سواليف:
2025-01-13@08:28:21 GMT

عمق استراتيجي

تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT

مهند أبو فلاح

يشكل العمقان الاستراتيجيان الإيراني و الصهيوني محددا رئيسا في معرفة مدى إمكانية تحمل كلا الطرفين حرب استنزاف متبادلة كإحدى السيناريوهات المحتملة لتطور الصراع المسلح بينهما في الآونة الأخيرة و الذي تصاعد بشكل ملحوظ و اخذ منحىً خطيرا استحوذ على اهتمام الرأي العام العربي في هذه البقعة الجغرافية الملتهبة من المعمورة .

ييرى كثير من الخبراء العسكريين المختصين في هذا المجال أن إمكانية إيران على تحمل سلسلة من الضربات الصهيونية العنيفة بحكم مساحة الجمهورية الإسلامية المترامية الأطراف و التي تبلغ مليون و ستمائة و أربعة و ثمانين ألف كيلو متر مربع و التي تفوق مساحة فلسطين المحتلة من قبل الصهاينة الغاصبين بعشرات الاضعاف و التي لا تزيد على سبعة و عشرين الف كيلو متر مربع يعطي ميزة في غاية الأهمية و الحيوية لصانع القرار السياسي الإيراني في خضم أية مواجهة محتملة مع الدويلة العبرية المسخ .

إن مراهنة نظام ولاية الفقيه الحاكم في طهران على قدرته على احتواء أية ضربات صهيونية و استيعابها تبدو مستندة إلى أسس منطقية موضوعية ليس ذلك فحسب من خلال المساحة الجغرافية لإيران بل من خلال مواردها البشرية الهائلة و الضخمة وفق كل المقاييس و المعايير فتعداد سكان إيران بلغ وفق احصائيات العام 2022 للميلاد ما يزيد على ثمانية و ثمانين مليون نسمة فيما لا يتجاوز تعداد المستوطنين الصهاينة في فلسطين المحتلة و هضبة الجولان السورية أيضا وفق إحصائيات العام 2023 للميلاد سبعة ملايين و مئتي الف نسمة مما يجعل أية حرب استنزاف وشيكة الوقوع بين الطرفين مقدمة طبيعية حتمية لنهاية الكيان الصهيوني غير القادر على تحمل ضربات حقيقية قوية .

مقالات ذات صلة “الشرق الأوسط: رقصة السياسة على حدود الرمال” 2024/10/05

لقد بات واضحاً جلياً لدى العديد من الخبراء المختصين في العلوم العسكرية على ضوء المعطيات الجغرافية و الديمغرافية المتوفرة بالمقارنة بين الكيانين أن حربا مفتوحة بين حكام تل ابيب من جهة و نظام الملالي الحاكم في طهران من جهة أخرى تحمل في طياتها احتمالات تكاد تكون شبه مطلقة بانتصار ايراني مؤزر مما يدفع القوى الغربية و على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية لكبح جماح شهوة الحرب الجامحة المسيطر على عقلية صناع القرار الصهاينة و على رأسهم رئيس حكومة اليمين المتطرف بنيامين نتنياهو قبل أن يقود كيانه إلى كارثةٍ لا قبل له بتحمل تبعاتها .

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

وزير إسرائيلي سابق: حرب غزة فشل استراتيجي مدوٍ لتل أبيب

قال الوزير الإسرائيلي السابق حاييم رامون إن حرب غزة بمثابة فشل استراتيجي مدوٍ لإسرائيل، داعيا إلى رؤية الحقيقة التي لا تزال مخفية خلف إنجازات الجيش الإسرائيلي.

وكتب في مقالة لصحيفة "معاريف": "لا تدعوا الإنجازات التكتيكية للجيش الإسرائيلي تخفي الحقيقة المرة. فلا تزال حماس تسيطر على معظم الأراضي وعلى السكان وعلى المساعدات الإنسانية وتحتفظ بـ 100 رهينة، وتستمر في إطلاق الصواريخ، ويؤدي هذا إلى نزيف دماء جنودنا".

وأضاف: "فشلت هيئة الأركان والمجلس الوزاري للحرب في تحقيق الهدف الرئيسي للحرب، وهو الإطاحة بحكم حماس وتدمير قدراتها العسكرية وتحرير الرهائن، ولو قالوا لنا في بداية الحرب، إنه بعد نحو ثلاثة أشهر من القتال ستكون هذه هي الحقيقة ما كان أحد منا سيصدق أن هذا قد يحدث، والآن بعد 15 شهرا من القتال لم يتم تحقيق أي من أهداف الحرب".

ولفت رامون إلى أن "إسرائيل ضربت حزب الله بشدة، ودمرت الوسائل الرئيسة للجيش السوري، وقضت على نظام الدفاع الجوي الإيراني، وأضعفت بشكل كبير السيطرة الإيرانية على المنطقة، وهذه إنجازات استراتيجية هائلة، ولكن في قطاع غزة لا تزال حماس تسيطر على جميع المناطق التي لا يتواجد فيها الجيش الإسرائيلي، ولا تزال تحتفظ بقوة عسكرية كبيرة، ولا تزال تحتجز 100 رهينة، وهي تنجح في إدارة القتال بشكل فعال ضد قواتنا".

وتابع الوزير السابق: "فقط في شهر يناير، سقط 13 جنديا في القتال داخل القطاع، وأصيب العشرات بجروح خطيرة، ولا يزال بإمكان حماس إطلاق الصواريخ نحو إسرائيل حتى الوقت الحالي كما لو أننا لا نشن حربا هناك منذ 15 شهرا".

وشدد على أن "الإنجازات التي حققها الجيش الإسرائيلي في ساحات القتال الأخرى تسلط الضوء فقط على عمق الفشل في القطاع. نعم، تعرضت حماس لضربة قاسية العام الماضي، وتمت تصفية قادتها يحيى السنوار ومحمد الضيف والآلاف من مقاتليها، لكن حكمها المدني لا يزال ممتدا على كل القطاع، وقوتها العسكرية لا تزال تعمل، ويجب ألا تخفي الإنجازات التكتيكية المثيرة للإعجاب للجيش الإسرائيلي الحقيقة المرة: الحرب في القطاع هي فشل إستراتيجي مدوٍ".

وأكد أنه "في ضوء الإنجازات الإستراتيجية المثيرة للإعجاب بالجيش الإسرائيلي في الساحات الأخرى يمكننا التأكيد بشكل قاطع أن الفشل الاستراتيجي في مواجهة حماس وهي أضعف أعدائنا لم يكن محتما.. هذا الفشل هو نتيجة لخطة استراتيجية خاطئة ولعجز القيادة العسكرية والحكومة في استخلاص الدروس واعتماد خطة بديلة".

وأشار إلى أنه "في هذه الحرب، حددت الحكومة بالتشاور مع هيئة الأركان هدفا استراتيجيا رئيسيا صحيحا: تدمير دولة حماسستان، وهو هدف كان ينبغي تحقيقه منذ العام 2008 في عملية الرصاص المصبوب، لكن للأسف فشلت. ومنذ ذلك الحين كان يجب تحديد هذا الهدف بأنه هدف الحرب في كل عملية عسكرية في القطاع، ولكن للأسف لم يحدث ذلك حتى كارثة 7 أكتوبر، ولكن من البداية كانت خطة الحرب التي أعدتها هيئة الأركان غير قادرة على تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي".

وأضاف: "الفشل الاستراتيجي المتوقع مسبقا كان نتيجة لخطأين رئيسيين: استراتيجية الدخول والخروج التي تم تحديدها للعمليات البرية، والمقاومة لإنشاء حكومة عسكرية مؤقتة في القطاع ولإشراف الجيش الإسرائيلي على المساعدات الإنسانية وتوزيع الخبز والمياه على السكان المدنيين".

وتابع رامون: "يجب الإشارة إلى الخطأ الحاسم في أن هيئة الأركان رفضت بدء العمليات البرية في الشمال والجنوب في وقت واحد، وفقط في مايو – يونيو استولى الجيش الإسرائيلي على محور فيلادلفيا والمعابر، بمعنى آخر أعدت هيئة الأركان خطة استراتيجية سمحت لحماس بالحصول على إمدادات مستمرة من الأسلحة والوقود والطعام دون عوائق لمدة سبعة أشهر".

وشدد على أن "رئيس الأركان هرتسي هاليفي هو المسؤول عن تشكيل استراتيجية الدخول والخروج، التي تقوم على خروج قوات الجيش الإسرائيلي من أي منطقة قتال فور انتهاء مهمة هزيمة قوات حماس هناك، ومن البداية لم يكن هناك أي منطق عسكري في هذه الاستراتيجية، لأنه كان واضحا أن حماس ستعود إلى أي مكان يتركه الجيش الإسرائيلي".

ولفت إلى أن "الجنرالات الأمريكيين ذوي الخبرة شرحوا ذلك لقيادات الأمن لدينا، ولكن هؤلاء أصموا آذانهم عن سماعها. وجه الجنرال الأمريكي تشارلز براون، انتقادا غير مباشر لهيئة الأركان عندما أوضح أنه ليس فقط يجب عليكم الدخول حقا وتدمير العدو الذي تقاتل ضده، بل يجب عليك أيضًا السيطرة على الأرض ثم عليك تحقيق الاستقرار".

وأكد أنه "في المناطق التي خرج منها الجيش الإسرائيلي بعد أن سيطر عليها أعادت حماس بناء قوتها بسرعة، واضطر الجيش للعودة للقتال فيها مرارا وتكرارا. حدث ذلك في الشجاعية، وفي الزيتون، وفي خان يونس، وبالطبع في جباليا حيث نخوض الآن معركة موسعة للمرة الثالثة! وذلك بعد أن أوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في ديسمبر 2023 أن قوات الجيش الإسرائيلي أكملت السيطرة على مخيم اللاجئين في جباليا، وفكك الكتيبة الشمالية لحماس التي كانت تعمل في المنطقة".

وتابع رامون: "الرفض العنيد لإنشاء آلية سيطرة للجيش الإسرائيلي على توزيع الطعام والمساعدات الإنسانية سمح لحماس بمواصلة الحفاظ على حكمها المدني وقوتها العسكرية، إضافة إلى الاستيلاء على معظم المساعدات الإنسانية التي دخلت القطاع، واستخدمتها لتزويد قواتها، وتمويل تجنيد متطوعين جدد في صفوفها، والحفاظ على سيطرتها على السكان المدنيين".

وشدد على أن "الفشل الاستراتيجي في القطاع تتحمل مسؤوليته ثلاث جهات رئيسية: رئيس الوزراء نتنياهو، والوزير السابق يوآف غالانت، ورئيس الأركان هاليفي، حتى لو لم تكن هناك الكارثة الكبرى في 7 أكتوبر، كان يجب على الثلاثة أن يذهبوا إلى منازلهم بسبب فشلهم هذا".

واختتم مقاله قائلا: "على أي حال، لا يمكن تصحيح الأخطاء التي ارتُكبت في الحرب الآن، ويجب التوجه نحو المستقبل، وفي الأشهر الأخيرة حارب الجيش الإسرائيلي بشكل مكثف في جباليا، ولكن حتى الآن لا يبدو أن هناك أي نية للقيام بما كان يجب أن يتم منذ بداية القتال: احتلال كامل القطاع وإنشاء آلية سيطرة للجيش الإسرائيلي على توزيع الخبز والمياه للسكان، بمعنى آخر يبدو أن الخطة هي الاستمرار في المستنقع القتالي والسماح لحكم “حماس” بالاستمرار، وبالتالي ليس هناك أي معنى للاستمرار في الحرب، وأن جنودنا سيستمرون في الموت في مهمة بلا هدف استراتيجي".

مقالات مشابهة

  • وزير إسرائيلي سابق: حرب غزة فشل استراتيجي مدوٍ لتل أبيب
  • كتيبة جنين: استهدفنا حافلة للمستوطنين الصهاينة قرب جبع
  • ممثلة أمريكية تثير غضب الصهاينة
  • كتيبة جنين تُعلن استهداف حافلة للمستوطنين الصهاينة قرب جبع
  • ممثلة أمريكية تثير غضب الصهاينة لتشبيهها حرائق كاليفورنيا بغزة
  • وول ستريت: إيران تتخلى عن خزين استراتيجي لتمويل الفصائل المسلحة بالمنطقة
  • إعلام العدو يعلن أعداد قتلى الجنود الصهاينة منذُ اجتياح بيت حانون
  • سميرة سعيد: “الديفا” التي تواصل إبداعها وتنجح في كل العصور (بروفايل)
  • ديالى تكشف عن أبرز المشاريع التي ستنفذ خلال هذا العام
  • تقرير: تغير المناخ غذى الكوارث الطبيعية التي تسببت في خسائر بقيمة 320 مليار دولار العام الماضي