مفتي الجمهورية في اليوم العالمي للمعلم: الإسلام يدعو إلى طلب العلم دائما
تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT
قال الدكتور نظير عيّاد مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم إن الإسلام دين العلم والمعرفة، ويدعو أتباعه دائمًا إلى طلب العلم والحث عليه، وإلى احترام قيمة ومكانة المعلمين وتقديرهم، بل جعل طلب الإنسان المسلم للعلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، مستشهدًا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «طَلَبُ العِلْمِ فَرِيْضَةٌ عَلَىْ كُلِّ مُسْلِمٍ».
وأضاف مفتي الجمهورية في كلمته، اليوم السبت، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمعلم الذي يوافق 5 أكتوبر من كل عام إن الشريعة الإسلامية تدعونا دائمًا إلى طلب العلم واحترام مكانة العلماء، حيث أمرنا المولى عز وجل بتعمير هذا الكون والتدبر في آياته واستغلال خيراته وثرواته، مستشهدًا بقول المولى عز وجل: «وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ».
احترام مكانة العلماءوأوضح مفتي الجمهورية أن المولى عز وجل يدعونا إلى احترام مكانة العلماء وتقديرهم لما لهم من منزلة عظيمة، مصداقًا لقوله تعالى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (سورة المجادلة: الآية 11).
وأشار مفتي الجمهورية إلى أن الدلائل على أن الإسلام يشجع ويحث على العلم وطلبه كثيرة، ومنها آيات عديدة في القرآن الكريم، وأحاديث نبوية في السنة المطهرة، منها قول الرسول صلى الله عليه وسلم: مَن سَلَكَ طَرِيـقـَاً يَلتَمِسُ فيهِ عِلمَاً سَهَّلَ اللهُ لهُ بِهِ طريقاً إلى الجَنَّةِ.
وتابع مفتي الجمهورية: «ليس غريبًا أن تكون أول آية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم هي (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) (الآية 1 من سورة العلق)، ما يعكس قيمة ومكانة العلم والقراءة والمعرفة في الدين الإسلامي الحنيف».
وأوضح المفتي أن توجيه القرآن الكريم في هذا الصدد هو تأكيد لروح المنهج العلمي الصحيح الذي يدفع الإنسان إلى محاولة استكشاف ما هو مجهول من هذا الكون وظواهره على أساس من الثقة بقدرة الله تعالى الذي (علم الإنسان ما لم يعلم).
أكد المفتي أن الحضارة العربية والإسلامية قدمت للبشرية إسهامات عظيمة في مختلف المجالات العلمية والفكرية.
وأضاف أن العلماء المسلمين كانوا من رواد العلوم مثل الطب، الفلك، الرياضيات، والكيمياء، وأسهموا بشكل كبير في النهضة العلمية التي أسست لعلوم اليوم. وأشار مفتي الجمهورية إلى أن تلك الحضارة لم تقتصر إسهاماتها على العلوم الطبيعية فقط، بل شملت أيضًا الفكر الإنساني والفلسفة، حيث أسهم العلماء المسلمون في تطوير النظريات العلمية والفكرية التي ما زالت تُدرس وتؤثر في العلوم الحديثة.
وأضاف مفتي الجمهورية أن العلماء المسلمين كانوا روادًا في وضع أسس المنهج العلمي التجريبي، الذي قام على البحث والاستقصاء والاستفادة من المعارف المختلفة. ولفت الانتباه إلى أن هذه الإسهامات كان لها تأثير كبير في نهضة أوروبا في العصور الوسطى، ولا تزال تشكل جزءًا من الإرث العلمي الذي يستند إليه العلماء في العصر الحديث.
وختم كلمته بالتأكيد على ضرورة الاستفادة من هذا الإرث العظيم وتوظيفه في بناء مستقبل يقوم على العلم والمعرفة، مع التأكيد على أن الأمة الإسلامية قادرة على استعادة ريادتها العلمية إذا ما تبنت القيم الإسلامية التي تحض على طلب العلم وتعظيم مكانة العلماء.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مفتي الجمهورية الإسلام العلماء مفتی الجمهوریة مکانة العلماء طلب العلم
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية: اللغة العربية تعاني من جناية أهلها عليها
استضاف مركز عبد الله بن ماجد في سفارة سلطنة عمان بالقاهرة احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، بحضور الأستاذ الدكتور نظير عيَّاد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، والدكتور عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، والدكتور عبد الحميد مرعي، رئيس مجمع اللغة العربية. وقد شهدت الاحتفالية حضور العديد من الشخصيات الثقافية والدبلوماسية، حيث تم التأكيد على أهمية الحفاظ على اللغة العربية باعتبارها جزءًا أساسيًّا من الهُويَّة الثقافية والدينية للعالم العربي.
مفتي الجمهورية: الرقابة ليست مجرد إجراءات إدارية بل هي التزام ديني المفتي يحذر من ظاهرة "السنجل مزر": تهدد استقرار الأسرفي بداية الاحتفال، رحَّب السفير عبد الله بن ناصر الرحبي، سفير سلطنة عمان في القاهرة، بفضيلة المفتي وبالحضور، مشيدًا بِدَور اللغة العربية في ربط الشعوب العربية بحضارتها ودينها. كما أشار إلى أن اللغة العربية، التي تمثل هوية مشتركة للأمة العربية، تعتبر وسيلة للحفاظ على الموروث الثقافي والتاريخي للأمة.
ثم ألقى فضيلة الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، كلمة أكد خلالها على أهمية اللغة العربية في فهم الدين، مشيرًا إلى أن اللغة العربية ليست مجرد وسيلة للتواصل فحسب، بل هي أداة لفهم القرآن الكريم ومقاصده. وقال فضيلته:
"إن الله سبحانه وتعالى اختار اللغة العربية ليتنزل بها القرآن الكريم، وهذه حقيقة لا يمكن لأحد أن يغيرها. فاللغة العربية هي أداة لفهم وتفسير القرآن الكريم، ولا يمكن لأي شخص أن يفهم الإسلام بشكل كامل دون أن يتقن اللغة العربية. من هنا، فإن تعلم اللغة العربية ليس فقط ضرورة دينية، بل هو شرف لا يدانيه شرف."
وأضاف فضيلته: "فهم القرآن الكريم ومعرفة مضامينه والوقوف على أسراره، من أهم مقاصد تعلم اللغة العربية. إنها ليست فقط وسيلة لفهم النصوص الدينية، بل هي أيضًا أداة لحسن العبادة ولعرض الدين بشكل صحيح. اللغة العربية كانت ولا تزال هي التي استعان بها العلماء لفهم ما يشار إليه في القرآن والسنة."
وتابع: "وفي وقتنا الحالي، تتزايد الأصوات التي تنادي بطمس اللغة العربية والقضاء عليها، وهو أمر يتطلب منا التصدي له بكل قوة. إن العناية باللغة العربية هي عناية بالحضارة الإسلامية نفسها. فهذه اللغة تشجع على الحضارة والتمدن، وهي وسيلة لفهم الدين والحفاظ على الهوية الثقافية."
وأردف فضيلته: "في الوقت الذي نجد فيه تحولًا عالميًّا كبيرًا في النظرة إلى اللغة العربية، إذ تُعتبر لغة فكر مرنة ومتجددة بما يواكب العصر، نلاحظ أن اللغة العربية تعاني من جناية أهلها عليها، والتشبع بغيرها من اللغات، وهو ما يجعل من الضروري أن نواصل العناية بها وحمايتها من التهميش."
وأشار فضيلته إلى أن اللغة العربية كانت ولا تزال هي اللغة التي استعان بها العلماء في فهم القرآن وتفسيره، لافتًا النظر إلى أن العلماء الأوائل كان لهم دَور عظيم في الحفاظ على اللغة العربية ورفع مكانتها في العالم الإسلامي. وأوضح أن الدين الإسلامي قد انتشر في مختلف أنحاء العالم بفضل اللغة العربية، وأن هذه اللغة لا تقتصر على المسلمين فقط، بل هي لغة ثقافية وعلمية لكل من يهتم بالعلوم والفنون.
كما أضاف فضيلته: "اللغة العربية ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي جزء من هويتنا وحضارتنا. فخلال التاريخ، كانت اللغة العربية هي أداة الفهم والانتقال للمعرفة في جميع المجالات، من العلوم والفلسفة إلى الفنون والأدب."
وفي إطار التأكيد على دَور القرآن الكريم في الحفاظ على اللغة العربية، قال فضيلة المفتي: "إن القرآن الكريم كان له دور كبير في الحفاظ على اللغة العربية، فقد ساعد في تعزيز مكانة اللغة عبر العصور. فلم يكن القرآن مجرد نص ديني فقط، بل كان مرجعية لغوية أساسية حافظت على اللغة العربية من الاندثار، وساهمت في إبرازها في مختلف مجالات الفكر والعلم، مما جعلها أداة قوية للتواصل في جميع الأزمنة."
من جانبه، أكد الدكتور عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، أهميةَ الحفاظ على اللغة العربية في مواجهة اللغات الأخرى التي تحاول أن تحل محلها في مجالات الإعلام والتعليم. وقال: "إن اللغة العربية هي جزء أساسي من هويتنا، وهي الرابط القوي بيننا وبين ديننا وثقافتنا. من الضروري أن نواصل العمل على إحياء اللغة وتعزيز حضورها في جميع المجالات." وأضاف أن الدول التي تحترم لغتها، مثل فرنسا، تفرض استخدامها في كافة المجالات مما يعكس التزامها العميق بهويتها الثقافية.
وفي مداخلة له، تحدث الدكتور عبد الحميد مرعي، رئيس مجمع اللغة العربية، عن إنجازات المجمع في الحفاظ على اللغة العربية وتطويرها. وأشار إلى أن المجمع أصدر معجمًا شاملًا للغة العربية يضم المعارف الإسلامية والعلوم التي تم تعريبها على مر العصور. وأضاف أن المجمع قام بمراجعة العديد من المصطلحات العلمية وتحديثها لتواكب التطورات الحديثة، مؤكدًا على ضرورة إحياء اللغة العربية في جميع المجالات، بما في ذلك الوثائق والمحافل الرسمية والإعلانات والمكاتبات.