عربي21:
2025-04-17@15:24:51 GMT

قامات غربية أمينة تحذر إسرائيل من خطر التطرف

تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT

تتواتر منذ السابع من أكتوبر الماضي شهادات قامات أمينة من بلاد الغرب وأحيانا من إسرائيليين ظلوا مسكونين بهواجس زوال دولتهم وينبهون مواطنيهم إلى مخاطر التطرف اليميني العنصري الذي لا يستغني عنه ناتنياهو حتى يستمر عهد حكمه وهو واثق أنه مهدد بقضايا عدالة بلاده لو غادر السلطة!

هذه الحلقة العبثية المفرغة هي التي يتواصل فيها منطق الإبادة والانتقام السهل من المدنيين الأبرياء في قطاع غزة منذ سنة كاملة وفي لبنان اليوم.



نلمس في الشرق الأوسط إعادة رسم الموازين وتغير مواقع القوة فاليوم مثلا الأربعاء 2 سبتمبر تأكد أن جبهات المقاومة ترد بالصواريخ على الصواريخ وتتحدى من كان يتفاخر بأنه الأقوى والأعتى سلاحا والذي لا يهزم!وتساءل رجل الدولة الديغولية النزيه الذي كان رئيسا لحكومة فرنسا ووزيرا لخارجيتها (السيد دومينيك دو فيلبان) هذا الأسبوع على المباشر في قناة فضائية فرنسية قائلا: "لن ينام إسرائيلي واحد مطمئنا على صوت صفارات الإنذار والهرع إلى المخابئ تحت الأرض وهو يعيش يومه مذعورا من رشقات الصواريخ التي ينفذها عناصر حماس والجهاد من القطاع وينفذها الحوثيون من اليمن كما ينفذها حزب الله من لبنان وربما الحشد الشعبي من العراق.. وأخطرها انطلقت من إيران نفسها فجر الثلاثاء الماضي في شكل صواريخ بالستية متطورة تصنعها إيران ولا تستوردها من الغرب وقد ضربت أغلب جهات فلسطين المحتلة وانطلقت من مناطق عديدة في إيران!

هذه الجبهات المفتوحة يتكاثر عددها ولا تعبأ بردود الفعل من الكيان المحتل نظرا للفرق الكبير أولا بين مقاوم فلسطيني مولود في أرضه وأرض أجداده وبين جيش (تساحال) القادمة فلوله من أوطان بعيدة وغريبة عن فلسطين.

ويضيف السيد (دوفيلبان) مؤكدا الفرق الشاسع بين الجمهورية الإيرانية ذات الخمسة ألاف سنة من التاريخ والحضارة وبين دولة نشأت عام 1947 على الإرهاب والقتل بتهجير 700 ألف فلسطيني من بيوتهم وإحلال شتات دخيل مكانهم!

ويقول الرجل السياسي الأمين بأن هنا يكمن الداء الحقيقي والأصلي الذي جعل أوروبا تشعر بالذنب إزاء اليهود لأنها شاركت ألمانيا النازية في محرقتهم التي يسمونها (الهولوكوست).

ويضيف: "هذه المأساة ستتواصل وأفضل طريقة لإصلاح ما أفسده الدهر هو قبول إسرائيل لحل الدولتين حيث يتعود الجيل الجديد على التعايش بسلام دون تعصب أو إلغاء للأخرين ويعود الأمن تدريجيا الى الشرق الأوسط!".

ونلخص لكم في نفس السياق ما صرح به نائب الشعب الفرنسي (أيميريك كارون) يوم 27 سبتمبر 2024 لقناة فرنسية حيث قال: بأن حقيقة المعضلة الفلسطينية هي في الأصل قضية استعمارية بل هي أخر استعمار استيطاني في العالم وفي القرن الحادي والعشرين وصنعتها أياد غربية منذ وعد بلفور 1917 وفي نفس المرحلة وقع الوزيران ساكس البريطاني وبيكو الفرنسي باسم الامبراطورتين معاهدة لتقسيم الشرق الأوسط بينهما وبدأت مأساة الشعوب العربية وخاصة الفلسطيني. وفي عام 1947 جاء يهود العالم من كل حدب وصوب ليستقروا في أرض اخترعوا لها جذورا تلمودية تزعم أن ربهم وهب لهم هذه الأرض وحدهم بعرق يهودي صاف لم يلوث، وبلغنا اليوم منذ 7 أكتوبر درجة من الفظاعة غير مسبوقة أمام صمت دولي غريب تشبع بالأوهام والأكاذيب ليترك المجازر تتم بعيدا عن المساءلة والعقاب.. بينما لدينا القانون الدولي الذي يحدد قانون الحرب وأخلاق المتحاربين والعودة للسلام عوض قبول قتل الأطفال أو قطع أطرافهم، ولهذه الأسباب أريد فضح الاستعمار المسلط بالقوة والإبادة برضى الدول العظمى التي تريد التخلص من ذنوب مجازر اليهود التي بدأت في ألمانيا في عهد هتلر ولكن شاركت فيها أغلب دول أوروبا من بعد ثم تلقيها على شعب فلسطين.

وأضاف عضو مجلس النواب الفرنسي: "علينا ومن واجبنا تصحيح التاريخ المدلس منذ 70 عاما حتى نحقق السلام العادل لكل الشعوب".

ونأتي إلى الصحفي الأمريكي الشهير (توماس فريدمان) والمعروف بتعاطفه مع إسرائيل حيث كتب افتتاحية (نيويورك تايمز) يقول فيها بجرأة غير معهودة: "إن خطأ الإدارة الأمريكية القديم هو النظر الى القضية الفلسطينية بعيون إسرائيل عوض مراعاة المصالح الأمريكية قبل كل اعتبار".

وأضاف بأن الرأي العام الأمريكي وقع التغرير به فاعتقد في مجمله أن مصالح الولايات المتحدة هي في مصالح إسرائيل مهما ارتكبت من مروق عن القانون بما فيه القانون الأمريكي بعد أن كانت إسرائيل تفاخر بأنها دولة القانون و الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط!.

ونأتي إلى تقرير دقيق ونزيه نشرته صحيفة (التلغراف) البريطانية هذه الأيام فكتبت: "العيش في إسرائيل تحول إلى كابوس مع انعدام الأمن وأصبح علماؤها يغادرونها بل تصاعدت موجة من الهجرة المعاكسة فقد رحل 30 ألف من خيرة أطبائها وأساتذتها الجامعيين مع تفاقم الميز العنصري المتطرف وقالت نشرية (كوفاس بي دي أي) المتخصصة في رصد الحياة الاجتماعية والاقتصادية أن الهجرة لا تقتصر على الأفراد بل إن عائلات بأكملها شعرت بضرورة العودة إلى أوطانها الأصلية لتضمن التمدرس الآمن لأبنائها بسبب عجز إسرائيل عن جلب أساتذة أكفاء لجامعاتها كما أن شركات صناعية واقتصادية و تجارية غادرت إسرائيل بسبب نقص الإنتاج وتعطل التنمية.

وأكدت النشرية أن حوالي 60 ألف من الشركات العاملة في اسرائيل حولت نشاطها إلى دول أخرى منذ السابع من أكتوبر 2023 أو هي تخطط للرحيل.

عودة مباركة لروح الغضب المقدس لدى أصحاب الحق والشرعية والذين لا يخرجون عن القانون الدولي وهو الذي يمنحهم حق مقاومة محتلي أرضهم بكل الوسائل..ثم حللت (التلغراف) أسباب هذه الانهيارات المتعاقبة فأرجعتها إلى تهديد رئيس الحكومة بتغيير قواعد القضاء مما يجعل الناس عادة غير مطمئنين لعدالة مهزوزة وإصرار نتنياهو على مواصلة الحرب مما يهدد باندلاع حرب إقليمية واسعة فبعد غزة تحرك نحو لبنان وشاركت قوة عظمى في دك الحديدة باليمن وضرب مناطق في سوريا والعراق!

وعلى ضوء هذه الحقائق نلمس في الشرق الأوسط إعادة رسم الموازين وتغير مواقع القوة فاليوم مثلا الأربعاء 2 سبتمبر تأكد أن جبهات المقاومة ترد بالصواريخ على الصواريخ وتتحدى من كان يتفاخر بأنه الأقوى والأعتى سلاحا والذي لا يهزم!

عودة مباركة لروح الغضب المقدس لدى أصحاب الحق والشرعية والذين لا يخرجون عن القانون الدولي وهو الذي يمنحهم حق مقاومة محتلي أرضهم بكل الوسائل.. وبلغ التهور يوم الإربعاء بوزير خارجية حكومة إسرائيل أن أعلن بأن السيد (غوتيريتش) الأمين العام للأمم المتحدة يعتبر شخصا غير مرغوب فيه في "بلادهم" وهو سلوك غير مسبوق!

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه لبنان فلسطين الرأي لبنان احتلال فلسطين عدوان رأي مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

«تريندز» يعقد في مقر «الشيوخ» الفرنسي مؤتمر «محاربة الإرهاب في حقبة الذكاء الاصطناعي»

أبوظبي (الاتحاد)
طالب خبراء وأكاديميون ومتخصصون ورجال دين، بتعزيز الدفاعات السيبرانية، وتطبيق إجراءات مضادة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، واستحداث أدوات يمكنها كشف وتعطيل وشل الشبكات الرقمية للجماعات الإرهابية والتيارات المتطرفة التي تستغل الذكاء الاصطناعي لنشر أفكارها وخطاباتها والترويج لأيديولوجيتها الهدامة.
كما شددوا على أهمية فرض لوائح أكثر صرامة على شركات التكنولوجيا، وإجبارها على كشف الدعاة الذين يستغلون منصاتهم لنشر الفتنة والتطرف والإرهاب، خاصة جماعة الإخوان المسلمين وأيديولوجيتها، إلى جانب حظر المنظمات التابعة لها من العمل في مختلف دول العالم، مؤكدين ضرورة تطوير تقنيات لكشف حملات التضليل المعلوماتي، وحروب السرديات الإخوانية، بالإضافة إلى حوكمة الذكاء الاصطناعي، والضغط على المنصات الرئيسية، للحد من انتشار المحتوى المضلل.
جاء ذلك خلال مؤتمر «محاربة الإرهاب في حقبة الذكاء الاصطناعي»، الذي عقده مركز تريندز للبحوث والاستشارات في قصر لوكسمبورج بمقر مجلس الشيوخ الفرنسي، بالتعاون مع السيناتور نتالي جوليه، واختتم به المحطة الأولى من جولته البحثية العالمية التي استمرت أربعة أيام في فرنسا، وتضمنت أيضاً مناقشة سبل التعاون مع وزارة الداخلية الفرنسية في مجال مجابهة التطرف والإرهاب.
وشهد أعمال المؤتمر فهد سعيد الرقباني، سفير دولة الإمارات لدى فرنسا، والدكتور رياض ياسين عبدالله، سفير الجمهورية اليمنية لدى فرنسا، وجمع من الأكاديميين والخبراء والباحثين والمفكرين والإعلاميين والمتخصصين في قضايا جماعات الإسلام السياسي والتيارات المتطرفة والإرهابية.
وأدارت المناقشات السيناتور نتالي جوليه، عضوة مجلس الشيوخ الفرنسي عن مقاطعة أورن، واستهلت أعمال المؤتمر قائلة: «جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، ويجب أن نسمي الأمور بمسمياتها، كما يجب أن ننسق الجهود لوضع هذه الجماعة على لائحة الإرهاب».

استغلال الذكاء الاصطناعي
قال الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، خلال كلمته الترحيبية في المؤتمر، إن الذكاء الاصطناعي يحمل فوائد جمة، ولكنه فتح آفاقاً جديدة أمام الجماعات المتطرفة، مكنتها من توسيع أدواتها ونطاق عملها، واستغلال تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي وروبوتات المحادثة والألعاب الرقمية، والتحليلات التنبؤية، لاستقطاب المجندين الجدد، واستهداف الفئات الأكثر عرضة للتأثير.
وذكر أن استخدام الذكاء الاصطناعي من قِبل الجماعات المتطرفة سيزداد خلال الأعوام المقبلة، مما يحتم على الدول والمؤسسات تطوير تقنيات مضادة تشمل التنبؤ، والتحصين، والملاحقة، في إطار مقاربات شاملة لمكافحة التطرف والإرهاب، مضيفاً أن العلاقة المتغيرة والمتسارعة بين الذكاء الاصطناعي والتطرف العنيف، تتطلب استباق التهديدات المستقبلية، وتصميم نماذج مبتكرة تعزز جهود مكافحة الإرهاب ضمن هذا العصر الرقمي المتحوّل.
وأشار الدكتور العلي إلى أن العالم يقف اليوم أمام منعطف حاسم، فالمجال الرقمي بات ساحة متنازعاً عليها، تتطلب تعاوناً دولياً، وابتكاراً منهجياً، ويقظةً جماعية، ويجب أن يكون التقدم التكنولوجي عاملاً داعماً للأمن الجماعي والقيم الإنسانية والديمقراطية، وليس تقويضها.

أخبار ذات صلة خبراء: توظيف الذكاء الاصطناعي لدعم البيئة «المختبر المرجعي» يُطلق أول مركز للتشخيص العصبي البيوكيميائي المتقدم

كشف الدعاية الإرهابية
بدوره، أكد الدكتور محمد حمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، في كلمة المؤتمر الرئيسية، أن الذكاء الاصطناعي له دور مزدوج في مكافحة التطرف والإرهاب من ناحية، وتسريعهما من ناحية أخرى، ولكن عند استخدامه بمسؤولية، يُعد حليفاً قوياً في معركة العالم ضد الإرهاب، مبيناً أن الذكاء الاصطناعي يسرِّع عمليات البحث والتتبع، وكشف الدعاية الإرهابية وتفكيكها، مما يعطّل قنوات تجنيد الشباب.
وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يمتلك قدرات تنبؤية تمكنه من توقع الهجمات المحتملة، مما يعزز الإجراءات الاستباقية، كما يمكنه تحديد الأفراد المعرضين للتطرف وتوجيههم نحو محتوى معتدل، وفي المقابل قد تستغل الجماعات المتطرفة الذكاء الاصطناعي للتخطيط لهجماتها، وأتمتة التجنيد، ونشر المعلومات المضللة بسرعة وكفاءة عاليتين.
وطالب الكويتي بتعزيز التعاون العالمي والشراكات لمواجهة استغلال الجماعات المتطرفة لتقنيات الذكاء الاصطناعي، إلى جانب تعميق التعاون بين الحكومات لسن قوانين رادعة، والشركات التقنية لتحسين الأمن السيبراني، ومراكز الأبحاث لتطوير أدوات ذكاء اصطناعي أخلاقية، مبيناً أن العالم قادر على تحويل التكنولوجيا من سلاح للدمار إلى أداة للسلام.

أدوات مكافحة التطرف
يرى بريانك ماثور، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Mythos Labs الأميركية، أن الذكاء الاصطناعي سيكون قوة مضاعفة لمكافحة الإرهاب، وتأثيره مدفوع بثلاثة عوامل قوية: «تأثير إليزا، والاعتماد العالمي شبه المتزامن على الذكاء الاصطناعي، وتقارب الذكاء الاصطناعي مع التكنولوجيا الناشئة الأخرى». وبين أن وكالات إنفاذ القانون والمجتمع المدني تستخدم أدوات لمكافحة التطرف، ومنها «Aldous» و«Mythos Labs»، حيث يمكن لهذه الأدوات مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي لتحديد المحتوى المتطرف وتحليله، إلى جانب تحليل البيانات لتحديد الأنماط والروابط بين الأفراد والجماعات المتطرفة، فضلاً عن قدرتها على تحديد الأهداف المحتملة للهجمات المتطرفة، مما يساعد على اتخاذ إجراءات وقائية.

استراتيجيات لمكافحة استخدام التكنولوجيا من قبل المنظمات الإرهابية
أما الدكتور جان مارك ريكلي، رئيس قسم المخاطر العالمية والناشئة، مؤسس ومدير مبادرة بوليماث مركز جنيف للسياسة الأمنية، فذكر أن الاستخدام المحتمل للتكنولوجيا الناشئة من قبل المنظمات والجماعات الإرهابية يمكن أن تكون له عواقب وخيمة، حيث يؤثر على الأمن القومي والاستقرار العالمي، لذلك من المهم أن تعمل الحكومات والمنظمات الدولية على تطوير استراتيجيات لمكافحة استخدام التكنولوجيا الناشئة من قبل المنظمات الإرهابية.
وبين أن العوامل الدافعة لاستخدام التكنولوجيا الناشئة من قبل الإرهاب، تشمل عناصر هيكلية تساهم في تطوير التكنولوجيا، مثل زيادة القدرة الحسابية، وتوافر البيانات، وتحسينات التعلم الآلي، وانتشار التكنولوجيا، محذراً من إمكانية التوسع في استخدام التكنولوجيا الناشئة لشن هجمات إلكترونية على البنية التحتية، واستخدام الطائرات من دون طيار والروبوتات لتنفيذ هجمات مادية.
من جانبه، أكد سيرغي ستروبانتس، المدير الإقليمي لأوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، المدير العالمي للأمن والدفاع والاستخبارات في معهد الاقتصاد والسلام البلجيكي، أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة للتقدم، بل سلاح في أيدي الإرهابيين، يُستخدم للتجنيد والهجمات الإلكترونية والحرب المستقلة، فما بين التطرف المدعوم بالذكاء الاصطناعي إلى الدعاية المزيفة العميقة والطائرات من دون طيار المستقلة، يستغل الإرهابيون التكنولوجيا بمعدل ينذر بالخطر، ويجب تطوير استراتيجيات عاجلة لمكافحة الإرهاب بالسرعة نفسها لمواجهة التحدي.
وأشار إلى أنه يمكن تحديد مستقبل الإرهاب جزئياً بالذكاء الاصطناعي وتطبيقه، فالتكنولوجيا، خاصة الذكاء الاصطناعي، تغير ديناميكيات كيفية تواصل المنظمات الإرهابية وتجنيدها، مضيفاً أن معهد الاقتصاد والسلام يواصل البحث في هذه الاتجاهات وتحليلها، ويقدم رؤى حول كيفية كون الذكاء الاصطناعي أداة للأمان، وعاملاً مضاعفاً للتهديد في يد الإرهاب.
من جانبه، كشف الدكتور وائل صالح، مستشار شؤون الإسلام السياسي والتطرف في «تريندز»، عن أن حملات التضليل الإعلامي وحروب السرديات الذكية المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي التي تشنها الجماعة المتطرفة على الدول والمجتمعات العربية، تهدف إلى خلق تناقضات ما بين الدولة والمجتمع من جانب، وبين الجماعات والفئات المكونة للمجتمع من جانب آخر، لإحداث خلل في تلك العلاقة، والتي هي الحبل السري لرأس المال الاجتماعي.
وطالب بتطوير وتحديث تقنيات للكشف والاستجابة التكنولوجية لحملات التضليل المعلوماتي وحروب السرديات الإخوانية، إلى جانب تفكيك سرديات جماعة الإخوان المسلمين، من خلال السرد المضاد والمرونة المعرفية، فضلاً عن تدريب المواطنين على التفكير النقدي الرقمي ودعم الأصوات المسلمة المعتدلة القادرة على تفكيك السرديات المسلمة من الداخل، بالإضافة إلى حوكمة الذكاء الاصطناعي.
وفي السياق ذاته، قال الإمام محمد التوحيدي، نائب رئيس المجلس الإسلامي العالمي لعلماء الدين، إن العصر الرقمي طمس الخطوط بين الحرب والسلام، وبين الحقيقة والأكاذيب، فالعالم يواجه عدواً خبيثاً يتمثل في «الإرهاب المقنع بالتكنولوجيا»، وفي قلب هذا الخطر تقف جماعة الإخوان المسلمين، لتستخدم أيديولوجيتها واستغلالها الذكي للمنصات الرقمية لتقويض أسس الحرية والعلمانية والإخاء، مبيناً أن جماعة الإخوان ووكلاءها في أوروبا مهندسو الفوضى والتطرف.

منظمات المجتمع المدني
أوضحت شمسه القبيسي، مساعدة باحث في «تريندز»، أن مواجهة الروايات الإرهابية على «الإنترنت» تتطلب فهماً أكثر دقة لمسارات الأفراد إلى التطرف، من التي يمكن أن توفرها هذه الأدوات، إلى جانب تعظيم دور منظمات المجتمع المدني، وتعزيز علاقات أجهزة الأمن بالمجتمعات المحلية، كما ينبغي على وكالات إنفاذ القانون ومكافحة الإرهاب تطوير معارفها الداخلية وقدراتها التقنية لمكافحة الإرهاب ومجابهة التطرف وتياراته.
وذكرت أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مكافحة الإرهاب عبر «الإنترنت» يجب أن تحترم حقوق الإنسان، والأهم من ذلك، يجب أن ندرك أنّ الذكاء الاصطناعي يوفر نتائج احتمالية وليس تنبؤات معصومة، ولا يمكنه القضاء على الإرهاب والتطرف العنيف عبر «الإنترنت» فقط، بل يجب أن تكون الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي محاطة بجهود تطويق الإرهاب والتطرف العنيف من جذوره.

مواجهة التطرف والإرهاب
في سياق متصل، وختاماً لجولته البحثية الفرنسية، عقد «تريندز» جلسة نقاشية مع السيد فريدريك غارنييه، مستشار الهجرة والطوائف الدينية في وزارة الداخلية الفرنسية، والمسؤول عن قضايا الاندماج والتطرف في الوزارة، طرح خلالها فريق المركز رؤيته حول خطر جماعة الإخوان المسلمين وجهوده في مواجهة أفكارها وأيديولوجيتها، كما أهدى المسؤول الفرنسي مجموعة من إصدارات موسوعة «تريندز حول جماعة الإخوان المسلمين» المترجمة إلى اللغة الفرنسية، وكذلك مؤشر نفوذ الإخوان على المستوى الدولي.
وأعرب فريدريك غارنييه عن رغبة وزارة الداخلية الفرنسية في الاستفادة من تجربة «تريندز» في تفكيك الأفكار الإسلاموية، وكشف خطورتها، والاستفادة من إصدارات المركز في هذا المجال، كما اقترح على «تريندز» التعاون والتشارك البحثي مع الوحدة البحثية لدراسة التطرف والإرهاب التابعة لوزارة الداخلية الفرنسية.

ختام «باريس للكتاب»
وفي سياق متصل، اختتم «تريندز» مشاركته الثانية في معرض باريس الدولي للكتاب 2025، حيث استقطب جناح المركز في قاعة الشرف الدولية، مسؤولين ودبلوماسيين وخبراء وأكاديميين، ومن أبرزهم الدكتور محمد حمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، وفهد سعيد الرقباني، سفير دولة الإمارات لدى فرنسا، والدكتور رياض ياسين عبدالله، سفير الجمهورية اليمنية لدى فرنسا، والسيناتور نتالي جوليه، عضوة مجلس الشيوخ الفرنسي عن مقاطعة أورن، والدكتور جاك لانج، رئيس معهد العالم العربي في باريس، وزافيير دوبلوي، نائب مدير معرض باريس الدولي للكتاب.
واطلع زوار الجناح على أحدث وأبرز إصدارات «تريندز» البحثية الموقعة حديثاً، خاصة البحوث والدراسات المترجمة إلى «الفرنسية»، وثمنوا جهود المركز الداعمة للثقافة والمعرفة، ورؤيته المعززة لمد جسور التواصل بين الشعوب والمجتمعات، كما أشادوا بجهود المركز البحثية في تحليل واستشراف مستقبل الجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية.

مقالات مشابهة

  • ‏أمير قطر: إسرائيل لم تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلنا إليه سابقا في غزة
  • اختطاف وقمع للمظاهرات.. دول غربية تصعد حملتها ضد المتضامنين مع غزة
  • حرب القيامة التي يُراد بها تغيير خارطة الوطن العربي
  • «تريندز» يعقد في مقر «الشيوخ» الفرنسي مؤتمر «محاربة الإرهاب في حقبة الذكاء الاصطناعي»
  • الجامعة الافتراضية تحذر الجهات التي تستخدم اسمها في الإعلانات والأمور ‏المتعلقة بالخدمات الطلابية ‏
  • هل يمكن مطالبة إسرائيل بالتعويض عن احتلال سيناء؟.. مفيد شهاب يرد
  • حرب القيامة التي يُراد بها تغيير خارطة الوطن العربي 
  • ذكرى ميلاد أمينة رزق.. “راهبة الفن” التي كتبت تاريخ الأمومة على المسرح والسينما (بروفايل)
  • قانونيون في لندن يواصلون ملاحقة بريطانيين خدموا بجيش إسرائيل
  • الأمين العام للأمم المتحدة: “إسرائيل” تحرم المدنيين في غزة من المواد التي لا غنى عنها لبقائهم على قيد الحياة