سودانايل:
2025-03-11@12:22:26 GMT

سياحة في مذكرات أغبش

تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT

ظللت طويلا أبحث عن نسخة من كتاب مذكرات أغبش دون جدوي ، ووجدت ضالتي أخيرا في معرض مسقط الدولي للكتاب الذي أقيم بالعاصمة العمانية مسقط في شهر يناير من هذا العام .
وجدت صورته أمامي بوجهه الصبوح يفوح منه عطر الذكريات المعتق. وقد تصدر الكتاب اهداء يقول فيه:
" لن نهديه للأهالي الغبش لأن هذا الكتاب في الأساس لهم .

. وملكهم "ولكننا نهديه الى "الغير غبش" كي يتعرفوا على الغبش من زعيم الغبش". رحمك الله عمنا عبدالله رجب الرجل العصامي المكافح الذي حفر بأصابعه على الصخر ليجد له مكانا وسط كبار الصحفيين السودانيين.
يقول أيضا " أستطيع أن أجزم بأن هذه المذكرات سوف تصبح من كلاسيكيات الشعب السوداني. مثل طبقات "ود ضيف الله" وسوف تعيش في وجدان هذا الشعب تتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل باذن الله".
والى لقاء آخر مع مذكرات أغبش.

عاش الراحل المقيم الاستاذ عبدالله رجب في القضارف منذ نهاية الثلاثينات وحتى منتصف الأربعينات او ماقبل بقليل. يقول عن هذه الفترة:

أكرمني أصدقاء ال عبدالحفيظ بالقضارف بولائم متلاحقة(الشيخ محمد حمد أبوسن والشيخ كرار كشة والسيد أحمد حامد موسى وغيرهم).

الاقامة
في القضارف أقمت بمنزل السادة بشير اخوان وكان الأخ المرحوم الحاج عوض بشير رجلا مستنيرا يقرأ الصحف ويناقش السياسة والمواضيع العامة وقال لي المرحوم عوض بشير دعنا نترك فكرة فرع القلابات مؤقتا واعمل معنا (كاتبا بالقضارف) فلم أرفض لأن القضارف بها بريد منتظم ومناقشات أدبية وسياسة.
(في المرحلة الأولى عرفت الريفي والمرحومين السلمابي وميخائيل بخيت واخري) .
فتحت فرع من مكتبتي بسنجة تحت ادارة الاخ المرحوم السلمابي حيث ظلت المجلات باسمه عدة شهور ولكن فرعنا لم ينجح لأننا لم نستطع منافسة الاخ المرحوم حنا تسفاي.وفي الحقيقة ماكان لنا أن نحاول منافسه في هذا المجال الذي كان ضيقا في في الثلاثينات.
نواصل.
بداية العلاقة بالقضارف
وبداية العلاقة مع القضارف بدأت بالسوكي ١٩٣٢ وعمري ١٧ سنه جاء الأخ المرحوم الطيب عبد الحفيظ (وكان في حوالي الأربعين) وقد تعارفنا وتبادلنا الكتب التي نقرأها، ولأهمية تلك المجلدات أذكر انني أخذت منه ديوان المتنبئ واخذت كتابي النظرات والعبرات للمنفلوطي-بينما أخذ مني (نهج البلاغة) - وكتبا أخرى.
كان المرحوم الطيب يمثل شركة جيمس لنج المتخصصة في تصدير الصمغ العربي ، ولما عاد الى القضارف جعلنا نتكاتب بانتظام، بل شملت مكاتباتي أشخاص لم أقابلهم منهم الاستاذ الريفي والمرحوم محمد حمد أبوسن زعيم الشكرية والمرحوم كرار كشة زعيم البجه والمرحوم عوض بشير جعلي وتاجر كبير والمرحوم أحمد حامد موسى (مشايخي من المتمة، وهو عم وصهر السفير السابق عثمان عبدالله حامد) والاخ اسماعيل سليمان محمد صالح ( من أهلي المغاربة المقيمين بالقضارف وعصار منذ قبل المهدية ).
واتصلت المكاتبات مع القضارف بعد ان فتحت بسنجة دكانا ومكتبة ١٩٣٤ وكان ان جاءني عرض الأخ المرحوم عوض بشير( والد زميلنا الشاعر ابراهيم عوض بشير ) لعمل تجاري كان يعد افضل من عملي اذ ذاك بسنجة وقد وصلت الى القضارف مع بداية شهر يناير ١٩٣٧ ، وعلاقتي مع السادة ال بشير-او بشير أخوان كانت علاقة كرم وايثار من جانبهم وياليتني استطيع الوفاء حتى ولو بالدعاء.
نواصل.
الشعراء بالقضارف

كان الأخ الطيب قد عرفني منذ ١٩٣٢ بالأخ محمد الخليفة طه ( في تلك الأيام لم يكن قد صار ود ريف) وجدت محمد الخليفة طه بكسلا وسعدت جدا ومنذ يومه الاول وجدني مستمعه للشعر الذي ينظمه او ينتحله.
انني أعجب لكون القضارف لها عدد من الشعراء منهم( محمد الخليفه طه، وخليل عجب الدور، وهاشم الياس وابراهيم عوض بشير) ولااكاد أذكر شاعر من سنجه سوى المرحوم حسن نجيلة وهو شديد الاقلال .
سوق المحاصيل
ودربني الاخ المرحوم عوض بشير على النيابه عنه في سوق المحاصيل. ان طريقة القضارف كانت تختلف عن طريقتنا بسنجة، فإن القضارفيين يشترون السمسم والصمغ بالمزاد(الذره فقط اذ ذاك كانت تباع بالمساومة- ولكنها في مابعد ضمت الى المزادات.وصارت بالوزن بدلا من الكيلو).قبل المزاد بدقائق يجلس التجار بالترتيب بعد عملية قرعة لجلوسهم وينطق اولهم بالسعر الذي يشتري به النمرة المعينة-ويتزايدون. في السابق كانت المعايدة بالتعريفة ثم صارت بالملاليم.

العمدة بشير مصطفى.
واقتضت مني عملية شراء السمسم أن أذهب إلى بلدة كساب التي يقام بها (سوق)مرتين في الأسبوع. على بعد ٢٠ ميل من القضارف. كانت كساب تتبع لنظارة بكر- وعمدتها كان العم المرحوم الشيخ بشير مصطفى- شقيق بكر الكبير- وعاصرناه وكان رجلا داهية.

الجاليات بالقضارف

الأرمن
أرمن القضارف عاشرناهم ورأيناهم منذ الأربعينات يتسللون - خارج البلاد. ان أرمن القضارف قد ذهبوا كلهم تقريبا.

يونانيون
بالقضارف وجدنا في الثلاثينات خلفاء ميخالي وهم قبرصيون (كيكوس جوانيدوس واخوانه ) ووجدنا مجموعة "الشركة الحبشية" كانوا يديرون متاجر وبقالات ..الخ. اكثر يوناني القضارف جاء بهم ميخالي..كونتو ميخالوص.

الأقباط
أبرزهم بالقضارف كان المرحوم روفائيل جريس وأولاده- والباقون أقاربها وكلهم من ال المعلم سعد وكانت لهم مبادرات زراعية بالسواقي بمنطقة عصار .
العجيب ان السوريين لم يقيموا بالقضارف تقريبا وقد عاشرت سليم موصللي رحمه الله.

اليمنيون
العجيب انني في سنجه لم ار اكثر من ثلاثة يمانيين ولكنني رأيت مايقرب من عشرة يمانيين بالقضارف بعضهم مستقرين لهم عائلات واملاك واولاد (مثل المرحوم الحاج عبده- والحاج أبوزيد - وغيرهما).
في سنجه- لما كنا صغارا- كانوا يحذروني من ان يخطفني اليمانية ولكن في القضارف عرفت ان شبهة الخطف تلتصق ليس باليمانية وإنما باعراب الزبيدية.

تحبيش القضارف
منذ أيامي الأولى بالقضارف في الثلاثينات رأيت الأحباش بعضهم من الحبشة الأصلية وبعضهم من أريتريا ... وبعضهم في شكل عائلات (ومنهم مسلمون مثل الاخ حسن مكنن والد محمد الفاتح السموأل ..منهم زعيم الرياضة الشيخ أمان ومنهم ال تسفاي - صهرهم ميخائيل بخيت - ولأحباش القضارف كنيسة ارثوذكسية ومدرسة.
أحباش القضارف القدماء قضارفيون وسودانيون لاشك فيهم- ولكن القضارف معرضة الى "تحبيش " بسبب تسلل اللاجئين والاندماج وعدم وجود بشائر عودة الى بلادهم
ماهي الديوم
وشملت دورة اللوري. ولكن في اليوم التالي. ديم بكر ومحطة السكة الحديد وسوق المحصول-وقرية "أبايو" وديم النور.
اني وأصدقائي كنا نقيم في "ديم حمد" يعني حمد اب سن - ويبدو أن هذا الحي قد نشأ بعد المهدية. وديم النور - حي يدار ضمن القضارف. وهو منسوب الى "النور عنقرة" الذي كان محاربا في العهود الثلاثة (قبل وبعد المهدية).
أما ديم بكر - وبكر المشار اليه هو بكر بك مصطفى زعيم قبائل الفور - فإن الحي كان يدار مستقلا عن المدينة في تلك الأيام ويتبع نظارة بكر.
ودراسة هذه الأحياء تتطلب مراجعة تاريخ معارك الشرق. مع جيش الفتح. ومع الأحباش - وأهم عنصر هو تفتت جيش أحمد فضيل . الذي حاول الوصول الى النيل الأبيض بعد هزيمته في الشرق . وبعد سقوط
أمدرمان.
القضارف في الثلاثينات
في يناير ١٩٣٧. في اليوم الأول اخذني الأخ عوض رحمه الله في الثالثة ظهرا بالمقعد الأمامي من اللوري الذي كان يقوده الأخ واغنياك لوسنين- أرمني كان يعمل بجنيهات قليلة.
ذهب بي الأخ عوض أولا على " امتداد ديم الخامة" ولاأدري سر التسمية فقد كان ومازال يسكنه أصدقائي ال كشة . وأحمد حامد موسى. وال القاضي "محي الدين واخوانه" وال البربري وال عبدالله محمود - كما كانوا يسمونه فريق "البقاسة"ولاأدري سر التسمية. ولكن بالحي تقيم العائلات الكردية والتركية- من بقايا التركية السابقة - وحتى أيامنا كان معروفا ان بعضهم يربطون التركيةوالكردية ومنهم والد الأخ عباس قاسم - الذي كان ضابط صف بالجيش في الثلاثينات . ووصلنا الى الجبل " وكانت ترابط به فرقة العرب الشرقية".
هذه الفرقة جندت بعد اخراج الجيش المصري ١٩٢٥/٢٤. العرب المشار اليهم في جنود الفرقة المذكورة ليسوا أبدا من اعراب البطانة وجيرانهم بل ان العرب المجندين هم بجاويون وفي الغالب هم "الحلنقه" المقيمون بكسلا . أقارب البكباشي عبدالله نور "و" حسين بك طاهر .
درنا حول الجبل حتى رأينا المقابر. ثم ذهبنا الى ناحية قرية الجباراب (التي اتصلت الان بالمدينة) وعبرنا "الميدان" الذي كان مخصصا للمهرجانات ومنذ مدة صار من الإمتدادات السكنية . ومررنا على قرى أخرى الأن ابتلعتها القضارف منها "روينا" و"طردونا".
ومررنا على السرف ورأينا مزرعة كان يديرها منولي الاغريقي وكان يربي بها كداريك "خنازير" يدلك هذا على أن المياه كانت وفيرة وكانت بتلك المنطقة المحيطة بالقضارف عدة سواقي كان يملكها الحاج عثمان - زعيم الشايقية- والحاج علي الكردي واخرون (يقول لك القضارفيون أن سواقيهم كانت تكفيهم من الخضار - وملوخيتهم طاعمة وليست مسيخة مثل وارد كسلا.

زكي حنا تسفاي

zakihanna@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی الثلاثینات من القضارف الذی کان

إقرأ أيضاً:

مجلس الشارقة الرمضاني 2025 يستشرف مستقبل القطاع الصناعي ويشهد توقيع 3 مذكرات تفاهم

 

 

 

بحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة الجامعة الأميركية في الشارقة ومعالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية استعرض مجلس الشارقة الرمضاني 2025 الذي عقد أمس الأول تحت شعار “الشارقة: تشكيل المستقبل، تمكين النمو” آفاق تطوير القطاعات الاقتصادية في الإمارة مع التركيز على القطاع الصناعي باعتباره واحداً من أهم محركات النمو وعنصراً بارزاً من عناصر التنويع الاقتصادي ومناقشة دوره في تعزيز الإنتاج والتنافسية على المستويين الإقليمي والمحلي.
وجاء المجلس الذي عقد في منطقة مليحة بالشارقة بتنظيم مشترك من هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) ومكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة) ومركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع) ومجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار بحضور الشيخ فاهم القاسمي رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة والشيخ سعود بن سلطان القاسمي مدير عام دائرة الشارقة الرقمية إلى جانب عدد من المسؤولين في الهيئات الحكومية والخبراء والمتخصصين في قطاعات الاستثمار والسياحة والتصنيع والتكنولوجيا وريادة الأعمال.
وشهد المجلس توقيع ثلاث مذكرات تفاهم بين “استثمر في الشارقة” ومجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار والثانية بين “شراع” ومؤسسة الإمارات العامة للبترول (امارات) إلى جانب مذكرة تفاهم بين “استثمر في الشارقة” ومجموعة “ألف” و ذلك بهدف تعزيز بيئة الابتكار وريادة الأعمال في الشارقة من خلال توفير التسهيلات والحوافز في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا ودعم رواد الأعمال عبر التمويل وبرامج تطوير الشركات الناشئة إضافةً إلى توسيع فرص التوسع في الأسواق عبر شراكات استراتيجية.
وتناول المجلس استراتيجيات تطوير قطاع التصنيع بهدف تحليل الفرص والتحديات مستعرضا النماذج الرائدة وقصص النجاح التي تعزز دور الشارقة المتنامي في المشهد الصناعي الإقليمي والعالمي حيث تحتضن الإمارة ما نسبته 35% من حجم القطاع الصناعي في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقالت الشيخة بدور القاسمي: يعتمد مستقبل الشارقة على قدرتنا على دمج الابتكار مع الاستدامة بشكل مدروس مع ضمان أن يكون تراثنا مصدر إلهام لتقدمنا وليس قيداً عليه ويجسّد المجلس الرمضاني هذا الالتزام إذ يمثل مساحة حيوية للحوار نستكشف فيها سُبل النمو الشامل فكل شراكة نؤسسها وكل فكرة نشاركها تقرّبنا من الوصول إلى مستقبل يراعي قيمنا ويدعم رواد الأعمال ويرسخ المرونة الاقتصادية المستدامة لمصلحة الأجيال القادمة.
وسلّط معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي الضوء على المكانة الاقتصادية البارزة التي حققتها دولة الإمارات عالمياً مشيراً إلى شبكتها الواسعة من الشراكات والاتفاقيات وبروتوكولات التعاون في مختلف القطاعات.
وقال: تفتح اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة (CEPA) آفاقاً جديدة أمام المصنّعين في الشارقة مما يجعل التجارة محركاً أكثر تأثيراً في اقتصادنا ومع ربط أسواقنا بالاقتصادات الناشئة في الهند وجنوب شرق آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية فإننا نوسع نطاق أعمالنا بشكل كبير ونسهم في تشكيل نظام تجاري عالمي قوي بالفعل و إننا نشهد اهتماماً عالمياً متزايداً بالشارقة حيث تواصل جذب الشركات من مختلف أنحاء العالم ومن خلال الاستفادة من هذه الاتفاقيات يمكن للمصنّعين في الإمارة الوصول إلى أسواق جديدة وتنويع صادراتهم وتعزيز مكانتهم في طليعة التجارة العالمية.
وفي حديثه حول اللجنة العليا للتكامل الاقتصادي في الشارقة استعرض الشيخ فاهم القاسمي المبادرات الهادفة إلى تعزيز النمو الصناعي والاستدامة وجذب الاستثمارات الأجنبية إلى الإمارة.
وقال أن اقتصاد الشارقة يحقق أداءً متميزاً ويتطور بوتيرة لافتة حيث بلغ ناتجها المحلي الإجمالي أكثر من 145 مليار درهم متجاوزاً المتوسط العالمي بنسبة 3.5% ويشكل قطاع التصنيع اليوم نحو 17% من اقتصادنا إلى جانب التطورات الكبيرة التي نشهدها في مجالات الزراعة والعقارات ونحن فخورون للغاية بالشركات التي اختارت الشارقة موطناً لها خاصة في القطاع الخاص الذي كان العمود الفقري لاقتصادنا لأكثر من عقد من الزمن وهو ما أثمر اختيار شركات عالمية كبرى للاستثمار في الشارقة مثل هاليبرتون وأمازون.
من جهته سلّط سعادة أحمد عبيد القصير المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) الضوء على جهود الهيئة في دمج الاستدامة ضمن مشاريع السياحة والضيافة، لدعم النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة مشيرا إلى إلتزام “شروق” بتحقيق أهداف الاستدامة في الشارقة انطلاقاً من قناعتها الراسخة بأنها حجر الأساس لمستقبل الإمارة حيث تسهم جهود الهيئة في الحفاظ على التراث الثقافي مع تلبية متطلبات السياحة الحديثة ومع استمرار النمو في قطاع السياحة وزيادة أعداد نزلاء الفنادق أثبتت السياحة المستدامة دورها المحوري في تنويع الاقتصاد وتعزيز نموه.
وسلّط سعادة محمد جمعة المشرخ المدير التنفيذي لمكتب “استثمر في الشارقة” الضوء على المبادرات التي أطلقتها الإمارة لجذب الاستثمارات الصناعية وتوفير بيئة داعمة تمنح الشركات ميزات تنافسية مشيرا إلى أن مسيرة التصنيع في الشارقة بدأت منذ سبعينيات القرن الماضي وتطورت إلى منظومة صناعية مزدهرة حيث أصبح قطاع التصنيع اليوم ثاني أكبر مساهم في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة إذ تمتلك الشارقة 20 منطقة صناعية و7 مناطق حرة وأكثر من 2,900 مصنع ما جعلها وجهة استثمارية رئيسية يستقطب قطاعها الصناعي استثمارات كبيرة بلغت 826.4 مليون درهم في 2024 وحده وتشمل الاستثمارات الحديثة ثلاثة مصانع أدوية جديدة بقيمة 308.7 مليون درهم واستثماراً بقيمة 50 مليون درهم من شركة PureGlass العالمية لصناعة الزجاج واستثماراً بقيمة 40 مليون درهم من IPT Energy مما يعكس جاذبية الشارقة والتزامها بالابتكار والنمو المستدام.
وتحدثت سعادة سارة عبد العزيز بالحيف النعيمي المدير التنفيذي لـ”شراع” عن المساهمة الفاعلة التي يقدمها مركز الشارقة لريادة الأعمال قائلة : يُجسد المجلس الرمضاني تجمعاً سنوياً يعكس رؤية إمارة الشارقة الراسخة في رسم ملامح المستقبل عبر الابتكار وريادة الأعمال وتعزيز التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص لتمكين بيئة مزدهرة للفرص والنمو ونحتفي اليوم بما حققته منظومتنا الريادية من إنجازات ونستشرف مستقبلاً يقوده رواد الأعمال بفكرهم الطموح وتأثيرهم المستدام.
وأضافت :في شراع نؤمن بأن الاستثمار في العقول المبدعة وتوفير الموارد والمساحات الداعمة والمجتمع الحاضن هو الأساس لازدهار بيئة ريادية ونسعى نحو ترسيخ مكانة إمارة الشارقة كمركز عالمي للمواهب والابتكار والنمو المستدام.
بدوره أكد سعادة حسين المحمودي المدير التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار أن المجمع يلعب دوراً محورياً في تعزيز التعاون بين مؤسسات البحث والتطوير والقطاع الخاص بما يسهم في تمكين الابتكار الصناعي وبناء اقتصاد قائم على المعرفة.
وقال المحمودي :يُعد المجمع منصة عالمية تجمع بين الأكاديميين والقطاع الخاص والمؤسسات الحكومية من خلال مبادرات تدعم البحث والتطوير وتنمية المهارات وتوظيف التكنولوجيا في بناء الشركات كما أن المجمع يعمل بالتنسيق مع وزارة الاقتصاد والجهات المعنية للاستفادة من اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة (CEPA) بهدف تسهيل نقل التكنولوجيا وتعزيز الابتكار في مختلف القطاعات.
وتضمنت فعاليات مجلس الشارقة الرمضاني توقيع مذكرة تفاهم بين “استثمر في الشارقة” ومجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار والتي وقعها كل من سعادة محمد جمعة المشرخ وسعادة حسين المحمودي بهدف إطلاق منصة “ابتكر في الشارقة” وهي بوابة رقمية توفر التسهيلات والحوافز في مجالي الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا كما تمنح المنصة نظرة شاملة على الفرص البحثية والتقنيات المتاحة ما يساعد الباحثين والمبتكرين على الوصول إلى الموارد واستكشاف البنية التحتية والمختبرات والمرافق البحثية في الشارقة لتعزيز مكانتها مركزاً عالمياً للبحث والتطوير والابتكار الصناعي.
كما شهد المجلس توقيع مذكرة تفاهم بين مركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع) ومؤسسة الإمارات العامة للبترول (امارات) ووقعها سعادة سارة عبد العزيز بالحيف النعيمي وعلي خليفة الشامسي المدير التنفيذي لمؤسسة (إمارات) بهدف تسهيل وصول الشركات الناشئة إلى التمويل والفرص الاستثمارية وتعزيز برامج ريادة الأعمال والابتكار.
وتشمل المذكرة إطلاق برامج لبناء القدرات الريادية ودعم الشركات الناشئة في القطاعات ذات الأولوية مثل التكنولوجيا التعليمية والاستدامة والصناعات الإبداعية إلى جانب توفير جوائز نقدية ومنح لرواد الأعمال وتسهيل فرص التوسع في الأسواق عبر شراكات استراتيجية كما ستعمل “شراع” على تقديم ورش تدريبية لموظفي “امارات”.
كما وقّع كل من سعادة محمد جمعة المشرخ وعيسى عطايا الرئيس التنفيذي لمجموعة “ألف” مذكرة تفاهم بين “استثمر في الشارقة” ومجموعة “ألف” لدعم رؤية الإمارة في تحقيق النمو المستدام والابتكار وتعزيز دورها في تطوير قطاع العقارات. وتهدف الشراكة إلى إبراز الفرص الواعدة في سوق العقارات بالتملك الحر الذي يشهد نموًا متسارعًا في الشارقة.
واستعرض مجلس الشارقة الرمضاني قصص نجاح شركات اختارت الشارقة مقراً لأعمالها حيث أوضح أصحابها أن قرارهم جاء نتيجة لما توفره الإمارة من بيئة اقتصادية داعمة وموقع استراتيجي يتيح الوصول إلى الأسواق العالمية إضافةً إلى الحوافز الاستثمارية والمرونة التنظيمية والبنية التحتية المتطورة كما أشاروا إلى أن التسهيلات الحكومية وتوافر الأراضي الصناعية لعبت دوراً أساسياً في تمكين شركاتهم من التوسع وتعزيز تنافسيتها مما جعل الشارقة مركزاً جاذباً للابتكار والاستدامة في مختلف القطاعات.وام

 


مقالات مشابهة

  • والي القضارف يدعو لإستنفار الشباب على القتال لدحر التمر
  • إسلام فوزي يقدم جائزة الأخ المثالي للفنان أحمد عبدالعزيز
  • محمد بن راشد يحضر مأدبة إفطار أقامها أبناء المرحوم الشيخ دلموك بن جمعة آل مكتوم
  • الصحة بالقضارف تشيد بخدمات المستشفى الميداني الامريكي
  • حكومة الاستقرار توقع مذكرات تفاهم واسعة مع بيلاروسيا
  • تصدت المضادات الأرضية بالفرقة الثانية مشاة بالقضارف لهجوم بالمُسيّرات
  • مذكرات تبليغ وقرارات إمهال مطلوبين للقضاء
  • مجلس الشارقة الرمضاني 2025 يستشرف مستقبل القطاع الصناعي ويشهد توقيع 3 مذكرات تفاهم
  • قبل اكتمال الصيانة.. مسيرات الدعم السريع تستهدف سد ستيت
  • مدير عام وزارة البني التحتية بولاية القضارف يشهد عمليات الربط المساحي بعدد من الكبارى