القوة المشتركة: مدرسة الأخلاق في ميادين القتال
تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT
hussainomer183@gmail.com
بقلم/ حسين بَقَيرة
برمنغهام - الجمعة، 04/10/2024
أتقدم بأحر التهاني للشعب السوداني الأبي على الانتصارات العظيمة التي حققتها القوة المشتركة، والقوات المسلحة، وقوات القشن، وكل القوات المقاومة في مختلف المحاور، خاصة في محور الصحراء الذي شهد بطولات “أسود الصحراء” في معارك تاريخية ستظل خالدة في ذاكرة الشعوب.
لقد بدأت هذه الانتصارات بمعركة “مدو” (أم المعارك) في منطقة “صياح” قرب مدينة “مالحة” في ولاية شمال دارفور في الأول من اكتوبر 2024، وتلتها معركة تحرير منطقة “بئر مزة” قرب مدينة “كتم” في شمال دارفور. ومن ثم جاءت معركة تحرير “كلبس” على مشارف مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، في الثاني من أكتوبر 2024. كذلك، أحرزت القوات المشتركة والقوات المسلحة انتصارًا آخر في محور “سنار” بتحرير جبل “موية”.
أما في ولاية الخرطوم، فقد شهدت الأيام الأخيرة تقدماً كبيرًا مع إعادة فتح الجسور والعبور من وإلى بحري، بالإضافة إلى مطاردة المليشيات الجنجويد من منازل المدنيين، ما أدخل الفرح والسرور إلى قلوب السودانيين. احتفالات المواطنين في شارع “الوادي” بأمدرمان كانت دليلاً على تماسك الشعب ودعمه لقواته المسلحة والقوة المشتركة.
إن القوة المشتركة منتشرة في جميع أرجاء السودان، وهذا يعكس وحدتها وقوميتها وإخلاصها للوطن. تضع هذه القوات نصب أعينها وحدة السودان أرضًا وشعبًا، وتقاتل بضراوة لتحقيق هذا الهدف دون أي تنازل.
تميزت معركة “مدو” أو ما أطلقت عليها بـ” محرقة تيوتات العدو ” بإلحاق هزيمة ثقيلة بمليشيات الجنجويد، التي وجدت نفسها لأول مرة تواجه هزيمة بهذا الحجم وفي ميدان مفتوح بعيدًا عن المدنيين. في تلك الأرض الصحراوية، برزت شجاعة القوة المشتركة (أسود الصحراء) التي دمرت مئات المركبات واستولت على أكثر من مائة مركبة مجهزة وسليمة، كما ظهر في الفيديو الذي عرضته القوات المشتركة لغنائم المعركة. شتتت المليشيات المرتزقة بين هالك وأسير وهارب.
ما يميز القوة المشتركة ليس فقط براعتها في القتال، بل أيضًا إنسانيتها في التعامل مع أسرى الحرب. فقد قدموا للعدو درسًا حقيقيًا في كيفية التعامل الإنساني، مستلهمين قول الله تعالى: “ولقد كرمنا بني آدم…”. ''وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا''.
ورغم الفظائع التي ارتكبتها مليشيات الجنجويد، مثل دفن الناس أحياءً في الجنينة، والاغتصاب، والتعذيب، والتمثيل بالجثث، إلا أن القوات المشتركة تعاملت مع الأسرى بكل احترام وإنسانية، ملتزمةً بأخلاق ديننا الحنيف الذي يأمر بمعاملة الأسير معاملة كريمة.
إن القوة المشتركة ليست فقط قوة عسكرية، بل هي أيضًا مدرسة أخلاقية ومؤسسة متكاملة، تضم قطاعات متعددة يكمل بعضها البعض. وفي هذا السياق، فإن القطاع الإنساني للقوة المشتركة لا يقل أهمية عن البطولات الميدانية؛ فقد أثبتوا التزامهم بالقوانين الدولية وقوانين الحرب، واحترام حقوق الإنسان حتى مع العدو.
كما قال الشاعر أحمد شوقي:
“إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا”
الأخلاق هي أساس قوة الأمم والشعوب، وسر تقدمها وبقائها. لذا فإن القوة المشتركة تُعد مدرسةً مبنية على الأخلاق السودانية الأصيلة. أبطالها تربوا على قيم أخلاقية متينة، ورضعوا من حب الوطن، وترعرعوا على تعاليم ديننا الحنيف، ما جعلهم قادرين على التعامل مع العدو بشكل يحفظ الكرامة الإنسانية. وبهذا النهج، ينتصرون ويحمون وحدة الوطن طالما بقوا على قيد الحياة.
التحية للقوة المشتركة، ولكافة القوات المسلحة والمقاومة الشعبية التي تقف على أهبة الاستعداد من أجل السودان. قريبًا، سينتصر السودان، وسيركل الجنجويد وأعوانهم إلى مزبلة التاريخ.
بقلم/ حسين بَقَيرة
برمنغهام - الجمعة، 04/10/2024
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: القوة المشترکة
إقرأ أيضاً:
العدل والمساواة ترفض قرارات الإدارة الامريكية ضد رئيس مجلس السيادة
ترفض حركة العدل والمساواة السودانية العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية على رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، وتعتبرها استهدافًا واضحاً للسودان والسودانيين وللقوات المسلحة السودانية ولسيادة البلاد.ان محاولة الادارة الامريكية المساواة بين القوات المسلحة السودانية التي تدافع عن وحدة وسيادة السودان ومليشيا الدعم السريع منهج معيب ومعيار خاطئ يساوي بين حكومة شرعية تدافع عن البلاد ومليشيا متمردة من المرتزقة والمأجورين. هذا المنهج يقدح في حيادية الولايات المتحدة.ان تبرير الادارة الامريكية قراراتها بذرائع انتهاكات مزعومة في المجال الإنساني ارتكبها الجيش السوداني يتناقض مع التقارير الدولية الصادرة من الأجهزة الأممية ومن ذات الإدارة الامريكية التي ترجع وتنسب وتوثق الانتهاكات لمليشيا الدعم السريع، إذ ظلت القوات المسلحة تؤدي واجبها الوطني في الدفاع عن الشعب السوداني وفق قواعد الاشتباك وباحترام تام للقانون الدولي الإنساني.ان اصدار هذه القرارات في هذا التوقت الذي تحقق فيه القوات المسلحة انتصارات ساحقة يمثل محاولة لإحداث توازن في ميزان القوة والتأثير على أداء الجيش السوداني وتحجيم قدراته في ظل الانتصارات الساحقة التي حققها في مواجهة مليشيا الدعم السريع.ساهمت عدد من القوى الدولية في تفجر الحرب في السودان بتبنيها ودعمها للاتفاق السياسي الاطاري والمشاريع التي تتعارض ورغبة وإرادة ومصالح الشعب السوداني، أن قرارات الإدارة الامريكية ضد رمز سيادة الدولة شاهد جديد على التدخل الدولي السالب في الشأن السوداني.حركة العدل والمساواة السودانية تدعو إلى الوحدة الوطنية والالتفاف خلف القوات المسلحة السودانية ومواصلة الانتصارات العسكرية كاستجابة حاسمة للعقوبات المفروضة، متطلعين لتحقيق السلام والاستقرار الذي يستحقه السودان وشعبه.د. محمد زكريا فرج اللهأمين الاعلام، الناطق الرسمي١٧ يناير ٢٠٢٥ إنضم لقناة النيلين على واتساب