“الشرق الأوسط: رقصة السياسة على حدود الرمال”
تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT
” #الشرق_الأوسط: #رقصة #السياسة على حدود الرمال”
دكتور #هشام_عوكل استاذ ادارة الازمات والعلاقات الدولية
في زاوية المسرح السياسي للشرق الأوسط، حيث تجتمع التراجيديا بالسخرية في مشهد يبدو أقرب إلى فيلم هزلي منه إلى واقع معيش، ظهر نتنياهو على المنصة الأممية خالقاً خريطته الجديدة، كالساحر الذي يخرج أرنبًا من قبعته.
ففي عرض لا تُدرك حدوده تماماً، نسيا السيد نتنياهو تواصل إسرائيل رفضها لترسيم الحدود، حتى مع عروض السلام الخجولة التي تقدمها بعض الدول العربية. يُخيل لك في بعض الأحيان أن الحدود هي مجرد خطوط في الرمال، تزول تحت أول هبّة ريح أو ربما تحت ثقل اللامبالاة السياسية.
النصوص الدينية تُستخدم كحجة للتوسع العسكري، وهنا يصير المشهد عبثياً، كما لو كانت تلك النصوص تقول “باركوا الصواريخ”. ولا يمكننا إغفال الدور الأمريكي المعتاد، الذي يظهر من خلال القواعد العسكرية المنتشرة في الشرق الأوسط مثل نقاط التفتيش في لعبة لا تنتهي حيث الدعم الاقوى لمشروع الغربي بالشرق الاوسط “اسرائيل وعند الحديث عن “ممر ديفيد” الممتد من الجولان إلى العراق، ذلك الحلم الاشرس الجديد لتوسيع النفوذ.
تظهر تصريحات ترامب، تلك الكلمات التي ممكن التي ترفع من نسبة انتخابات القادمة و التي تلمح إلى توسيع الحدود وكأنها فطيرة يقتسمها الجميع. يبدو الواقع الجيوسياسي وكأنه مزاد للأرض حيث اليمن وسوريا ولبنان وفلسطين تصبح عناصر الشطرنج في لعبة أكبر بكثير مما نحلم.
مقالات ذات صلة يوم المعلم.. نعتذر لاننا لم نجعلك ايقونتنا…! 2024/10/05بعد مرور عام على حرب أكتوبر 2024، والتاريخ يزكرنا في انهيارات الإمبراطوريات عالمية القديمة؟ كانت تلك الأسماء مثل الدولة العثمانية والاتحاد السوفيتي بالقرن العشرين والقرن الحالي قد تساقطت كأوراق الخريف، بينما ظل الحق لأصحاب الأرض بانتظار لحظة اكتمال موسمه. هل الأمل بالتحرير الوطني يضيف النور أم اليأس يزيد الظلمة؟ تلك هي الأسئلة التي تبقى معلقة في المجتمعات المتأرجحة بين المقاومة والاحتلال.
السلام الإبراهيمي بدا كحلم جميل يغنيه السياسيون عند الغسق. لكن طالما أن إسرائيل تواصل السير على حبل القانون المشدود دون توازن، يبقى هذا السلام في مأزق البحث عن مصداقية. فهل يمكن أن تنهار الروابط بين الغرب وأمريكا من جهة وإسرائيل تحت ضغط معركة الحق والعدالة؟
هل اجتياح إسرائيل للبنان قادر على تغيير معادلة الصراع أو كبح فكرة المقاومة؟ أم أن هذا الاجتياح سيولد مجرد فصل جديد من فصول المقاومة؟ بناء “سلام عادل” يبدو أحياناً كالسهم الموجه إلى قلوب الأمم التي تبحث في كل صباح عن معجزة.
وفي النهاية، هل يمكن لاغتيال شخصيات مثل هنية ونصر الله أن يطمس فكرة التحرر أو يلغي الحقوق الوطنية؟ في السرديات التاريخية العظيمة، لطالما كان الأمل والإصرار هو الوقود الحقيقي للتغيير.وهل سيكون الصبر الاستراتيجي سلاح المعركة القادمة؟ تظل الأسئلة أكثر من الأجوبة، تمامًا كما هو الحال في كل فصلٍ جديد من هذه الملحمة غير المكتملة
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الشرق الأوسط رقصة السياسة
إقرأ أيضاً:
مجلس الأمن الدولي يمدد عمل قوة حفظ السلام على حدود سوريا
وافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع على قرار يقضي بتمديد عمل قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة على الحدود السورية، ويؤكد على ضرورة عدم وجود أنشطة عسكرية في المنطقة العازلة منزوعة السلاح.
وبموجب القرار الذي تم تبنيه في مجلس الأمن، يتعين على "إسرائيل" وسوريا الالتزام "باحترام اتفاقية فض الاشتباك بين القوات لعام 1974 بدقة وبشكل كامل"، والتي أنهت حرب عام 1973 بين سوريا وإسرائيل وأنشأت المنطقة العازلة، وشاركت الولايات المتحدة وروسيا في رعاية القرار.
وقرر مجلس الأمن تمديد تفويض قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة التي تراقب منطقة الحدود، والمعروفة باسم قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك، حتى 30 حزيران/ يونيو 2025، ودعا المجلس إلى وقف جميع العمليات العسكرية في جميع أنحاء البلاد بما في ذلك منطقة عمليات قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك.
وكان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قال يوم الثلاثاء الماضي إن "القوات الإسرائيلية ستحتل المنطقة العازلة في المستقبل المنظور"، وذلك في أعقاب توغل الجيش الإسرائيلي في المنطقة العازلة بعد وقت قصير من انهيار حكومة الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد.
وأمس، قال وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، إن على الجيش البقاء في جبل الشيخ والمنطقة العازلة بهضبة الجولان المحتلة مع سوريا، وكذلك بلدتي الخيام والعديسة اللبنانيتين حتى يتمكن المستوطنون "من العيش بسلام".
وأضاف أنّ "الدمار الذي صنعناه في البلدات اللبنانية، بحاجة إلى سنوات طويلة ليتمكنوا من إعادة إعماره، وبالنسبة للحوثيين "فقد لمسوا مدى قوة إسرائيل مثل حزب الله في لبنان وفي سوريا وفي إيران"، مشددا على أن "إسرائيل لن تتوقف إلا بعد أن تقطع كافة أذرع الأخطبوط والقضاء عليه"، على حد وصفه.