7 حروب إسرائيلية على غزة بينها 5 في عهد نتنياهو منذ انسحابها الأحادي عام 2005
تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
لم تتوقف الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني سواء قبل أو بعد إقامة الدولة العبرية عام 1948، في محاولة لفرض الاستسلام والأمر الواقع عليه والحيلولة دون إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بحسب قرارات الشرعية الدولية.
وتتنوع هذه الجرائم ما بين الحروب والعمليات العسكرية والاقتحامات اليومية والاعتقالات التعسفية والتوسع الإستيطاني وإطلاق يد المستوطنين المتطرفين والعقوبات الجماعية والقتل غير المشروع والتهجير القسري وفرض القيود على التنقل ومصادرة الأراضي وهدم المنازل، إلى جانب الاعدامات الميدانية، واحتجاز جثامين الشهداء، وإساءة معاملة الأسرى.
وكان لقطاع غزة الذي يعد أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، حيث يقطنه نحو 4ر2 مليون فلسطيني، النصيب الأكبر من الحروب الإسرائيلية، فمن بين سبعة حروب شنتها إسرائيل على القطاع خلال العقدين الأخيرين، خاض رئيس الوزراء اليميني بنيامين نتنياهو خمسة حروب، كان آخرها الحرب الدامية والمدمرة التي مر عام عليها وتدور رحاها حاليا بعد هجوم "طوفان الأقصى" المباغت وغير المسبوق الذي شنته حركة حماس على المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة في السابع من أكتوبر 2023.
وتشمل الحروب السبعة التي شنتها إسرائيل على غزة منذ انسحابها الأحادي الجانب من القطاع في أغسطس عام 2005:
* عملية "أمطار الصيف" في 2006:
قاد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت عملية عسكرية للجيش تحت اسم "أمطار الصيف"، ردا على أسر مقاتلين فلسطينيين للجندي جلعاد شاليط خلال هجوم على دبابة قرب حدود قطاع غزة في 25 يونيو عام 2006.
وبعد الأسر بيومين، بدأت العملية الإسرائيلية بقصف واسع، تلاه توغل بري لتحقيق هدف إطلاق سراح شاليط، ووقف إطلاق الصواريخ باتجاه مستوطنات غلاف غزة، وكشف شبكة الأنفاق المستخدمة في هجمات الفصائل الفلسطينية، مثل تلك التي أدت إلى أسر شاليط.
وفي الـ 26 من نوفمبر 2006، توصل الطرفان إلى وقف لإطلاق النار رغم فشل إسرائيل في تحرير شاليط وتحديد مكان احتجازه، إلى أن أطلق سراحه بعد أكثر من خمس سنوات، في 18 أكتوبر عام 2011، إثر صفقة لتبادل الأسرى برعاية مصرية أسفرت أيضا عن إطلاق سراح 1027 معتقلا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية بينهم يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحماس، والذي تتهمه إسرائيل بأنه ومحمد الضيف القائد العسكري في الحركة "مهندسا" هجمات 7 أكتوبر "طوفان الأقصى".
* حرب "الرصاص المصبوب" 2008 – 2009
إبان رئاسة أولمرت للحكومة أيضا، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا على قطاع غزة في 27 ديسمبر 2008، أطلق عليها اسم "الرصاص المصبوب"، ردا على الصواريخ التي تطلقها حركة حماس على الغلاف، والتي ردت بدورها على الهجوم ضمن عملية سمتها "معركة الفرقان".
وكانت إسرائيل تهدف من وراء هذه الحرب إلى إنهاء حكم حماس للقطاع، ومنعها من قصف إسرائيل بالصواريخ، فضلا عن الوصول إلى مكان احتجاز شاليط.
وأسفرت هذه الجولة التي استمرت 23 يوما وتوقفت في 18 يناير 2009عن استشهاد أكثر من 1430 فلسطينيا، بينهم نحو 400 طفل و240 امرأة، إضافة إلى أكثر من 5400 جريح. وتدمير نحو 10 آلاف منزل دمارا كليا أو جزئيا..في المقابل اعترف الاحتلال بمقتل 13 إسرائيليا، بينهم 10 جنود، وإصابة 300 آخرين.
* حرب "عامود السحاب" عام 2012:
شن جيش الاحتلال الإسرائيلي في 14 نوفمبر 2012، عملية عسكرية أطلق عليه اسم "عامود السحاب"، وردت "حماس" باطلاق اسم "حجارة السجيل" على المعركة.
وانطلق العدوان الإسرائيلي باغتيال أحمد الجعبري، قائد كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، ومهندس صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين بالجندى الإسرائيلي شاليط في أكتوبر 2011، وكان الهدف من العدوان تدمير المواقع التي تخزن فيها حركات المقاومة صواريخها.
وخلف العدوان الذي استمر 8 أيام، 165 شهيدا فلسطينيًا و1220 جريحا آخرين، في المقابل قتل 4 مدنيين إسرائيليين، وجنديان، وجرح 240.
وخلال هذه الجولة، قصفت الفصائل الفلسطينية إسرائيل بأكثر من 1500 قذيفة صاروخية، بعضها تجاوز مداه 80 كيلومترا، ووصل إلى تل أبيب لأول مرة في تاريخ الصراع مع إسرائيل.
وفي 21 نوفمبر 2012، تم التوصل إلى وقف إطلاق النار وإعلان اتفاق تهدئة بين الطرفين برعاية مصرية.
* حرب "الجرف الصامد" 2014:
في السابع من يوليو 2014، شنت إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة استمرت 51 يوما، أطلقت عليها اسم "الجرف الصامد"، وردت عليها حماس باسم معركة "العصف المأكول".
وجاءت في أعقاب اغتيال إسرائيل 6 من أعضاء حماس زعمت أنهم وراء اختطاف وقتل 3 مستوطنين في الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، وهو ما نفته حماس، كما كان من أسباب هذه المواجهة أن اختطف مستوطنون الطفل الفلسطيني محمد أبو خضير وعذبوه وقتلوه حرقا في القدس المحتلة.
وقال نتنياهو آنذاك إن هدف العملية الإسرائيلية هو تدمير شبكة الأنفاق التي بنتها حماس وفصائل المقاومة تحت الأرض في غزة، وامتد بعضها تحت الغلاف الحدودي، ووقف إطلاق الصواريخ الفلسطينية على إسرائيل، ومنع المزيد من الهجمات.
وتسببت الحرب في استشهاد نحو 2200 فلسطيني وإصابة أكثر من 11 ألفا آخرين وتدمير البنى التحتية وعشرات الآلاف من المنازل. في المقابل قتل 65 جنديا إسرائيليا، و4 مدنيين، إضافة إلى عامل أجنبي واحد، وأصيب 2522 إسرائيليا بجروح، بينهم 740 عسكريا بحسب بيانات رسمية.
كما أعلنت كتائب القسام في 20 يوليو 2014 أسرها الجندي الإسرائيلي شاؤول آرون، خلال تصديها لتوغل بري لجيش الاحتلال في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وانتهت الحرب في 26 أغسطس 2014 بتوصل الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى اتفاق لوقف اطلاق النار برعاية مصرية.
* معركة "الحزام الأسود" 2019
بعد أن وضعت حرب 2014 أوزارها، استمر الهدوء الحذر والترقب بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل إلى أن استيقظ أهالي قطاع غزة في 12 نوفمبر 2019 على دوي انفجار بصاروخ انطلق من طائرة إسرائيلية مسيرة، استهدف قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بهاء أبو العطا في شقته السكنية في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وأدى إلى استشهاده مع زوجته.
وأطلق جيش الاحتلال على العملية التي استمرت بضعة أيام اسم "الحزام الأسود"، وردت حركة الجهاد الإسلامي على الاغتيال بعملية سمتها "صيحة الفجر"، أطلقت خلالها مئات الصواريخ على مواقع وبلدات إسرائيلية.
وتضمنت أهداف الجيش الإسرائيلي توجيه ضربة قاسية لحركة الجهاد، وإيجاد شرخ بينها وبين "حماس" التي لم تشارك في القتال.
وبينما تكتمت إسرائيل على خسائرها البشرية والمادية، فإن غاراتها الجوية أسفرت عن استشهاد 34 فلسطينيا، وجرح أكثر من 100 آخرين، بينهم نشطاء في سرايا القدس، وأعداد كبيرة من المدنيين.
* معركة حارس الأسوار- "سيف القدس" 2021:
على إثر اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك والمخططات الإسرائيلية لترحيل سكان حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، اندلعت جولة جديدة من القتال بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية خلال الفترة من العاشر وحتى 21 مايو 2021.
ووجهت حماس عبر جناحها العسكري كتائب القسام خلال هذه الجولة التي أطلقت عليها اسم معركة "سيف القدس"، فيما سمتها دولة الاحتلال "حارس الأسوار"، ضربات صاروخية في العمق الإسرائيلي بعضها تجاوز مداه 250 كيلومترا.
وردت إسرائيل بقصف عنيف على مناطق مختلفة في قطاع غزة استهدفت خلاله آلاف المنازل وعدة أبراج سكنية، وأعلنت تدمير نحو 100 كيلومتر من الأنفاق في غزة.
ووفقا لأرقام رسمية فلسطينية، أسفرت هذه الحرب عن استشهاد 243 شخصا، منهم 66 طفلًا، 39 امرأة، و17 مسنًا، في حين أصيب 1910 آخرون بجروح.في المقابل قتل 12 إسرائيليًا وأصيب 330 آخرون، وفق مصادر إسرائيلية.
* معركة الفجر الصادق- "وحدة الساحات":
في الخامس من أغسطس 2022، اغتالت إسرائيل قائد المنطقة الشمالية لسرايا القدس (الذراع العسكري لحركة الجهاد)، حيث استهدفته بطائرة مسيرة داخل شقة سكنية في حي الرمال وسط مدينة غزة.
وجاءت عملية الاغتيال آنذاك في ظل جهود وساطة لمنع تدهور الأوضاع، إثر إقدام إسرائيل على اعتقال القيادي البارز في حركة الجهاد في جنين بالضفة الغربية بسام السعدي.
وأطلقت إسرائيل على العملية – لم تشارك فيها حماس آنذاك- اسم "الفجر الصادق"، فيما سمتها حركة الجهاد الإسلامي "وحدة الساحات"، وأطلقت خلالها مئات الصواريخ على بلدات ومدن إسرائيلية، مدعومة بفصائل فلسطينية أخرى هي كتائب المقاومة الوطنية وكتائب المجاهدين وكتائب شهداء الأقصى (الجناح العسكري لحركة فتح).
وخلال هذه الجولة، قصفت سرايا القدس تل أبيب ومطار بن جوريون وأسدود وبئر السبع وعسقلان ونتيفوت وسديروت.
ووفقا لأرقام وزارة الصحة في قطاع غزة، بلغ عدد شهداء هذه الحرب 24 شخصا، بينهم 6 أطفال، في حين أصيب 203 بجروح مختلفة، فيما تكتم الجانب الإسرائيلي على خسائره.
* حرب السيوف الحديدية - "طوفان الأقصى" أكتوبر 2023 وحتى اليوم:
في فجر السابع من أكتوبر 2023، شنت المقاومة الفلسطينية ممثلة في كتائب القسام وسرايا القدس وباقي الأذرع العسكرية للفصائل هجوما مباغتا وغير مسبوق على مستوطنات غلاف غزة أطلقت عليه "حماس" اسم "طوفان الأقصى" والذي ما زالت تداعياته مستمرة حتى اليوم.
بدأ الهجوم بإطلاق آلاف الصواريخ على إسرائيل، وتسلل برا وبحرا وجوا نحو ألف من مقاتلي النخبة في كتائب القسام إلى المستوطنات المحيطة بالقطاع واستولوا على العديد من المواقع العسكرية، فضلا عن عدة مستوطنات وبلدات في الغلاف، منها معبر بيت حانون (إيرز المخصص لتنقل الأفراد شمال قطاع غزة) وقاعدة زيكيم العسكرية وقاعدة رعيم العسكرية ومستوطنات كفار عزة وناحل عوز وبئيري.
ووفقا للجيش الإسرائيلي، أسفر الهجوم الذي استمر بضع ساعات عن مقتل 1200 إسرائيلي وأسر أكثر من 200 آخرين بينهم عشرات الضباط والجنود.
وفي اليوم نفسه، أعلنت إسرائيل الحرب على قطاع غزة تحت اسم عملية "السيوف الحديدية"، بدأتها بالغارات الجوية المدمرة والأحزمة النارية التي استهدفت الحجر والبشر، ثم اقتحمت بقواتها البرية المدججة بمختلف أنواع الأسلحة من الدبابات والمدفعية والمدعومة بالطائرات المتنوعة القطاع وحاصرت المستشفيات ومراكز إيواء النازحين، ودمرت غالبية المباني والمستشفيات والمساجد والبنى التحتية واستهدفت المدنيين العزل بالقصف العشوائي والمجازر اليومية.
ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، أدت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي ترقى إلى "الإبادة الجماعية" وفقا للأمم المتحدة ومؤسسات إنسانية دولية إلى استشهاد ما يقارب 42 ألف فلسطيني جلهم من النساء والأطفال والشيوخ وإصابة 97 ألفا آخرين، وتدمير حوالى 90 في المئة من المنازل والبنى التحتية، فضلا عن وجود نحو 11 ألفا في عداد المفقودين تحت الأنقاض.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: غزة القدس الشرقية نتنياهو الاستيطان طوفان الأقصى کتائب القسام على قطاع غزة حرکة الجهاد إسرائیل على هذه الجولة فی المقابل السابع من أکثر من غزة فی
إقرأ أيضاً:
"يديعوت أحرونوت": نتنياهو يواجه مهمة حرجة في اجتماعه بترامب ويحمل خمس أولويات بينها المحادثات مع السعودية (ترجمة خاصة)
قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يواجه مهمة حرجة في واشنطن ويحمل خمس قضايا رئيسية ينبغي لرئيس الوزراء أن يضعها في أولوياته في اجتماعه مع الرئيس دونالد ترامب، بينها المحادثات مع السعودية.
وأضافت الصحيفة في تحليل ترجمه للعربية "الموقع بوست" من المقرر أن يقوم نتنياهو بزيارة واشنطن هذا الأسبوع، في لحظة تاريخية باعتباره أول زعيم أجنبي يلتقي بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ولايته الثانية.
وذكر أن هذه الزيارة تتناقض بشكل صارخ مع تجربة نتنياهو مع الإدارة السابقة، حيث كافح في البداية لتأمين لقاء مع الرئيس. ولكن الآن، يصل إلى واشنطن كزعيم لدولة في حالة حرب، حيث يضع ترامب نفسه بالفعل كواحد من أقوى حلفاء إسرائيل".
وتوقع التحليل أن تركز الأجندة على الشرق الأوسط، حيث لم يهدر ترامب أي وقت في اتخاذ إجراءات حاسمة. ففي الأسابيع القليلة الأولى من ولايته الجديدة، أرسل مبعوثه الرئيسي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى المنطقة، ووقع على أوامر تنفيذية بخفض التمويل للأونروا، وفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، وعجل بوصول الأسلحة إلى إسرائيل - بما في ذلك القنابل الضخمة اللازمة لشن هجوم ضد المنشآت النووية الإيرانية.
وقالت الصحيفة العبرية في تحليلها إنه "إلى جانب هذا العرض المتوقع للتضامن، يواجه نتنياهو مهمة بالغة الأهمية".
وفيما يلي خمس قضايا رئيسية ينبغي لرئيس الوزراء أن يضعها في أولوياته في هذا الاجتماع".
1 - التوافق على الخطوات التالية التي ستتخذها إسرائيل تجاه إيران
على مدى الأشهر الستة عشر الماضية، خاضت إسرائيل حربًا على سبع جبهات، وكانت إيران في مركز الصراع. وكان كثيرون في إسرائيل ينتظرون عودة ترامب إلى منصبه لتنسيق هجوم على النظام وعرقلة برنامجه النووي.
اعتقد البعض أن ترامب قد يقود الولايات المتحدة في ضربة مباشرة ضد إيران. ومع ذلك، فإن خطاب تنصيبه أشار إلى خلاف ذلك. صرح ترامب، "سنقيس نجاحنا ليس فقط بالمعارك التي نفوز بها ولكن أيضًا بالحروب التي ننهيها - وربما الأهم من ذلك، الحروب التي لا ندخلها أبدًا".
في الوقت نفسه، اتخذ ترامب بالفعل خطوات لدعم الجهود العسكرية الإسرائيلية. لقد أصدر تعليماته للجيش الأمريكي برفع الحظر - الذي فرضه الرئيس الديمقراطي السابق جو بايدن - على إمداد إسرائيل بقنابل تزن 2000 رطل. تمكن هذه الخطوة إسرائيل من تنفيذ هجوم واسع النطاق إذا لزم الأمر وربما تكون تشجيعًا لإسرائيل على القيام بذلك.
في أكتوبر/تشرين الأول، شنت إسرائيل ضربات جوية وطائرات بدون طيار دقيقة استهدفت أنظمة الدفاع الجوي التي تحمي منشآت النفط والغاز الإيرانية الرئيسية، فضلاً عن المواقع العسكرية المرتبطة ببرنامج طهران النووي وإنتاج الصواريخ الباليستية. تشير التقارير إلى أن الضرر كان أكبر بكثير مما اعترفت به إيران، وبالتالي فإن إسرائيل مستعدة بشكل أفضل من أي وقت مضى لضربة أخرى.
ومع ذلك، يبقى السؤال: هل استهداف المنشآت النووية الإيرانية هو أفضل مسار للعمل؟ يزعم بعض الخبراء أن مهاجمة البنية التحتية للطاقة في إيران ستكون أكثر فعالية، بينما يقترح آخرون أن الضغط الاقتصادي ودعم المعارضة الداخلية قد يدفع الإيرانيين إلى الإطاحة بنظامهم.
بغض النظر عن الاستراتيجية، يجب تنسيق أي هجوم مع الولايات المتحدة. يجب على نتنياهو استخدام هذه الزيارة لبدء - أو الانتهاء - من هذه الخطط.
كما قال اللواء (المتقاعد) يعقوب أميدرور لصحيفة ميديا لاين، "أنا لا أقول إننا بحاجة إلى موافقة من أمريكا - يمكننا القيام بذلك دون موافقتهم. أنا لا أقول إننا يجب أن نفعل ذلك معهم - يمكننا أن نفعل ذلك بأنفسنا. لكن سيكون من الخطأ الكبير عدم التنسيق".
2- الدفع نحو التنفيذ الكامل لصفقة الرهائن
عندما يصل نتنياهو إلى واشنطن، ستكون إسرائيل قد قطعت نصف الطريق تقريبًا في المرحلة الأولى من صفقة الرهائن. ومع ذلك، لا تزال هناك مرحلتان أخريان. وإذا وافق الجانبان، فسيتم إطلاق سراح الرهائن الـ 65 المتبقين الذين لم يتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى في المرحلة الثانية.
وقد ناشدت عائلات هؤلاء الرهائن ترامب وويتكوف شخصيًا، وحثتهما على مواصلة المفاوضات وضمان تنفيذ الصفقة بالكامل. وفي يوم السبت، بعد إطلاق سراح الرهينة الأمريكي الإسرائيلي كيث سيجل، قالت عائلته في بيان: "شكرًا لك يا رئيس ترامب، على إعادة والدنا إلينا. هناك الآن 79 رهينة ينتظرون أيضًا لم شملهم مع أحبائهم. أملنا معكم".
يتعين على نتنياهو أن يعزز هذه الرسالة، على الرغم من المقاومة التي أبداها ائتلافه اليميني المتطرف. وكما قال راشيل وجون جولدبرج بولين، والدا الرهينة الأميركي الإسرائيلي المقتول هيرش جولدبرج بولين: "إن إسرائيل كلها بحاجة إلى البدء في عملية شفاء وطنية لا يمكن أن تبدأ حقاً إلا بعد إعادة جميع الرهائن إلى ديارهم".
3- ضمان التزام الولايات المتحدة بمواجهة الحوثيين
بعد أكثر من عام من الضربات الحوثية على السفن في البحر الأحمر، شكلت الولايات المتحدة الشهر الماضي تحالفا يضم أكثر من 20 دولة للرد.
في يناير/كانون الثاني، حذر بيان مشترك من أستراليا والبحرين وبلجيكا وكندا والدنمرك وألمانيا وإيطاليا واليابان وهولندا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية وسنغافورة والمملكة المتحدة الحوثيين من المزيد من الهجمات على الشحن الدولي. وعندما تجاهل الحوثيون هذا التحذير، رد التحالف - بقيادة المملكة المتحدة والولايات المتحدة - بالقوة، وشن ضربات جوية وصاروخية ضد عشرات الأهداف الحوثية في اليمن.
في الوقت الحالي، أوقف الحوثيون نيرانهم ضد إسرائيل، حيث لا يزال وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس قائما. ومع ذلك، لا توجد ضمانات بأن هذا سيستمر. ومع ذلك، كانت هجمات الحوثيين على إسرائيل طفيفة مقارنة بهجماتهم على الشحن التجاري. لا ينبغي لإسرائيل أن تتولى زمام المبادرة في هذه المعركة.
قال بعض المحللين إن السياسات الأمريكية على مدى العقد الماضي سمحت للحوثيين بتعزيز قوتهم. استخدمت المجموعة مواردها الخاصة، إلى جانب الدعم الإيراني، لتطوير أسلحة متطورة بشكل متزايد. ونتيجة لهذا، يظل الحوثيون يشكلون تهديدا أمنيا واقتصاديا كبيرا.
ويتعين على نتنياهو أن يضمن أن ترامب يدرك تماما الدور الأميركي في المعركة ضد الحوثيين. وينبغي له أن يدفع باتجاه التزام الولايات المتحدة وحلفائها بإجراء المزيد من الضربات إذا استمرت هجمات الحوثيين على الشحن. وعلى المدى الطويل، يتعين على ترامب أيضا أن يستكشف سبل قطع الدعم الإيراني للحوثيين، ومنع التصعيد في المستقبل.
4 - التعبير عن الامتنان للدعم الديني لإسرائيل
صرحت إدارة ترامب أن أحد أهدافها الرئيسية هو تحقيق السلام في الشرق الأوسط. لقد فشلت الجهود السابقة، وكما يقول المثل، لا يمكن للمرء أن يستمر في فعل الشيء نفسه بينما يتوقع نتائج مختلفة.
وبالتالي، فمن المرجح أن يتبنى ترامب نهجا جديدا.
تم تقديم تشريع جديد في الكونجرس ومجلس الشيوخ لتغيير المصطلحات الرسمية للمنطقة المعروفة حاليا باسم الضفة الغربية. وينص مشروع القانون المقترح على أن تشير جميع الوثائق الحكومية إلى المنطقة باسم "يهودا والسامرة" - وهو مصطلح يتماشى مع المراجع التوراتية والتاريخية.
إن هذا التحول مهم لتعزيز الارتباط التاريخي اليهودي بالأرض، والتأثير على الحوار الدولي، وإعادة تشكيل النقاش حول حل الدولتين.
قالت النائبة كلوديا تيني، التي قدمت مشروع القانون في الكونجرس: "نحن بحاجة إلى التأكد من أننا لا نسمح بتسليح اللغة والتقاليد وتاريخ إسرائيل بمصطلحات مثل "الضفة الغربية". وفي حديثها في حفل إعادة إطلاق كتلة حلفاء إسرائيل في الكونجرس الشهر الماضي، أكدت على أهمية استعادة المصطلحات الدقيقة. ووفقًا لتيني، فإن ترامب يدعم التشريع.
في خطوة رئيسية أخرى، رشح ترامب القس مايك هاكابي، حاكم أركنساس السابق ومؤيد قوي لإسرائيل، كسفير للولايات المتحدة لدى الدولة اليهودية. لطالما دافع هاكابي عن قلب إسرائيل التوراتي وقال لإذاعة الجيش في نوفمبر "بالطبع، ضم يهودا والسامرة هو احتمال في ظل إدارة ترامب الثانية.
بالإضافة إلى ذلك، في سبتمبر/أيلول، نشر السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل ديفيد فريدمان كتاباً يحدد الخطوط العريضة لحل مقترح للضفة الغربية. وتدعو خطته إلى توسيع السيادة الإسرائيلية على المنطقة بأكملها مع منح الإقامة الدائمة لنحو 2.7 مليون فلسطيني يعيشون هناك. كما تسعى إلى الحصول على دعم أميركي وخليجي لـ"خطة مارشال" لتحسين الرعاية الصحية والتعليم والتنمية الاقتصادية في المنطقة.
على الرغم من أن فريدمان لم يُمنح دوراً في إدارة ترامب الجديدة، إلا أنه لا يزال على صلة وثيقة بالرئيس. ومن غير الواضح ما إذا كان ترامب سيتبنى هذه الخطة، لكنه على علم بها على الأرجح.
5- تحديد ما هو خارج الطاولة في المحادثات مع المملكة العربية السعودية
وأخيرا، كان إنشاء دولة فلسطينية أحد الشروط الرئيسية للتطبيع مع المملكة العربية السعودية - وهو الهدف الذي يبدو أن ترامب عازم على دفعه إلى الأمام.
إن إسرائيل ستستفيد بشكل كبير من اتفاق السلام مع المملكة العربية السعودية والدول التي قد تتبعها. إن الاستقرار الإقليمي من شأنه أن يعزز موقف إسرائيل ويعزز قدرتها على ردع إيران، التي هي على وشك الحصول على أسلحة نووية.
ومع ذلك، لا تستطيع إسرائيل الموافقة على إنشاء دولة فلسطينية في هذا الوقت. ويزعم كثيرون أن مثل هذه الخطوة ستكون مكافأة للهجوم الإرهابي الشنيع الذي نفذته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وعلاوة على ذلك، تظل السلطة الفلسطينية فاسدة للغاية وسوء الإدارة. في استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في رام الله خلال الصيف، وجد أن 20% فقط من الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة يريدون أن يحكمهم حزب فتح التابع للسلطة الفلسطينية - في حين أن ضعف هذا العدد ما زالوا يدعمون حماس.
لذلك، ما لم تحدث تغييرات كبيرة غير متوقعة، فلن تكون الحكومة الوظيفية للدولة الفلسطينية قابلة للحياة.
عندما وقعت إسرائيل على اتفاقيات إبراهيم في عام 2020، وافقت على تعليق خططها لضم أجزاء من الضفة الغربية. قادت الإمارات العربية المتحدة الصفقة، وحصلت على وعد من حكومة نتنياهو بوقف جهود الضم - وهو الترتيب الذي حظي بموافقة ترامب.
اليوم، بعد 7 أكتوبر، تغير المشهد. قبل أن تتقدم المفاوضات مع المملكة العربية السعودية إلى أبعد من ذلك، يجب على نتنياهو أن يتحالف مع ترامب بشأن الخيارات التي يجب أن تكون خارج الطاولة. إن تحديد خطوط حمراء واضحة الآن يمكن أن يمنع حدوث مضاعفات في المستقبل.