تُعَد العلاقات الاقتصادية بين الإمارات ومصر واحدة من أبرز النماذج الناجحة للشراكات الاستراتيجية في العالم العربي، حيث ترتكز على أسس قوية من التعاون المتبادل والرؤية المشتركة نحو التنمية المستدامة والازدهار.

وأكد ثاني سالم الكثيري الكاتب الاقتصادي، أن تاريخ العلاقات المصرية الإماراتية يعود إلي ما قبل عام 1971 الذي شهد قيام دولة الإتحاد تحت قيادة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، والذي حظي بدعم و تأييد مصر بشكل مطلق، واستندت العلاقات بين البلدين إلى أسس الشراكة الإستراتيجية منذ ذلك التاريخ.

الإمارات أكبر مستثمر ولفت الكثيري، إلى أن الإمارات تعد أكبر دولة مستثمرة في السوق المصري، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 68 مليار دولار خلال 22 عاماً فقط، وتتميز العلاقات بين البلدين أيضاً بالدعم المتبادل في العديد من المواقف سواء الداخلية أو الإقليمية أو الدولية، وهناك تطابق في الرؤى والأفكار بين قيادة البلدين. علاقات نموذجية ورأى أن العلاقات الثنائية المتنامية بين البلدين أدت إلى زيادة التعاون في مختلف المستويات الاقتصادية، حيث تحتل الإمارات المرتبة الأولى بين الدول العربية والأجنبية المستثمرة في مصر، كما ارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين، ليسجل 4.9 مليار دولار بدلاً من 3 مليارات دولار عام 2022 .
ووفقاً للكثيري فقد سجلت الصادرات المصرية إلى الإمارات ارتفعاً بلغ 1.8 مليار دولار خلال الـ11 شهر الأولى من عام 2022 مقابل 1.4 مليار دولار خلال نفس الفترة من عام 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 14.4%، كما قفزت الاستثمارات الإماراتية في مصر، إلى 5.7 مليار دولار خلال العام المالي 2021 ـ 2022 من 1.4 مليار دولار خلال عام 2020 ـ 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 300.8%.
من جانبه، لفت هاني أبو الفتوح، خبير اقتصادي، إلى أن "الاستثمارات الإماراتية في مصر تتركز بشكل رئيسي في قطاعات حيوية كالعقارات والبنوك والخدمات المالية والصناعة والطاقة واللوجستيات وتساهم هذه الاستثمارات في دفع عجلة التنمية الاقتصادية في مصر، وخلق فرص عمل جديدة، وتطوير البنية التحتية". تكامل اقتصادي وأوضح أن هذه الاستثمارات تتمتع بآثار إيجابية متعددة، كتحفيز النمو الاقتصادي، وخلق فرص عمل، ونقل الخبرات والتكنولوجيا، وعموماً تساهم الشراكة بين مصر والإمارات في تعزيز التكامل الاقتصادي في المنطقة العربية وتكوين كتلة اقتصادية قوية.
بدوره، رأى الدكتور باسل بشير، الباحث في الإجتماع السياسي، أن "الاستقراء المتأني لمسيرة العلاقات التاريخية بين الشعبين الإماراتي والمصري، تعكس تاريخاً من القيم العربية الأصيلة، والاحترام المتبادل، والمصير المشترك، وهو الأمر الذي حرص الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، على ترسيخه أكثر فأكثر، لما يصب في المصالح العليا للشعبين وللشعوب العربية بوجه عام، فضلاً عن العمل الدؤوب لقيادتي البلدين من أجل التنمية المستدامة، والأمن، والاستقرار، والسلام في ربوع المنطقة والعالم.
وقال بشير إن "تطوير العلاقات الأخوية والتاريخية والمصير المشترك بين الشعبين الشقيقين الإماراتي والمصري يعد نموذجاً حياً لما ينبغي أن تكون عليه العلاقات البينية العربية - العربية، وهو الأمر الذي من شأنه تعزيز الدور العربي بشكل عام بوجه التحديات كافة، وأبرزها تحدي مواصلة التنمية المستدامة والعمل على الأمن والسلام في المنطقة والعالم ومكافحة الإرهاب بشتى صنوفه وأنواعه ووسائله".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات ملیار دولار خلال بین البلدین فی مصر

إقرأ أيضاً:

الخارجية النيابية:زيارة السوداني المرتقبة لتركيا “لتعزيز العلاقات “بين البلدين

آخر تحديث: 5 أبريل 2025 - 12:01 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- أكدت لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية،السبت، على أهمية زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى تركيا في هذا التوقيت الحساس.وقال عضو اللجنة مختار الموسوي في تصريح صحفي، إن “الزيارة تأتي في وقت حساس للغاية، لا سيما في ظل التطورات الأخيرة في المنطقة، مثل التوغل الإسرائيلي في سوريا”.وأضاف، أن “هذه الزيارة تمثل فرصة لتعزيز التعاون بين العراق وتركيا في العديد من الملفات الأمنية والاقتصادية”.وأوضح الموسوي أن “من أبرز الملفات التي ستُناقش بين الجانبين، هي تعزيز ضبط الحدود بين البلدين، بما يساهم في سد الثغرات الأمنية”.وشدد على “أهمية ملف المياه، خاصة في ظل الأزمة التي يواجهها العراق في موسم الصيف، والتي قد تؤدي إلى تفاقم مشكلة الجفاف”، مؤكدا أن “الحكومة العراقية تسعى لضمان حصولها على حصتها العادلة من المياه من تركيا”.الموسوي أشار أيضا إلى أن “الزيارة ستتناول ملفات اقتصادية وتجارية هامة، مثل مشروع طريق التنمية، الذي من المتوقع أن يكون من أولويات المباحثات بين السوداني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان”.وأختتم الموسوي تصريحه قائلا: “نحن نؤيد هذه الزيارة لما تحمله من أهمية في تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه المنطقة”.الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى تركيا تأتي في وقت حساس للغاية بالنسبة للعراق والمنطقة بأسرها.وفي ظل تطورات سياسية وأمنية معقدة تشهدها المنطقة، خاصة في سوريا، والتحديات الاقتصادية والبيئية التي يواجهها العراق، تبرز أهمية هذه الزيارة كخطوة استراتيجية لتعزيز التعاون بين البلدين في عدة مجالات حيوية.من أبرز القضايا التي ستتناولها الزيارة ملف المياه، حيث يعاني العراق من أزمة جفاف تهدد موارده المائية مع قدوم فصل الصيف. أيضا، تُعد المسائل الأمنية ذات أهمية خاصة في الزيارة، حيث يشترك العراق وتركيا في ملفات أمنية مشتركة، تتعلق بضبط الحدود بين البلدين ومكافحة التهديدات الإرهابية.الزيارة التي لا تقتصر على البحث في القضايا الثنائية بين العراق وتركيا فقط، ستشمل أيضا التحديات الإقليمية والدولية، مما يجعلها خطوة مهمة في مواجهة التحولات السياسية والأمنية في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • الإمارات والهند.. رؤية راسخة في تعزيز الشراكات الاستراتيجية
  • السيسي: ترفيع العلاقات بين مصر وفرنسا إلى مستوي الشراكة الاستراتيجية خطوة مهمة
  • الرئيس السيسى: ترفيع العلاقات بين مصر وفرنسا خطوة تحقق تطلعات البلدين
  • الرئيس السيسي: ترفيع العلاقات بين مصر وفرنسا إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية خطوة مهمة لتحقيق تطلعات البلدين
  • الرئيس السيسي: ترفيع العلاقات بين مصر وفرنسا خطوة مهمة لتحقيق مصالح البلدين
  • السيسي وماكرون يوقعان على إعلان مشترك لترفيع العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية
  • 7 مليارات يورو.. العلاقات المصرية الفرنسية تحلق نحو آفاق جديدة من الشراكة الاستراتيجية
  • وزير الخارجية الفرنسي في الجزائر لتعزيز العلاقات وتخفيف التوتر بين البلدين
  • وزير الخارجية الفرنسي يزور الجزائر لتجاوز أسوأ أزمة بين البلدين
  • الخارجية النيابية:زيارة السوداني المرتقبة لتركيا “لتعزيز العلاقات “بين البلدين