خبراء: الشراكات الاستراتيجية بين مصر والإمارات نموذجية ومحورية
تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT
تُعَد العلاقات الاقتصادية بين الإمارات ومصر واحدة من أبرز النماذج الناجحة للشراكات الاستراتيجية في العالم العربي، حيث ترتكز على أسس قوية من التعاون المتبادل والرؤية المشتركة نحو التنمية المستدامة والازدهار.
وأكد ثاني سالم الكثيري الكاتب الاقتصادي، أن تاريخ العلاقات المصرية الإماراتية يعود إلي ما قبل عام 1971 الذي شهد قيام دولة الإتحاد تحت قيادة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، والذي حظي بدعم و تأييد مصر بشكل مطلق، واستندت العلاقات بين البلدين إلى أسس الشراكة الإستراتيجية منذ ذلك التاريخ.الإمارات أكبر مستثمر ولفت الكثيري، إلى أن الإمارات تعد أكبر دولة مستثمرة في السوق المصري، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 68 مليار دولار خلال 22 عاماً فقط، وتتميز العلاقات بين البلدين أيضاً بالدعم المتبادل في العديد من المواقف سواء الداخلية أو الإقليمية أو الدولية، وهناك تطابق في الرؤى والأفكار بين قيادة البلدين. علاقات نموذجية ورأى أن العلاقات الثنائية المتنامية بين البلدين أدت إلى زيادة التعاون في مختلف المستويات الاقتصادية، حيث تحتل الإمارات المرتبة الأولى بين الدول العربية والأجنبية المستثمرة في مصر، كما ارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين، ليسجل 4.9 مليار دولار بدلاً من 3 مليارات دولار عام 2022 .
ووفقاً للكثيري فقد سجلت الصادرات المصرية إلى الإمارات ارتفعاً بلغ 1.8 مليار دولار خلال الـ11 شهر الأولى من عام 2022 مقابل 1.4 مليار دولار خلال نفس الفترة من عام 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 14.4%، كما قفزت الاستثمارات الإماراتية في مصر، إلى 5.7 مليار دولار خلال العام المالي 2021 ـ 2022 من 1.4 مليار دولار خلال عام 2020 ـ 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 300.8%.
من جانبه، لفت هاني أبو الفتوح، خبير اقتصادي، إلى أن "الاستثمارات الإماراتية في مصر تتركز بشكل رئيسي في قطاعات حيوية كالعقارات والبنوك والخدمات المالية والصناعة والطاقة واللوجستيات وتساهم هذه الاستثمارات في دفع عجلة التنمية الاقتصادية في مصر، وخلق فرص عمل جديدة، وتطوير البنية التحتية". تكامل اقتصادي وأوضح أن هذه الاستثمارات تتمتع بآثار إيجابية متعددة، كتحفيز النمو الاقتصادي، وخلق فرص عمل، ونقل الخبرات والتكنولوجيا، وعموماً تساهم الشراكة بين مصر والإمارات في تعزيز التكامل الاقتصادي في المنطقة العربية وتكوين كتلة اقتصادية قوية.
بدوره، رأى الدكتور باسل بشير، الباحث في الإجتماع السياسي، أن "الاستقراء المتأني لمسيرة العلاقات التاريخية بين الشعبين الإماراتي والمصري، تعكس تاريخاً من القيم العربية الأصيلة، والاحترام المتبادل، والمصير المشترك، وهو الأمر الذي حرص الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، على ترسيخه أكثر فأكثر، لما يصب في المصالح العليا للشعبين وللشعوب العربية بوجه عام، فضلاً عن العمل الدؤوب لقيادتي البلدين من أجل التنمية المستدامة، والأمن، والاستقرار، والسلام في ربوع المنطقة والعالم.
وقال بشير إن "تطوير العلاقات الأخوية والتاريخية والمصير المشترك بين الشعبين الشقيقين الإماراتي والمصري يعد نموذجاً حياً لما ينبغي أن تكون عليه العلاقات البينية العربية - العربية، وهو الأمر الذي من شأنه تعزيز الدور العربي بشكل عام بوجه التحديات كافة، وأبرزها تحدي مواصلة التنمية المستدامة والعمل على الأمن والسلام في المنطقة والعالم ومكافحة الإرهاب بشتى صنوفه وأنواعه ووسائله".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات ملیار دولار خلال بین البلدین فی مصر
إقرأ أيضاً:
ذياب بن محمد بن زايد وبيل غيتس يبحثان تعزيز الشراكات الدولية
التقى الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس مجلس الشؤون الإنسانية الدولية، أمس الأربعاء، بيل غيتس، رئيس مؤسسة بيل ومليندا غيتس، الذي يقوم حالياً بزيارة للدولة.
حضر اللقاء، مريم بنت محمد المهيري، رئيس مكتب الشؤون الدولية في ديوان الرئاسة، عضو مجلس الشؤون الإنسانية الدولية.
تعزيز التعاونوجرى خلال اللقاء، بحث سُبل التعاون والعمل المشترك، واستعراض التقدم المحرز في المبادرات المشتركة بين دولة الإمارات ومؤسسة بيل ومليندا غيتس في مجالي الصحة والزراعة عالمياً، وإمكانات تسخير قوة الذكاء الاصطناعي لتعزيز القدرة على مواجهة تحديات التنمية في قطاعات الصحة والتعليم والنظم الغذائية.
تحسين حياة الناسوناقش الطرفان أيضاً سبل التعاون لتحسين حياة الناس ومعيشتهم على مستوى العالم، بما في ذلك مكافحة الأمراض التي يمكن الوقاية منها مثل شلل الأطفال والأمراض المدارية المهملة.
وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، قد قدم منذ عام 2011 دعماً كبيراً للجهود العالمية للقضاء على شلل الأطفال، بما في ذلك تمويل حملة التطعيم العاجلة ضد شلل الأطفال، التي أطلقت في غزة خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول).
كما جرى خلال اللقاء استعراض الإنجازات التي تحققت في عدد من المبادرات الرائدة التي سبق وأعلن عنها أثناء انعقاد مؤتمر الأطراف “COP28” في العام الماضي، والتي أطلقت بدعم مشترك من قبل دولة الإمارات مع مؤسسة بيل ومليندا غيتس.
وشملت إعلانات المؤتمر في ذلك الحين الكشف عن توسع كبير في صندوق بلوغ الميل الأخير، وهو صندوق متعدد المانحين أنشئ عام 2017 بمبادرة من صاحب السمو رئيس الدولة "حفظه الله"، واضعاً ضمن أهدافه القضاء على اثنين من الأمراض المدارية المهملة في قارة أفريقيا، وهما مرض العمى النهري وداء الفيلاريات اللمفاوية.
وتم خلال مؤتمر الأطراف “COP28” الإعلان عن زيادة حجم الصندوق من 100 مليون دولار إلى 500 مليون دولار، كما تم الإعلان عن أهداف طموحة تتمثل في استئصال المرضين من قارة أفريقيا بشكل كامل.
وشمل اللقاء استعراض التقدم الذي أحرزته "شراكة الابتكار الزراعي"، وهي مبادرة أطلقتها دولة الإمارات مع مؤسسة بيل ومليندا غيتس لدفع المساعي المعنية بالمناخ وتقوية النظم الغذائية.
وساهمت هذه الشراكة منذ إطلاقها، في دعم العديد من المشاريع ذات الأولوية لكل من دولة الإمارات ومؤسسة غيتس، ومن أبرزها تسخير قوة الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا في معالجة تحديات الزراعة والنظم الغذائية، وذلك باستحداث حلول متطورة منها مثلاً نظم متقدمة لرصد حالة الطقس ونشر معلومات الأحوال الجوية، بشكل يساعد ملايين المزارعين حول العالم على مواجهة تبعات التغير المناخي.
وشملت الشراكة دعم مبادرات أخرى معنية بالزراعة، مثل "اتحاد سوسة النخيل الحمراء"، الذي يهدف لإنشاء تحالف من المنظمات الدولية والحكومات والقطاع الخاص وأصحاب المصلحة المحليين، للعمل بشكل مستدام على مكافحة واحدة من الآفات الزراعية التي تمثل تهديداً ملموساً لأشجار النخيل في جميع أنحاء العالم.
وأشاد غيتس، خلال اللقاء، بما أثمر عنه التعاون بين مؤسسته ودولة الإمارات العربية المتحدة على مدى العقد الماضي، وعبر عن تقديره لجهود الدولة في تحسين حياة الفئات الأكثر ضعفاً حول العالم.