أسعار الغذاء العالمية معرضة لخطر الارتفاع بسبب أسوأ موجة جفاف بتاريخ البرازيل
تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT
تواجه البرازيل، التي تعد واحدة من أكبر القوى الزراعية في العالم، أسوأ موجة جفاف في تاريخها، ما يهدد بارتفاع أسعار الغذاء عالميا ويُحدث تداعيات هائلة على اقتصادها، وفق ما ذكرته وكالة بلومبيرغ في تقرير لها.
ومع تأثر المحاصيل الرئيسية مثل البن، والسكر، وفول الصويا، فإن الأثر الاقتصادي والبيئي لهذا الجفاف الطويل يمتد بعيدا خارج حدود البرازيل بحسب الوكالة.
ومع تزايد تأثير التغير المناخي، أصبحت هذه الفترات الطويلة من الجفاف هي القاعدة، وهذا يقلب الحياة والاقتصادات رأسا على عقب.
محاصيل رئيسة في خطروتقول بلومبيرغ إنه بالنسبة للمزارعين مثل جوزيه أورلاندو سينترا فيلهو، الذي يعمل في زراعة البن منذ 36 عاما، فإن الوضع غير مسبوق. لم تهطل الأمطار على محاصيله من البن لأكثر من 6 أشهر، وهذا أدى إلى فشل الأزهار البيضاء المعتادة في الظهور، وهي الأزهار التي تشير إلى موسم حصاد جيد لنبات البن "أرابيكا"، الذي يُستخدم في منتجات شركات عالمية مثل ستاربكس.
البرازيل تعد مصدرا لثلث إمدادات البن في العالم ونصف تجارة السكر العالمية (رويترز)ولا يقتصر تأثير الجفاف على الإنتاج المحلي فقط، بل يمتد إلى العالم أجمع. فالبرازيل تعد مصدرا لثلث إمدادات البن في العالم ونصف تجارة السكر العالمية. وأي تعطيل في إنتاجها يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار هذه السلع على مستوى العالم.
وذكرت الوكالة أن العقود الآجلة للبن العربي "أرابيكا" ارتفعت بنسبة 11% في سبتمبر/أيلول الماضي وحده، مسجلة أعلى مستوى لها منذ 13 عاما.
ورغم تباطؤ الزيادة قليلا في الأيام الأولى من أكتوبر/تشرين الأول الحالي، فإن الأسعار لا تزال مرتفعة، ويظل خطر فشل المحاصيل المستقبلية قائما.
وبالمثل، ارتفعت العقود الآجلة للسكر الخام في نيويورك بنسبة 16% في سبتمبر/أيلول الماضي، واستمرت الأسعار في الارتفاع لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ 7 أشهر.
الحرائق تفاقم الكارثةوتذكر بلومبيرغ أنه إلى جانب تأثير الجفاف، تسببت الظروف القاسية في اندلاع حرائق واسعة النطاق، وهذا زاد من تفاقم الأزمة البيئية والاقتصادية. ففي أغسطس/آب الماضي، شهدت ولاية ساو باولو، التي تعد أكبر منتج للسكر في البرازيل، حرائق غير مسبوقة دمرت مساحات كبيرة من محاصيل قصب السكر.
وتقدر بلومبيرغ أن الحرائق لا تهدد فقط إنتاج السكر في البرازيل، بل تسهم أيضا في إطلاق كميات هائلة من غازات الاحتباس الحراري، وهذا يزيد من أزمة المناخ. ومع احتراق الغابات وانبعاث ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، يستمر تقلص غابات الأمازون بسرعة مخيفة، مما يزيد من تفاقم المشاكل البيئية.
البرازيل هي مصدر رئيس للعديد من السلع الأساسية، مثل فول الصويا، الذي يستخدم في تغذية الحيوانات والوقود الحيوي (رويترز) أزمة النقل والطاقةويعتمد نقل بعض المنتجات الزراعية التي تنتجها البرازيل أيضا على الأمطار. وانخفضت مستويات المياه في بعض الموانئ الرئيسة المعروفة باسم "القوس الشمالي"، وهي مجموعة من الموانئ المسؤولة عن حوالي ثلث صادرات البلاد من فول الصويا.
وإذا استمرت موجة الجفاف، فقد تضطر شركات النقل مثل هيدروفيا دو برازيل إلى تقليل حجم الشحنات لتتمكن البواخر الأخف وزنا من الإبحار عبر النقاط الحرجة.
وتقول بلومبيرغ إن وضعا مشابها أدى العام الماضي إلى انخفاض توقعات الأرباح لشركة النقل.
وتعتمد البرازيل أيضا على الطاقة المائية لتوليد ثلثي احتياجاتها من الكهرباء، ومع نقص الأمطار ارتفعت أسعار الكهرباء، وهذا زاد من الأعباء الاقتصادية.
ووفقا للاقتصادي برولو بورخيس، قد يضيف هذا الجفاف حوالي 0.3% إلى معدل التضخم بنهاية العام، وأضاف: "الجفاف يزيد من الضغط على التكاليف ويحد من نمو الناتج المحلي الإجمالي".
تداعيات عالميةوالجفاف في البرازيل ليس مجرد أزمة محلية؛ بل له تداعيات واسعة على الأمن الغذائي العالمي. فالبرازيل هي مصدر رئيسي للعديد من السلع الأساسية، مثل فول الصويا، الذي يستخدم في تغذية الحيوانات والوقود الحيوي.
وإذا استمر الجفاف، فقد يؤدي ذلك إلى تأخير زراعة محصول فول الصويا المقبل، مما يزيد من الضغط على الإمدادات العالمية، وفق بلومبيرغ.
وساهمت المخاوف من تأخير الحصاد في دفع الأسعار إلى الارتفاع في بورصة شيكاغو، وقال ماركوس جانك، أستاذ الزراعة العالمية في جامعة إنسبير في حديث لوكالة بلومبيرغ: "العالم لا يعتمد فقط على البرازيل، ولكن عندما تواجه البرازيل مشاكل كبيرة مثل هذا الجفاف، يمكن أن يؤثر ذلك بشكل كبير على الأسعار العالمية."
واستجابةً لهذه الأزمة، أعلنت الحكومة البرازيلية أن المزارعين المتضررين من الحرائق والجفاف سيكون لديهم إمكانية الوصول إلى خطوط ائتمان خاصة للمساعدة في استعادة الأراضي المتضررة، في وقت تم توفير 6.5 مليارات ريال (1.2 مليار دولار) من خطة المحاصيل الوطنية لدعم هؤلاء المزارعين بشروط اقتراض أفضل من السوق.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فول الصویا یزید من
إقرأ أيضاً:
مكبلون بالأصفاد.. البرازيل تستدعي السفير الأمريكي بسبب معاملة المهاجرين
استدعت الحكومة البرازيلية، الاثنين، أعلى مبعوث في السفارة الأمريكية لدى برازيليا لتقديم شرح عن المعاملة "المهينة" التي تلقاها مهاجرون برازيليون خلال عملية ترحيلهم من الولايات المتحدة إلى بلادهم الأسبوع الماضي، وفق ما أفاد مصدر رسمي وكالة "فرانس برس".
واستدعت الخارجية البرازيلية القائم بأعمال السفارة الأمريكية غابريال اسكوبار بعد أن أعربت عن غضبها إزاء وصول مهاجرين مكبلين بالأصفاد.
ويأتي هذا الخلاف في الوقت الذي تستعد فيه دول أميركا اللاتينية للتعامل مع عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السلطة ببرنامج عمل متشدد ضد الهجرة.
#BreakingNews Brazil will request explanations from #Trump's administration for what it described as “disrespect for the fundamental rights” of 88 undocumented migrants deported from the US who were handcuffed during their journey, according to the Brazilian Foreign Ministry. pic.twitter.com/GJfqszNV7i
— Brasil de Fato in English (@brasildefato_en) January 27, 2025وانتقدت الحكومة البرازيلية السبت "التجاهل الصارخ" لحقوق عشرات المهاجرين المطرودين من الولايات المتحدة، حيث قال بعضهم إنهم حُرموا من الماء والذهاب إلى دورات المياه خلال رحلة العودة.
وأظهرت لقطات بثها التلفزيون البرازيلي بعض المهاجرين وهم ينزلون من الطائرة المدنية وأيديهم وأرجلهم مقيدة بالأصفاد.
#ULTIMAHORA
???? FUERON TORTURADOS Y AGREDIDOS los Brasileños que fueron deportados por EU
Cuentan como fueron esposados por 50 horas, que los llevaron en un avión viejo que se descompuso y no tenía aire y como muchos fueron golpeados. El presidente @LulaOficial al saber de esto… pic.twitter.com/md6477fv1P
وأفاد مصدر حكومي وكالة "فرانس برس" أن عملية الترحيل لم تكن مرتبطة بالأوامر التي أصدرها ترامب لدى توليه منصبه الاثنين الماضي، بل نتيجة اتفاق ثنائي أبرم عام 2017.
Brazil summons US envoy over treatment of deported migrants https://t.co/f1BLnxTB24
— Inquirer (@inquirerdotnet) January 28, 2025وتشير تقديرات وزارة الأمن الداخلي الأميركية إلى وجود نحو 11 مليون مهاجر غير مسجل في الولايات المتحدة.