أكد المهندس حازم الجندي، عضو مجلس الشيوخ، وعضو الهيئة العليا بحزب الوفد، أن إطلاق مشروع رأس الحكمة بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، خطوة مهمة للغاية في طريق تنمية الساحل الشمالي الغربي، مشيرا إلى أن هذا المشروع هو أحد أهم ثمار التعاون المصري الإماراتي حيث تُعد صفقة رإس الحكمة أكبر صفقة استثمار مباشر في تاريخ مصر، الأمر الذي يعكس أيضا عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين، والرغبة المتبادلة في تعزيز التعاون الاقتصادي بينهما.

وقال "الجندي" أن المشروع سيحقق عدد من المكاسب للجانب المصري حيث يبلغ إجمالي الاستثمار التراكمي للمشروع العملاق 110 مليارات دولار بحلول عام 2045، كما تساهم مدينة رأس الحكمة بشكل كبير في الناتج المحلي للاقتصاد المصري بنحو 25 مليار دولار، فضلا عن توفير ما يقدر ب 750 ألف فرصة عمل بشكل مباشر وغير مباشر، لافتا إلى أن مدينة رأس الحكمة من المتوقع لها أن تحتضن لدى اكتمالها نحو مليوني نسمة، بالإضافة إلى الفرص التنموية والاقتصادية التي يوفرها المشروع.

وأضاف عضو مجلس الشيوخ، أن مشروع رأس الحكمة سيساهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين الشقيقين، كونه يمثل نموذجاً للشراكة التنموية البناءة بين مصر والإمارات، متوقعا أن يكون هذا المشروع الضخم بداية جذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، الأمر الذي يساهم في توفير العملة الصعبة في السوق المصري، ومن ثم تعزيز الاستقرار في السوق النقدي، وهو ما سيكون له انعكاسات علي كافة المجالات والقطاعات الإنتاجية بالمجتمع المصري.

وشدد النائب حازم الجندي، علي أن رأس الحكمة ستصبح واحدة من أفضل الوجهات السياحية على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وستكون محرك رئيسي لعجلة الاقتصاد المصري فمن المتوقع خلال السنوات المقبلة المشاركة بنحو بنحو 25 مليار دولار أميركي سنوياً في الناتج، فضلا عن الألاف من فرص العمل وكذلك استثمارات أجنبية مباشرة ضخمة سنويًا سيجذبها المشروع، مؤكدا أن المشروع يعزز التنمية الحضرية المستدامة والتعاون الاقتصادي بين البلدين الشقيقين.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: النائب حازم الجندي مشروع رأس الحكمة عجلة الاقتصاد المصري رأس الحکمة

إقرأ أيضاً:

المقاومة: سلاح الأمة في مواجهة التحديات

المقاومة في ذاتها ليست مجرد رد فعل عابر على الظلم أو الاحتلال، بل هي حالة إنسانية متجذرة في تاريخ الشعوب التي تسعى إلى التحرر والحفاظ على هويتها وكرامتها. عبر العصور، أثبتت المقاومة أنها ليست فقط سلاحا في يد الثوار، بل مشروعا حضاريا يعكس إرادة الأمة بأكملها. ولكن كيف يمكن أن تتحول المقاومة من فعل فردي أو جماعي محدود إلى مشروع أمة شامل؟ وكيف يمكن لأفراد الأمة أن يكونوا قوة إسناد حقيقية لهذا المشروع؟

المقاومة كفكرة تتجاوز السلاح:

فالمقاومة ليست محصورة في البندقية أو المواجهة العسكرية المباشرة، إنما هي منظومة متكاملة تشمل الأبعاد الفكرية، والثقافية، والاقتصادية، والاجتماعية. عندما تصبح المقاومة مشروع أمة، فإنها تتجاوز حدود المواجهة الميدانية المتعارف عليها لتشمل كل أدوات القوة الناعمة والصلبة التي يمكن أن تسهم في تحقيق أهدافها.

البعد الثقافي والفكري:

تبدأ المقاومة من الوعي، فالأمة التي تدرك حقوقها وتعي حجم التحديات التي تواجهها تكون أكثر قدرة على الصمود. ونشر ثقافة المقاومة عبر التعليم، الإعلام، والفنون يعزز من قدرة الشعوب على مواجهة محاولات الطمس الثقافي والتهميش.

البعد الاقتصادي:

يعتبر الاقتصاد هو عصب أي مقاومة ناجحة. الاعتماد على الذات، ودعم المنتجات الوطنية، ومقاطعة اقتصاد العدو، هي أدوات فعالة تجعل الأمة شريكا مباشرا في دعم مشروع المقاومة.

البعد الاجتماعي:

يعد تماسك المجتمع هو خط الدفاع الأول لأي أمة تواجه تحديات وجودية. تعزيز قيم الوحدة والتضامن بين أفراد الأمة يجعلهم أكثر قدرة على الصمود أمام الضغوط الخارجية.

إذا فكيف تكون المقاومة مشروع أمة؟

لتحويل المقاومة إلى مشروع أمة شامل ومستدام، يجب أن تتوفر عدة شروط أساسية:

1- الرؤية الاستراتيجية الواضحة:

تحتاج المقاومة الناجحة إلى رؤية بعيدة المدى تحديد الأهداف وآليات تحقيقها. هذه الرؤية يجب أن تكون شاملة وتراعي جميع مكونات الأمة، بحيث يشعر كل فرد أنه جزء من هذا المشروع.

2- إشراك الجميع في المشروع:

ليست المقاومة مسؤولية النخب السياسية أو العسكرية فقط؛ إنها مسؤولية الجميع. فإشراك الشباب والنساء والمثقفين في المشروع يضمن استمراريته ويعزز من قوته.

3- بناء منظومة إعلامية قوية:

يعتبر الإعلام هو سلاح العصر الحديث، وبناء منظومة إعلامية تدعم مشروع المقاومة وتنقل رسالتها إلى العالم يساهم في كسب التعاطف الدولي وفضح ممارسات العدو.

4- التكامل بين العمل العسكري والمدني:

حتى لو كانت المقاومة المسلحة ضرورية في بعض الأحيان، فإنها لا تكفي وحدها لتحقيق التحرر الكامل. التكامل بين العمل العسكري والمدني يضمن استدامة المشروع ويعزز من شرعيته.

5- المقاومة كقوة ضغط على الحكومات واللوبيات العالمية:

تحويل المقاومة إلى مشروع أمة لا يقتصر على تحرير الأرض أو الدفاع عن الحقوق، بل يتعدى ذلك ليصبح أداة ضغط فعالة على الحكومات واللوبيات العالمية، بما في ذلك اللوبي الصهيوني الذي يتمتع بنفوذ واسع في العديد من الدول. هذا الجانب الاستراتيجي يعزز من قدرة المقاومة على التأثير في السياسات الدولية ودعم القضية التي تناضل من أجلها.

دور الأفراد كقوة إسناد للمقاومة:

1- الوعي بالقضية:

لمعرفة موقعك من أي قضية فالخطوة الأولى لدعم أي مقاومة هي فهم القضية التي تناضل من أجلها. عندما يكون الأفراد على دراية بتفاصيل القضية وأبعادها التاريخية والسياسية، يصبحون أكثر استعدادا لتقديم الدعم اللازم، ويكونون هم رسل هذه القضية، وما الطوفان عنا ببعيد، وكيف أثرت الحرب الأخيرة على وعى الناس من الأوروبيين والأمريكان وغيرهم.

2- المشاركة الفعالة:

يستطيع كل فرد أن يكون جزءا من مشروع المقاومة بطريقته الخاصة. البعض يشارك عبر العمل التطوعي، والبعض الآخر عبر الكتابة أو التبرعات المالية أو حتى نشر الوعي عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

3- التضحية والصمود:

تحتاج المقاومة إلى أفراد مستعدين للتضحية والصمود أمام التحديات. التضحية ليست بالضرورة مادية أو جسدية؛ قد تكون التضحية بالوقت والجهد لدعم المبادرات التي تخدم القضية، ولدينا نماذج كثيرة سواء كانت منظمات مدافعة عن المقاومة في حقها المشروع أو أفراد أصبحوا ملء السمع بكلمات مدافع عن القضية الكبرى.

4- نقل الرواية الحقيقية للعالم:

يمكن لأي إنسان في عصر الإعلام الرقمي أن يكون صحفيا ينقل الحقيقة للعالم (فهناك المواطن الصحفي) وينشر الرواية الصحيحة عن القضية التي تناضل من أجلها الأمة ويساهم في كسب الدعم الدولي ويضعف من تأثير الدعاية المضادة.

أمثلة تاريخية: عندما أصبحت المقاومة مشروع أمة

1- الثورة الجزائرية (1954-1962):

تعد الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي نموذجا بارزا لتحول المقاومة إلى مشروع أمة. الشعب الجزائري بأسره كان جزءا من هذه الثورة، سواء عبر الكفاح المسلح أو الدعم اللوجستي أو حتى التضامن الشعبي الذي عزز من صمود الثوار.

2- الانتفاضة الفلسطينية الأولى (1987-1993) والانتفاضة الثانية:

كانت الانتفاضة الفلسطينية الأولى والثانية مثالا حيا على كيف يمكن للأفراد أن يكونوا قوة إسناد للمقاومة. الحجر الذي حمله الأطفال والشباب كان رمزا للإرادة الشعبية التي دعمت القضية الفلسطينية عالميا.

3- حركة التحرر الهندي بقيادة غاندي:

على الرغم من أنها كانت مقاومة سلمية، إلا أن حركة التحرر الهندي بقيادة المهاتما غاندي أثبتت أن الأمة بأكملها يمكن أن تكون جزءا من مشروع مقاومة شامل يعتمد على اللاعنف والمقاطعة الاقتصادية والسياسية.

التحديات التي تواجه تحويل المقاومة إلى مشروع أمة:

1- الانقسامات الداخلية:

إن الاختلافات السياسية والأيديولوجية داخل الأمة تعيق تحول المقاومة إلى مشروع شامل يجمع الجميع تحت مظلة واحدة.

2- الحرب النفسية والإعلامية:

غالبا يستخدم الأعداء الإعلام والحرب النفسية لتشويه صورة المقاومة وإضعاف الروح المعنوية للأفراد.

3- الضغوط الدولية والإقليمية:

تحويل المقاومة إلى مشروع أمة قد يواجه ضغوطا دولية وإقليمية تهدف إلى إفشاله أو تقويضه.

نحو مقاومة مستدامة ومشروع حضاري:

المقاومة ليست مجرد فعل مؤقت ينتهي بتحقيق هدف معين؛ إنها حالة دائمة تعكس إرادة الأمة في الحفاظ على حقوقها وكرامتها وهويتها. لتحويل المقاومة إلى مشروع أمة حقيقي ومستدام، يجب أن تتضافر جهود الجميع من القادة إلى الأفراد العاديين في إطار رؤية استراتيجية واضحة وشاملة. عندما يدرك كل فرد دوره ومسؤوليته تجاه هذا المشروع، تصبح الأمة بأكملها قوة إسناد لا تُقهر لمقاومتها.

مقالات مشابهة

  • أول بث مباشر بمسجد الإمام الليث بالتليفزيون المصري.. الشيخ أحمد نعينع يؤم الصلاة
  • نادر مصطفى: ربط البحرين الأحمر والمتوسط بخط سكة حديد شريان رئيسي لبرامج التنمية
  • الكشف عن مشروع كورنيش سيدي علي بن حمدوش على ضفاف واد أم الربيع
  • صلاح الدين.. إطلاق مشروع إعادة تأهيل حي الضباط في تكريت
  • «انتيسا سان باولو» تتوقع نمو الاقتصاد المصري 4.2% وتخفيض الفائدة في المركزي
  • حسني بي: تقييم نجاح السياسة النقدية للمركزي يعتمد على مؤشر رئيسي واحد
  • المقاومة: سلاح الأمة في مواجهة التحديات
  • جمعية الحكمة تنفذ مشروع العربة المتنقلة للخدمات الصحية والتغذوية المتكاملة في عدن
  • برلمانية الحزب المصري الديموقراطي: الطب «مهنة راقية» ونكن لها كل الاحترام والتقدير
  • النائب حازم الجندى: الصناعة قاطرة التنمية ومبادرات الدولة تدعمها وتجذب الاستثمارات