أكد السيد منذر بن سيف بن حمد البوسعيدي، رئيس الاتحاد العماني للفروسية والسباق، أن الاتحاد يعمل على إمكانية تحويل رياضة الفروسية إلى صناعة مزدهرة مشفوعة بضخ جوائز مالية جيدة، ونحن نريد أن نحول اتحاد الفروسية من اتحاد نمطي تقليدي إلى اتحاد مستدام، ولكن الأمر مقرون ومرتبط بجودة مسابقات الاتحاد وتكامل البنية الأساسية للمرافق سواء مستشفيات أو محاجر، كما أن الأمر مرهون أيضًا بملاك الخيل الساعين للاستفادة بأقصى ما يمكن من هذه الثروة والمعادلة تمهيدًا للمشاركة في أهم السباقات محليًا وإقليميًا وقاريًا ودوليًا.

جاء حديث البوسعيدي في الحفل الذي أقامه الاتحاد العماني للفروسية والسباق للإعلان عن نتائج مسابقة رياضات الخيل التقليدية "ركض العرضة" للموسمين 2022 /2023 و2023 /2024م، والذي أقيم بقاعة الأكاديمية الأولمبية العمانية، برعاية السيد منذر بن سيف بن حمد البوسعيدي، بحضور حمود بن علي الناصري أمين السر وعبد العزيز بن راشد الحسني المدير التنفيذي بالاتحاد، وعدد من رؤساء وممثلي لجان الفروسية بالولايات. وجاءت نتائج الموسم 2022 /2023 بتتويج ولاية جعلان بني بوعلي بالمركز الأول، وحققت ولاية بهلا المركز الثاني، فيما حققت المركز الثالث ولاية الكامل والوافي. أما في الموسم 2023 /2024م فقد توجت بالمركز الأول ولاية القابل وجاءت في المركز الوصيف ولاية جعلان بني بوحسن والمركز الثالث ولاية بدية.

رياضات الخيل التقليدية

وحول آلية التنسيق التي ينتهجها الاتحاد العماني للفروسية والسباق بشأن تنظيم رياضات الخيل التقليدية "ركض العرضة" في ولايات ومحافظات سلطنة عمان، أوضح السيد منذر البوسعيدي قائلاً: في حقيقة الأمر، هنالك لجان فروسية تُشكل في كل محافظة من محافظات سلطنة عمان وهي معنية بشكل مباشر بإقامة وتنظيم العرضة تحت إشراف الاتحاد بما ينسجم ويتلاءم مع الشكل التنظيمي المتبع والمعمول به في مسابقات الاتحاد العماني للفروسية والسباق.

وفي سياق متصل، أردف السيد منذر البوسعيدي قائلاً: هذه اللجان شكلت صبغتها القانونية بموجب الانتخابات الماضية التي منحتها حق تنظيم وإدارة رياضات الخيل التقليدية "ركض العرضة" في محافظات سلطنة عُمان وفقًا للتخويل الصادر بشأنها، وهي بطبيعة الحال قائمة بدورها المنوط بها على أكمل وجه، وتعكف على الاستمرارية في مواصلة دورها الريادي في تعزيز مناشط وفعاليات الاتحاد العُماني للفروسية والسباق بما يتفق وتحقيق أهدافه النبيلة.

واسترسل البوسعيدي بقوله: تلك اللجان بلورت أهدافها التطويرية لرياضة الفروسية في مختلف أنحاء ومحافظات سلطنة عُمان ونحن كاتحاد ندعم عددًا معينًا من المناشط في الولايات والمحافظات كل عام، فعلى سبيل المثال لا الحصر قمنا خلال العام الماضي بدعم سبع ولايات من أجل إتاحة الفرصة أمامها لإقامة وتنظيم سباقات التقليدية "ركض العرضة" التي تم إدراجها واعتمادها وإقرارها رسميًا ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية ضمن الاتفاقية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي التابعة لليونسكو.

واستطرد قائلا: بلا شك فيه أن رياضات الخيل التقليدية "ركض العرضة" تحظى باهتمام متنامٍ ومتزايد لدى أطياف وشرائح واسعة من المجتمع العُماني. الشغوف بمثل هذه السباقات التقليدية العريقة التي تشكل إرثًا عريقًا ضاربًا في جذور التاريخ منذ عقود طويلة من الزمن، واللافت في الأمر حرصه على إقامة هذه الفعاليات بشكل مستمر سواء كان بدعم من الاتحاد العماني للفروسية أو بدعم مقدم من القطاع العام أو شركات القطاع الخاص التي تتبنى أحيانًا إقامة سباقات ركض العرضة في الولايات والمحافظات أثناء فترة المناسبات والأعياد الوطنية وجهودها مقدرة في ذلك.

وأشار السيد إلى احتضان عدد من ولايات سلطنة عمان فعاليات رياضات الخيل التقليدية "ركض العرضة" على فترات متفاوتة من الموسم، حيث سبق وأن حظيت ولايات منح وعبري والقابل وصحار وشناص وجعلان بني بو حسن والقابل بشرف تنظيم تلك السباقات وسط اهتمام بالغ وحرص نابع من قبل الفرسان وملاك الخيل على الإقبال على المشاركة بأفواج عددية متدفقة على تلك السباقات.

تقييم فني وموضوعي شامل

وتعقيبًا على ما إذا كان الاتحاد العماني للفروسية والسباق قد عكف على تقييم الموسم الرياضي لسباقات الخيل: فور إسدال الستار على ختام مسابقات الموسم، أجاب البوسعيدي قائلا: نعم، وتولت لجنة المسابقات خصيصًا مهمة تقييم الموسم الرياضي بكافة تفاصيله وحيثياته، ورفعت تقريرًا شارحًا ومفصلا لمجلس الإدارة يستعرض من خلاله أبرز إيجابيات وسلبيات الموسم، وكان التقييم مبنيًا على أسس ومعايير فنية وموضوعية شفافة تستهدف تجويد العمل وسبل الارتقاء به.

وأضاف: بدوره ينظر مجلس إدارة الاتحاد العماني للفروسية إلى تقييم لجنة المسابقات ويعتد به بحيث تمت دراسة التقييم وإخضاعه للمراجعة بشكل موضوعي شفاف، والبت في التوصيات والمقترحات التي ترفعها لجنة المسابقات في تقريرها بحيث تعطي فكرة واضحة عن التصور الداعم لبعض التغييرات التي تسهم في تطوير وتجويد المسابقات بحلول الموسم التالي، وأشار إلى أن تقييم مسابقات الموسم يشمل جوانب عدة على غرار تصنيف الخيل وفحص الكشف عن المنشطات، فضلاً عن المخالفات والغرامات المرصودة على المدربين.

كوادر بشرية مؤهلة

شدّد السيد منذر بن سيف البوسعيدي رئيس الاتحاد العماني للفروسية والسباق على أهمية توفير كوادر بشرية مؤهلة تضطلع بأدوارها وواجباتها في إدارة مناشط وفعاليات الاتحاد على أكمل وجه، بما يتناغم وينسجم مع الزخم المصحوب بالطفرات الهائلة في أعداد المشاركين بمسابقات الاتحاد، فضلًا عن تنامي أعداد الخيول المشاركة في السباقات المنضوية تحت تنظيم الاتحاد.

واستدرك السيد قائلا: الأعمال المنوطة بالاتحاد أصبحت تخصصية بشكل كبير جدًا وتحتاج إلى كوادر كثيرة وذات خبرة واسعة في هذا المجال، فعلى سبيل المثال لا الحصر قيد سجلات الخيل وتسجيلها واستخراج جوازاتها، وكذلك تسجيل الخيول المشاركة في السباقات حسب تصنيفها وأعمارها ونوعها وسلالاتها تحتاج إلى وجود مختصين يملكون كامل الدراية والبصيرة والوعي بهذا الجانب تفاديًا لحدوث إشكالات فنية وإدارية وتقنية، لذا فإن تبني كادر بشري مؤهل في رياضة الفروسية بحاجة إلى وقت ودراسة تُفضي إلى رفد مخرجات جيدة في هذا المجال لديها الإلمام والخبرة الكافية في التعمق بأدق تفاصيل رياضة الفروسية وما تحويه في جوهرها ومضمونها العام من حيثيات لسباقات متنوعة تندرج تحتها فئات متعددة.

واستطرد: لا بد أن يكون لديك كادر بشري مؤهل على قدر كبير من الإلمام والوعي والاطلاع الذي يخوله الحصول على الشارات الدولية لإدارة سباقات الفروسية في مختلف فئاتها، على اعتبار أن الأمر مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالمنظمات الدولية التي تشدد على ضرورة توافر كوادر بشرية مؤهلة إداريًا في الاتحادات الوطنية لرياضة الفروسية.

وتابع قائلاً: نحتاج إلى تأهيل كوادر بشرية لدينا لأن أعداد السباقات بشكل عام في تزايد مستمر، وهذا ما شرحناه بإسهاب للمنظمات الدولية التي أبدت تفهمها في هذا الجانب وناشدتنا بضرورة بذل أقصى الجهود لإيجاد كوادر مؤهلة في هذا الجانب، وهذا الأمر يحتاج إلى وقت أطول لبلورته على أرض الواقع بما يعود بالنفع مستقبلًا على إدارة سباقات الاتحاد فنيًا وإداريًا.

مستقبل الفروسية

ورداً على التساؤل المتعلق بمستقبل الفروسية، أشار السيد رئيس الاتحاد العماني للفروسية والسباق إلى أن رياضة الفروسية تُعتبر رياضة مكلفة وباهظة الثمن وتستدعي مواجهة تحديات عديدة لمواكبة مستوى الإنفاق الباذخ والصرف الهائل فيها، ويتعيّن علينا كإتحاد تصحيح بعض المسارات الإصلاحية التي تساهم في تطوير رياضة الفروسية في سلطنة عُمان، إلا أنها في الوقت ذاته تُعد الفروسية رياضة شيقة وممتعة ومفيدة تجمع الجميع لممارستها من كبار السن والشباب والأطفال ذكورًا وإناثًا كما أنها رياضة ذات مردود اقتصادي كبير جدًّا إذا ما قمنا باستغلالها بشكل ممنهج فعلى سبيل المثال أصبح عالم الاستثمار في سلالات الخيل من المشاريع الناجحة ولها عائد مادي مجزٍ جدًّا وتُشكل أساس عالم الفروسية من خلال المحافظة على سلالات الخيل ومزج دمائها للحصول على خيول ذات جودة عالية تُناسب مختلف الرياضات الأولمبية والدولية، كذلك إقامة بطولات عالمية لرياضة الفروسية كالسباق والقدرة والتحمل تُتيح الحصول على مردود اقتصادي للبلاد من مختلف الجوانب سواء على مستوى الرسوم المُتحصلة من المُشاركين في البطولة أو حتى الحركة التجارية أثناء استضافة مثل هذه البطولات. واختتم السيد حديثه قائلاً: نُقدر كل الجهود المبذولة والمساعي وأوجه التعاون مع الاتحاد سواء من الخيالة الحكومية والقائمين عليها، وكذلك أشكر الزملاء أعضاء مجلس إدارة الاتحاد وموظفي الاتحاد على جهودهم خلال الفترة الماضية، والشكر موصول لأعضاء اللجان المعاونة، فلهم كل الشكر والتقدير.

جهود حثيثة لتطوير الرياضة

وحول فوز ولاية جعلان بني بو علي بالمركز الأول في الموسم 2022 - 2023، قال الدكتور سند بن سيف السنيدي، رئيس لجنة الفروسية بولاية جعلان بني بو علي: نبارك لولاية جعلان بني بو علي حصولها على المركز الأول في مسابقة رياضات الخيل التقليدية "ركض العرضة"، وهذا الفوز جاء بعد عمل كبير وجبار من لجنة الفروسية بالولاية، وكذلك من الفرسان والعاملين في مثل هذه المسابقات، ونحن فخورون بالفوز بالمركز الأول وسنعمل على الارتقاء بهذه الرياضة والتواجد في المراكز الأولى. وأضاف: سباقات "ركض العرضة" تحظى بحضور جماهيري غفير، والجميع يعلم أن الجماهير هي نجاح أي فعالية، ولله الحمد سباقات "ركض العرضة" لها جمهورها الكبير الذي يحرص على التواجد ويحفز الفرسان على الإبداع وإبراز مهاراتهم أثناء المهرجانات والفعاليات الخاصة بهذه الرياضة، لا يخفى على الجميع الاهتمام الكبير من الاتحاد العماني للفروسية والسباق برئاسة السيد منذر بن سيف بن حمد البوسعيدي، لتطوير هذه الرياضة والعمل على تطويرها بشكل فعال خلال المرحلة المقبلة.

بينما قال الشيخ سلطان بن أحمد الحارثي رئيس لجنة الفروسية بولاية القابل: جاء فوز الولاية بالمركز الأول في الموسم 2023-2024: بلا شك أن رياضات الخيل التقليدية "ركض العرضة" تعد من الرياضات التي تتفرد بها سلطنة عمان وجاء الاهتمام بها واضحًا وجليًا من قبل الحكومة من خلال دعمها ورعايتها بصفة مستمرة، علاوة على اهتمام المواطن العماني بها وتجلى ذلك بإقامة فعاليات ركض العرضة في مختلف المناسبات الدينية والوطنية، وانعكس هذا الاهتمام في تحقيق إنجاز هام للغاية في عام 2018م تمثل في إدراج عرضة الخيل كملف منفرد لسلطنة عمان ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية ضمن الاتفاقية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي التابعة لليونسكو، ومن هذا المنطلق جاء الاتحاد العماني للفروسية والسباق ليجسد هذا الاهتمام من خلال تبني إقامة عدد من فعاليات ركض العرضة بالتعاون مع أندية ولجان الفروسية بمحافظات وولايات سلطنة عُمان.

وأضاف: رياضة "ركض العرضة" هي كانت الرياضة التقليدية الوحيدة المتواجدة في سلطنة عُمان منذ القدم قبل دخول باقي المسابقات الأخرى الخاصة بالخيل، ولهذه الرياضة قوانين خاصة ومعايير للتقييم وكذلك لها لباس خاص والكثير من الأشياء الأخرى التي تهم هذه الرياضة، وبلا شك هناك حضور جماهيري كبير جدًا أثناء إقامة سباقات "ركض العرضة"، ونقدم الشكر للاتحاد العُماني للفروسية والسباق برئاسة السيد منذر بن سيف بن حمد البوسعيدي، على الجهود الحثيثة لتطوير هذه الرياضة الهامة والاهتمام كذلك بوضع معايير حديثة للتقييم وهذا بلا شك سيخدم سباقات "ركض العرضة" خلال المرحلة المقبلة.

أما الشيخ عبدالله بن سعيد المعني رئيس لجنة الفروسية بولاية بهلا والفائز بالمركز الثاني في الموسم 2022 - 2023 فقال: في البداية نقدم الشكر للسيد منذر بن سيف بن حمد البوسعيدي رئيس مجلس إدارة الاتحاد العُماني للفروسية والسباق، ولباقي أعضاء مجلس إدارة الاتحاد وكذلك للعاملين بالاتحاد على الجهود الجبارة في سبيل تطوير سباقات الفروسية بمختلف أنواعها، وأضاف: سباقات "ركض العرضة"، هي موروث عُماني أصيل، والحفاظ عليه واجب وطني علينا، ولا يخفى على الجميع أن سباقات "ركض العرضة" تُعتبر من أقدم الرياضات العُمانية، وقد تفنن الفرسان في إبراز مهاراتهم عبر الملتقيات والمهرجانات التي تُقام في مختلف الولايات والمحافظات. وتُقام مثل هذه المهرجانات في المناسبات الوطنية الهامة، ولهذه الرياضة أسس وقواعد معروفة. وفوز ولاية بهلا بالمركز الثاني لم يأتِ من فراغ، وإنما عبر جهود كبيرة أُقيمت خلال المرحلة الماضية. ومنذ تأسيس لجنة الفروسية بولاية بهلا عام 1998 وحتى اليوم، أقمنا الكثير من الفعاليات والمهرجانات التي بلغت حوالي 35 فعالية. واستقطبت هذه المهرجانات الكثير من الفرسان، كما وصل عدد الخيول المتواجدة في ولاية بهلا اليوم إلى 120 خيلا، بعد أن كان 10 خيول فقط وقت تأسيس لجنة الفروسية بالولاية.

رياضة عريقة

من جانبه، قدم عبدالعزيز بن راشد الحسني، المدير التنفيذي بالاتحاد العُماني للفروسية والسباق، شكره للجان الفروسية بالولايات على جهودها في الحفاظ على هذا الموروث العُماني الأصيل وهذه الرياضة العريقة، كما أوضح آلية العمل القادمة من خلال التقييم للموسم القادم بحيث يشمل 70% على رياضات الخيل التقليدية و30% موزعة على الحضور والفعاليات المصاحبة وإشراك المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمشاريع المنزلية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الاتحاد العمانی للفروسیة والسباق الثقافی غیر المادی مجلس إدارة الاتحاد ریاضة الفروسیة بالمرکز الأول المرکز الأول هذه الریاضة الاتحاد الع کوادر بشریة سلطنة عمان ولایة بهلا فی الموسم فی مختلف من خلال التی ت فی هذا

إقرأ أيضاً:

زيارة شي جين بينغ.. الشراكة الإستراتيجية بين المغرب والصين تتجاوز العلاقات التقليدية

زنقة 20 ا الرباط

كشفت وسائل إعلام صينية أن التبادلات الاقتصادية والتجارية بين الصين والدول العربية تزايدت في السنوات الأخيرة، حيث اكتسبت منتجات عديدة صنعت في الدول العربية شعبية كبيرة بين المستهلكين الصينيين وبرزت ميزاتها الخاصة في السوق الصينية.

وذكرت أنه على مستوى منصات التجارة الإلكترونية، تعرف منتجات يدوية مغربية إقبالا كبيرا من طرف الصينيين مثل الوسادة والسجاد المغربي.

و أصبحت الصين عام 2022، ثالث أكبر شريك تجاري للمغرب والشريك الأول في آسيا، وبلغ إجمالي حجم التبادل التجاري 7.6 مليارات دولار، وحاليا، تصل الاستثمارات الصينية في المغرب إلى حوالي 56 مليون دولار.

ومع ذلك، ووفقا لتقرير مؤشر الاستثمار الصيني العالمي لعام 2023 الصادر عن وحدة الأبحاث الاقتصادية التابعة لمجلة الإيكونوميست البريطانية، كان المغرب ثالث أكثر البلدان جاذبية للاستثمار الصيني في أفريقيا العام الماضي بعد مصر وجنوب أفريقيا.

الخبير المغربي ادريس الفينة قال أن العلاقات بين المغرب والصين شهدت تطورًا نوعيًا خلال العقد الأخير، مما جعلها نموذجًا يحتذى به في التعاون جنوب-جنوب.

هذه الشراكة الاستراتيجية وفق الخبير المغربي تتجاوز العلاقات التقليدية، حيث يراهن كلا البلدين على تكامل اقتصادي يعزز مكانتهما على الساحة الدولية.

الرهانات المغربية على الاستثمارات الصينية

في إطار رؤية المغرب 2030 لتعزيز الاقتصاد الصناعي وتحقيق التنمية المستدامة، يشكل التعاون مع الصين رافعة أساسية. إذ أصبح المغرب منصة إقليمية للصناعات ذات القيمة المضافة العالية، مع اهتمام خاص بالاستثمارات الصينية في قطاعات استراتيجية مثل:

صناعات مكونات السيارات الكهربائية: يمثل المغرب اليوم قاعدة إقليمية لتصنيع مكونات السيارات، حيث تستفيد شركات صينية رائدة من المناطق الصناعية مثل طنجة المتوسط والقنيطرة.

الشرائح الإلكترونية الدقيقة: يشهد هذا القطاع اهتمامًا متزايدًا، نظرًا لدوره في التحول الرقمي الذي يتبناه المغرب.

الصناعات الصيدلانية والمضادات الحيوية: يعزز المغرب قدراته الإنتاجية بالتعاون مع الصين، ما يتيح له توفير الأدوية بأسعار تنافسية للأسواق المحلية والإفريقية.

كما يعتمد المغرب على الشركات الصينية في مجال البنية التحتية، لا سيما في مشاريع كبرى مثل تطوير الموانئ، القطارات فائقة السرعة، والطاقة المتجددة. تُعد الصين أحد أبرز الشركاء في تحقيق طموحات المغرب بأن يصبح مركزًا إقليميًا للنقل والتجارة.

الفوائد الصينية من التعاون مع المغرب

من الجهة الأخرى، تجد الصين في المغرب بوابة إستراتيجية للأسواق الإفريقية والأوروبية، حيث تستفيد من:

صادرات الأسمدة الفوسفاتية: المغرب، كأكبر مصدر عالمي للفوسفات، يلعب دورًا رئيسيًا في تلبية احتياجات الصين من الأسمدة لتأمين إنتاجها الزراعي.

الصناعات الغذائية: شهدت صادرات المغرب من الخضر والفواكه الطازجة إلى الصين نموًا ملحوظًا بنسبة تفوق 30% خلال السنوات الأخيرة، ما يعكس أهمية هذا السوق بالنسبة للجانبين.

السياحة: جسور بين الثقافات

إلى جانب الشراكات الاقتصادية، عرفت العلاقات المغربية الصينية تطورًا لافتًا في المجال السياحي. فقد سجلت أعداد السياح الصينيين الوافدين إلى المغرب نموًا بنسبة تجاوزت 60% خلال السنوات الأخيرة، بفضل تسهيل نظام التأشيرات وتنوع العروض السياحية المغربية. المدن التاريخية مثل مراكش وفاس أصبحت وجهات مفضلة للصينيين الباحثين عن تجارب ثقافية فريدة.

أفق جديد للعلاقات المغربية-الصينية

مع استمرار الصين في تنفيذ مبادرة “الحزام والطريق”، يبقى المغرب شريكًا محوريًا بفضل موقعه الجغرافي المميز واستقراره السياسي والاقتصادي. من المتوقع أن تحقق هذه الشراكة قفزات نوعية في الأعوام القادمة، خاصة مع تعميق التعاون في مجالات البحث العلمي والابتكار التكنولوجي.

تظهر الأرقام والإحصائيات أن حجم التبادل التجاري بين البلدين قد تضاعف ليصل إلى ما يزيد عن 6 مليارات دولار سنويًا، مع تسجيل نمو سنوي بنسبة 10% تقريبًا. هذه الديناميكية تمهد الطريق لتوسيع قاعدة التعاون في مجالات جديدة، بما يعزز المصالح المشتركة ويحقق التنمية المستدامة.

مقالات مشابهة

  • 79 خيلاً تتنافس غداً على مضمار “أبوظبي للفروسية”
  • زيارة شي جين بينغ.. الشراكة الإستراتيجية بين المغرب والصين تتجاوز العلاقات التقليدية
  • الخيل فى رحاب البادية
  • مزاينة رزين تتوج الفائزين في ختام المحطة الثانية من مهرجان الظفرة
  • الدبيبة يفتتح مهرجان عقد الدولة للفروسية بسوق الخميس امسيحل
  • إيلون ماسك المغربي يعلن تسويق سيارات الهيدروجين التي عرضها أمام الملك في الولايات المتحدة
  • مدبولي يشهد افتتاح نادي الفروسية بالوادي الجديد: الرياضة أولوية لدى الدولة
  • المبعوث الأمريكي للسودان: الولايات المتحدة تؤيد إنهاء الحرب والجرائم التي ترتكب في حق الشعب السوداني
  • بطولة لونجين العالمية .. الاتحاد السعودي للفروسية يواصل دعمه للفرسان والفارسات السعوديين للعام الثالث تواليًا
  • تنسيقًا مع الاتحاد المصري.. وادي الفروسية يستضيف بطولة الجمهورية لقفز الموانع