدادات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
واشنطن تفرض عقوبات على قطب الغاز الطبيعي الإيراني إمام جمعة.. واليمن يرحب
فرضت وزارة الخزانة الأمريكية أن عقوبات جديدة، الثلاثاء، على قطب الغاز الطبيعي الإيراني سيد أسد الله إمام جمعة، وشبكته التجارية، وذلك مع استمرار المحادثات مع طهران بشأن برنامجها النووي.
وقالت الوزارة، في بيان، إن الشبكة التجارية لإمام جمعة تتحمل مسؤولية شحن كميات من غاز البترول المسال والنفط الخام من إيران إلى الأسواق الخارجية بمئات الملايين من الدولارات.
وأضافت الوزارة أن غاز البترول المسال والنفط الخام يشكلان مصدر دخل رئيسيا لإيران ويُسهمان في تمويل برنامجها النووي وبرامج الأسلحة التقليدية المتطورة، بالإضافة إلى تمويل جماعات تعمل لصالحها في المنطقة مثل جماعة حزب الله اللبنانية والحوثي في اليمن وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وقال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت في البيان: "سعى إمام جمعة وشبكته إلى تصدير آلاف الشحنات من غاز البترول المسال بعضها من الولايات المتحدة للتهرب من العقوبات الأمريكية وتحقيق إيرادات لإيران".
وأدانت إيران العقوبات الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة على قطاع الطاقة بذريعة تمويله البرنامج النووي، في الوقت الذي تتواصل فيه المفاوضات بين البلدين.
وقال متحدث الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في بيان، الأربعاء، إن العقوبات مؤشر واضح على الموقف العدائي لإدارة واشنطن تجاه الشعب الإيراني.
وأوضح أن العقوبات المفروضة تتناقض مع عملية الحوار مع الولايات المتحدة. مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تمارس الترهيب من أجل الضغط السياسي، وأن العقوبات غير قانونية.
وفي السياق رحب اليمن بالإجراء الذي أعلنته وزارة الخزانة الأمريكية، والمتمثل في إدراج الإيراني سيد أسد الله إمام جمعه، وشبكته التجارية ضمن قائمة العقوبات، باعتبارها مسؤولة عن شحن الغاز البترولي المسال والنفط الخام الإيراني إلى اذرع ايران في المنطقة، وعلى رأسها مليشيا الحوثي الإرهابية، هذه الخطوة تمثل ضربة مباشرة لأحد أبرز ممولي المليشيا
وقال وزير الاعلام معمر الارياني إن شبكة إمام جمعه، لعبت خلال السنوات الماضية، دورا محوريا في تهريب وتوريد الغاز البترولي المسال والنفط الخام إلى مليشيا الحوثي، ضمن منظومة تمويل منظم تشرف عليها إيران وتستغل من خلالها الموارد النفطية والغازية لتمويل اذرعها المسلحة، وتنفيذ أجنداتها التخريبية في المنطقة.
وكانت طهران وواشنطن اتفقتا، السبت، على البدء في وضع إطار عمل لاتفاق نووي محتمل، وذلك بعد محادثات وصفها مسؤول أمريكي بأنها أحرزت "تقدما جيدا للغاية". ومن المقرر أن يجتمع كبار المفاوضين مرة أخرى في عُمان، السبت.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على إيران في أوقات سابقة خلال سير المحادثات.
واستضافت مسقط أولى جولات محادثات إيران وواشنطن في 12 نيسان/ أبريل الجاري، حيث لاقت ترحيبا عربيا فيما وصفها البيت الأبيض بأنها "إيجابية للغاية وبناءة".
ومحادثات الجولة الثانية هي ثاني اجتماع رفيع المستوى بين البلدين منذ انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال ولايته الأولى، من الاتفاق النووي عام 2018، والذي نص على تخفيف العقوبات الدولية على إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.