لا لتغيير أسماء الشوارع …
معركة في غير معترك وسابقة لأوانها ..
إدمان تمجيد الذات مشكلة شباب التنظيمات ..
تابعت خلال اليومين السابقين محاولات بعض الشباب تغيير إسم شارع المعونة في الخرطوم بحري لشارع البراء بن مالك.
أسماء المعالم جزء من التاريخ والهوية المحلية للمكان ، ولو ظللنا نغير أسماء معالمنا فستفقد مناطقنا تاريخها لأن الإسم الأول عادة ما يكون مرتبطا بحدث تاريخي صغيرا كان أم كبيرا وفي كثير من الأحيان ما يكون الذوق الشعبي هو السبب في رواج الاسم المتداول والذي ربما لا يكون هو الاسم الرسمي المجهول والمهمل.
فمثلا شارع الموردة في أم درمان إسمه الرسمي في خرائط بلدية أم درمان شارع الخليفة عبد الله ولكن من يعلم ذلك وإذا علمه من يستخدمه ؟ وشارع الستين في الخرطوم أطلقت عليه الحكومة شارع الشيخ بشير النفيدي وحين وجدت أسرته الإسم مهجورا أطلقت مهرجانا للترويج للإسم وعلقوا لافتات وتمر الحافلات باللافتة فينادي الكمساري .. الستين … الستين …
مثل هذه التجربة الفاشلة حين أراد بعضهم تغيير إسم شارع الاربعين في أم درمان لشارع الشهيد عبد العظيم ذلك الشاب الشجاع الذي تحدى بصدر عار قوات مكافحة الشغب فأطلقوا عليه الرصاص.
شارع عبيد ختم ترسخ لأنه كان معلما جديدا ، إذا أردت لإسم ما أن يترسخ أطلقه على معلم جديد ، شارع ، قاعة محاضرات ، وهلمجرا.
في هذه الحرب علينا أن لا نحتكر توزيع بطاقات البطولة.
هنالك أبطال كثر يستحقون التكريم.
الأسرة التي صمدت صمودا أسطوريا في الخرطوم بحري حتى وصلهم الجيش فوجدهما وحدهما في الحي الخالي من السكان الزوج وزوجته وقد عاشا الأهوال هؤلاء أبطال يستحقون التكريم.
الأساتذة الجامعيين الذين اخترقوا الأهوال من جنوب الخرطوم إلى بيت زميلهم المتوفي من عدة أيام ليكفنوه ويحملوه على عربة كاروا ليدفنوه في المدرعات أبطال يستحقون التكريم.
سوهندا رائدة فكرة التكايا بطلة تستحق التكريم.
العشرات من الذين صمدوا في منازلهم وحاولوا حماية بيوت الجيران من النهب ودفع بعضهم حياته ثمنا لذلك أبطال يستحقون التكريم وأن تظل بطولاتهم حية وقصصا تروى.
الصامدين في بيوتهم بسبب جيران عجزة لا أولاد ولا راع لهم يخدمونهم بقضاء الحوائج وقد قتل بعضهم بالرصاص الطائش بسبب الصمود وعدم المغادرة والتضحية لأجل جار وجارة عجوز.
علينا أن نغادر الفهم الضيق لمعنى البطولة المحصور في المقاتل الذي يحمل السلاح فهذه الحرب الوجودية شهدت أنماطا مبتكرة لا تحصى للبطولات والتضحيات لأناس عاديين مغمورين.
البطولة والبطولات لا يجب أن تكون حكرا لجماعة أو تنظيم مع كامل التقدير والاحترام لكل من قدم دمه وروحه.
وللمصرين على رأيهم لا تتعبوا أنفسكم في إقناعي ، أقنعوا السيد الكمساري أولا وأخيرا.
#كمال_حامد ????
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
مكافأة لمن يجد «بسبوسة».. «أمنية» تبحث عن قطتها الغائبة منذ 9 أيام
أربعة عشر شهرا كاملة عاشتها أمنية محمد، من محافظة الإسكندرية، مع قطتها الصغيرة «بسبوسة»، تدللها وتشعر بالحب والونس معها، اعتادت اصطحابها معها في كل مكان، حتى خلال سفرها إلى محافظة بني سويف للدراسة، وذات يوم غادرت «أمنية» سكنها الجامعي وعند عودتها لم تجد القطة تهرول لترتمي في حضنها كالعادة؛ فراحت تفتش منزلها بالكامل بحثًا عنها، لكنها لم تجدها.
أمنية تبحث عن قطتهاخيَّمت مشاعر الحزن والخوف على قلب الفتاة العشرينية، الطالبة بكلية فنون جميلة قسم الديكور جامعة بني سويف، ونزلت إلى الشارع بحثا عن قطتها، تسأل كل من يقابلها أملا أن يدلّها أحدهم على «بسبوسة» التي لم تعتد الخروج من المنزل بمفردها، إذ تهاب الصوت العالي وزحام السيارات والمارة في الشوارع: «دورت عليها في كل مكان حوالين السكن بتاعي، في ناس كانت بتستغرب وأنا بسألهم وأوري لهم الصورة، وفي ناس كانت بتقول لي سيبي رقمك ولو شوفناها هنرن عليكي، ولحد دلوقتي لسه محدش لقاها».
9 أيام قضتها «أمنية» بين محاضراتها بالجامعة صباحا، والبحث عن قطتها مساء في كل شارع ومنطقة تخطر على بالها، يعتصر قلبها حزنا وهي تُفكر في حال تلك الصغيرة التي تهيم في الشوارع دون وجهة محددة: «هي بتخاف من أقل حاجة، وبتخاف من صوت العربيات والزحمة، أكيد دلوقتي خايفة وهي في الشارع لوحدها».
الاستعانة بالسوشيال ميديالم تكتف طالبة الفنون الجميلة بالبحث عن القطة في الشوارع وسؤال المارة وأصحاب المحال وحراس العقارات وساكنيها، بل راحت تستغل منصات التواصل الاجتماعي المختلفة وقدرتها على الوصول لأكبر عدد من الناس، إذ نشرت عدة صور لقطتها عبر «فيسبوك»، مطالبة مستخدميه مساعدتها في الوصول إليها: «من ساعة ما نشرت البوست وأنا قلبي بيتنفض مع كل إشعار يجيلي خاص على البوست ده، على أمل أن يكون حد لقاها وهيوصلني بيها».
مكافأة مالية لمن يجد بسبوسةومن شدة اشتياقها وحبها لها، عرضت «أمنية» مكافأة مالية لمن يساعدها في الوصول إلى قطتها الصغيرة التي تبنتها وهي في شهرها الثالث من عمرها قبل أكثر من عام، وكبرت بين يديها: «مش محددة المكافأة كام بالضبط، ممكن تبدأ من 500 أو 1000 جنيه، المهم إني أوصل للقطة بتاعتي»، لافتة إلى أنها لديها قطة أخرى تربيها، ورغم ذلك لا يمكنها التخلي عن «بسبوسة».