سواليف:
2025-04-10@06:56:08 GMT

الأردن وسط طوارئ الحرب

تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT

#الأردن #وسط #طوارئ_الحرب _ #ماهر_أبوطير

مساء الثلاثاء الأول من شهر تشرين الأول كان الأردن وسط الحرب مجددا، وكل المضمون الرسمي يؤشر على شبه حالة طوارئ، حتى وإن لم يقل ذلك أحد بشكل مباشر.

سماءات عمان وأخواتها كانت معبرا للصواريخ الإيرانية نحو إسرائيل، وهذه المرة كانت الصواريخ منخفضة وواضحة، وشاهدها أغلب الأردنيين من مناطق مختلفة، وقاموا بتصويرها، مقارنة بضربة شهر نيسان، فيما تناقل الآلاف مقاطع الفيديو لعبور الصواريخ، وكثيرون سمعوا أصوات التفجيرات واهتزت جدران المنازل، ولم نسمع صفارات الإنذار لسبب ما.

الأردن وإن لم يقل رسميا إنه وسط الحرب، إلا أن الواقع يقول ذلك فهو وسط هذه الجبهات، وقبل أيام سقط صاروخ قادم من لبنان، إلى فلسطين المحتلة، في منطقة الموقر القريبة من عمان، وحين تحلل موقع الأردن الجغرافي فهو وسط التراشقات المحتملة من إسرائيل وإيران والعراق وسورية ولبنان وفلسطين واليمن التي تطلق صواريخها نحو إيلات المجاورة للعقبة.

مقالات ذات صلة تأملات قرآنية 2024/10/03

كان السؤال الأبرز يتعلق بالسيناريو المقبل، وهل سنجد أنفسنا في الأردن وسط درجة أعلى من الحرب، بما يستلزم من الناس اتخاذ إجراءات إضافية من تخزين الوقود والغذاء وغير ذلك، وهو أمر لم نشهده في الأردن مساء الثلاثاء، برغم التوتر النفسي من احتمالات سقوط الصواريخ على بيوت الأردنيين، والإجابة على هذا السؤال ترتبط بأكثر من نقطة.

النقطة الأولى تتعلق بالرد الإسرائيلي المحتمل، وعلى الأرجح لن ترد إسرائيل بطريقة كبيرة، تؤدي إلى اشتعال كل المنطقة، وستفضل التركيز على لبنان اليوم، إضافة إلى أن الرد الإسرائيلي قد يأتي بأشكال مختلفة، لا تريد إسرائيل تحمّل مسؤوليتها علنا، من احتمال اغتيال علي خامنئي، وصولا إلى تفجيرات في الداخل الإيراني، وغير ذلك، دون أن يتم نسبها لإسرائيل التي لا تفضل الآن ربما توسعة دائرة الحرب بشكل أصعب، لا تحتمله أيضا واشنطن.

كما أن النقطة الثانية تتعلق بالإيرانيين، حيث أن ردهم كان مفاجئا، لكنه محدود ومنخفض الأهداف، لأن إيران لا تريد الذهاب للحرب الآن، وتفضل إعادة بناء سمعتها بعد اتهامات أهل المنطقة لها بكونها تخلت على حلفائها، وضربة الثلاثاء عمليا محاولة لإعادة صناعة السمعة، بعد اغتيالات إسماعيل هنية وحسن نصر الله، وغيرهما من قيادات، لكنها ضربة محددة المستهدفات، فهي لا تؤدي الى حرب كبرى، وهي أيضا مفيدة في استرداد السمعة وسط العرب، واللافت للانتباه هذه المرة أن حركة الطيران في الإقليم بقيت طبيعية خلال بداية الضربة، ولم يتم وقفها مسبقا، مثلما حدث في الضربة الماضية، وبحقيقة الحال فإن نتائج الضربة ستبقى مخفية، ولن تسمح إسرائيل بكشف الخسائر لاعتبارات الجبهة الداخلية الإسرائيلية.

إيران ذاتها غازلت واشنطن في الأمم المتحدة مؤخرا، على لسان رئيسها الحالي، ومسؤولون في إيران صرحوا علنا أن إيران لن تتدخل بالجند والسلاح، لأن الجماعات المحلية في فلسطين واليمن، تتولى مهمة الدفاع عن حالها، كما أن وزير الخارجية الإيراني صرح أن الضربة انتهت بهذه الرشقات إلا إذا قررت إسرائيل الرد، وكأنه يقول لا تردوا حتى لا ننفذ عمليات جديدة، وهذا يعني أن إيران في المحصلة تحاول الموازنة بين سمعتها بين العرب، وبين مصالحها كدولة وشعب، وبين محاولات تحييد الأخطار، والدفع الضمني لعقد تسوية معها، وهي تسوية ستعني في لحظة ما أن كل الجماعات الضاغطة في فلسطين ولبنان والعراق واليمن، كانت تتولى مهمة التأثير على إسرائيل، لغايات تكييش الحسابات الإستراتيجية لصالح طهران.

في كل الأحوال نستذكر اليوم زيارة وزير الخارجية أيمن الصفدي إلى طهران، ومحاولات إقناع إيران بعدم استعمال الأردن ممرا للرد، وكانت الإشارات إيجابية، إلى درجة توقع تحسن العلاقات الإيرانية الأردنية، لكن ما حدث الثلاثاء كان العكس تماما، بما يعني أن الزيارة إلى طهران لم تحقق أي نتيجة، والشعور بالإيجابية المحتملة انهار بشكل مباغت في ليلة واحدة.

تبقى المفاجآت واردة خصوصا أن خبراء إيران الإستراتيجيين قد يقولون إن استمرار جدولة رد الفعل والسكوت والصبر، سيؤدي في النهاية إلى وصول السيف إلى عنق إيران، فلماذا ننتظر أصلا، ونحن ندرك أن دورنا مقبل على الطريق، وستكون كل جبهاتنا المساندة ضعيفة؟.

ليلة الثلاثاء كان الأردن وسط الحرب، أكثر من أي مرة ماضية.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الأردن وسط طوارئ الحرب الأردن وسط

إقرأ أيضاً:

إسرائيل قتلت كل شيء

غزة (الاراضي الفلسطينية)"أ ف ب":

يروي فلسطينيان كانا معتقلين في سجون إسرائيلية وخرجا بموجب اتفاق الهدنة الأخير أنهما لا يزالان تحت وقع الصدمة بعد أن واجها بمرارة الواقع في قطاع غزة حيث، بالنسبة الى كثيرين، قتل كل أفراد عائلاتهم، ودّمّرت منازلهم خلال الحرب الدامية بين إسرائيل وحركة حماس.

بين هؤلاء، ياسر أبو دقة الذي يقول إنه لم يتبق من عائلته الكبيرة سوى شقيقته وابنة أخيه، ويتحدّث عن "مشاعر صعبة جدا جدا".

ثم يقول "لكنه قضاء الله عز وجل".

قضى أبو دقة الذي كان ناشطا في حركة الجهاد الإسلامي، 18 عاما داخل سجن إسرائيلي دخله وعمره 20 عاما بعد اعتقاله في العام 2006 أثناء المواجهة التي حصلت بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وخلال عملية إسرائيلية في المناطق الشرقية من خان يونس في جنوب القطاع.

ووفقا لمعطيات وزارة العدل الإسرائيلية، أدين أبو دقة بتهم باطلة عدّة بينها المشاركة في تدريبات عسكرية والتجسس وحيازة سلاح وإطلاق نار والعضوية في تنظيم مسلّح والتواصل مع منظمة معادية ومحاولة القتل. وحُكم عليه بالسجن لمدة 27 عاما.

في الحرب المتواصلة في غزة منذ 18 شهرا، فقد المعتقل والدته وشقيقه حسين الذي قتل مع زوجته وأبنائهما الخمسة، وشقيقه حسن وعددا من أبناء عمومته. أما منزل العائلة فدمّره القصف الإسرائيلي في منطقة عبسان الكبيرة شرق خان يونس وحوّله إلى ركام. وقد علم بالغارة في اليوم من الأول من الحرب التي اندلعت بعد هجوم مباغت لحماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.

- "قتلوا الفرح" -

في المقبرة التي توجّه إليها مباشرة بعد الإفراج عنه في مطلع فبراير ووصوله الى قطاع غزة، يستذكر أبو دقة، وقد لفّ جبينه براية سرايا القدس، الجناح العسكري للجهاد الإسلامي، أمه التي "كانت تنتظر لحظة الإفراج عني واحتضاني".

ويضيف "عندما زارتني قبل الحرب بأسبوع كانت عائدة من الحج، قالت لي: ستخرج من السجن.. سنزوّجك ونبني لك منزلا، والمرة القادمة سنحجّ معا".

أما ابنة أخيه تالا التي استقبلته بفرح مرتدية ثوبا فلسطينيا مطرزا باللونين الأسود والأحمر، فيقول عنها أبو دقة "تذكّرني برائحة أهلي.. بنت ذكية وجميلة مثل إخوتها الذين استشهدوا".

ويتابع "قالت لي: لم يعد لي غيرُك، أريد أن تنتبه لنفسك وأن تبقى بجانبي".ثم يضيف وهو يحدّق في الفراغ "إسرائيل قتلت الفرحة، قتلت كل شيء".

يعيش أبو دقة اليوم في منزل أحد أقاربه، بعد أن صار منزل عائلته كومة من الحجارة التي علقت بينها مقتنيات العائلة وأثاثها واختلطت بأنابيب الصرف الصحي الملتوية والأسلاك المقطعة.

وأدّت الحرب المدمرة في قطاع غزة إلى مقتل 50695 شخصا على الأقل، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقا لبيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

وحصلت هدنة أولى لمدة أسبوع، في الحرب، بعد شهر على اندلاعها في نوفمبر 2023. وأتاحت المرحلة الأولى من هدنة ثانية استمرت حوالى الشهرين وانتهت في الأول من مارس، عودة 33 رهينة إلى إسرائيل بينهم 8 قتلى، فيما أفرجت إسرائيل عن نحو 1800 معتقل فلسطيني من سجونها بينهم المئات من قطاع غزة.

ووفقا لمكتب إعلام الأسرى التابع لحماس، يبلغ عدد المعتقلين الفلسطينيين من قطاع غزة في السجون الإسرائيلية منذ بدء الحرب وحتى مطلع مارس، 1555.

ويقول المكتب إن هذا الرقم "المعترف به من مصلحة السجون الإسرائيلية، لا يشمل كافة معتقلي غزة" في إسرائيل.

بين العائدين أيضا، المهندس الميكانيكي مصطفى قنديل الذي اعتقل بعد شهرين من اندلاع الحرب. ويقول قنديل إن ابنه القاصر محمد وشقيقه درويش اللذين اعتُقلا معه أُفرج عنهما بعد نحو شهر، في حين قضى هو سنة وشهرين تقريبا وأفرج عنه في الثامن من فبراير 2025 في إطار صفقة التبادل الأخيرة.

في الخامس من فبراير الماضي، أخبر محامي هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين قنديل (43 عاما) بمقتل زوجته وأربعة من أبنائه الخمسة أصغرهم ابنته غنى التي كان عمرها سبعة أشهر.ويقول "كانت صدمة. لم أصدّق الخبر.. حتى أنني لا أستطيع تذكّر ماذا فعلتُ حينها من هول الصدمة".

- "قبر جماعي" -

كما فقد قنديل والدته وعائلة شقيقه درويش المؤلفة من سبعة أفراد وشقيقا آخر له، بعد قصف منازلهم في دير البلح في وسط قطاع غزة.ويقول "فقدت كلّ شي، لم يتبق لي شيء أخسره.. العائلة والبيت وتعب 20 سنة وضعته في بنائه، وعملي".ويضيف "كم تمنيت لو كان حلما أصحو وأجده قد انتهى".ويقول قنديل إنه يعمل حاليا على بسطة لبيع المواد الغذائية مع ابنه، الوحيد من أفراد العائلة الذي بقي حيا لأنه كان معتقلا عندما قُصف البيت.

ويعيش قنديل الذي يقول إنه فقد 60 كيلوغراما من وزنه خلال الاعتقال، مع ابنه في خيمة نصباها في أرض خلاء في دير البلح.

ويروي الابن محمد البالغ من العمر 16 عاما أنه قضى أربعة أشهر في البحث عن والدته وأشقائه. "كنت أتصل بهاتف والدتي، لكن أحدا لم يكن يجيب". وتمكّن من الوصول إلى موقع المنزل بعد انسحاب للجيش الإسرائيلي من المنطقة. ويضيف "استخرجناهم في أبريل 2024.. كانوا أشلاء ودفنناهم في قبر جماعي".

مقالات مشابهة

  • في حال لم تبرم اتفاقاً.. ترامب: إسرائيل ستكون قائد الهجوم العسكري على إيران
  • الحرب علي غزة.. تراجع غير مسبوق في عدد المواليد في إسرائيل عام 2024
  • ماكرون يدين استهداف إسرائيل لطواقم الإسعاف في غزة
  • ماذا قالت أمريكا عن طبيعة المحادثات النووية مع إيران؟
  • سعر الذهب في الأردن اليوم الثلاثاء 8 أبريل 2025.. وعيار 21 يسجل هذا الرقم
  • ترامب يعلن عن محادثات مباشرة مع إيران وخيبة أمل في إسرائيل
  • تقرير خاص لـCNN: إيران تجند مراهقين سويديين فيحربها الخفية ضد إسرائيل
  • تأكيد أردني مصري فرنسي على ضرورة وقف الحرب
  • إسرائيل قتلت كل شيء
  • تقرير: إسرائيل قلقة من تقارب السودان مع إيران