المغرب يعرف درجات حرارة قصوى مطلقة في عدد من المناطق (الأرصاد الجوية)
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
أعلنت المديرية العامة للأرصاد الجوية، أن الحالة الجوية العامة خلال الأسبوع الجاري، تتميز بموجة حر شديدة همت معظم أرجاء المملكة مع تسجيل درجات حرارة قصوى مطلقة.
وأوضحت المديرية في بلاغ لها أن هذا الجو الشديد الحرارة والمعروف بظاهرة “الشركي”، يعزى إلى صعود كتل هوائية حارة وجافة قادمة من الصحراء الكبرى نحو المغرب، مما تسبب في ارتفاع شديد في درجات الحرارة، حيث تجاوز المعدل الشهري بـ 5 إلى غاية 13 درجة، خاصة يومي الجمعة 11 والسبت 12 غشت الجاري، واللذان يعتبران اليومين الأكثر حرا، حيث سجلت فيهما درجات حرارة قياسية تجاوزت الحرارة القصوى الشهرية بجنوب ووسط البلاد.
وأضاف المصدر ذاته أن رياح “الشركي” هذه جلبت معها هواء صحراويا حارا وجافا قادما من الصحراء الكبرى نحو المملكة، وعند تجاوزه لسلسلة جبال الأطلس الكبير والصغير، ازدادت درجات حرارته بفعل ما يعرف بـ”تأثير-فون”.
وسجل أن هذه الموجة الحرارية الشديدة ساهمت في حدوث عواصف رعدية مصحوبة بعواصف غبارية في مناطق الأطلس الكبير والمناطق المجاورة مثل مراكش وأكادير، مشيرا إلى أنه تم تسجيل درجات حرارة قصوى مطلقة جديدة على الصعيدين الوطني والمحلي يوم أمس الجمعة.
وأبرز البلاغ أنه تم تسجيل رقم قياسي وطني مطلق جديد لدرجات الحرارة وصل إلى 50.4 درجة مئوية بمحطة بأكادير إنزكان في تمام الساعة 1:33 ظهرا، لافتا إلى أن الرقم القياسي المطلق القديم كان هو 49.9 درجة سجل بالسمارة في 13 يوليوز الماضي.
وأشار إلى أنه “لأول مرة في المغرب تتجاوز درجة الحرارة المسجلة عتبة 50 درجة مئوية”.
وفي اليوم نفسه، يضيف البلاغ، “سجلت درجة حرارة قصوى قدرها 50.2 درجة مئوية في أكادير أيت ملول، تعتبر رقما قياسيا جديدا تجاوز درجة الحرارة السابقة المسجلة في يوليوز 2020 والتي كانت 49.5 درجة مئوية”.
كما تم تسجيل، حسب المصدر ذاته، رقم قياسي مطلق جديد بطانطان بلغ 48.2 درجة بدلا من الرقم السابق البالغ 47.6 درجة المسجل في شهر غشت 2017، ورقم قياسي شهري جديد بتزنيت بلغ 48.3 درجة بدلا من 47 درجة مئوية التي تم تسجيلها بشهر غشت 2010.
وأضاف أنه تم، أيضا، معادلة أعلى درجة حرارة مسجلة في تارودانت والتي بلغت 48.3 درجة مئوية، والاقتراب من الحرارة القصوى المطلقة المسجلة بكلميم (47.4 درجة مئوية).
وأوضح أن هذه الموجة الحرارية “تندرج ضمن صيف حار بشكل خاص، لاسيما، في يوليوز 2023 والذي يعتبر من أشد الأشهر حرارة على المستوى العالمي، حيث أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن يوليوز الفارط شهد أشد فترة ثلاثة أسابيع حرارة على الإطلاق والأيام الثلاثة الأكثر سخونة المسجلة على الصعيد العالمي”، مشيرا إلى أنه بالنسبة للمغرب فقد احتل شهر يوليوز الرتبة الرابعة بين أشهر يوليوز الأكثر حرارة منذ 1961.
وأفاد البلاغ بأنه من المرتقب أن يستمر الطقس الحار خلال الأسبوع المقبل، بوسط وجنوب وجنوب شرق المملكة يوم الأربعاء، في حين ستعرف درجات الحرارة انخفاضا بالشمال ابتداء من يومي الإثنين والثلاثاء.
كلمات دلالية ارتفاع الارصاد الجوية الحرارة موجة حر شديدة
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: ارتفاع الارصاد الجوية الحرارة موجة حر شديدة درجات حرارة درجة مئویة إلى أن
إقرأ أيضاً:
ارتفاع درجة الحرارة 1.5 مئوية ستجلب ضررًا لا يمكن إصلاحه
من الواضح أن العالم سوف يتجاوز هدف 1.5 درجة مئوية للاحتباس الحراري العالمي، مما يؤدي إلى زيادة التركيز على الخطط الرامية إلى تبريده مرة أخرى عن طريق إزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي. ولكن لا يوجد ما يضمن أننا سوف نكون قادرين على تحقيق هذا الهدف. وحتى لو تمكنا من ذلك، فإن بعض التغييرات لا يمكن إرجاعها. يقول جويري روجيلج من جامعة (إمبريال كوليدج لندن): «لا يمكننا إرجاع الموتى إلى الحياة». ويحذر هو وزملاؤه بعد دراسة سيناريوهات «التجاوز» من ضرورة التركيز على خفض الانبعاثات بشكل عاجل الآن للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري. وفقًا لدراسة روجيلج وزملائه المنشورة في مجلة (نايتشر) على هذا الرابط (doi.org/nmxw )، هناك ما لا يقل عن خمس مشاكل كبيرة في فكرة تجاوز درجة حرارة المناخ ثم تبريد الكوكب مرة أخرى: المشكلة الأولى هي أن العديد من هذه السيناريوهات تعطي صورة مضللة عن الشكوك والمخاطر التي تنطوي عليها. على سبيل المثال، نظرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في تقريرها الرئيسي الأخير في سيناريو تجاوز الحد الذي قد يصل فيه العالم إلى 1.6 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة بحلول منتصف القرن، أي ما يزيد بمقدار 0.1 درجة مئوية فقط عن الحد الذي حددته اتفاقية باريس. ولكن بسبب الشكوك بشأن كيفية تغير درجات الحرارة العالمية، استجابة لكمية معينة من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، فإن مستوى الانبعاثات المفترض في هذا السيناريو قد يؤدي إلى أي شيء يصل إلى 3.1 درجة مئوية من الاحتباس. يقول روجيلج: «بالنسبة لنفس مستويات الانبعاثات، فإن احتمالات أن يتجاوز الاحتباس العالمي درجتين مئويتين ستكون حوالي واحد من كل عشرة. واحتمالات التهديد الوجودي المحتملة بنسبة واحد من كل عشرة ليست ضئيلة». المشكلة الثانية هي أنه لا يوجد ما يضمن توقف ظاهرة الاحتباس الحراري حتى لو توقفنا عن إضافة ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي، والوصول إلى ما يسمى بالانبعاثات الصفرية الصافية. على سبيل المثال، قد يؤدي الاحتباس الحراري العالمي إلى تفعيل تأثيرات ردود فعل إيجابية أقوى من المتوقع، مما يؤدي إلى انبعاثات كربونية أكبر من المتوقع من مصادر مثل الخث والتربة الصقيعية. وقد يؤدي هذا إلى زيادات إضافية في درجات الحرارة العالمية حتى بعد تحقيق صافي الانبعاثات الصفرية. وعلاوة على ذلك، يتطلب تحقيق صافي الصفر إزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي؛ لأن بعض الأنشطة، مثل الزراعة، قد لا تكون هناك وسيلة لخفض الانبعاثات إلى الصفر. ولكن قد لا تكون هناك وسيلة ميسورة التكلفة لإزالة كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي للتعويض. إن البشرية تخاطر بشكل متهور بتجاوز تغير المناخ الخطير. وهذه هي أيضا المشكلة الكبرى الثالثة المرتبطة بسيناريوهات تجاوز الانبعاثات. إذ يتطلب تبريد الكوكب بعد الوصول إلى الصفر الصافي إزالة كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يتجاوز ما هو مطلوب ببساطة للحفاظ على الصفر الصافي. وحتى لو أمكن تطوير التكنولوجيا اللازمة لتحقيق هذه الغاية، فقد تحجم الحكومات عن ذلك على حساب شيء لن يعود بأي فائدة، على الأقل في الأمد القريب. ويقول روجيلج: «في أغلب الأحوال، الفائدة الوحيدة المترتبة على إزالة ثاني أكسيد الكربون هي إزالة الكربون. ولكن بخلاف ذلك فإنها تستهلك الطاقة، وتكلف المال، وتتطلب استثمارا وتخطيطا طويل الأجل». والمشكلة الرابعة هي أنه حتى لو تمكنا من إزالة ما يكفي من ثاني أكسيد الكربون لإعادة درجات الحرارة إلى الانخفاض مرة أخرى، فسوف يستغرق الأمر عقوداً من الزمن، كما يقول كارل فريدريش شلوسنر، عضو الفريق في المعهد الدولي لتحليل النظم التطبيقية في مدينة لاكسنبورج، النمسا. وهذا يعني أننا سوف نضطر إلى التكيف مع درجات الحرارة المرتفعة طالما استمرت. ولكن كما أشار التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، فإن التكيف مع التغيرات التي حدثت حتى الآن أثبت أنه أكثر صعوبة مما كان متوقعا. ويقول شلاوسنر: «إننا نثق في قدرتنا على التكيف مع تجاوز درجات الحرارة». المسألة الخامسة هي أن إعادة درجات الحرارة إلى مستوياتها الطبيعية لن تؤدي إلى عكس كل التغيرات. فإذا مات المزيد من الناس في ظل الظواهر الجوية المتطرفة أو بسبب المجاعة بعد فشل زراعة المحاصيل، فلن يكون هناك أي سبيل إلى إعادتهم إلى حالتهم الطبيعية. |