الجزيرة:
2025-03-01@00:43:39 GMT

ماذا تفعل الدول لإجلاء رعاياها من لبنان؟

تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT

ماذا تفعل الدول لإجلاء رعاياها من لبنان؟

وضعت دول عدة من مختلف أنحاء العالم خطط طوارئ لإجلاء رعاياها من لبنان بعد التصعيد الكبير في القتال بين إسرائيل وحزب الله.

ولم تنفذ أي دولة عملية إجلاء عسكرية واسعة النطاق بعد، لكن بعض الدول تنظم رحلات طيران عارض لمساعدة رعاياها في المغادرة، بينما يرتب البعض بأنفسهم إجراءات المغادرة.

في ما يلي بعض التفاصيل عن خطط الطوارئ:

الولايات المتحدة

أمرت الولايات المتحدة بنشر عشرات من قواتها في قبرص للمساعدة في الاستعداد لأي سيناريوهات مثل إجلاء الأميركيين من لبنان.

وقالت وزارة الخارجية يوم الثلاثاء إنها تعمل مع شركات الطيران لزيادة عدد الرحلات الجوية من لبنان مع توفير مزيد من المقاعد للأميركيين.

مسافرون في مطار هيثرو بلندن قادمون عبر رحلة تجارية من لبنان (الأوروبية) بريطانيا

قالت الحكومة البريطانية الخميس إنها نظمت عددا محدودا من رحلات الطيران العارض لمساعدة رعاياها على مغادرة لبنان وكررت نصيحتها لهم بالمغادرة فورا.

وغادر أكثر من 150 بريطانيا وأفراد أسرهم بيروت على متن رحلة استأجرتها الحكومة يوم الأربعاء. ونقلت بريطانيا نحو 700 جندي إلى قبرص لتعزيز وجودها في المنطقة حيث تنشر بالفعل أصولا عسكرية تشمل سفينتين تابعتين للبحرية الملكية.

ألمانيا

قالت وزارة الخارجية الألمانية إنها نقلت 219 مواطنا ألمانيا آخرين من لبنان أمس الجمعة، بينما تواصل إجلاء الموظفين غير الأساسيين وأسر العاملين في السفارة والمواطنين المعرضين للخطر الصحي. وقالت إنها ستدعم الآخرين الذين يحاولون المغادرة.

فرنسا

لم تصدر فرنسا أمرا بالإجلاء رغم وجود خطط منذ أشهر. وتركز خطط الطوارئ الحالية على قبرص ومطار بيروت وتبحث أيضا عمليات إجلاء عبر تركيا.

ولدى فرنسا سفينة حربية في المنطقة وستصل حاملة طائرات هليكوبتر فرنسية إلى شرق البحر المتوسط في الأيام المقبلة للاستعداد في حالة اتخاذ قرار بإجلاء الرعايا الأجانب من لبنان.

إيطاليا

قلصت إيطاليا عدد موظفيها الدبلوماسيين وعززت قوات الأمن في سفارتها ببيروت. وحث وزير الخارجية أنطونيو تاياني رعايا إيطاليا مرارا على مغادرة لبنان وسعى للحصول على ضمانات من إسرائيل بشأن سلامة الجنود الإيطاليين المشاركين في عمليات حفظ السلام في المنطقة.

هولنديون بعيد وصولهم على متن طائرة عسكرية إلى آيندهون قادمين من لبنان (الأوروبية) هولندا

قالت وزارة الدفاع الهولندية إن أمستردام تعتزم إرسال طائرة عسكرية لإعادة رعاياها من لبنان. وأضافت أن الرحلتين الجويتين إلى القاعدة الجوية العسكرية في آيندهوفن ستكونان متاحتين أيضا للأشخاص من دول أخرى في حال وجود مقاعد كافية.

كندا

تشير تقارير إخبارية من كندا إلى أنها ستتعاون مع أستراليا في إجلاء رعايا البلدين بحرا. وذكرت صحيفة تورونتو ستار أن الخطة تتضمن التعاقد مع سفينة تجارية لنقل ألف شخص يوميا.

أستراليا

وفرت السلطات لمواطنيها مئات المقاعد على متن طائرات لمغادرة لبنان، وأرسلت طائرة عسكرية إلى قبرص في إطار خطة طوارئ.

ويمكن أن تشمل خطة الطوارئ إمكانية الإجلاء بحرا، لكن السلطات الأسترالية حثت ما يقدر بنحو 15 ألفا من مواطنيها في لبنان على المغادرة جوا بينما ما زال مطار بيروت مفتوحا.

عسكريون إسبان يستعدون للتوجه إلى بيروت لتنفيذ عملية إجلاء (الأوروبية) إسبانيا

قالت إسبانيا إنها تعتزم إرسال طائرتين عسكريتين لإجلاء ما يصل إلى 350 إسبانيا من لبنان.

بلجيكا

ذكرت وكالة الأنباء البلجيكية (بلجا) أن وزارة الخارجية نصحت المواطنين بمغادرة لبنان في أقرب وقت ممكن.

البرازيل

أرسلت البرازيل طائرة "إيرباص إيه 330" تابعة لسلاح الجو لنقل البرازيليين الذين يريدون مغادرة لبنان. وتقول الحكومة إن هناك 3 آلاف برازيلي يريدون العودة إلى بلدهم. وغادرت الطائرة وعلى متنها 220 شخصا بيروت أمس الجمعة وستقوم برحلتين أسبوعيا.

الصين

قالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إن الحكومة أجلت بسلام أكثر من 200 مواطن صيني.

اليابان

أرسلت اليابان طائرتي نقل عسكريتين من طراز "سي-2" إلى لبنان يوم الخميس. والطائرتان على أهبة الاستعداد لإجلاء المواطنين اليابانيين. ويوجد ما بين 40 إلى 50 مواطنا يابانيا في لبنان.

كوريون جنوبيون أعيدوا إلى بلادهم من لبنان (الأوروبية) كوريا الجنوبية

أجلت طائرة عسكرية كورية جنوبية 97 مواطنا وأفراد أسرهم من لبنان، وفقا لما ذكرته وزارة الخارجية في كوريا الجنوبية.

تركيا

قالت وزارة الخارجية التركية يوم الثلاثاء إنها مستعدة لتنفيذ عملية إجلاء محتملة لأتراك من لبنان جوا وبحرا، وتعمل مع حوالي 20 دولة لإجلاء محتمل لرعايا أجانب عبر تركيا.

ويوجد نحو 14 ألف تركي مسجلين لدى القنصلية التركية في لبنان، لكن هذا العدد غير مؤكد.

روسيا

قال وزير الطوارئ الروسي إن البلاد بدأت في إجلاء مواطنيها من لبنان وإن رحلة خاصة غادرت بيروت يوم الخميس على متنها أفراد أسر البعثة الدبلوماسية.

وذكرت وكالة تاس أن نحو 3 آلاف روسي ومواطنين من دول أخرى في "رابطة الدول المستقلة" يريدون مغادرة لبنان.

قبرص

أجلت قبرص 38 من رعاياها من بيروت يوم الخميس على متن طائرة وفرتها اليونان. ويقدر عدد القبارصة في لبنان بما بين ألف و1500.

الدانمارك

حثت وزارة الخارجية الدانماركية رعاياها على مغادرة لبنان في أسرع وقت ممكن لكنها قالت إنها لم تبدأ بعد عملية إجلاء إذ لا تزال هناك رحلات تجارية تغادر لبنان.

وأضافت الوزارة -في بيان- أن خطوط طيران الشرق الأوسط اللبنانية ستسيّر رحلات إضافية من بيروت إلى وجهات في أوروبا لتلبية الطلب على مغادرة البلاد.

يونانيون لدى وصولهم إلى أثينا بعد إجلائهم من لبنان (الأوروبية) اليونان

أجلت اليونان 22 من رعاياها يوم الخميس مع بعض القبارصة. وحثت وزارة الخارجية اليونانية مواطنيها على مغادرة لبنان وتجنب أي سفر إلى هناك. وتوجد فرقاطة على أهبة الاستعداد تحسبا لطلب أي مساعدة.

بولندا

هبطت في وارسو أمس الجمعة طائرة تقلّ عشرات البولنديين ومواطنين من دول أخرى كانوا يريدون مغادرة لبنان. وكانت بولندا قد أعلنت في وقت سابق أنها ستحد من أعداد الموظفين في سفارتها في بيروت.

البرتغال

نصح رئيس الوزراء لويس مونتينيجرو بعدم السفر إلى لبنان. وقدمت السلطات اللبنانية المساعدة في إجلاء عدد قليل من البرتغاليين المقيمين هناك.

رومانيا

قالت وزارتا الخارجية والدفاع في رومانيا إن بوخارست أجلت 69 مواطنا من لبنان على متن طائرة عسكرية يوم الخميس.

وذكرت وزارة الخارجية الأسبوع الماضي أن أكثر من 1100 مواطن روماني وأفراد أسرهم كانوا قد سجلوا وجودهم في لبنان في السفارة هناك.

سلوفاكيا

سترسل سلوفاكيا طائرة عسكرية لنقل مواطنيها ورعايا دول أخرى إلى قبرص.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات على مغادرة لبنان وزارة الخارجیة طائرة عسکریة عملیة إجلاء یوم الخمیس رعایاها من قالت وزارة من لبنان دول أخرى فی لبنان على متن

إقرأ أيضاً:

ماذا تصنع الطائرات الأمريكية المسيرة إم كيو-9 فوق مناطق سيطرة المليشيات الحوثية .. وكيف خضعت الصواريخ الروسية للجيش اليمني السابق للتطوير على يد إيران ؟

 

رأى تقرير أمريكي، أن مزاعم اسقاط الحوثيين للمسيرات الأمريكية "إم كيو-9" يخدم أهدافهم على المستوى المحلي، بالإضافة إلى أجندتهم الإقليمية والدولية، من خلال علاقتهم مع إيران وغيرهم من خصوم الولايات المتحدة الأمريكية.

 

في 28 ديسمبر 2024، أعلن متحدث الحوثيين انهم أسقطوا طائرة مسيرة أمريكية من طراز إم كيو-9 "MQ-9 Reaper" كانت تحلق فوق محافظة البيضاء في اليمن بصاروخ ارض-جو، وبعد أربعة أيام، تباهى الحوثيين بأسقاط طائرة مسيرة أمريكية ثانية في مأرب، لتكون أول ضربة حوثية لطائرة من ذات الطراز في عام 2025.

 

ووفق تقرير لمركز أبحاث المجلس الأطلسي الأمريكي «Atlantic Council» "تمثل هذه الهجمات أحدث حلقة في سلسلة طويلة من الضربات الحوثية الناجحة ضد الطائرات بدون طيار الأمريكية منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس، مما يبرز قدرات الحوثيين الهجومية المتنامية".

 

وأشار التقرير الأمريكي إلى أنه، منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، نجح الحوثيون في تحويل إسقاط طائرات بدون طيار من طراز "إم كيو-9" الى دعاية ترويجية للترويج لأدائهم العسكري محليًا وخارجيًا.

 

وإذا استنتج الحوثيين بان مواصلة الهجمات على الطائرات الأمريكية تؤتي ثمارها، فمن المرجح ان يكثفوا هجماتهم على الأصول الأمريكية، ويمكن أن تصميم الجماعة القوي على تصعيد المواجهة العسكرية مع واشنطن. وفق التقرير

 

وفي محاولة لاستمرار الضربات ورد في 19 فبراير/ شباط الجاري، أن الحوثيين أطلقوا صواريخ ارض-جو على طائرة مقاتلة أمريكية من طراز F-16 وطائرة بدون طيار من طراز "إم كيو-9" (لكن الصواريخ لم تضرب أهدافها). 

   

بالنسبة لجماعة الحوثي فإن فرض خسائر فادحة على أسطول الطائرات بدون طيار الأمريكية يخدم أهدافا تكتيكية واستراتيجية ورمزية على المستويين المحلي والإقليمي. -بحسب التقرير- الذي اعتبر "إن الضربات ضد طائرات "إم كيو-9" بدون طيار تعمل على إضعاف انظمة الاستخبارات والاستهداف الأمريكية وتساعد الحوثيين في تعزيز الدعم المحلي والإقليمي".

 

وأشار التقرير "مع علاقات الحوثيين بالصين وروسيا وإيران، فإن طائرات "إم كيو-9" التي تم إسقاطها قد تنتهي في أيدي خصوم الولايات المتحدة"، لافتا أن "الولايات المتحدة تحتاج تعديل استراتيجيتها لنشر طائرات "إم كيو-9" لضمان تكون اقل عرضة لهجمات الجماعة المسلحة".

 

استخدم طائرات "إم كيو-9" في اليمن

 

إن زيادة الهجمات على الطائرات بدون طيار الأمريكية والحملة المناهضة للشحن البحري تشكلان عنصرين رئيسيين في أحدث هجوم للحوثيين، فمنذ منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، احتجز الحوثيون حرية الملاحة والتجارة البحرية في البحر الأحمر رهينة، وشنوا الهجمات على السفن التجارية. 

 

وبإطلاق حملتهم المناهضة للشحن البحري، وجه الحوثيون ضربة قاسية لحركة الملاحة البحرية في الشريان التجاري الذي يربط البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي، ووسعت أهدافها لتشمل أي سفينة مملوكة أو تديرها خطوط شحن دولية تخدم سفنها موانئ إسرائيل.

 

منذ عام 2002، نشرت الولايات المتحدة بانتظام طائرات بدون طيار مثل "إم كيو-9" لمهام المراقبة والهجوم في اليمن، وخاصة لجمع المعلومات الاستخباراتية والقضاء على عملاء تابعين لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.

 

وعلى الرغم من نشرها المطول، كان عدد الطائرات بدون طيار الأمريكية التي فقدت بسبب النيران المعادية ضئيلا، حيث أسقط الحوثيون ثلاث طائرات "إم كيو-9" فقط بين عامي 2017و2019.

 

وخلال حملة الحوثيين ضد الملاحة البحرية، كان هناك تصعيد ملحوظ في الكفاءة التكتيكية للجماعة ضد الطائرات بدون طيار الأمريكية. فمنذ نوفمبر 2023، أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن أسقاط 14 طائرة بدون طيار من طراز "إم كيو-9"، في سلسلة من الهجمات التي استهدفت الأصول الأمريكية في محافظتي مارب وصعدة بشكل أساسي. 

 

إن تكثيف وتيرة العمليات ومعدل النجاح المتزايد لهجمات الحوثيين على الطائرات بدون طيار الأمريكية امر غير مسبوق، مما يُظهر تحسن مهارات الميليشيا في التصويب وتوسيع قدراتها الهجومية.

 

في حين انه ليس من الواضح ما هو بالضبط متعلق بقوة الصواريخ الحوثية، وبالتالي ما يعزز هذه القدرة الهجومية، يمكن استخلاص فكرة تقريبية من العروض العسكرية الحوثية ومن مصادرة المواد العسكرية من المراكب الشراعية التي تهرب المساعدات الفتاكة من إيران.

 

 تشمل ترسانة الحوثيين من الصواريخ ارض-جو صواريخ روسية الصنع من مخزونات الجيش اليمني قبل الحرب، مثل صاروخ ارض-جو SA-6 / Faster (Innovator) وعائلة صواريخ ثاقب (Piercer)، بالإضافة الى ذلك يزعم الحوثيون انهم ينتجون تصاميم صاروخية محلية. 

 

ومع ذلك فإن هذه التصاميم اما متغيرات من انظمة الأسلحة الإيرانية أو تستند الى التكنولوجيا الإيرانية، مثل صاروخ صياد-2C، وسلسلة صقر (صاروخ 358 الإيراني)، وعائلة صواريخ برق (سلسلة طير الإيرانية).

 

استراتيجية الحوثيين

 

من الناحية التكتيكية، تهدف عمليات أسقاط الحوثيين لطائرات MQ-9 بدون طيار في المقام الأول الى حجب انظمة الاستخبارات والاستهداف الأمريكية، التي تعمد عليها القوات الأمريكية من خلال تجميع البيانات والتخطيط لضربات جوية مشتركة مع المملكة المتحدة على أهداف برية معادية في الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون.

 

وعلى الرغم من تصميمها لتكون طائرة بدون طيار من الطراز الأول "للصيد والقتل"، تلعب طائرة "إم كيو-9" أيضا دورًا مهمًا في جمع المعلومات الاستخباراتية والمراقبة والتعرف عليها بفضل قدرتها على التحمل لمدة 24 ساعة وارتفاعها التشغيلي الأقصى الذي يبلغ 50 ألف قدم.

 

واعتمدت الضربات الدقيقة الأمريكية والبريطانية، التي استهدفت رادارات الحوثيين ومواقع التخزين والانطلاق الجماعة على طائرة "إم كيو-9" وكان لها دور كبير بضرب المرافق والمخابئ تحت الأرض في المناطق الجبلية الوعرة في اليمن. ولأن الحوثيين يخفون المواقع الاستراتيجية فقد اعتمد التحالف الغربي على الطائرات بدون طيار لجمع معلومات استخباراتية قابلة للتنفيذ حول المنشآت العسكرية.

 

دعاية الحوثيين

 

بالنسبة للحوثيين، فإن إسقاط الطائرات الأمريكية بدون طيار يحمل أيضا قيمة رمزية، إذ أن المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة وإسرائيل جزء لا يتجزأ من أساسهم الأيديولوجي، ويريدون أن يُنظر إليهم على انهم قادرون على الوقوف في وجه الولايات المتحدة، ومن أجل ذلك قام الحوثيين بالدعاية بشكل مكثف لإسقاط طائرة "إم كيو-9".

 

على سبيل المثال، كما لاحظ محمد الباشا (مؤسس شركة الاستشارات Basha Report)، حول الحوثيون الطائرة الأمريكية بدون طيار الى الشخصية الرئيسية لأغنية ساخرة بعنوان "بورة" -وتعني أنها بلا قيمة- تسخر من القدرات القتالية الضعيفة للطائرة بدون طيار.

 

كما سعى الحوثيون الى تعزيز الشرعية السياسية المحلية واكتساب الاعتراف الإقليمي من خلال مهاجمة الأصول الجوية الأميركية. ان إسقاط الطائرات الأميركية بدون طيار يعزز الروح المعنوية لأنصار الحوثيين في وقت عصيب للغاية تحت وطأة الضربات الجوية الغربية والإسرائيلية.

 

ومن وجهة نظر إقليمية، سمح ادعاء تدمير طائرات "إم كيو-9" للحوثيين بتصوير أنفسهم على انهم العضو الأكثر فتكًا في محور المقاومة الذي تقوده إيران وكسب تعاطف الأصوات المناهضة للولايات المتحدة والمؤيدة للفلسطينيين في العالم العربي.

 

ولكن مزاعم الحوثيين تستحق الشكوك، فالجماعة المتمردة معروفة بعملياتها الدعائية، بما في ذلك استخدام تصريحات غير قابلة للتحقق لتضخيم تصور أدائها العسكري، ومنذ بداية الحملة ضد السفن، كثيرا ما تفاخر الحوثيون بشن ضربات ناجحة على الأصول البحرية الأميركية المنتشرة في البحر الأحمر، على الرغم من ان القيادة المركزية الأميركية سارعت الى القول إن مثل هذه المزاعم كاذبة. 

 

وعلى نحو مماثل، يمثل إسقاط طائرة "إم كيو-9" وسيلة قوية لجذب الانتباه للترويج لقدرات الحوثيين في الحرب الجوية الهجومية، وسواء كانت هذه المزاعم حقيقية أم لا، فإنها تعمل على تضخيم القوة القتالية المفترضة للحوثيين وتلميع صورتهم كميليشيا قادرة على مواجهة القوات الأميركية وجها لوجه.

   

شركاء الحوثيين الخطيرين

 

ورغم إسقاط طائرات "إم كيو-9" فوق اليمن، فإن العواقب السلبية لهذه الهجمات الحوثية على الأصول العسكرية الأميركية قد تمتد الى ما هو ابعد من حدود البلاد، فبعد هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر، كان هناك تسارع ملحوظ في التعاون العسكري والتنسيق الدبلوماسي والدعم الرمزي بين الحوثيين وإيران (الداعم والراعي للجماعة (وروسيا، والصين، وغيرها من الجماعات المسلحة الإقليمية في محور المقاومة الذي تقوده طهران.

 

وعززت روسيا بشكل كبير من علاقاتها السياسية مع الحوثيين، حيث أظهرت تضامنها الدبلوماسي مع العمليات العسكرية للجماعة، وقدمت ثقلاً موازناً لموقف واشنطن المتشدد ضدها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

 

بالإضافة الى ذلك، كشفت الاستخبارات الأمريكية أن إيران توسطت في محادثات بين روسيا والحوثيين أدت الى تزويد موسكو للجماعة بصواريخ كروز روسية الصنع مضادة للسفن، كما أفادت بوجود مستشارين عسكريين روس في اليمن، والذين يزعم انهم زودوا الحوثيين ببيانات تتبع السفن وتوجيهات الاستهداف لزيادة دقة الهجمات على الشحن التجاري.

 

وعلى نحو مماثل لموسكو، يبدو أن بكين كثفت تعاملها مع الحوثيين منذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني 2023، ويقال إن بكين أبرمت صفقة مع الميليشيات لضمان المرور الأمن للسفن التجارية التي ترفع العلم الصيني. ويقال إن الحوثيين استفادوا من موقف الصين المحايد في مجلس الأمن التابع لشراء مكونات عسكرية مزدوجة الاستخدام صينية الصنع لدعم قاعدتهم العسكرية الصناعية المحلية.

 

وفي حين أن كل من هذه الجهات الفاعلة مدفوعة بأهداف استراتيجية مختلفة، إلا أنها شترك في مشاعر متجذرة متشابهة معادية للغرب، وهو القاسم المشترك الذي سعى الحوثيون الى الاستفادة منه لصالحهم.

 

وفي هذا الصدد، يمكن للجماعة المسلحة أن تقدم اليمن والبحر الأحمر كساحة معركة يمكن لخصوم واشنطن من خلالها وضع أيديهم على المعدات العسكرية الأمريكية، يمكن أن تضع القوى المعادية للغرب عينها على الوصول الى مكونات التكنولوجيا المصنوعة في الولايات المتحدة لأغراض متعددة: ويمكن أن تحاول عكس هندسة المكونات، وتصميم تدابير مضادة مخصصة، والحصول على معلومات حساسة محتملة مخزنة في طائرات "إم كيو-9".

 

بالنسبة لإيران يعد الوصول الى المعدات العسكرية الأمريكية جائزة مرغوبة منذ فترة طويلة. على سبيل المثال، في منتصف عام 2019، سارعت إيران الى استعادة طائرة MQ-4C Triton التابعة للبحرية الأمريكية والتي أسقطها الحرس الثوري الإيراني فوق مضيق هرمز. لكن إمكانية الوصول الى التكنولوجيا المصنوعة في الولايات المتحدة قد يكون مفيدًا للأخرين أيضا، بما في ذلك الصين، التي تواجه منافسة متزايدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

 

جدوى استخدام طائرات "إم كيو-9"

 

تشكل طائرة "إم كيو-9" العمود الفقري لأسطول الطائرات بدون طيار في الولايات المتحدة، حيث توفر للمخططين العسكريين الأميركيين عمقًا تكتيكيًا في المناطق الداخلية الوعرة في اليمن. ومع ذلك، وعلى الرغم من تفوقها التقني على قوة الصواريخ الحوثية، فقد أثبتت ضعفها أمام انظمة الأسلحة المضادة للطائرات الأساسية. 

 

ورغم ان نشر الطائرات بدون طيار يظل بديلاً مفضلًا للطائرات المأهولة عند العمل في بيئة عالية الخطورة مثل اليمن. ومع ذلك، فإن معدل فقدان طائرات "إم كيو-9" بدون طيار في القتال منذ منتصف نوفمبر 2023 يستحق اهتمام الاستراتيجيين العسكريين الأميركيين. 

 

حيث تبلغ قيمة طائرات "إم كيو-9" حوالي ثلاثين مليون دولار لكل منها، يجعل وتيرة فقدانها غير قابل للاستدامة، حيث سقطت بمعدل طائرة واحدة شهريًا خلال حملة الهجمات في البحر الأحمر التي استمرت خمسة عشر شهرًا، وفقًا لمزاعم الحوثيين.

 

ورغم ان ترسانة الصواريخ الحوثية لا تزال تشكل تهديدا منخفض المستوى للأصول الجوية الأميركية، فقد أثبتت الجماعة قدرتها على إضعاف التفوق القتالي للولايات المتحدة جزئيا، وإضعاف التفوق الجوي الأميركي، وكشف نقاط ضعف كبيرة في طبقات الدفاع في طائرة "إم كيو-9".

 

وقد يسعى خصوم واشنطن الى الاستفادة من هذه الثغرات لتعزيز مصالحهم الاستراتيجية، فبعد التوصل الى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في يناير/ كانون الثاني، تعهد الحوثيون بتقليص هجومهم البحري، لكن حرية الملاحة الأمنة بعيدة كل البعد على أن يتم استعادتها في البحر الأحمر.

 

وينبغي لواشنطن أن تستغل الهدوء الحالي في هجمات الحوثيين لتعديل استراتيجية نشر الطائرات بدون طيار وتسريع دمج مجموعات الحماية الذاتية في طائرة "إم كيو-9" التي تعزز قدرتها على البقاء ضد النيران المعادية.

 

على سبيل المثال، يمكن ان تشمل هذه المجموعات أنظمة تدابير مضادة نشطة وسلبية ضد التهديدات السيبرانية والترددات الراديوية أو الأشعة تحت الحمراء.

 

ان الولايات المتحدة بحاجة أن تبقى حذرة، ومع بقاء الظروف الأمنية متقلبة في البحر الأحمر، فإن طائرات "إم كيو-9" على استعداد لمواصلة لعب دور بالغ الأهمية في تعزيز وعي الولايات المتحدة بالتهديدات التي يشكلها الحوثيون

مقالات مشابهة

  • ماذا تصنع الطائرات الأمريكية المسيرة إم كيو-9 فوق مناطق سيطرة المليشيات الحوثية .. وكيف خضعت الصواريخ الروسية للجيش اليمني السابق للتطوير على يد إيران ؟
  • آخر تصريحات سلاف فواخرجي تثير الجدل.. ماذا قالت؟
  • وزارة الخارجية ورئاسة COP29 تستضيفان اجتماعاً لتعزيز العمل المشترك
  • عاجل. ترامب: نسعى للحصول على المعادن النادرة من أوكرانيا
  • مساعد وزير الخارجية الأسبق: إسرائيل أصبحت دولة عدوانية تهدد الدول المحيطة بها
  • ضوء أخضر أمريكى للبقاء.. ماذا قالت إسرائيل عن موعد انسحابها من جنوب لبنان؟
  • عن نصرالله بعد تشييعه.. ماذا قالت صحيفة إسرائيلية؟
  • فرنسا تقترح تقييدا أوروبيا متزامنا لإصدار التأشيرات بحق الدول التي لا تستعيد رعاياها المرحلين
  • ريهام سعيد تستغيث بالسفارة المصرية في بيروت.. ماذا حدث؟
  • وزارة الخارجية ترحب بتصريحات الأمين العام للأمم المتحدة