مناظير السبت 5 اكتوبر، 2024
زهير السراج
manazzeer@yahoo.com
* قال المبعوث الأمريكي الأمريكي (توم بيرييلو) انهم يسجلون ويرصدون كل الانتهاكات التي يرتكبها طرفا الحرب في السودان عبر وسائل عديدة منها (المراقبة تكنولوجياً) والمعلومات التي تصلهم من السودان، وهى رسالة واضحة وصريحة لطرفى الحرب بأن يكفوا عن ارتكاب الجرائم ضد المدنيين والكذب، فكل جريمة مكشوفة وكل مجرم مرصود، سواء في الحلفايا أو في مليط أو اب كرانك بدارفور، في انتظار الوقت المناسب للحساب، ومن يشكك في ذلك عليه متابعة ما تفعله اسرائيل في الشرق الاوسط هذه الايام!
* وكشف (بيرييلو) عن فتح حوار مع الاتحاد الأفريقي بغرض تهيئته لإعداد وتجهيز وارسال قوات لحماية المدنيين في السودان، وهو سيناريو شبيه بالذي حدث إثر مجازر ومحارق دارفور في عامي 2003 و2004 حيث تم تشكيل بعثة تقصي حقائق بواسطة مجلس حقوق الانسان في جنيف توصلت الى وقوع جرائم حرب ورفعت الأمر الى مجلس الأمن الذي فتح حوارا مع الاتحاد الافريقي لارسال قوات الى السودان، ثم إصدر قرارا تحت الفصل السابع بإرسال قوات دولية أفريقية مشتركة لحماية المدنيين في دارفور، ثم إحالة ملف جرائم دارفور الى المحكمة الجنائية الدولية التي نظرت في الأمر واصدرت قرارا بالقبض على المخلوع البشير وعدد من قادة النظام البائد في عام 2008 بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وجريمة الابادة الجماعية، وظلوا منذ ذلك الوقت مطاردين وهاربين ومذرعورين، إما أن يتم القبض عليهم، أو يلقوا حتفهم وهم خائفون مطاردون، وهو نفس السيناريو الذي ينتظر مجرمي الحرب الدائرة الآن، كبارهم وصغارهم، طال الزمن أو قصر، ونصيحتي لهم أن يتمتعوا بالسفر والسياحة قدر ما يتيسر لهم قبل أن يأتي اليوم الذي يدخلوا فيه (بيت الحبس) خائفين مذعورين من العقاب !
* وعلى ذكر المخلوع ورفيقيه عبدالرحيم محمد حسين وأحمد هارون الذي رصدت الولايات المتحدة جائزة مالية قدرها 5 مليون دولار لمن يُدلي بمعلومات عن مكان وجوده، فاختفى تماما منذ ذلك اليوم، لا بد مِن ذكر تصريح (بيرييلو) عن العداء المتصاعد للجيش وتطرفه ضد العودة الى النظام المدني الديمقراطي، والعمل على إعادة السودان الى الحكم الدكتاتوري مرة أخرى، وتعاونه مع الجماعات الإسلامية المتطرفة، بما يُفهم أنه تحذير مبطن وتذكير بمصير قادة النظام البائد ومنهم (علي كرتي) الذي وضعته الولايات المتحدة في لائحة العقوبات منذ بضعة اشهر وتضييق الخناق عليه!
* أما أقوى الرسائل التي وجهها (بيرييلو) للذين يأملون في فوز المرشح الجمهوري (ترامب) في انتخابات الرئاسة الامريكية والمعروف انه لا يعير اهتماما بالسودان وحقوق الانسان مثل الرؤساء الديمقراطيين .
* ومن جانب آخر شرعت الولايات المتحدة في محاصرة السودان (وهو نفس السناريو القديم)، حيث طرح مجلس الشيوخ الأمريكي قبل يومين مشروع "قانون المحاسبة في السودان" لحماية الشعب السوداني ومحاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب، بجانب توثيق جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية وعدم افلات المجرمين من العقاب، وقال السيناتور ريش: "يستمر الشعب السوداني في المعاناة من فظائع لا توصف، بما في ذلك الإبادة الجماعية وجرائم الحرب، ولقد حان الوقت لمحاسبة مرتكبي هذه الفظائع".
* كما أعلنت سلطة خفر السواحل الأمريكية، فرض قيود على دخول السفن القادمة من السودان بسبب وجود قصور في تدابير مكافحة الإرهاب في موانئه تحت ظل الحرب الدائرة بين الجيش والدعم السريع، وعودة العلاقات بين السودان وإيران!
* الدائرة تضيق حول رقاب الجناة من يوم لآخر، ولا بد أن تصل الى الهدف مهما طال الزمن!
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
جيش الاحتلال يستخدم جرافات روبوتية لارتكاب المزيد من جرائم الحرب في غزة
تل ابيب"أ ف ب": بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب في قطاع غزة استخدام جرافات "روب دوزر" التي تعمل بدون سائق ويمكن تشغيلها عن بُعد في محاولة لتعزيز عمليات الجيش الميدانية وتقليل المخاطر على قواته.
و"روب دوزر" جرافة ضخمة هي النسخة الروبوتية من جرافات (كاتربيلر دي 9)، تشغَّل من معرض عسكري في ولاية ألاباما الأميركية.
ويستخدم الجيش الإسرائيلي جرافات (دي 9) منذ سنوات في الخطوط الأمامية للقتال مثل تمهيد الطرق للقوات المتقدمة وإزالة الأنقاض وتسوية الأراضي.ولكن منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع منأكتوبر 2023 وبعدها الحرب مع لبنان، بدأ الجيش وبشكل متزايد استخدام النسخة الروبوتية من الجرافة والمتمثلة بـ "روب دوزر".
وتكمن الفكرة في استخدام الجرافة الروبوتية "بإلغاء وجود شخص في مقصورة القيادة" وفق راني الذي قاد فريقة في شركة الصناعات الجوية الإسرائيلي (أي إيه أي) تطوير "روب دوزر".
وبحسب راني الذي لم يفصح عن اسم عائلته لأسباب أمنية، خلال الحرب في غزة، بدأ الجيش يفضل النسخة الروبوتية والتي يمكنها تأدية مجموعة واسعة من المهمات "أفضل من الإنسان".
حاليا، يشغّل البشر هذا النوع من الجرافات والأنظمة لكن النسخ المستقبلية منها قد تكون مستقلة، ما يثير مخاوف أخلاقية وقانونية بشأن طريقة خوض المعارك المستقبلية في قطاع غزة.
و لطالما تعرضت إسرائيل للانتقاد بسبب استخدامها المتزايد للتكنولوجيا المتقدمة في القتال، سواء لأنظمة الدفاع الجوي أو أدوات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في مجال الاستخبارات، وذلك لعدم الدقة أو قلة الرقابة البشرية وانتهاكها للقانون الدولي.
ويقول محللون إن نشر إسرائيل المتزايد لجرافة "روب دوزر" يعكس الاتجاهات العالمية الأوسع نحو الأتمتة في المركبات القتالية الثقيلة مثل ناقلات الأفراد التي يتم التحكم بها عن بعد وتعمل مثل الطائرات المسيرة.
وبحسب مسؤول عسكري تحدث وفضل عدم الكشف عن هويته فإن الجيش الإسرائيلي كان يستخدم "الأدوات الروبوتية منذ أكثر من عقد ولكن بشكل بسيط، أما الآن يجري استخدامها في الحروب الواسعة النطاق".
وأضاف المسؤول أن القوات يمكنها الآن تشغيل المعدات دون الحاجة إلى دخول أراضي الطرف الثاني في النزاع.
وقال أندرو فوكس، العقيد المتقاعد في الجيش البريطاني والباحث في معهد "هنري جاكسون سوسايتي" في لندن، إن الجيش الإسرائيلي من المحتمل أن يكون أول قوة عسكرية تستخدم الآلات القتالية التي يتم التحكم فيها عن بعد في منطقة حرب نشطة.
ووصف فوكس ذلك بأنه "تطور كبير" يغير "نمط" الحرب، حيث تؤدّى المهمات بشكل فعال لكن مع تقليل كبير للمخاطر على الأفراد.
وقال رئيس دراسات الحروب الحضرية في "مودرن وور إنستيتيوت" التابع للجيش الأميركي في ويست بوينت، جون سبنسر "هذا هو المستقبل" مضيفا "كثر جربوا ذلك، لكن لم يشهد أحد استخدامه في المعارك الحديثة الفعلية، إنه شيء فريد جدا".
لكن وبالإضافة إلى العيوب الأخلاقية والقانونية لهذه التكنولوجيا المتقدمة، هناك أيضا الحاجة إلى وجود عنصر بشري يتخذ القرارات خصوصا في الحالات غير الاعتيادية.
ورأى تال ميمران المحاضر والباحث في القانون الدولي في جامعة القدس الإسرائيلية أن هجوم السابع من أكتوبر هو إحدى تلك الحالات.
وأضاف ميمران الذي كان يتابع عن كثب التطورات التكنولوجية للجيش الإسرائيلي "أعتقد ان السابع من أكتوبر أظهر لنا أنه يمكنك بناء جدار قد يكلف مليار دولار لكن إذا لم تقم بدوريات على الحدود، فإن أحدا سيخترقها".
وأوضح "يجب أن نأخذ في اعتباراتنا الفرص والمخاطر التي تأتي مع التكنولوجيا".
وبالنسبة إلى ميمران "هذا هو العصر الذي يتفجر فيه الذكاء الاصطناعي في حياتنا، من الطبيعي أن يكون له أيضا تأثير في مجال الأمن".