mugheira88@gmail.com
ما كان اختيار أول مجلس للسيادة الا لأصحاب الهمم العالية و الكفاح المتصل من أجل نهضة البلاد وتقدمها فقد اشتمل في تكوينه علي رموز النضال الوطني مثل أحمد محمد صالح و أحمد محمد يسن و الدرديري محمد عثمان و عبد الفتاح المغربي و سرسيو ايرو و قد كانوا جميعا ممن حسنت سيرتهم و تميزوا بالحلم والوعي و النزاهة و الخلق الحميد .
تخرج الدرديري في كلية غردون و عمل بالمدارس الوسطي ثم انتدب ليدرس اللغة الانجليزية في كلية غردون و لكنه لم يستمر و تحول للسلك الاداري و لما فتح باب الاختيار للسودانيين المسلحين بالخبرات العلمية للانضمام الي السلك القضائي كان الدرديري أول سوداني يشغل منصب قاضي بالمحاكم المدنية ثم عضوا بالمحكمة العليا .
و من صور نزاهة الدرديري أن كتب خطابا لوزارة المالية يتنازل فيه عن العربة الممنوحة له و ثلث راتبه تقديرا للظروف المالية التي تمر بها البلاد . كما تميز بلبس بدلة الدمور تعبيرا عن الزهد و كان يدعو ابناء جيله للتقشف و ضرب الأمثال للأجيال القادمة علما بأن السيد علي الميرغني قد رشحه لرئاسة مجلس الوزراء لكنه تنازل عن ذلك و قدم السيد اسماعيل الأزهري لمنصب الرئاسة .
ساهم الدرديري في مشاريع الاصلاح والترقي الوطني و الاجتماعي كنادي الخريجين ومشروع ملجأ القرش و كان صاحب مبادرات في حقل الثقافة والصحافة و قد ساهم في مجلة الفجر مع قادة التنوير مثل عرفات والمحجوب وعبد الحليم محمد و التني كما ساهم ايضا في اصدار جريدة صوت السودان بقيادة محمد عشري الصديق و احمد السيد حمد و السلمابي و اسماعيل العتباني و عبد الله ميرغني .
في أثناء وجوده في مدينة بورتسودان في اواسط الثلاثينيات كقاض عمل علي انشاء الخلاوي لتعليم ابناء الريف و انشأ المدارس الأولية والوسطي و تدخل لحل الخلاف بين الناديين الكبيرين الخريجين والسواكنيين و اشرف علي جمعيات القراءة والبحث و يسجل له التاريخ انه الوحيد الذي طبق عقوبة الجلد علي البريطانيين حينما ارتكب بحار انجليزي جريمة السرقة فحاكمه الدرديري بالجلد و رفض الرجاءات من شركته وحضر العقوبة بنفسه , كما أمر مرة الجنود بالقبض علي احد الاداريين الانجليز الذي رفض المثول أمامه ليثبت للناس انه لا أحد فوق القانون .
في الجانب السياسي تعاون الدرديري مع جمعية اللواء الابيض و تم انتخابه ضمن لجنة الحاكم العام. و ترأس وفد السودان لباريس ليدافع عن قضية السودان امام هيئة الأمم المتحدة وشارك كذلك في محادثات الحكم الذاتي بين بريطانيا و مصر و السودان و توج ذلك بانتخابه عضوا في مجلس السيادة الأول في العام 1956. كما كان سكرتيرا للجبهة الوطنية و ساهم في دمج الأحزاب الاتحادية لمصلحة السودان و كانت له صلات حميمة مع تيار الاستقلاليين باعتباره ابنا للقائد الأمير محمد عثمان خالد أحد قواد الثورة المهدية وقد عمل علي لقاء السيدين علي الميرغني و عبد الرحمن المهدي لتقريب الشقة بينهما من اجل مصلحة البلاد .
لقد لعب السيد الدرديري عضو مجلس السيادة دورا مهما في تأريخ السودان و سجل اسمه بأحرف من نور و عاش رحلة من الكفاح الوطني ملتزما جانب الشعب و انماء الحياة الفكرية و الاجتماعية فكان لدوره الأثر العظيم في بناء دولة السودان الحديث جملها بعزة النفس و العفة والنزاهة حتي وفاته رحمه الله في متصف العام 1977 .
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
تركيا تعرض على البرهان مشروعات لانقاذ السودان بعد الحرب
التقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان ، سفير تركيا لدى السودان فاتح يلديز،
وقال وكيل وزارة الخارجية السفير حسين الأمين، في تصريح صحفي، إن اللقاء تطرق إلى مسار العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها وتقويتها في مختلف المجالات، والمشروعات التنموية التي تعتزم تركيا تنفيذها في السودان خلال الفترة المقبلة، والتي من بينها عودة الخطوط الجوية التركية للعمل من مدينة بورتسودان مطلع شهر يونيو المقبل.
وأضاف أن اللقاء تناول مشروعات العون الإنساني الذي ظلت تقدمه تركيا للشعب السوداني إبان محنته، بجانب بحث الترتيبات لإيصال المساعدات الإنسانية عبر مسارات أخرى في وسط السودان وغربه.
وأبان وكيل الخارجية أن رئيس مجلس السيادة، أشاد بمواقف تركيا الداعمة للسودان في المحافل الدولية والإقليمية، كما شكر السفير التركي على التنوير الذي قدمه له حول مشاركة بلاده في المنتديات العالمية ومؤتمر لندن الوزاري بشأن السودان.
من جانبه، عبر السفير التركي فاتح يلديز، عن تقديره العميق لمستوى العلاقات الثنائية بين البلدين، مؤكداً موقف بلاده الثابت والراسخ والداعم للسودان في المحافل الإقليمية والدولية، وحرصها على استقرار وسيادة ووحدة أراضي السودان.
وأشار فاتح يلديز، حسب تصريح من مجلس السيادة إلى أنه قدم تنويرًا لرئيس مجلس السيادة، حول مشاركة بلاده في مؤتمر لندن الوزاري ، مضيفاً أن اللقاء تطرق أيضا إلى نتائج زيارة رئيس مجلس السيادة إلى تركيا والمباحثات التي أجراها مع الرئيس أوردغان، بالإضافة إلى سبل تعزيز الشراكة بين البلدين ودفع مجالات التعاون المشترك.
وقال ” إن المباحثات التي عقدت مؤخراً بين البرهان وأوردغان بتركيا من شأنها نقل العلاقات الثنائية بين البلدين إلى مرحلة جديدة في مسار العلاقات.
وأشار السفير التركي إلى أن الخطوط الجوية التركية ستستأنف رحلاتها المباشرة إلى السودان، وأعلن عن إعادة فتح فرع لبنك زراعات التركي في بورتسودان، لافتاً إلى أن هذه الخطوات من شانها دفع العلاقات السودانية التركية إلى آفاق أرحب.
أردوغانالبرهانالسفير التركي