حقق المشروع البحثي لتحسين إنتاجية الاستزراع السمكي في سلطنة عمان، والذي جاء نتيجة تعاون مثمر بين جامعة السلطان قابوس ممثلة بكلية العلوم الزراعية والبحرية "قسم علوم البحار والثروة السمكية" وشركة المياه الزرقاء، نتائج إيجابية أسهمت في تقليل الخسائر الاقتصادية الناتجة عن الأمراض المائية التي تصيب الأسماك والتي تتشابه مع ما يصيب الإنسان والحيوان من أمراض موسمية، وتحسين مناعة هذه الأسماك وخاصة أسماك الدنيس أوالسيبريم التي يتم تربيتها في الأقفاص البحرية بولاية قريات، وحاول المشروع حل المشكلات التي تواجه الأسماك في أعماق البحر بسبب التغيير المناخي وارتفاع درجات الحرارة والمتغيرات البحرية الأخرى.

وأوضح الدكتور "جلها يون"، أستاذ مساعد بكلية العلوم الزراعية و البحرية بجامعة السلطان قابوس أن الهدف الأساسي للمشروع هو "تحسين إنتاج الاستزراع السمكي من خلال دراسة وتحليل التهديدات المرضية التي تؤثر على الأسماك، والعمل على تطوير الحلول المثلى لتقليل انتشار هذه الأمراض كما يركز المشروع بشكل رئيسي على تعزيز مناعة الأسماك وتحسين معدلات البقاء والنمو بالإضافة إلى تقليل الخسائر الناجمة عن مسببات الأمراض المائية داخل أقفاص مزرعة سمك الدنيس أو السيبريم، مبينًا أن الأمراض التي تهدد تربية الأحياء المائية عادة هي الطفيليات والبكتيريا والفيروسات، لذا استهدف المشروع جميع مسببات هذه الأمراض ذات الصلة، واقتصرت التجارب البحثية على نوع واحد من الأسماك، وهو السيبريم مع الاهتمام بالعديد من أنواع الأسماك الأخرى.

وقال الدكتور يون على ذلك: قمنا بتقييم شامل لجميع العوامل البيئية المحيطة وتحليلها بواسطة طرق وتقنيات حديثة، مما أسهم في تحسين الظروف العامة للأسماك المستزرعة ورفع معدلات النمو وتقليل انتشار الأمراض الذي نتج عنها انخفاض في معدل الوفيات وهذا أمر في بالغ الأهمية.

وحول التحديات التي تواجه تربية الأسماك في الأقفاص البحرية، يشير الدكتور يون إلى أن التحكم في البيئات المحيطة، مثل درجات حرارة المياه ومستويات الأكسجين، يعد من أبرز التحديات ولتجاوز هذا التحدي أجرى فريق جامعة السلطان قابوس أبحاثا لتحديد طرق فعالة لتحسين مناعة الأسماك وأوصى الفريق بإضافة فيتامينات مثل "فيتامين C" إلى العلف؛ لتحسين مناعة الأسماك مما ساعد في تقليل نسبة الأمراض وزيادة معدلات الحياة والنمو.

ومنذ بدء المشروع في عام 2018 حتى الآن، شهدت معدلات تفشي الأمراض انخفاضًا كبيرًا بسبب تنفيذ بروتوكولات المراقبة المنتظمة مما أدى إلى تعزيز مناعة الأسماك وارتفاع معدلات الحياة وتحسن معدل النمو بنسبة تتراوح ما بين 15-20% واعتمد ذلك على الدفعات والمواسم.

وأكد الدكتور يون أن "النمو السريع وتحسن معدلات الحياة سيساهم بشكل مباشر في زيادة الإنتاجية"،مشيرا إلى أن المرض يتعلق بالمسببات المرضية والأعلاف والصيانة لذلك إذا قمنا بمراقبة معدل النمو وكان أقل من المتوقع فهذا يعني أن هناك بعض المشاكل الجانبية الأخرى.

كما ستساهم هذه النتائج في زيادة الأرباح في صناعة الاستزراع المائي بسلطنة عمان وذلك من خلال إمكانية بيع المزيد من الأسماك، بسبب زيادة عدد الأسماك المتاحة وهذا النمو السريع.

ويؤدي قسم العلوم البحرية بجامعة السلطان قابوس دورًا رئيسيًا في إعداد الكفاءات العمانية للعمل في قطاع الاستزراع السمكي، وأوضح الدكتور يون أن القسم يوفر تدريبًا عمليًا مكثفًا في مجالات الاستزراع السمكي وعلم أمراض الأسماك وجودة المنتجات البحرية ليس من الناحية النظرية فقط ولكن أيضا من الناحية العملية، فهم على مستوى عال جدا حيث إننا نقدم تعليما شاملا، وخريجونا المجيدون مطلوبون وبشدة في سوق العمل، وأضاف قائلا: العديد من خريجينا يقودون الآن هذا القطاع في سلطنة عمان بفضل المهارات والمعرفة التي اكتسبوها خلال دراستهم.

وأكد يون أن هذا التعاون بين جامعة السلطان قابوس وشركة "بلو ووتر" يعكس نموذجًا ناجحًا للشراكة بين القطاع الأكاديمي والخاص حيث قدمت الشركة الدعم المالي والمعدات اللازمة، بينما وفر قسم علوم البحار والثروة السمكية الخبرات الفنية والإرشاد الأكاديمي، وهذا التعاون أسهم في تدريب الكوادر العمانية الذين أصبحوا اليوم جزءًا من قيادة هذا القطاع الحيوي.

وعن الخطط المستقبلية، أشار الدكتور يون إلى أن الجامعة على استعداد لتوسيع نطاق البحث ليشمل أنواعا أخرى من الأسماك أو مناطق جديدة من سلطنة عمان وقال: نحن دائمًا جاهزون لدعم الصناعة وتطوير أبحاثنا بما يتماشى مع احتياجات القطاع.

ويؤكد الدكتور يون أن هذا المشروع يتماشى مع "رؤية عمان 2040"، والتي تضع الأمن الغذائي أحد محاورها الرئيسية "من خلال تحسين معدلات البقاء وتقليل نفوق الأسماك، كما يساهم هذا المشروع في تحقيق الأمن الغذائي في سلطنة عمان وتعزيز الاستدامة البيئية، حيث حاول المشروع الحد من تفشي الأمراض في مزرعة الأسماك فإذا كان هناك أي مرض، فإنه يتم علاجه وفقًا للتنظيم العالمي (منظمة الأغذية والزراعة، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان، وبرنامج العمل الثنائي)؛ للاعتراف بأن المزرعة تخضع لسيطرة عالمية، وهذه الإجراءات ستؤدي إلى تحسين المنافسة الإقليمية والدولية وجذب المزيد من المشترين.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الاستزراع السمکی السلطان قابوس سلطنة عمان

إقرأ أيضاً:

«إعمار العقارية» تضخ 100 مليار جنيه في مشروع جديد بـ التجمع الخامس

كشف الملياردير الإماراتي ومؤسس «إعمار العقارية»، محمد العبار، عن استثمار شركته لنحو 100 مليار جنيه مع شركة«ميدار» المصرية لإقامة تجمع سكني يستغل مساحة 500 فدان داخل التجمع الخامس.

وأوضح العبار، أن شركته تمتلك نسبة 70% من المشروع المزمع إقامته على طريق القاهرة السويس تحت مسمي «ميفيدا» فيما تملك «ميدار» المصرية الـ 30% المتبقية.

وأشار الملياردير الإماراتي إلى أن هذا الاستثمار ضمن خطة متكاملة لشركة «إعمار العقارية» يستهدف رفع استثماراتها بالسوق المصري إلى 25 مليار دولار من 18 مليار دولار في الوقت الحالي.

وأكد العبار، على هامش توقيع عقد الشراكة بين «إعمار» و«ميدار»، أن شركته قامت بسداد مقدم نحو 80 مليون دولار من إجمالي تكلفة المشروع لبدء التنفيذ.

ويتضمن مشروع «ميفيدا» أكثر من 2.900 وحدة سكنية ما بين فلل وشقق سكنية حيث تتراوح مساحات الوحدات من 200 إلى 600 متر مربع وتشمل وحدات بغرف تتراوح بين 3 إلى 7 غرف ويضم المشروع نادي رياضي، بالإضافة إلى مدرسة.

اقرأ أيضاًالعبار: إعمار تخطط لزيادة حجم استثماراتها في مصر إلى 25 مليار دولار

سعر النصف جنيه الذهب اليوم الأحد 16 فبراير 2025

بنسبة 2%.. توقعات بقرب تخفيض الفائدة في اجتماع البنك المركزي المصري القادم

مقالات مشابهة

  • «إعمار العقارية» تضخ 100 مليار جنيه في مشروع جديد بـ التجمع الخامس
  • أسامة حمدان .. مشروع ترامب لن ينجح وتجربة 48 لن تتكرر
  • أسامة حمدان للجزيرة نت: مشروع ترامب لن ينجح وتجربة 48 لن تتكرر
  • مناعة الجسم وحمايته من الأمراض.. أخصائي تغذية علاجية يشرح أهمية تقويتها
  • بدء العمل في مشروع إنشاء مهارب نجاة على طريق البحر الميت
  • بدء الأعمال الإنشائية في مشروع سوق البساطي بالمدينة المنورة .. صور
  • مشروع عماني سعودي ينجح في بناء أول جينوم للنمر العربي
  • تقدم الأعمال الإنشائية في مشروع بوابة سمو بالمدينة .. صور
  • هل انتهى مشروع ترامب في غزة ام انه البداية فقط ؟
  • جهود سلطنة عمان نحو الاستدامة المالية والاقتصادية.. تحسين المؤشرات المالية وتعزيز التنويع الاقتصادي