سودانايل:
2025-03-15@11:52:17 GMT

هذا الجزء يتضمن جانباً من خطاب الكراهية

تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT

كلام الناس

نورالدين مدني

استمتعت بذكريات مولانا القاضي السابق حمزة محمد نور الزبير الصادر عن دار مدارك للطباعة والنشر الذي استعرض فيه ذكرياته في عدد من مناطق السودان مثل ملكال والرنك والبيبور واكوبو وامدرمان والابيض والخرطوم بحري و النهود.
إضافة لبعض حكاياته الشيقة عن تجربته في السلك القضائي مثل حادث القرنتية ومظاهرات السكر والكشة وقانون التشرد والهنبتة والنهب المسلح وعملية دمج القضائين الشرعي والمدني وقصة استقالة القضاة وقوانين سبتمبر1983 وقانون الهيئة القضائية.


طاف المؤلف باسلوبه الجذاب ليحكي لنا بعض مفارقات محاكم الطوارئ والعدالة الناجزة وبيعة القضائية وام المعارك بين المكاشفي والرشيد الطاهر بكر وتنفيذ الأحكام الحدية ومحاكمة الاستاذ محمود محمد طه ولغز إخفاء جثمانه.
طوف بناعلى مختارات من تجربته من التراث الكردفاني مثل أغنية الغالي تمر السوق، لكنه للأسف وقع في خطأ كارثي "عندما حكى روايته "من وادي شلنقو إلى الوادي المقدس.
ليس فقط لأنه خاض في أمر ديني لايخلو من سخرية وتطاول على الذات الالهية إنما لأنه أيضاً تضمن جانباً من خطاب الكراهية.
قال أنهم عندما وصلوا لقاوة وجدوا الدكاكين فاتحة والجلابة راحوا الاخرة، ومضى قائلاً اتلمينا نحن المسيرية زرق وحمر وقلنا نرسل وفد لربنا من النظار والعمد والمشايخ وكبار القبيلة بابونمر واخوانه وناس العمدة حرقاص والناظر عزالدين حميدة عشان يشوف لينا صرفة في الجلابة!!!.
يوالي المؤلف تطاوله على الذات الالهية وهو يحكي عن لقاء تم بين قيادات المسيرية وبين وبين رب العباد ويسأوله مباشرة يشوف لهم صرفة في الجلابة وظلمهم السووه لهم في الدنيا.
اكتفي بهذا القدر من المسرحية الهزلية التي تضمنت جانباً من جوانب خطاب الكراهية ضد الجلابة بتعميم الحكم على انتهازيتهم كتجار ليشمل كل سودانيي الشمال.
تمادى المؤلف في الرواية التي نسبها لصديقه منور محمد نصر في أبوزبد في سرد الصفات السالبة التي يسبغونها على الجلابة من طمع وجشع ومكر وحب للنساء والاستئثار بالثروة والسلطة ومباهج الحياة وقال إنهم التجار الذين ينحدرون من القبائل العربية التي تستوطن وسط وشمال السودان.
أرى ان هذا الجزء من الكتاب تضمن جانباُ من جوانب خطاب الكراهية الذي ليس من مصلحة أي مكون من مكونات النسيج السوداني نشره ضد الاخرين ولم يكن المؤلف موفقاً في نشره وسط هذه الذكريات الطيبة.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: خطاب الکراهیة

إقرأ أيضاً:

بين دفتين كتاب المستفاد من قصص القرآن للدعوة والدعاة..

بداية لا بد أن نتحدّث عن المؤلف قبل أن نتحدّث عن كتابه الرائع "المستفاد من قصص القرآن للدعوة والدعاة"، مؤلف هذا الكتاب هو العالم والداعية العراقي الدكتور عبد الكريم زيدان العاني، المولود في بغداد في عام ١٩١٧م. كان أصغر إخوته من الجنسين، وقد نشأ يتيم الأب حيثُ توفي والده عندما كان في الثالثة من عمره.

في أثناء دراسته في كلية الحقوق في بغداد وتخرجه منها بعد ذلك - كان من أوائل الطلبة على دفعته-، تأثر د. عبد الكريم بالمواد الشرعية التي يَدْرُسها، مما دفعه وحفزّه لقراءة كتب الفقه الإسلامي والتعمّق فيها بشكل كبير، ثم بعد ذلك التحق بمعهد الشريعة الإسلامي في جامعة القاهرة ونال درجة الماجستير، ثم نال درجة الدكتوراه في الفقه الإسلامي مع مرتبة الشرف الأولى عام ١٩٦٢م.

يعدُّ د. عبد الكريم زيدان من أبرز مُنظري الفقه الإسلامي في عصرنا الحديث، وقد تولّى مناصب عديدة في العراق وخارجها. توفي - رحمه الله - في صنعاء عام ٢٠١٤م عن عمر ٩٧ عاماً وقد ترك مؤلفات قيمة تجاوزت الثلاثون كتاباً، كما ترك ٣٥ بحثاً وعشرات المقالات والرسائل، فأثرى المكتبة العربية والإسلامية بكتبه وبحوثه القيّمة.

كتاب "المستفاد من قصص القرآن للدعوة والدعاة" واحد من أهم الكتب التي كتبها د. عبد الكريم، وقد صدرت الطبعة الأولى منه في عام ١٩٩٦م. ذكر المؤلف في مقدمة الكتاب السبب الذي دعاه لكتابة الكتاب، وهو أن قصص القرآن كما أخبر الله عنها في كتابه الحكيم هي أحسنُ القصص، وقد قص الله علينا هذه القصص لأخذ الدروس والعِبر منها وليست للتسلية، وهذا ما دعا المؤلف إلى أن يبحث عن هذه الدروس ويُخرجها في كتاب، ليستفيد منها الدعاة في دعوتهم، بل يستفيد منه كل مسلم ومسلمة.

منهج المؤلف في كتابه هذا، أن يقوم بذكر موجز للقصة الواردة في القرآن، ثم يذكر بعد ذلك أهم الدروس المستفادة من القصة، فمثلاً يذكر قصة خلق أبينا آدم - عليه السلام - وأمر الله سبحانه الملائكة بالسجود له، وامتناع إبليس عن السجود له، وطرد إبليس من الجنة، وغيرها من أحداث القصة، لكن يذكرها - كما بينت - باختصار غير مخل، ثم يذكر بعد ذلك أهم الدروس التي يمكن أن يُستفاد منها من قصة نبي الله آدم عليه السلام وعداوة إبليس له. أحد هذه الدروس على سبيل المثال، أننا نحن البشر من طبيعتنا وتكويننا البشري الوقوع في الخطأ.

والدرس الآخر هو ضرورة التوبة والاستغفار والندم بعد الوقوع في الخطأ وعدم الإصرار على المعصية والخطأ، كما فعل أبونا آدم وأمنا حواء، فما أن ناداهم ربهما مذكراً لهما بنهيه لهما عن أكل الشجرة، حتى (قالا ربّنا إننا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين). (الأعراف:23). وغيرها من الفوائد الكثيرة التي أبدع المؤلف في استنتاجها.

ويتسلسل الكتاب بهذا الأسلوب الرائع، فيطوف بنا في جولة ماتعة نافعة مع قصص القرآن بدءاً من قصة آدم، وقصة ابنيه هابيل وقابيل، وقصة نوح وهود وصالح وإبراهيم وإسماعيل ولوط وشُعيب ويوسف وموسى وداود وسليمان وأيوب ويونس وعيسى - عليهم السلام -، ثم قصة لقمان وذي القرنين وقارون وأصحاب القرية وأصحاب الكهف وأصحاب الأخدود، وقصة صاحب الجنتين وقصة أصحاب الفيل وغيرها. وهذه القصص جميعها جعلها المؤلف في الباب الأول من الكتاب.

ثم خصص المؤلف الباب الثاني في قصص القرآن ليكون عن نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، بدءاً من قصة بدء نزول الوحي عليه وبداية الدعوة السرية وما تلتهما من أحداث حتى وفاته - عليه أفضل الصلاة والسلام -.

الكتاب ضخم جداً يقع في ٨٣٠ صفحة من القطع الكبير، وواضح الجهد الكبير الذي بذله المؤلف في تأليف هذا الكتاب، حيث قام بالرجوع إلى عشرات وعشرات المراجع. ما يُميز الكتاب الآتي:

أولاً: سلاسة الأسلوب الذي يتمتّع به المؤلف، حيث تشعر وأنت تقرأ القصة والدروس المستفادة بانسيابية الكلام وترابطه وسهولة قراءته، مع عمقه في نفس الوقت، وهذه ميزة للمؤلف فليس كل أحد يستطيع ذلك. وميزة هذا الأسلوب أن يجعل الكتاب سهل القراءة على شرائح مختلفة من القُرّاء، فيعم نفعه أكثر، بخلاف الكتب التي كُتبت بلغة صعبة ومعقدة حيث يكون قُرّائها محدودين.

ثانياً: الكم الهائل من المعلومات التي يرد ذكرها في كل قصة، فكما ذكرت، قد لجأ المؤلف إلى مراجع كثيرة جداً، ليخرج لنا هذا العسل المُصفى، وما علينا سوى أن نشربه ونستمتع به.

ثالثاً: الكتاب ليس سرداً لقصص القرآن فقط، بل يحوي على إبداع فريد من حيث استخراج المؤلف لعشرات الفوائد في كل قصة، وهنا تظهر عبقرية المؤلف، فهو لم يكتفِ بسرد القصص وشروحها، فهو يعلم أن هناك كتباً كثيرة سبقت كتابه ذكرت كل ذلك بالتفصيل، لكنهُ أضاف بصمته القوية وأعمل فِكره وجهده في استخراج الفوائد من كل قصة، وهي فوائد قد لا تخطر على بال الكثيرين منا حين يقرأ هذه القصص.

رابعاً: لم يُثقل المؤلف كتابه بحواشي المراجع في صفحات الكتاب، ولعل السبب في ذلك الرغبة في التسهيل على القارئ، واستخدم المؤلف طريقة ذكر المرجع بأن يذكره في النص نفسه، لكن بخط أصغر ولون مختلف. وهذه طريقة جميلة لا تشوش على القارئ ولا تشتته.

الكتاب مهم جداً ويستحق أن يُقرأ في كل زمان وبالأخص في شهر رمضان، شهر القرآن، بل أن يُدّرس في المساجد وتقرأه الأسرة في البيت. وأنا على يقين أن من يقرأ هذا الكتاب الضخم سيخرج من قراءته وقد تغيّر فيه الكثير.

مقالات مشابهة

  • أبوخشيم: يجب محاسبة وسائل الإعلام التي تروج لخطاب الكراهية
  • أمين عام رابطة العالم الإسلامي: “رُهاب الإسلام” يأتي في مقدمة النماذج المُقلِقة لتصاعد خطاب الكراهية و ممارساته الخطرة
  • أمين عام رابطة العالم الإسلامي يؤكد أن “رُهاب الإسلام” يأتي في مقدمة النماذج المُقلِقة لتصاعد خطاب الكراهية وممارساته الخطرة
  • بعثة الأمم المتحدة في ليبيا: خطاب الكراهية ضد المهاجرين يؤجج التوتر
  • الإعيسر: يدعو الطرق الصوفية للاسهام في نشر الوعي الديني الصحيح ومحاربة خطاب الكراهية والعمل على رتق النسيج الاجتماعي
  • البعثة الأممية تعرب عن قلقها إزاء “خطاب الكراهية ضد المهاجرين”
  • كامل الوزير: برنامج نوفي يتضمن إنشاء شبكة متكاملة من وسائل النقل المستدام
  • بين دفتين كتاب المستفاد من قصص القرآن للدعوة والدعاة..
  • غادة إبراهيم: المؤلف رشحني لمسلسل نص الشعب اسمه محمد والدور جديد عليا| خاص
  • الحكومة السودانية تستعين بـ”الفنانين” لمحاربة خطاب الكراهية